|
موت الضمير .. قصة قصيرة
هوار بلو
الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 18:10
المحور:
الادب والفن
أخذ الفتى كعادته في كل مساء يتعقب ذلك الشيخ الطاعن في السن المبتور اليد الذي يخرج من صومعة القرية بخطوات متثاقلة متوجهاً صوب ضاحية القرية ليجلس في ظل شجرة البلوط الكبيرة ، ثم يُخرِج قطعة نقود معدنية من جيبه البالي ، وما أن يشرع في تقليبها بين أصابع يده السليمة حتى تنهمر دموعه كالأمطار لتبلل لحيته المائلة إلى البياض . لقد عزم الفتى أن لا يرجع هذه المرة كعادته خالي الوفاض من غير أن يعرف قصة هذا الشيخ الوقور وسرّ قطعة النقود التي يحملها معه . اقترب الفتى بخطوات هادئة من الشيخ و ألقى عليه التحية ، فالتفت إليه الشيخ و ردّ تحيته ، ثم مسح دموعه و قال : - تفضل يا بني اجلس ؟ فجلس الفتى بجانبه ، و سادت فترة من الصمت ، ثم أردف قائلاً : - أيها الشيخ الوقور .. قد تحسب الأمر فضولاً مني ولكن الشوق يغمرني في أن أعرف قصتك مع قطعة النقود هذه .. فقد أصبحتُ متابعاً لشأنك كل مساء .. ترى أي سر هذا الذي يلقي بالحزن على وجهك الوقور ؟ و أي دموع تستحقها هذه القطعة المعدنية العتيقة ؟ لقد عزمتُ هذه المرة أن لا أبرح هذا المكان حتى أستكشف أمرك و أنتزع منك الحقيقة . تعجب الشيخ من جرأته ، و أطرق قليلاً ثم ابتسم قائلاً : - إن قطعة النقود هذه تعني لي الكثير يا بني ، تستطيع أن تقول إنّ لها ذكرى ثمينة عندي ؟ فعاد الفتى يستفسر في فضول : - هل أفهم أنها ذكرى مِن شخص عزيز حالتْ المنية بينك و بينه ؟ فأجاب الشيخ بصوت هادئ : - لا .. إنها تُذكّرني بيوم مهم في حياتي لا أقدرُ على نسيانه . قال الفتى متعجباً : - و أي يوم هذا يا ترى ؟ فأجاب الشيخ : - إنه يومٌ مهم في تاريخ حياتي .. يومٌ مات فيه ضميري و خان فيه لساني معتقدي . الأحرى بي أن أقولَ لك إنّه اليوم الذي تآمرَتْ فيه جوارحي على روحي ، و طينتي على طهارتي .. ففي هذا اليوم قرّرتُ أنْ أبيع معتقدي بمتاع دنيوي زائل . أليس حريّاً بي يا بنيّ أن أحتفظ بقطعة النقود هذه لتذكّرني بهذا اليوم المشئوم في حياتي كلما حاولَتْ نفسي أن تنساه ؟ ثم أوَلا أكون عبداً لئيماً إن أنا نسيتُ هذا اليوم أو تناسيتُه ؟ استغرب الفتى من أسلوبه في الكلام ، و عاد يستفسره متعجباً : - وكيف حدث كل هذا أيها الشيخ الجليل ؟ فأجاب الشيخ متألماً : - منذ أربعين سنة و أنا أدير صومعة القرية و أمثل السلطة الروحية فيها . كان ورعي و نسكي قد أضفيا الكثير على شخصيتي بين أهل القرية . كنت الناسك المتعبد الذي يهاب الجميع من طلّته .. أسوقهم أمامي بصدقي و وفائي .. آمرهم و أنا أطيعهم ، أؤثر فيهم و أنا أتأثر بهم .. صحيح أنه كان للقرية يومها حاكم ظالم يمثل سلطتها الدنيوية و يمسك بزمام أمورها .. لكنني بحكم مكانتي الدينية كنت نداً له في حكمه ، أستطيع أن أهيّج عليه الناس كالبحر في غمضة عين و أستجيش فيهم حمية التديّن بإشارة واحدة مني . و من أجل ذلك كلهِ كان الحاكم يقيم لي وزناً كبيراً بينهم خوفاً من أنْ تنطلق يوماً كلمة من ثغري فيثوروا عليه و يستأصلوا شأفته .. و ما كنتُ لأفعلها مهما بلغ الأمر بيني و بينه لأنني ببساطة لا أؤمن بالثورات الحمراء و لا بلغة العنف و الاحتكاك ، فقد عشتُ حياتي كلها ساعياً لأن يكون الناس في هدوء و يستمتعوا بما في حوزتهم من حقوق و إن كانت شحيحة في حقيقتها .. لقد تغاضيت عن الحاكم مرتين ، مرة عندما سلب الكثير من حقوق الناس و مرة أخرى عندما أوجبَ عليهم ما لا يطيقون فعله ، فلي حكمة في السكوت قل أنْ تجدها عند غيري من النسّاك و المتعبدين .. لقد كنت أمثل نموذج الغنى في القرية بكل ما للعبارة من معنى رغم أنني كنت في حقيقتي عالة على أهلها في طعامي و شرابي ، كنت غنياً بإيماني و نسكي و عزة نفسي و كبريائي .. و الحاكم كان يمثل نموذج الفقر و العوز في القرية بكل ما للعبارة من معنى رغم أنه في حقيقته لم يكن ينام إلاّ على الحرير و بين قطع الذهب و الزمرد و الألماس ، كان فقيراً بجحوده و دناءة نفسه و تطفله رغم عيشه الباذخ على من يركضون وراء لقمة عيشهم .. كان ينتزع من الفقراء حصصاً وافرة من زروعهم و ثمارهم موسم الحصاد مستغلاً ضعف حيلتهم و حكمتي في السكوت .. كان يلحس أناساً يلحسون البيدر من جوعهم كما يقول المثل الكردي .. و كانت العزة تأخذه بالإثم في أحيان كثيرة ، فقد كان يحاول مراراً أن يستغلّ مكانتي الروحية في القرية و تأثيري في أهلها لأضفي له الشرعية الدينية إلى ضرائبه الظالمة . كان يريد مني أنْ أقنع له الفقراء و الأشقياء من أهل القرية كي يدفعوا له النصيب المفروض من زروعهم و ثمارهم يوم الحصاد عن طيب نفس و من غير أن يراودهم إحساس بالظلم . و قد أغراني مقابل ذلك بعروض دنيوية كثيرة و وعدني بأن يخصص لي نصيباً من تلك الزروع و الثمار كل عام مقابل أنْ أخون ما يجول في فكري و ينبض به قلبي . لكنّ نفسي تفوقتْ بمنتهى السهولة على جاذبية عروضه الفانية في كل مرة حاول فيها استدراجي و تضليلي . و دارت الأيام دورتها ، فأراد القدر أن يختبر صدقيَ المزعوم و عزة نفسي التي أتباهى بها .. و ما أسوأه من اختبار رأيته في حياتي على الإطلاق ! قاطعه الفتى في أدب : - أيّ اختبار كان ذلك أيها الشيخ الجليل ؟ تابع الشيخ حديثه قائلاً : - في فجر يوم من أيام الربيع بدأتْ أصابع يدي اليسرى تؤلمني ، و ساعة بعد ساعة اشتد بي الألم حتى بدأتُ لا أطيقه ، ثم بدأ سواد يظهر على أطراف أصابعي العليلة في نهاية ذلك اليوم الطويل بآلامه و أوجاعه ، وحينها بدأ الخوف يتسرب إلى قلبي ليضيف بذلك آلاماً معنوية إلى آلامي العضوية . و في صباح اليوم التالي بدأتُ أطوف على حكماء القرية بحثاً عن عقار يوقف المرض . لم يعطني مرضي فرصة للتريّث فقد باتت الأوجاع تستولي على كياني و بدأ كل شبر في جسدي يتداعى لأصابعي العليلة بالسهر و الحمى . و شاءتْ الأقدار أن تمكّن حكيم من حكماء القرية من تشخيص مرضي و أخبرني أنّ الوقت ليس في صالحي على الإطلاق لأنّ المرض و إنْ بدا منحسراً في أصابعي الآن لكنه في وقت قريب سيزحف بخبثه الخفي نحو مركز جسدي عن طريق ذراعي .. كما بشرني الحكيم بوجود عقار يوقف نموّ المرض و يستأصل مسبباته .. و لكن من سوء حظي أنّ العقار الذي وصفه لي كان في غاية الندرة لم يكن متوفراً يومها في القرية و لا في ما يجاورها من قرى .. لكنه عاد يهدّأ من روعي و أخبرني بأن له صديقٌ في إحدى البلاد البعيدة يصنع ذلك العقار و إنْ شئتُ دلّني على محل إقامته .. لقد بدأتُ أتسارع في التفكير سلباً و إيجاباً بحسب ما أسمعه منه بشأن دائي و دوائي .. و لكن بمجرد أنْ سمعت بأن علاجي ليس محالاً حاولت أنْ أستجمع قواي المنهارة و أستعيد الأمل غصباً ، كالذي تاه في نفق طويل مظلم ثم راوده الأمل على إثر بقعة ضوء أبصرها في نهايته . كانت الحياة قد علّمتْني درساً في غاية الأهمية ، لقد علّمتْني أن منتهى الراحة هو أن نسكن في النور ، و أن منتهى القلق هو أن نسكن في الظلام .. ولكنها في ذات الوقت علّمتْني أيضاً أنّ الأمر ليس فقط بياضاً أو سواداً .. و لا فقط راحة أو خوفاً .. بل هناك طيف يفصل بينهما ، ألا و هو طيف الأمل .. حيث يسكن المرء أحياناً في الظلام لكنه يرى الضوء من بعيد .. و ليس مهماً في الحقيقة كم يبعد ذلك الضوء ، لكنّ المهم أن هذا الضوء المرئي يؤنسه و يجعله يألف وحشة الظلام .. لم أكنْ أحس بفظاعة الابتلاء حتى تلك اللحظة ، فقد تمّ تشخيص المرض و تحديد العقار و مكان وجوده و ليس عليّ إلاّ أنْ أسعى في سبيل الوصول إليه .. و لم أكن قد تعرّفتُ بعد على وجه الابتلاء في قصتي مع هذا المرض الملعون ، فقد أنزلَ الحكيم علي خبراً كالصاعقة حينما أخبرني بأنّ عليّ أن أدفع مبلغاً من المال لقاء شراء هذا العقار ، لأنه كان عقاراً ثميناً يصنع من نباتات نادرة جداً . لقد اسودت الدنيا بوجهي حينها فصرت كالورقة اليابسة في مهب الريح العاصف .. لم أكن أملك قرشاً واحداً و لم تكن الدنيا يومها مثل يومنا هذا ، فالنقود كانت نادرة في ذلك الزمن و لم يكن أحد من أهل القرية يملك قطعة نقود في بيته . كان الناس يومها يتعاملون بالبضائع بدلاً من النقود ، يتبادلونها فيما بينهم كل حسب حاجته . و لم يكن أحد يملك النقود في القرية كلها غير الحاكم وحده ، فقد كان قد جمع لنفسه أموالاً طائلة من الضرائب التي فرضها على فقراء القرية و أشقيائها . و كان عليّ بعد طول عمر من العزة و الإباء أن أريق ماء وجهي و أمدّ يدي إليه متسولاً أشرح له حاجتي و شدة عوزي .. و كيف لي أنْ أفعلها و أنا الذي وقفتُ في وجه رغبته عندما أراد أنْ يضفي الشرعية إلى ضرائبه الظالمة عن طريقي ؟ و ماذا لو طلبتُ منه النقود و ذكّرني بوقفتي تلك ؟ ثم قرّرت أنْ لا أفعلها و إن نهش المرض في لحمي و عظمي كله .. كيف أنزل عن عزة نفسي و كبريائي أمام حاجة جسدية آنية ؟ كيف أقدم طهارتي قرباناً لقذارة من قاذوراتي ؟ وهكذا عدلتُ عن رأيي في طلب الحاجة منه ، لكنّ مرضي لم يعدل عن خبثه و لم يراعِ عزتي و كبريائي ، فقد شرع سواد أصابعي يزحف بأوجاعه نحو ساعدي و من ثم ذراعي .. و أنا لا أقوى على تحريك ساكن إزاء جبروت زحفه الأخطبوطي .. لم يكن بوسعي إلاّ أن أقف موقف المتفرج المشلول .. لم يعد ليلي ليلاً و لا نهاري نهاراً .. لقد صرت أرى شبح الموت في كل يوم ألف مرة و مرة . و تجافى جنباي عن مضجعي من هول الفناء المعلق على رأسي و الأوجاع التي تطحن جسدي .. لقد تسامع أهل القرية بقصة مرضي و كانوا يزورونني في صومعتي ويواسونني بطيب كلامهم و لا أحد منهم يقدر على فعل شيء لي .. كان حالي يرثى له ، فلم أكن أتصور أحداً سرّته قصتي ، فحتى الطير و الدّواب كنتُ أتصورها تبكي لحالي و قلة حيلتي و هواني على مرضي . و تحت طول ضغط المرض و شدة تهديده قررتُ لأول مرة في حياتي أن أريق ماء وجهي أمام الحاكم و أشرح له حالي فأطلب منه قيراطاً لأشتري به العقار الموصوف . و ذهبت إلى قصره و طلبت منه ذلك ، فأطلق ابتسامة شريرة في وجهيَ الذابل ثم قال لي : (لا يكون لك ذلك أيها الناسك القبيح إلاّ بعد أن تفعل لي ما طلبته منك) ، فقلت له : (لا أستطيع أنْ أفعل ذلك أيها الحاكم ، فأنت تعرف أن الربّ يكره الحاكم الذي يأخذ الضرائب من أشقياء قومه ، فكيف تطلب مني أن أضفي لك الشرعية إلى هذا العمل القبيح زوراً و بهتاناً؟) ، فقال لي : (أنت حر في قرارك ، ولكن لا تنتظر مني أن أعطيك قرشاً مِن مالي قبل أن تفعل ذلك ، و لتعْلم أيضاً أيها الناسك أن أجرة العمل الذي أطلبه منك اليوم لم تعد مثل الماضي ، فكنتُ قد عرضتُ عليك فيما مضى أموالاً طائلة و نصيباً وافراً من ضرائب الزروع والثمار لقاء ذلك العمل ، و لكنك اليوم مضطر أن تفعل ذلك مقابل قيراط واحد لا أكثر !! اذهب و فكر جيداً في أمرك و لكن بسرعة فائقة لأن الوقت ليس في صالحك) .. ثم أطلق ضحكة ساخرة بثّت الدوار في بصري .. و خرجت من قصره و أنا ألملم شظايا وجداني المتكسّر و بقايا إحساسي المهزوم .. كم هو عميق ذلك المنحدر الذي يهوي إلى قعره الإحساس عندما تمد يدك لأخيك الإنسان تطلب منه قرشاً لتنقذ به حياتك فيردها خائبةً ، و أنت تعلم علم اليقين أنه في اللحظة التي ردّ فيها يدك هو كان قادراً على أن يملأ عشرات الأيادي الممدودة بقطع الذهب و الألماس و الزمرّد مِن غير أن ينقص شيء من فيض يديه . لقد عدتُ إلى صومعتي و قرّرت أن أسلّم للمرض كل معاقل جسدي معقلاً تلو الآخر .. و مكثت في معاناتي و الناس يزورونني و يقومون على خدمتي و هم لا يدرون بتفاصيل قصتي مع الحكيم و الحاكم .. و ذات يوم من الأيام و بعد أنْ صرتُ طريح الفراش لا أقوى على الحركة جاءني رهط من رجال القرية زائرين في الصباح الباكر ، و لما دققوا النظر في ملابسي وجدوها غير نظيفة ، فقرروا أن يستبدلوها بملابس جديدة ، و لما وضعوا عني قميصي وقع بصري فوراً على ذراعي ، و ذعرت عندما أبصرتُ السواد واصلاً إلى كتفي يكاد أن يجتازه إلى صدري و عنقي ، و في تلك اللحظة أحسستُ حقيقة أنّ الأسباب قد تقطّعتْ بي و مرّت مشاهد حياتي كلها أمام عينيّ ، و تيقنتُ بأن المرض جاد في خبثه و أنّ الموت قد صار على أعتاب صومعتي متخفياً و أنا لا أدري بأمره .. لقد أصابتني نوبة هستيرية ، نسيتُ على إثرها كل ما بنيته من مبادئ و مثاليات خلال حياتي بطولها و عرضها و قررتُ دون تردد أن أنقذ حياتي من براثن هذا المرض مهما كلفني الأمر .. لقد حاولتُ أنْ لا أتظاهر بالقلق و بدأتُ أقدم لنفسي الأعذار و المبرّرات كي أسترد توازني و أستبعد قلقي .. ثم قلت للرهط : (دعْكم من هذا الآن .. فقد جاءني ليلة البارحة ملاكاً في منامي و أوصاني بكلمات لا بدّ لي أن أوصلها لأهل القرية قبل أن أرحل عن هذه الدنيا ، فأريدكم أن تجمعوا لي أهل القرية لأنقل لهم رسالة الملاك بأمانة و صدق !!) .. و ما هي إلا لحظات حتى تجمعتْ الجموع ليستمعوا إلى الكلمات التي سأقولها لهم ، فاستجمعتُ جرأتي و لفّقتُ على ملاك الرب بمنتهى الوقاحة و أضفيْتُ الشرعية الدينية إلى ضرائب الحاكم الظالمة و تناسيتُ كل ما جال في خاطري على مرّ العقود من مبادئ و قيم و عقائد أمام ضغط المرض و خبثه .. و عندما انفضّتْ الجموع راضية بقراري و مفوضة إليّ أمرها قصدتُ قصر الملك و شرحتُ له الأمر و كيف أنني حققت له رغبته ، فأعطاني قيراطاً لقاء تحقيقي لرغبته . و قاطعه الفتى على عجالة : - و ماذا فعلْتَ بعد ذلك ؟ هل اشتريتَ به العقار الموصوف ؟ أجاب الشيخ مبتسماً ، و هو يعرض له قطعة النقود عن كثب : - لقد جئت بها مسرعاً إلى بيت الحكيم الذي شخص دائي ليعطيني عنوان صديقه في البلاد البعيدة . فألقى نظرة فاحصة على ذراعي و فاجأني حينما أخبرني أنني جئتُ متأخراً جداً فالمرض حسب رأيه لم يكن قد بقي له إلا ساعات معدودة لينتشر في صدري و عنقي ، و ليس للعقار الموصوف أن ينفع مع هكذا انتشار ، ثم إنّ الطريق إلى عنوانه ركوباً يستغرق أسبوعاً على أقل تقدير .. لقد أخبرني بأن الحل الوحيد لإنقاذ حياتي هو بتر طرفي المصاب كله و لم يكن أمامي خيار إلاّ أن أرضخ لمرارة الأمر ، و هكذا كما ترى راح عضو مهم من جسدي مع رحيل ضميري و كرامتي و عزة نفسي .. لقد أردتُ أن أتآمر على ضميري و أقدمه قرباناً لعضو من أعضاء جسدي ، لكن الله سلبني الاثنين معاً عقاباً منه لي .. هذه هي قصتي مع هذا القيراط الملعون ، فقد قررت أن احتفظ به ليذكّرني باليوم الذي مات فيه ضميري و خان فيه لساني معتقدي .. لقد احتفظتُ به ليذكرني باليوم الذي قدّمتُ فيه جزئي الخالد قرباناً لجزئي الفاني . قالها و هو يضع قيراطه في جيبه ، ثم قام من مكانه في هدوء لا يدانيه هدوء و مشى بخطواته المتثاقلة نحو صومعته ، تاركاً علامات الاستفهام تحوم حول رأس الفتى من كل صوب .
#هوار_بلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الزنديق والناسك (قصة قصيرة)
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|