أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد المنعم سليمان - بين الجنجويد وحركة تحرير السودان















المزيد.....

بين الجنجويد وحركة تحرير السودان


عبد المنعم سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 916 - 2004 / 8 / 5 - 11:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يتصور احد أن تنحرف المسالة في دارفور إلى هذا المنحى . ولم أتصور أن الأمر قد يتطور في دارفور إلى هذه المرحلة الخطيرة في سيرها في الطريق المعاكس.

المنحى أن تنحرف المسالة من ثورة حقوق عامة إلى تناحرات قبلية محدودة الأهداف والأثر. واعني بالمرحلة تلك التي يظهر فيها وزراء حكوميين وولاة بالسودان علانية، وفي التلفزيون الحكومي بالخرطوم ليتحدثوا عن خفايا وأسرار الصراع الدائر بدارفور. لكن من زوايا عرقية. وبإحساس عنصري . و يعلن مسئول وقيادي في حركة- طالما صرخت نافرة الأحادية والجهوية- في فضائية عربية نواياه وإحساسه تجاه العناصر المعادية له.

الانحراف يشرحه المعادلة المتباينة بين مليشيا الجانجويد ومليشيا حركة تحرير السودان . والمرحلة يتحدث فيها السيد عبد الله مسار (الأمين العام لكيان التجمع العربي). و السيد محجوب حسين من (دولة الزغاوة الكبرى)‘أو تجمع الزرقة

كما يعلن كل منهما عن الأخر. وتتحدى كل جهة الأخرى.

لم يجهل احد أن جزء من طبيعة الصراع في قضية دارفور ذا بعد عرقي . وتلك امتداد لنزاع بين بعض القبائل في المنطقة . وصراع بعضها حول الموارد. للخلفيات الاثنية المتباينة بين المجمعات القبلية عامل معتبر. وهي سمة غالبة ليس دارفور بدعا عن كل المجتمعات المتباينة وقتما يقدر الله لها بالعيش سويا . لكن الحل كان في القانون العرفي . وخضوع الجميع لسيادة القانون. لكن الإسلام الحنيف كان العامل الأكبر في العيش بأمن وسلام .والدين قاسم مشترك للوحدة واحترام الآخر بشرا ادميا. ومكرمة الإنسان من كل إنسان . وحب الخير للناس عامة صفة اختصت بها شعب دارفور قرن لقرن تتاليا. وذالك ما مكنت العناصر جميعها من العيش في اتصال وتفاهم ودام عبر الزمن.

وان التهميش والظلم والاستقصاء والاستغلال الذي مارستها أنظمة حكم الشمال كانت حالة عامة واقعة على الناس كافة في دارفور عربيهم وغير عربي كما هو الحال في كل السودان من غير الشمال.

حكومة الخرطوم اليوم خاصة . والأنظمة الشمالية ذات التوجهات العروبية من لدن حلفاءهما الانكليز عامة. هي التي سعت لخلق الفتن بين كل عناصر الوطن المتباينة عرقا وثقافة ودينا. واجتهدت في إحياء عصبيات في غني عنها ويمكن الحياة بدونها . ولازمت في إزكاءها لتجني من ذلك العمل الخبيث الولاء لها و التأييد. و إطالة عمر- لا أمد الله لها فيه- . نموذج حكومة البشير ذات العقد ونصف عام واضح للعالمين .

وكان يمكن كما ولا يزال حتى ألان أن تصل تلك العناصر المتناحرة والمتقاتلة –غفلة ظلما- إلى حلول لتلك الجوانب من القضية. وتسوية لما (انخرم) من الوحدة . ضمانا لتكاملها في ثورة قومية إقليمية ذات توجهات عدلية ورؤى مستقبلية . تعذر الماضي وتعمل للمستقبل.

لكن ذلك الجانب من الحل هو الذي يمقته نظام الخرطوم . ويتحاشاه ما عاشت. ولذالك ما تزال تمخر بأياديها المتسخة في الصراع . لتبقيه فتنة قبلية جاهلية نتنة . لا يعنيها في ذالك ولو مات الناس جميعا أو نزحوا عن أوطانهم إلى الأبد.

الجانجويد الجناح العسكري لكيان التجمع العربي.

فقد تبنت حكومة الخرطوم بفهمها وانتمائها اللاسوداني أفكار بعض تلك المجموعات العربية أو ذات الأصول العربية في دارفور . بما تحمل تلك العناصر من إستراتيجيات عنصرية كالحة. و(مواهيم) مضمنة في برنامج (كيان التجمع العربي العنصري ) والذي يسعى إلى حلم استعراب الواقع الدار فوري خاصة والسوداني عامة . وأجندتها استئصال العناصر الإفريقية أو ذات الأصول الإفريقية وعلى رأسها (الراطنين) من القبائل اللهجة مثل (الفور والزغاوة والمساليت وما يلهم .

وليست ثمة حدود دولية لذالك الكيان . وإنها رسالة مقدسة للقومية العربية في التماس. وقد بدا ذلك المخطط منذ السبعينيات من القرن الماضي وبدعم سخي من الدول العربية . وكانت الشمالية ذات التوجهات العروبية على دراية و مباركة وتأيد . ومشاركة، ولكن وفق برامج وأفكار كل منها. تتباين الأمة عن الاتحادي وتختلف اليسار عن اليمن وصلا إلى قرن الجبهة الإسلامية القومية. يتفق في ذالك مدنيين إلى عسكر .

(الجنجويد) هو الجناح العسكري لكيان التجمع العربي . ليضعون الخطط الإستراتيجية على ارض الواقع . ولا يخفى على احد دعم النظام الحالي وعناصره لتلك العناصر المتعطشة للدماء. وتمكينهم وزراء وولاة ومسؤوليين كبار في الحكومة والدولة. وممارسة هواية التحريض والتجنيد. وتنظيف العناصر الأخرى عن مؤسسات الدولة بطردهم أو سجنهم أو إرسالهم إلى الآخرة.

الزغاوة في جيش التحرير

وبالمقابل فان الكتلة السوداء ( تجمع الزرقة العنصري أيضا ) وهو التجمع المناظر للتجمع العربي والذي يقوده الزغاوة والقبائل الراطنة. فقد نُظم استراتيجيا أو جاء ردة فعل للعروبيين .قوة مساوي لهم في المقدار ومضاد في الاتجاه وفق المعادلة الفيزيائي.

ولا اعتقد أن العناصر التي تسمى أو تسمي نفسها بالزرقة أو (الراطنين) أو (النواب ) بفهم العروبيين - من غير الزغاوة كانت على علم واشتراك في التخطيط لما يدور في دارفور .

وكما يقول (وثائق قريش ) الصادر عن التجمع العربي أن كتلة أبناء الزغاوة قد بدا من أول السبعين من القرن الماضي في تخطيط منظم ومدروس. تستهدف في الأصل القبائل ذات الأصول العربية . كقسمي الرزيقات في الشمال والجنوب والبني هلبة وغيرهم (أبناء قريش ). وتستهدف أيضا القبائل الإفريقية غير اللاهجة أو المتحدثة بالعربية كالبرتي و القمر والبرقد وغيرهم . وهو مخطط يبدأ بتمكنها من دولة تشاد -وقد وصلت إليها- وتمكينها من أسباب الثروة – ود جنتها من النهب وسلب. ثم تنتشر لتحرر دارفور وجزء من إفريقيا الوسطى.ثم تعلن (إسرائيل جديدة ) في إفريقيا وهو ( كيان دولة الزغاوة الكبرى). ولا يتم ذلك إلا بالاستيلاء على أراضي العناصر العربية وغير العربية . أو استئصالها ما أمكنها من الوجود وفق سياسية الصهاينة في فلسطين. وكانت لتلك المخططات مراحل . وقد انتهت حتى اليوم الجزء الأكبر منها.

وحركة تحرير دارفور ولاحقا حركة/جيش تحرير السودان هو الجناح العسكري لكيان دولة الزغاوة الكبرى ويمكن أن نطلق عليها (حركة تحرير الزغاوة ) . ولا يخفى على احد يد دولة تشاد -التي يحكمها الزغاوة - ورئيسها شخصيا في خلق كيان جيش التحرير ذات الأبعاد العنصرية في دارفور . ولا تزال ومنذ تأسيسها ومدها بكل ما تحتاج إليها من مقاتلين وارض ودعم مالي ولوجستي وسعي للاعتراف بها كمعارضة رسمية عن أهل دارفور لا تزال دولة تشاد راعية لهذا الجسم وان بدا سرا فقد علم العدو والصديق ، ورآه الأعمى

وحتى وإن ضمت إليها عناصر أخرى (راطنة) من العرقيات كالفور والمساليت أو ساندتها . وحتى ولو روجت لفكرة التجمع العربي المضاد لها وسط (الزرقة كما يسمون أو النواب العبيد كما يطلقه التجمع العربي ) .وحتى لو اعترفت بها قوى معرضة معتبرة . لا يجعل ذالك كله من حركة تحرير السودان غير أنها الطرف المناظر للجانجويد (المتبربريين كما يسمهم التحرير ) جيش التجمع العربي . وبالصورة التي ظهرت بها . وبأدلة موثقة .

كل منهما أي التجمع العربي وحركة التحرير وفق تلك النظرات والتحليل يصبح جسم غير مؤهل للاستمرار و غير صالح للبقاء.

مصادر تلك المعلومات باستثناء المنظور منها يروجها الطرفان العنصريان عن بعضهما البعض سرا وعلانية. في دلالة واضحة إلى تقسيم مسبق لدارفور بين تلك العناصر (الزغاوة) و(عرب قريش) وما تغافل بينهما تابعا .

فكر همجي وهم الأصل

ما زالت المحاولات مستمرة لنشر لتعميم الفكرة والمساندة في كافة السودان. واستدعاء عصبية الوطن العربي واستدرار شفقة القارة الافريقيا للاشتراك كل لما يليه.

ويمكن لكل عاقل أن يتصور الفكرة ويرسم النتائج. لا يمكن أن يتصور عاقل صاحيا كيف يمكن تنفيذ تلك المشاريع الهمجية من جماعات همجية. تشبعهم روح العنصرية والكراهية تجاه بعضهما البعض. وتتحكم فيهم الجهل والتخلف وعدم ادرك جيد لواقع الحياة . وانعزال تام عن طبيعة التطور في عالم اليوم.

ولا اعتقد أن المثقفين والمتعلمين من أبناء تلك العناصر ،وبما أوعطوا من حكمة وعقل . قد يتفق لدى احدهم-أو لمجرد تفكير في مثل تلك المشاريع الواهمة الحالمة. واني على يقين بأن العقلاء منهم ليسوا طرفا في الأمر. فقط أؤلئك الرعاع ذوا الثقافة والتعليم والأفق المحدود . والأموال السايبة.ومنهم على سبيل المثال لا حصر:قادة التحرير، وأشياخ الجانجويد . ومن استن بسنتهم واتبع ضلالتهم و سار على دربهم إلى يوم الدين. وليس الكل وهذا ما يجعلني اعتقد أن في القوم رجل رشيد.

ولا أظن أن العناصر الأخرى بدارفور البالغ تعدادها 120 عرقية أو قبيلة . أو 36 مجموعة عرقية ، مثقفيها والمتعلمين منها . والمهتمين بالشأن. على اتفاق بما يحصل في دارفور . أو وفاق لهذا المنحى والانحراف. أو سكوت صما عما يدور .أو تنظيم أنفسهم في (حركة مكتوفي الأيدي ومكممي الأفواه). والساكت عن الحق شيطان اخرس .

ولا يعتقد إنسان -غيور وطني يرفض الظلم- أن تصل القضية في دارفور على النحو الذي سلف . أو يتصور أن بتلك الطريقة يمكن تداوي جرح الوطن أو أن يصل الليل إلى نهار.

ما هي الميزة الحسنة التي تتمتع بها قبيلة أو مجموعة عرقية دون سواها من القبائل والمجموعات العرقية الأخرى؟ وما هي الخصلة التي خص لله بها مجموعة وحدها خالصة لنفسها من دون غيرها مما تجعل العرقيات الأخرى أو القبائل الأخرى تحسدها عليها وترى فيها عداوة ؟.

إن الناس لأدم وادم من تراب.

ولا تزال دارفور دون سواها لا أفضلية لقبيلة على غيرها في اللون و اللون والعرقية والانتماء والتاريخ والجغرافية . ولا فرق لعربي على غير عربي . وكذبت من ادعت غير ذالك.

إن الناس ولدوا أحرارا

في ايطار فهمي عن حرية الإنسان وحقه في الحياة إنني اقر أن من حق (الزغاوة) أن تحلم وتفكر كما يحل لها وكما يشاء لها القدر .كما لغيرها الحق مثل ذالك . ولها الحق في أن تسعى لتحقيق حلمها وفق خصوصيتها . لكن بشرط أن لا يضر ذالك بحلم الأخريين ويمس حق الغير. والأرض واسعة للأحلام كما وسعت للحياة .

وفي ايطار فهمي للحرية منحة لكل إنسان وحق كل حي في الحياة الدنيا .إنني أؤمن بأنه لا يحق لأحد أي كان، أن يحرم احد من حقه في الحياة الدنيا في التفكير والاعتقاد والتنظيم وبعزة وكرامة .شريطة أن لا يحرم ذلك الأخريين من حقهم في التفكير و والاعتقاد والتنظيم لصالح حياتهم.

وان كل ما أقوله منصف لكل إنسان إلا انه بديهي. ولا يضرني من رفض واستنكف عن الحرية والحق واستشاطة قولي . وهل كانت الزغاوة إلا قبيلة واحدة؟ . وهل كانت الرزيقات إلا قبيلة أو ثنتين ؟. ومتى كانت القبيلة الواحدة أو الكيان الواحد رأيا أو فكرة أن تفرض نفسها ورؤاها وأفكارها وتنظيماتها على الأخريين من أمثالها ؟ لعلى تلك حظوة مضت في القرون الوسطى؟

وما كانت قيس بأفضل من وائل . ولا تبكي الأرض ولا السماء لقيس أو وائل أن بقيت أو غادرت. وما زلت اعتقد أن في القوم رجل رشيد.

وهل عرفت الزغاوة لدى غيرها من العرقيات بصفة غير ما عرفت عنها في دارفور أو تشاد غير صفة النهب والسلب وقطع الطريق وإخافة الآمن . والعصبية والغدر. وهل عرفت (الابالة) أو (المستعربين) أو الأعراب) أو في (التجمع العربي).عنهم دون غيرهم من العالمين صفة أفضل من الانطوائية والخيانة والعنصرية وفظاظة القلب وحرق الأحياء.

تلك صورة عامة بمخيلة الأخريين بدارفور ويعلمها غيرهم إن ظن (التجمع العربي أو كيان الزغاوة) أنهما في الحياة . لكني لا أزال اعتقد أن كل مجتمع يحوي صالحين وطالحين مما يجعلني أنصف أن الزغاوة وحدها لم تخلق لتمارس النهب والسلب وقطع الطريق الآمن . صفات مارسها كل مجرم من كل قبيلة .واجزم أن العنجهية والخيانة والغدر صفات تنتشر وسط كل المجتمعات التي تستضيف الإجرام على مد الأرض.

هذا ما يجعلني اعتقد أن في القوم رجل رشيد.

الثورات أفكار ومفاهيم

إن الحركات أفكار ومفاهيم وأراء، تنتظم جماعة من البشر في ثورة ممتدة حول الفكرة أو المفهوم أو الرأي . ينساب إليها كل من اتفقت معه الفكرة أو المفهوم أو الرأي. بصرف النظر عن انتماء ه العرقي أو الجهوي أو الجنس أو اللون . وتلك سمة حركات التحرر والثورات الفاضلة تجمع كل الفاضلين أو بعضهم لتقود الناس عامة إلى مجتمع الصلاح والفضيلة. ومحاولات معبرة عن إرادة الشعوب ونادر جدا ما فشلت في تحيقي أهدافها.

كل منا يميز بين العرقية والحركة، وعبر العصور ظلت القبيلة هو ذالك الكيان الاجتماعي الذي يشعر الفرد بالانتماء إليها. ويجتمع الأفراد تحت مظلتها بصلة الدم والرحم . حتى لو اختلفت آراءهم أو تباينت مفاهيمهم وأفكارهم السياسة وأحاسيسهم

. وما كانت قبيلة بأفضل من أخرى.حتى تنصب من نفسها ملكة للآخرين ومسيرة لهم مهما كانت أصولها أو كثرت عددها. وما خلق الله بشرا أحسن وارقي وأنقى دما من بشر. مهما اختلفت ألوانهم وأحجامهم وأوزانهم وأطوالهم.

إن الظلم والتهميش الذي يضرب بأراض دارفور والغرب السوداني عامة لم تخص قبيلة دون أخرى أو جماعة دون أخرى للونها أو لغتها أو لطول قامة أفرادها أو قصرهم .حتى تنفرد بعضها بالمطالبة دون غيرها أو باسم غيرها. وتلك حالة بدأت منذ قرن نتيجة للمواقف الوطنية لأهل غرب السودان من لدن كرري وأم دبيكرات ومعارك سيلي.

أن العدو بيّن وواضح للجميع. وان القضية واضحة ومن حق الجميع أن ينتصر لحقه. ويستقيم الأمر بالمقومين.ولا يمكن أن يقوم اعوج يشكو اعوجاجا . والذي يسعى لتحرير السودان من حكم الشمال القبلي أولى به أن يكون قوميا لا قبليا.

وبعد :خطورة المرحلة

إن مثل تلك المخططات والأجندة. والتي يتحدث عنه والي (الجيلي – أبو حمد) المدعو مسار عن طائفة (التجمع العربي ). سياسة تخدم بالمقام الأول الخطط الاستعمارية للنظام. مستخدمة فيها العناصر التي انحازت من دارفور إلى نظام الخرطوم خوفا أو طمعا أو جهلا أو غفلة بعلم ووعي أو دون علم ووعي - وما كانت قبائل بحالها-. ولان نظام لا يختار إلى جانبه من دارفور من كان ذا ضمير أو إرادة.

وان مثل تلك الأجندة والمخططات التي حملتها حركة تحرير السودان عابرة بها الحدود.وتروجها في المحافل الدولية والاقلمية . لا يخدم في المقام الأول إلا نظام الخرطوم . وحركة تحرير السودان بأفكارها وأعمالها تقدم لنظام الخرطوم أكثر مما يستحق. و أفضل خدمة يقدمه عدو لعدوه وبالمجان .

إذ ما دخل حكومة الخرطوم (أو عصابة حكم الشمال المستبد ) في حكاية بين الغرابة ( عرب أبناء التعايشى أو أحفاد على دينار وسليل المحارب سالم أبو حواء ؟ . وما دخل نظام الخرطوم حين يتعلق الأمر بأحفاد إدريس بكر أو أبناء بحر الدين أو المادبوا ؟

إن كل ما يدور من خلافات واتهامات وسباب في دارفور تبقى بين (الغرابة ) أو أبناء الغرب فقط في نظر النظام ومن سلف ومن خلف.

والغربة في تعريف الشمال هم اولاءك الهمج الذين لا يتفقون على شان. والنظام يسعى للتفريق بين أي تجمع عرقي حتى - أو سياسي أو اجتماعي تعرف الحق وتسعى لنيله. مستخدمة في ذالك كل ما تملك من مال. وضمير خرب. وكل ارث في الدناءة. ذالك شان الأنظمة الخبيثة . و ديدن حكم الالجاركية.

وبعد :

الذي أريد أن يعرف الجميع رد ثلاثة أسئلة مهم جدا.

. هو ما سر تلك العلاقة الغريبة بين حركة تحرير السودان (صنع في تشاد) ومن (زغاوة) .وبين حركة العدالة والمساواة (صنع في جبل مرة) ومن(السودانيين المهمشين)؟ .

. ما هو موقف العدالة والمساواة -وهي حركة تضم عناصرها من كل أبناء السودان المهمش وقبائل دارفور - مما يخططه النظام ويظهره في إعلامها . وما رسالتها إلي شعب دارفور المنتظر والمنهار والى الشعب السوداني عامة ؟ أم أنها عجزت أن تنتج خيرا بعد أطروحتها المقدسة ( الكتاب الأسود) ؟

. وما موقف السادة المثقفين والمتعلمين- حتى بالشهادات- من أبناء دارفور الذين يؤمنون بميلاد دولة ديمقراطية تؤمن بالمساواة وحقوق الإنسان وحرية كل فرد في الحياة بكرامة دون المساس بحقوق الأخريين ؟

ليس هناك من ينتظر ردا من النظام . ومن لم يجيب فسيستمر ندائي من مالطا.



#عبد_المنعم_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل ...
- الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر ...
- الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب ...
- اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
- الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
- بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701 ...
- فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن ...
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد المنعم سليمان - بين الجنجويد وحركة تحرير السودان