أحمد نصار
الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 00:07
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
ولنا مع التيه مواعيد كثيرة ، وفي كل مرة نبحث عن جلمود صخر نواري به ضياعنا الموروث ، وعظامنا النحيلة .
وكنت أنت يوم استطاع الحصان الخشبي أن يخترق باب دارنا- دار عائلة النخيل والصبار- يومها إرتجفت قلوبنا وإنهمرت دموعنا ، كنا صغارا وكان الأولون خارج الدار - خلف أسوار السجون – كنت أنت قابعا هناك في ركن بعيد ساندا ظهرك للجدار الأخير ، تعيد قراءة المنقوش على حبات الرمل , وتعلم العصافير الصغيرة فن الغناء , وتملأ راحتيك بماء صبرك تتوضأ منه براعم ضعيفة أنهكها ليل طويل فاصطفت تصلي للصباح .
مرتجفا أنا بين يديك تسألني : هل عمدوك ؟ - نعم عمدتني القابلة في نهر الأحلام الحتمية .
مبتسما أنت تدفعني خلف جدار دارنا الأخير ، وبحزم حنون تأمرني : هنا يتدفق نهر الأوجاع ....هنا لابد أن تقفز و إحذر أن تترك أحدا يمسك كعبيك وإحذر أكثر أن تترك أحدا يمسك أذنيك .. تعمد فى نهر الأوجاع ... تعمد ....
أخرج مبتلا تلقانى نارك مشتعلة .... تربت على كتفى .... تقول : تدفأ .. تدفأ .. إهدأ ..إهدأ وأخذت ترتل من جديد آيات نورانية ، تلك آية العدل ، وهذى آية الخير ، وبينهما آية الجمال .
رويدا .... رويدا ... يعلوا صوتك مجلجلا فى لقاء الثلاثاء : لا أحد ضد المكاشفة إذا كانت حقا مكاشفة ، لا أحد ضد المصارحة إذا كانت حقا مصارحة .... لا أحد ضد أعادة البناء إذا كانت حقا إعادة للبناء .... لا أحد ضد الحقيقة شرط أن تكون هى الحقيقة.
وتدعونا لرحلة غوص معك فى بحر الجدل العميق فيخطف أبصارنا بريق لؤلؤة الترابط ، وتدهشنا الوان مرجان التراكم ، ويسحر عقولنا دوام التغير .
نطفوا نحن صغار الثلاثاء ينظر كل منا للآخر مبتسا ونهمس فى أذن بعضنا البعض: لقد ذهب الخوف من الحصان الخشبى إلى غير رجعة .
نزف إليك البشرى .... نغنى : " نحن لم نعد نخاف يا معلم .... يا معلم لم نعد نخاف" يأتينا صوتك من بعيد يصفعنا حاملا إلينا درسك الأخير : " من ليس له هدف فلا يخف ومن كان له هدف لابد أن يخاف "
اليوم ترحل عنا أيها المعلم تاركا ـ خيول فى ضواحى الروح من كبو وكمد تموت .
في رثاء المناضل الإشتراكي/
محمد لبيب صقر
#أحمد_نصار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟