|
بعد سبع سنوات عن الأحداث الإرهابية ، أين المغرب من خطر الإرهاب ؟
سعيد الكحل
الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 04:20
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
حلت الذكرى السابعة للأحداث الإرهابية التي هزت الوجدان المغربي ليلة 16 مايو 2003 في وقت كان الاعتقاد سائدا بأن المغرب يعيش الاستثناء ولن يعرف الإرهابيون إليه سبيلا . وحتى عند الإعلان عن اكتشاف الخلايا النائمة تعالت الأصوات منكرة على الدولة إجراءات الاعتقال والمحاكمة في حق أعضاء تلك الخلايا . لكن ، وابتداء من الليلة الدامية إياها سيدرك المغاربة والمسؤولون أن الإرهاب الذي يستهدف الشعب والوطن هو نتيجة لعقود من الإهمال والتسيب والفوضى في الحقل الديني الذي حوله التيار المتطرف إلى مشتل لتفريخ الانتحاريين بفعل ثقافة القتل وفقه التكفير اللذين ينشرهما هذا التيار دون حسيب ولا رقيب . وحيثما انتشرت هذه الثقافة إلا وتجدر الإرهاب واتخذ له سبلا عدة في التأطير والاستقطاب . وتواترت الأحداث الإرهابية بما يفند مزاعم الذين يتوسلون في الفقر والتهميش تبريرا لجرائم المتطرفين وميولاتهم العدوانية لمّا تصدّر لائحة المعتقلين أشخاص ذوو كفاءات علمية أو مهنية ولا يعانون التهميش ولا البطالة . فكانت هذه المدة الزمنية الممتدة من 2003 إلى الآن كافية لتصحح الأفكار وتحصر عوامل الإرهاب في عقائد التكفير وثقافة القتل التي تتغذى على التراث الفقهي المنغلق الذي أنتجته سياقات تاريخية ولى زمانها . وهذا ما اهتدى إليه أخيرا ثلة من علماء المسلمين في مؤتمر عقدوه نهاية أبريل 2010 في ماردين بجنوب شرق تركيا حيث أفتوا ببطلان فتاوى ابن تيمية في الجهاد والتكفير والتي اتخذها المتطرفون سندا شرعيا لأعمال القتل والتخريب ، ولتقسيم العالم إلى "دار إسلام" و"دار كفر" . والآن ، وبعد مرور هذه المدة الزمنية عن تلك الأحداث الدامية ، يحق لنا التساؤل حول مدى تضاؤل أو تزايد خطر الإرهاب . لا شك أن العدد الكبير من الخلايا الإرهابية التي أعلنت السلطات الأمنية عن تفكيكها طيلة هذه المدة والتي لا تقل عن الثمانين خلية إن لم تزد ، يحمل لنا الجواب العنيد بكون الخطر لا زال محدقا ومتزايدا . وآية ذلك ما يلي : 1 ـ أن الخلايا التي تم تفكيكها في الثلاث سنوات الأخيرة هي من التنظيم والتأطير والتسلح ما لم تصله الخلايا السابقة التي ظلت ، في مجملها ، محدودة في أعضائها ووسائلها . 2 ـ أن الخلايا الحديثة ذات ارتباطات مباشرة بتنظيم القاعدة الذي يتولى تحديد أهدافها بما يتناسب مع إستراتيجيته الرامية إلى عولمة الإرهاب وتصديره إلى دول العالم . وفي هذا الإطار يأتي دور الخلايا الإرهابية في تجنيد المقاتلين للالتحاق ببؤر التوتر التي يسعى تنظيم القاعدة إلى التحكم في مجريات القتال بها كما هو الحال في العراق والصومال واليمن وأفغانستان . 3 ـ أن هذه الخلايا ذات امتدادات دولية ويشرف عليها أعضاء من خارج الحدود ، كما هو الشأن بالنسبة للخلية الأخيرة التي أعلن عن تفكيكها في 26 أبريل الماضي ، والتي يتزعمها انطلاقاً من فرنسا، أحمد السحنوني، وهو فرنسي من أصل مغربي . 4 ـ أنها على علاقة بشبكات الجريمة المنظمة خاصة في منطقة الساحل والصحراء حيث تنشط هذه الشبكات في تهريب المخدرات والسلاح والبشر . ويساعدها في هذا ضعف التنسيق الأمني والعسكري بين دول المنطقة ، وكذا الامتداد الجغرافي وتضاريسه الصحراوية التي توفر الملاذ الآمن للتخزين والاختفاء والتدريب واختطاف الرهائن . 5 ـ تركيز تنظيم القاعدة على تشكيل قاعدته الخلفية في شمال إفريقيا وخاصة الشريط الساحلي الصحراوي . مما يجعل خطر تنظيم القاعدة يتسع ويتمدد على طول الحدود المغربية مع الجزائر وموريتانيا . 6 ـ عودة المغاربة المقاتلين من العراق وأفغانستان للانضمام إلى صفوف القاعدة بالمغرب الإسلامي وقد باتوا على دراية كبيرة بصنع المتفجرات وحرب العصابات . ولا ننسى أن المغاربة الأفغان الذي عادوا من القتال في أفغانستان ، أشرفوا على تكوين الخلايا الإرهابية ونشر عقائد التكفير التي شكلت معين التطرف ومشتل الإرهاب . وكذلك سيفعل نظراؤهم العائدون من مناطق القتال . 7 ـ انضمام عناصر من البوليساريو إلى تنظيم القاعدة . إذ سيضغط اليأس وانسداد الأفق على مقاتلي البوليساريو بالارتماء في أحضان الإرهاب كملاذ أخير فرضته عليهم قيادة البوليساريو بذيليتها للنظام الجزائري المعادي للوحدة الترابية للمغرب . 8 ـ العداء الذي تكنه الجزائر ضد وحدة المغرب الترابية ينعكس على جهود التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية للدولتين ، مما يعطي للإرهابيين فرصا أوسع للنشاط والتحرك على طول الحدود بتعاون مع عصابات التهريب . كل هذه العوامل وغيرها تجعل خطر الإرهاب في تزايد . الأمر الذي يستوجب اتخاذ ما يكفي من الإجراءات لحماية أمن واستقرار الوطن . وأبرزها : أ ـ دعم المقاربة الأمنية وتوفير ما يستلزمه الوضع من الإمكانات اللوجيستية والبشرية . إذ بفضل يقظة الأجهزة الأمنية وفعاليتها تجنبت بلادنا كوارث حقيقية ومآسي عظيمة . ب ـ تقوية التعاون الأمني والتنسيق الاستخباراتي بين الأجهزة الأمنية في الدول المعنية مباشرة بخطر الإرهاب . ج ـ وضع قوانين صارمة تجرم الإفتاء بالقتل والتكفير أو ما يوحي بهما في حق الأفراد والمؤسسات ، وكذا اتخاذ العقوبات اللازمة ضد من يفتون بالخروج على قوانين الدولة خاصة في مجال الأسرة وحقوق الطفل ، وهي الفتاوى التي تغذي موقف المتطرفين وتدعمه . د ـ مراقبة المنشورات والكتب التي تباع على نطاق واسع ومصادرة كل ما يتعارض مع فقه الاعتدال وثقافة التسامح ضمانا للأمن الروحي وللاستقرار الاجتماعي . هـ ـ إشاعة فقه الاعتدال عبر وسائل الإعلام والمساجد والمؤسسات التعليمية ودعم الكتب التي تتبناه بما يجعلها في متناول أوسع فئات المجتمع خاصة التلاميذ .
#سعيد_الكحل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التطرف ثقافة ومواجهته فرض عين وليس فرض كفاية(4) .
-
التجديد ولعبة وضع السم في العسل؟(3)
-
متى يدرك المثقفون مثل الأستاذ الساسي غلو التجديد وتطرف أصحاب
...
-
وأخيرا أدرك الساسي غلو التجديد وتطرف أصحابها !!(1)
-
الفساد واللاعقاب يقودان حتما إلى الكارثة أو الفتنة .
-
مبادرة -أنصفونا- تخلو من عناصر الاتزان والإنصاف والمصداقية.
-
مبادرة -أنصفونا- بحاجة إلى الوضوح والإقرار وليس الغموض والإن
...
-
مبادرة -أنصفونا- صرخة إنكار وليست مراجعة واعتذار .
-
جماعة العدل والإحسان بين تكتيك الدولة وارتباك القضاء .
-
المرأة بين حركية الواقع وتحجر الفقه .
-
ماذا لو تحولت فاجعة مكناس إلى بداية حقيقية لعهد الحساب والعق
...
-
خلافة الشيخ ياسين قضية عقدية وليست تنظيمية .
-
هل نضجت شروط محاورة معتقلي السلفية الجهادية ؟
-
فتاوى الريسوني : الخفيات والأبعاد .
-
زواج القاصرات جُرم اجتماعي وقانوني .
-
جماعة العدل والإحسان والنبوءة المكذوبة .
-
هل ستكون الأحزاب السياسية في الموعد مع رهان الجهوية ؟
-
من يجر المغرب إلى فتنة الإفتاء ؟
-
أفْغَنَة شمال إفريقيا جزء من إستراتيجية تنظيم القاعدة.
-
ما علاقة طرد المبشرين ومنع بناء المآذن بحرية الاعتقاد ؟
المزيد.....
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|