أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد نصار - أسامة عبيد أربعة مشاهد لم تكن للعرض














المزيد.....


أسامة عبيد أربعة مشاهد لم تكن للعرض


أحمد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 13:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


المشهد الأول:
مدينة طنطا 1980

قال لي : مالك؟؟؟
قلت : أشعر بوحدة شديدة
قال : ليست هي الوحدة فحولك من الأصدقاء كثيرون هم فوق احتمالك ، ولكنه القلق والبحث عن شئ ضاع منك .
قلت : فقدت عائلتى – عائلة النخيل والصبار –
قال : هل أدلك على واحد منهم ؟؟
قلت : هل تستطيع ؟؟
قال : هل تكره شرف المحاولة؟؟
غمغمت : عمري كله محاولة .
وذهبنا إلي 25 شارع سعد الدين والتقيت وجها بوجه بأحد أهم أعمدة العائلة انه العم / عريان نصيف الذى استقبلني هاشا باشا وأكدعلى أنه هو والعائلة قد بذلوا كل ما يمكن من جهد حتى يجتمع الشمل من جديد واكتشفت يومها انك يا أسامة قد فعلت هذا متطوعا .

المشهد الثانى :
مدينة طنطا /سبتمبر 1981
وكان خريفا قاسيا غاب فيه الجميع وجاء البرد مبكرا
قال لى : مالك ؟
قلت : أشعر بوحدة شديدة.
قال : معك حق ما يحدث هو الجنون ، لقد أطفئوا كل المصابيح والشموع لقد حولوا البلد خرائب مظلمة لا تتسع لغير البوم ينعق والخفافيش تمرح ، هل تتمنى أن تكون معهم هناك فى أبى زعبل وطره ؟
قلت : نعم
قال : إذا كانت هى الوحدة دافعك فأنا معك عوض ، وإن كان اليأس دافعك فأنت وحدك .
وراح البرد والتحفنا ببعضنا البعض ، كان اسمه بين الناس وفى الأوراق الرسمية أسامه ، ويوم اختار لنفسه اسما كان " عوض "

المشهد الثالث :
حى السكاكينى / القاهرة /أكتوبر 1984
كان يبدو أن الرئيس / مبارك توهم أنه قد تخلص لتوه من ملابسات حادث المنصة وقرر أن صفحة جديدة مع فصائل المعارضة التى التقى رموزها وقياداتها فى بدء ولايته ، وكان أول سطر فى هذه الصفحة الجديدة قرار بإلقاء القبض على عدد من العمال والطلاب والشباب ، وخرجت صحف الصباح الحكومية تزف النبأ " إلقاء القبض على تنظيم شيوعى يهدف إلى زعزعة الأمن ويعمل على قلب نظام الحكم – ذات التهم المعتادة – ومازال البحث جاريا عن اثنين من المتهمين الفارين وهما أحمد نصار و محمد الكحلاوى "
وحيدا فى شوارع القاهرة أتجول فى الطرقات ، أضيع الوقت من مقهى إلى مقهى منتظرا رأيا من هنا أو هناك وجاءنى من يقول : " دبر حالك " طرقت باب منزله – منزل عوض الذى كان أسمه بين الناس أسامة – فتح الباب وقال لى : ما الذى أخرك ؟ كنت فى أنتظارك منذ الصباح .
و دخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلت
المشهد الرابع :
مستشفى معهد ناصر / القاهرة / 1995
صوته الخشن عبر الهاتف : هو الموت قادم . قلت له : قاوم
قال : قاومت وأنتصرت ثم قاومت وانتصرت ، فى المرة الأولى تلذذت بحلاوة النصر وفى المرة الثانية تعذبت بسياط المقاومة .
قلت : غدا أكون بين يديك .
على كرسى متحرك كان الذى يعرفه الناس " أسامة " جالسا أمام النافذه
ناديت : أسامة يا أبو باسم لم يرد ، أقتربت منه ، ضممت رأسه إلى صدرى همست فى أذنه : كيف حالك ياعوض ؟
قال : الموت قادم ... ليث موتى وحدى .... أرى الموت يرفرف على رؤوس الحالمين الطيبين .... الأوغاد فقط هم الناجين ومعهم الخصيان المتنطعين ، لقد انتصرت على الموت مرتين ولم أعد راغبا فى قهره مرة ثالثة ، نعم هو الملل لقد فعلت كل شيىء وجربت كل شيىء حتى الموت ، وضحك ضحكة طويلة مصحوبة بسعال خشن ، وأشعل سيجارة وأخذ نفسا عميقا وأطلق السراح لعينيه بعيدا فى الأفق عبر النافذه وطال الصمت بيننا .
وأظلم المسرح .

في رثاء المناضل الإشتراكي/
الدكتور/ أسامة عبيد

بقلم: د/ أحمد نصار



#أحمد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجدي عبد الكريم الضاحك صمتا والباكي صمتا والراحل أيضا صمتا
- عاطف الجبالى الباحث دائما عن إمراة مستحيلة والمتعلق دائما با ...
- مناجاة لزيتية العينين 4
- مناجاة لزيتية العينين 5
- مناجاة لزيتية العينين 3
- مناجاة لزيتية العينين 1
- مناجاة لزيتية العينين 2
- المراهقة ( 4 ) الرعاية لابد أن تشمل الجميع
- نداء ( 3 ) إلى الطلاب الوطنيين الديموقراطيين
- نداء ( 2 ) الى الطلاب الوطنيين الديموقراطيين
- المراهقة (3) مرة أخرى ولن تكون الأخيرة
- اقتراح بتشكيل الروابط الطلابية الوطنية الديموقراطية
- نداء إلي الطلاب الوطنيين الديموقراطيين
- المراهقة (2) الأرقام تصرخ : الصمت عار .. الصمت عار
- لماذا العبور السريع لنقاط الإتفاق ولماذا التوقف الكبير عند ن ...
- المراهقة من مرحلة عمرية إلى أزمة مجتمعية
- في رثاء المناضل الإشتراكي/ علي الصبــــــــاغ
- ورقة أولية حول ضرورة العمل بين الطلاب
- العم/ أحمد رجب الرمح الممشوق على بوابات كمشيش
- في رثاء المناضل الإشتراكي/ محمود عبد الفتاح


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد نصار - أسامة عبيد أربعة مشاهد لم تكن للعرض