أحمد نصار
الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 19:58
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
وكنت قد أنست إلى قوم يمقتون القمر- مجرد حجارة- ويخاصمون أم كلثوم-شقيقة الحشيش والأفيون – ويحقرون من شأن النيل – مجرد مجرى مائى تجرى فيه المياه مختلطة بكافة أنواع القاذورات والرمم – ولم يطل دوامي معهم كثيرا ، وتركتهم إلى غير رجعة نحو قوم آخرين أنت منهم – مدين لهم أنا بكل أشيائى الجميلة - .
ولم أكن أحب دمياط ولكننى ذهبت إليها على مضض وكان لقاءا فاترا ملئ بالمشكلات , وأثناء توديعك لى قلت : في المرة القادمة لاتأتي من هذا الطريق ......هناك قارب صغير يقوده عجوز بمجدافين يمكنك أن تركبه وتعبر النيل وستجدنى فى إنتظارك .
وعبرت نيل دمياط في القارب الصغير ووجدتك هناك منتظرا , سألتك : إلى أين ؟ قلت : إلى هنا فلن نبرح هذا المكان .
وركبنا القارب مرة ثانية وعبرنا النيل ذهابا وإيابا سبع مرات .
فى المرة الأولى تلوت عليك مقررات لجنة التنظيم بشأن عقد المؤتمر العام ،
وفى المرة الثانية حدثتنى عن فارسكور وكفر سعد وبندر دمياط وصناع الأثاث والمجلس المحلى وتجاوزات الشرطة وتجربة معرض للفن التشكيلى فى الشارع وسطوة ذوى اللحى الطويلة التى تكاد تشبه سطوة الدولة بل تفوقها أحيانا ،
وفى المرة الثالثة قلت لك : الوطن يضيق بأحبائه والحزب يضيق بأبنائه ، فقلت لى : القلب معلول وضحكت طويلا وعاودت الحديث : بلاش دلع انتو ما عدتوش صغيرين .
وفى المرة الرابعة كورت همى وألقيته إليك فحملته عنى رغم القلب المعلول ونصائح الأطباء .
وفى المرة الخامسة أعدت على مسامعي قصة فيلم "سواق الأتوبيس"بتفصيلات كثيرة لم ترد في الفيلم وعلمت أنها قصتك التي استعارها صديقك السيناريست .
وفي السادسة وفي السابعة لم نتكلم واحترمت أنا رغبتك في الصمت وعدم تاكلام وجلست في حضرتك تلميذا يتعلم كيف يحب الحياه وكيف يحب الناس وكيف يتبتل في محراب النيل الجميل .
نعم تعلمت في حضرتك ياعم الأسطى جمعة حب النيل .
في رثاء المناضل الإشتراكي /
الأسطى/جمعة سلطان
بقلم : د/أحمد نصار
#أحمد_نصار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟