|
ملاحظتان حول الزعرنة والزعران
صلاح يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 18:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(( على الذين يضجون من سخرية الآخرين من عقائدهم ألاّ يكون لهم عقائد مضحكة ))
-------------------------------------------
لعلكم تلاحظون معي أننا كلما أنتقدنا الإسلام أو أفاعيل المسلمين الأوائل وعقيدة الغزو والدمار والنهب والسلب والاغتصاب، كلما انبرى أحد لينتقد نقدنا بدعوى أنه يسيء إلى مشاعر 1.3 مليار مسلم !! في هذه العجالة سوف نرى كم هي رقيقة ومرهفة مشاعر المسلمين !
المسلم يرى غول التخلف والجهل ينهش عقول الناس ولا تهتز له مشاعر. يرى المسلمين عالة على جميع الأمم التي وظفت عقول أبناءها في الابتكار والاختراع ولا يهتم لذلك ولا يعره أي اهتمام. المسلم يرى أمام عينيه كيف تحول البعض منا إلى غيلان تبدع في القتل والتدمير ولا تهتز له قصبة. فقط تستيقظ مشاعر المسلم وتتحفز عندما تنتقد عقيدته أو هرطقات نبيه. جميع المشافي الحكومية في العالم العربي والإسلامي هي سلاخانات لعفوية المتدربين والجهلة بلا أي خدمة طبية حقيقية، لكن مشاعر المسلمين لا تهتز لذلك. لا تتحرك مشاعر المسلمين لانتشار الفقر والأمية بهذه الصورة المروعة. إن أهم ما في حياة المسلم هو ألا تنتقد معتقداته التي ورثها من الأسرة والمدرسة والجامع ولم يكن له أي إرادة في اختيارها. لم تهتز مشاعر المسلمين لأنهم أقل الأمم امتلاكاً للقوة والتقنية، ولا تتحرك مشاعر المسلم لأنه بلاده لا تنتج غذاءها. تهتاج مشاعر المسلم وتحمر عيناه غضباً إذا أوردنا حديث صلعمي يلطم حقيقة علمية أو آية صلعمية تصدم المنطق السوي.
لنا أن نتساءل بجدية، هل العقل الذي يترك الحياة ويغادرها ويهمل صناعتها والمشاركة فيها بفاعلية هو عقل يستحق الاحترام ؟؟! هل العقيدة التي تسبب الهزيمة الحضارية الشنعاء للمسلمين تستحق الاحترام بدورها ؟؟! أين حرية الكلمة وحرية الفكر وحرية الإبداع في بلاد المسلمين ؟! أين حقوق الإنسان في بلاد المسلمين ؟! كل ذلك ونفاجأ بشوفيني أخرق يحاول تكميم أفواه النقاد في البرهنة على عقليته الاستبدادية التي تشربها في بلاد الأمن والدرك والمخابرات. لا أعلم كيف يتطوع شخص يظن في نفسه كاتباً لمحاولة منع المفكرين من انتقاد العقول العفنة المتهالكة. لا أعلم ماذا يسمى ذلك الإصرار العجيب على المس بالحركة النقدية التنويرية ؟؟! أغلب الظن أنها لا تعدو محاولات واهنة لتكميم الأفواه دفاعاً عن جرائم مستمرة منذ 1430 عاماً.
الملاحظة الثانية تتعلق بقيام الحوار المتمدن بنشر شتائم وتطاول شخصي علي وذلك في تعليقات ظل صاحبها يتربص حتى مررها خلسة وغدراً بعد منتصف الليل. النكرة لم يتطرق إلى موضوعات المقال بل قام بالتطاول الشخصي على الكاتب مدعياً أن ألفاظي هي ألفاظ زعران ولغة شوارع. لا أعرف كيف أقنع الحوار المتمدن قبل غيره أن من حقي استخدام أي ألفاظ أراها صريحة وتصف بدقة تصرفات الكاذب محمد ؟؟! لنأخذ مثلاً اغتياله غيلة وغدراً لثمانية شعراء في يثرب بعد هزيمته النكراء في موقعة أحد. العرب قبل الإسلام كانت تأنف القتل غيلة وغدراً دون مبارزة عسكرية بل كان العفو عند المقدرة من شيمهم وأخلاقهم، ولكن محمداً لم يبارز هؤلاء الشعراء بل أرسل لهم فرق اغتيال على طريقة الموساد اليوم. بوسعي ككاتب الاكتفاء بمعلومة منقوصة مشوهة للقاريء وعدم التطرق إلى وصف هذا العمل. لكن ماذا لو أحب الكاتب وصف تلك الأعمال وهذا من حقه ؟؟! فلو قلنا أن هذا العمل إجرامي فنحن محقون، ولو وصفناه بالعمل الغادر والجبان فنحن محقون أيضاً. إذا لم تكن تلك الأعمال القذرة هي الزعرنة والبلطجة بعينها فماذا عساها أن تكون ؟! ألم يقتل المفكر الرائع فرج فودة بنفس طريقة اغتيال محمد لمعارضيه ؟! أين التجني والتطاول على محمد عندما نصف عمليات اغتياله تلك بما يليق بها ؟؟! لماذا يعتقد أمثال هذا النكرة أنني أستخدم لغة قاسية وغير مهذبة بينما كلماتي تصف الواقع بكل صراحة دون رتوش أو ماكياج أو تزييف لا يخدم قضية التنوير ؟!
مثال آخر نجده في احتجاجه على وصفي لمؤذن صلاة الفجر بأنه ينهق كالحمار ( أجلكم العقل ) !! ماذا لو استبدلنا نهيق الحمار بخوار البقر والجواميس هل يجدي مثلاً ؟؟! يا قوم هنا حالة اعتداء همجية صارخة على حق العلمانيين اللامصلين وأصحاب الديانات الأخرى والأطفال والمرضى وهؤلاء بمئات الملايين. ما ذنب كل هؤلاء ؟؟ أليس من حقهم نوماً هادئاً مريحاً دون ضوضاء ؟؟! من المعتدي الحقيقي هنا، المؤذن الذي يفزع الناس ويقض وضاجعهم أم من يصفه بالحمار الناهق ؟؟! لو كنا نعيش في دولة محترمة تحترم حق الناس في نوم هاديء مريح لكان السجن هو المكان الطبيعي لهذا المؤذن ولا أعتقد أبداً أن الإخوة في الحوار لا يتفهمون هذه القضية. لماذا تغضب القمامة إذا سميناها باسمها ؟؟! أين العقلانية في مشاعر تهتز لصوت المؤذن الأجش والقبيح والمفزع ولأخلاق نبيها الإجرامية، بينما لا يطرف لها جفن عند مشاهدة برك الدم المحمدي المسفوح بلا رحمة لمليون إنسان عراقي في شوارع وأسواق بغداد ؟؟!
#صلاح_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأملات في العقل الإسلامي
-
الخوف أهم عوامل الإيمان
-
اعبدوا الإنسان !
-
جولة في تشريعات الإسلام الغريبة
-
المدافعون عن الإجرام
-
رسالة مفتوحة إلى الأمم المتحدة والضمير الإنساني: أنقذونا من
...
-
لماذا تركت الإسلام ؟؟!
-
كرم الرمّان
-
تساؤلات ملحد من أصل إسلامي
-
مقترحات حول مخالفات النشر في الحوار المتمدن
-
لصوص النصوص في الحوار المتمدن
-
القبيلة العربية الإسلامية والإنسان الأول
-
دعوة إلى نبذ عقيدة الإسلام !
-
عن الأصل الجنسي للحجاب في الإسلام
-
نعم للجدار المصري !!
-
هل حقاً أن القناعة كنزٌ لا يفنى ؟؟!
-
ما بعد زلزال نادين البدير: هل ثمة زلازل نسائية أخرى قادمة ؟؟
...
-
نادين البدير بشائر ثورة قادمة !
-
هل ينتهي الإسلام ؟؟!
-
الإسلام والمجتمع المدني مرة أخرى
المزيد.....
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|