أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالوهاب خضر - اللعب على المكشوف














المزيد.....

اللعب على المكشوف


عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 917 - 2004 / 8 / 6 - 11:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


"قامت أمى بمهمة أمنية كبرى ذكرتنى بالمهام الصعبة التى تقوم بها حكومتنا واجهزتها الامنية بينما تكتشف أنت كمواطن عادى أنها مهام وهمية لان القائمين عليها مجرد موظفين لا يعرفون حتى التعامل مع أجهزة التليفون المحمول , بدليل التدهور الذى نعيش فيه !"
قالت لى أمى أنها نجحت فى البحث عن " عروسة " لى من الريف ذات مواصفات مثيرة وغير مسبوقة , وبدأت تشرح لى هذة المواصفات وقالت أنها أبيها رجل طيب يعرف الله ويلتزم بكل فرائض الاسلام حتى ان علامة الصلاة احتلت مساحات واسعة من وجهه , فهو من البيت للجامع ومن الجامع للبيت ,
لا يعرف النميمة ولا الكذب وكل ما يهمه فى الانسان هو أخلاقه الحميدة .
استمرت أمى فى تقديم المعلومات التى وصفتها بأنها مؤكدة ومن مصادرمقربة وموثوق بها وقالت بأن أم العروسة ست طيبة جدا وأستاذة فى الطبيخ وكل جيرانها بيحبوها ,
أما العروسة فهى ليس لها مثيل , وقالت أمى أنها لا تعرف من متع الحياة سوى مشاهدة التليفزيون ,وان لسانها نظيف ولم يخرج منه العيب أبدا أبدا أبدا , وانها من الممكن أن تعيش شهر كامل وهى فى حالة ابتسامة وسعادة غامرة أذا قلت لها : صباح الخير يا روحى !
واستمرت امى فى سرد المعلومات المبهرة عن الفتاه التى اخترتها لى وذكرتنى برئيس حكومة مصر عندما يتحدث عن الانجازات التى ليس لها مثيل , وقالت أمى أن هناك مفاجئة كبرى فالفتاه التى أخترتها لى لم تستخدم المكياج فى حياتها ولا تعرف انواعه , وانها تعيش فى بيت ابيها منذ ان ولدت من 22 عاما لم يرى وجهها الجيران ولا حتى الاقارب , ولم يقتصر الامر عند ذ لك فالاهم هو أن عائلة هذه الفتاة من أكبر العائلات فلديهم مئات الافدنة وعشرات العمارات وبعض التحف والستائر الملونة فى البيت ,
قالت امى ان هذة الفتاه " ولادة " بمعنى انها ستنجب لى الكثير لان امها كذلك , وسوف تملأ علىّ البيت أولاد .
وبدأت امى تحكى لى عن بعض المواقف الشهيرة التى تعرضت لها العروسة المنتظرة وكشفت عن نبل أخلاقها وطيبة قلبها وأدبها الذى ليس له مثيل , وقالت أنها كانت تسير ذات مرة فى الطريق بينما كان ابن عمها يسير خلفها صدفة بسيارته وطلب منها الركوب لكى يوصلها ولكنها رفضت ان تركب السيارة مع ابن عمها , وتسألت أمى : هل هناك أدب أكثر من ذلك ؟؟
فذهبت الى بيت العروسة وقدمت نفسى لابيها فقال لى : شوف بقى أحنا بنشترى راجل والراجل باللى فى جيبه انت معاك كام جنيه ؟ فقلت له يا عمى الفلوس مش كل حاجة , فيه حاجات أهم منها الاخلاق والادب والعلاقة الطيب والثقافة وهى دى الاشياء اللى بتدوم يعنى مثلا أنا نفسى أعرف من بنتك المحترمة هى أخر كتاب قرأته ايه ؟ وهنا دخلت الفتاه علينا من باب غرفتها وقالت بصوت مرتفع : كتاب ايه يا روح أمك , أنا كل اللى يهمنى الفلوس وشوف انت هتتجوز مين دا أنا أجمل من نانسى عجرم وديمى مور , وبينما هذا الحوار الغير متوقع من هذه العائلة مستمر فوجئت أيضا بصوت أمها قادم من المطبخ وهى تصيح وتقول : هما النسوان اللى ساكنيين فوق دول مش هيتلموا , هو أحنا كل يوم " نهلهل " فى بعض واستمرت فى كشف أسرار جيرانها !!!
ذهبت الى امى وحاولت أن أوضح لها أن كل معلوماتها خطأ وأن تحرياتها مضرومة ولكننى وجدتها مشغولة فكانت تجلس أمام التليفزيون وتشاهد فقرات متنوعة من خطب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وبعض القيادات الامنية ..
فسألت نفسى لماذا لا يلعب الجميع على المكشوف ؟!!!
هل ساظل عاشئا بين امى واختياراتها الاجتماعية وبين حكومتى واختياراتها السياسية والاقتصادية المضروبة ايضا وبين أحزاب معارضة محاصرة بترسانة من القوانيين المقيدة للحريات ؟؟؟؟



#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاءات جمال مبارك الثلاثة
- قضايا عمال مصر سقطت من أولويات حكومة الدكتور أحمد نظيف
- د. رفعت السعيد يكشف من جديد عن صفحات مجهولة من حياة مؤسس جما ...
- صفحات مجهولة من تاريخ حسن البنا
- بلاغ الى وزير الداخلية المصرى :من يواجه فساد مافيا رجال الاع ...
- حيوانات فى نعيم
- الحقيقة الغائبة فى التغيير الوزارى الجديد ... حكومة مصر بدون ...
- ظاهرة جديدة : العمال المصريون يتظاهرون من أجل الخروج الى - ا ...
- أمريكا أكبر بلطجى ولص فى العالم .
- 25 عاما من السياسة الاسكانية الفاشلة لحكومة الانفتاح فى مصر
- اعتصام عمالى كبير يطلب تدخل الدولة لانقاذ المال العام من قبض ...
- التعذيب صناعة حكومية
- السرطان يلتهم عمال مصر
- على هامش فوضى التغيير الوزارى الغير مرتقب ..مواطن مصرى : الف ...
- انتصار عمالى ساحق علي أصحاب الملايين في الحزب الحاكم المصرى
- الحكومة تطرد العمال من المساكن الادارية !!
- أيام وليال من التعذيب واهدار حقوق الانسان
- الماركسية ليست كل ما قاله ماركس
- رسالة الى الرئيس مبارك
- العائدون من السجون اللبنانية : خرجنا من سجن الفقر المصرى لند ...


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالوهاب خضر - اللعب على المكشوف