أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - قاسم حسين صالح - السياسيون..وسيكولوجيا الاسقاط














المزيد.....


السياسيون..وسيكولوجيا الاسقاط


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 20:17
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


ليس المقصود ب(الاسقاط)هنا اسقاط المنافس السياسي أو تسقيطه ،أو :" الخطأ في الحساب والقول،أو :زلّ،أخطأ، ندم، وتحير..والسّقيط يعني الناقص العقل" كما ترد في القاموس المحيط ،انما هو مفهوم نفسي نعني به نحن السيكولوجيين:" فعلا لا أراديا يقوم من خلاله الشخص بنسب أفكاره أو انفعالاته لآخر أو آخرين لاسيما السلبية منها أو غير المرغوب فيها أو التي تسبب له التوتر".
والاسقاط بهذا المعنى يشبه قراءة الأفكار بصورة خاطئة مفترضين بأنفسنا أننا نجيد قراءة أفكار الآخرين ونعرف كيف يفكرون ، أي أننا – في جانب منه – نكون على " يقين" بأن أفكارنا صحيحة ،وفي جانبه الآخر نعزو لخصمنا او منافسنا ،و"بيقين"، أفكارا ليست موجودة في رأسه ..مع أن كلا "اليقينين"وهما!.
وكلا العمليتين تحدثان بآلية لا شعورية ..خارج نطاق الوعي ،أي أننا لا نمارسهما عن قصد ،انما لا شعورنا يقوم بالاسقاط ..لتحقيق هدف نفسي هو خفض القلق لدينا برمي عيوبنا او ذنوبنا او فشلنا في تحقيق مهمة مشتركة كبيرة .والمشكلة أن الذي يعتاد على ممارسة الاسقاط لسنة او سنتين ،يتعامل مع أفكاره وكأنها حقائق مقدسة أو احكاما قطعية بالرغم من عدم وجود دليل مادي على حقيقة افتراضاته.
ومن متابعتي للعملية السياسية بعد التغيير ، وجدت قادة سياسيين اعتادوا على ممارسة الاسقاط سبع سنوات!..فتمكّن منهم وصاروا مبرمجين عقليا على هذه الآلية النفسية التي تعدّ أسوأ أساليب التعامل مع الصراعات السياسية ،ولم يدركوا أنه عندما يستخدم فردان الاسقاط .. يتشوه الحوار ويختلط بالاعذار والتوضيحات والشرح ،لأن كل شخص لديه خطط مختلفة في ذهنه ،ولا يستمع أي منهما لما يقوله الآخر بل لما في رأسه فقط، ويتحدثان باتجاه معاكس لا الى بعضهما البعض، ويقومان بوضع افتراضات عن الأفكار والدوافع والاستجابات المحتملة والنوايا الخطيرة.وما يحدث بينهم في صراعهم على السلطة هو التركيز على أخطاء الآخر وحوارات لفظية غاضبة وعدائية ،غير مدركين التحيزات التي يراها الآخرون فيهم . والأزعج من ذلك أن أنفسهم لا تطاوعهم على اعتماد مبدأ الانصاف مع أنه أفضل الحلول في انهاء الصراع!.
والذي لا ندركه أن الاسقاط ،بوصفه آلية حتمية من آليات الصراع،يفضي اذا تحكّم الى الانتقام. فعندما يجرحك أحد وتريد أن تردّ له الأذى يكون الانتقام هو جذر المشاحنات العنيفة على صعيد العلاقات الاجتماعية فكيف اذا كان على صعيد الصراع السياسي ..الذي يذهب أبعد من مبدأ العين بالعين.. الى اثارة فتنة وازهاق أرواح . والمفارقة أن كل السياسيين يدعون الى القيم والاخلاق ولا يتصرف كثيرون منهم بمبدأ أن لا مكان للانتقام في العلاقات الناضجة المحترمة ..وفي القضايا الحياتية التي تخص الناس ..ولا يمتلك كثيرون القدرة على مقاومة الأغراء ..الذي هو داينمو الانتقام عليه اللعنة!.
لقد نبّهنا بما يبريء ذمتنا ،لكن السياسيين ،كعادتهم، يعتقدون أنهم يفهمون في كل شيء،وتمام التمام، مع أنهم يخسرون قضية كانوا نذروا أنفسهم من اجلها دون أن يدركوا أن أحد أهم أسباب خسارتهم هي أنهم.. جميعا وقعوا في (فخ الاسقاط!).



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فراش الزوجية..وثقافة العيب
- ثقافة نفسية 14:الأوهام
- ثقافة نفسية 13:شيزوفرينيا- عتاب من مريض عقليا
- برلمان ديمقراطي ..لم ينتخبه الشعب!
- لمناسبة فوز ( الشرقية ) بالاستفتاء..تبيان موقف
- ثقافة نفسية : 12 طنطا!
- اثقافة نفسية -11: الرهاب الاجتماعي
- نتائج الانتخابات ..وسيكولوجيا العراقيين
- السطوة ..والديمقراطية
- في وداع برلمان 2005
- تشكيل الحكومة العراقية المقبلة -قراءة نفسية-سياسية-
- حين يخفق السياسيون ..وينجح السيكولوجيون!
- ايها العرب..ديمقراطية العراق زاحفة نحوكم!
- نتائج الانتخابات العراقية..في تنبؤات سيكولوجية
- يوم الانتخابات..يوم القيامة للعراقيين!
- النائب في البرلمان..وازدواج الجنسية
- الانتخابات ..وامتحان الوطنية والأخلاق
- الشيوعيون ..قلوب العراقيين معهم وأصواتهم لغيرهم!
- نصيحة صغيرة ..لاياد جمال الدين
- الأنتخابات ..والاغتراب السياسي


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - قاسم حسين صالح - السياسيون..وسيكولوجيا الاسقاط