أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - زحف المغول الثقافي: هل يقضي المهاجرون على الحضارة الأوروبية؟













المزيد.....

زحف المغول الثقافي: هل يقضي المهاجرون على الحضارة الأوروبية؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 16:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مأزق العلمانية الأوروبية
ناضلت الشعوب الأوروبية، ضد الإقطاع والاستبداد السياسي، والطبقات الكلاسيكية والبورجوازية المسيطرة، وضد الكهنوت الديني الظلامي المطلق، طويلاً إلى أن وصلت إلى هذا الشكل المجتمعي والسياسي والإداري المتميز، بحيث أصبحت قبلة لكل شعوب الأرض، تقبل عليها من كافة الأصقاع علها تحظى بموطئ قدم في هذا النعيم الدنيوي المقيم، تاركين وراءهم شعوذات بلدانهم وأساطيرهم الكاذبة عن النعيم والفردوس المفقود. وتشكل اليوم الجاليات المهاجرة أرقاماً، ومعدلات نمو سكاني باتت تهدد الوضع الديمغرافي للشعوب الأوروبية التي لا تتكاثر إلا وفق دراسات مستقبلية تضع في حسبانها العامل الاقتصادي والتربوي والأسروي، فيما الجاليات المهاجرة تتوالد وتتكاثر بطرق عشوائية، ومن دون حسابات واعتبارات لا آنية، ولا مستقبلية، أي وكما يقال بالعامية، على "السبحانية"، ونفس هذا الأمر "السبحانية" هو ما أدى للكوارث المجتمعية والسياسية والاقتصادية التي جعلتها تفر من بلدانها بالقوارب، وتحت جنح الظلام. وكل هذه العوامل والتهديدات المادية قد لا تشكل أية أهمية تذكر فيما لو قورنت بالتهديدات الثقافية التي قد تقلب المعبد الحضاري الأوروبي على رؤوس شعوبه.

وقد تكون القيم التي صنعت أوروبا، ونهضت بها، ونعني بها قيم التسامح والتعايش والتنوير والعلمانية واحترام الحريات العامة وتقديس الفرد لا الجماعة، وحقوق الإنسان، هي ذات السبب الذي سيقوض ويقضي على هذه الحضارة كون احترام هذه القيم من قبل الحكومات والشعوب الأوروبية قد سمح بتغلغل ونفوذ أكبر للجاليات غير الأوروبية، والتي لا يشارك بعضها الأوروبيين وبكل أسف بقيم التعايش والتسامح ذاتها. ولذا فالعلمانية، وهذه الحال، قد تكون عاملاً مساعداً للسلفيات، والأصوليات، والثقافات الهمجية للنمو والازدهار والانتشار، وهذا هو مقتل العلمانية الأول الذي يجب أن يتنبه له رموزها وفلاسفتها ومنظروها الكبار. فالعلمانية المتسامحة تحمل بذور خرابها واندثارها وزوالها. وحين نرى بعضاً من رموز الثقافات الهمجية يطنطنون من قلب أوروبا ويستفيضون بنشر أفكارهم الهدامة وسمومهم القاتلة ندرك أي مأزق وصلت إليه العلمانية. والأمر لا يتوقف ها هنا، بل نرى بعضاً من الكتاب، وممن ينسبون أنفسهم لليسار والتمركس، ينافسون رموز الثقافات الهمجية في تقويض العلمانية من حيث دفاعهم عن قيم التعصب والانغلاق والتحجر والظلامية، ويا ليت الأمر يتوقف فقط عند رموز ونشطاء الأفكار والثقافات الهمجية.

وبالأمس القريب، وهذا عرف بات مألوفاً في عموم القارة الخضراء، تم تعيين سيدة غير مسيحية ومن أصول آسيوية، كوزيرة في الوزارة البريطانية، وهي سعيدة وارسي، الباكستانية الأصل، في الحكومة الائتلافية الجديدة في بريطانيا عن حزب المحافظين ما يعني أن الغربيين ليس لديهم أي فيتو على ديانة أو عرق أو أصول أي مهاجر يشغل منصباً عاماً، ورفيعاً، ولكن وبكل أسف قد لا يكون لدى هذا المهاجر نفس تلك القيم. وقد صرح أبو حمزة المصري ذات يوم بـأنه يستخدم بريطانيا كـ" تواليت" يقضي حاجته فيه، وأنه سينقض عليه في اللحظة المناسبة. وهذا الأمر سيفسح بالمجال، ومع تكاثر الجاليات المهاجرة، ونقص ملحوظ في الزيادات السكانية بالنسبة للسكان الأوروبيين، فإن هذا قد يزيد من مخاطر انهيار المشروع التنوير الغربي الأوروبي أمام ثقافات وافدة خربت بلدانها الأصلية، وها هي اليوم تقتحم قلب التنوير الأوروبي لتعيث فيه خراباً ودماراً ثقافياً، وفكرياً، وسلوكياً، تحت تبريرات وألوية وشعارات احترام حقوق الإنسان الخفاقة التي يتاجرون بها وهم أبعد ما يكونون عنها. ومع العلم أن كثيراً من هؤلاء المهاجرين، يرفضون الاندماج والتكيف والتأقلم واستيعاب الثقافة الأوروبية، ونراه أكثر تمسكاً بذات القيم والأعراف والثقافات التي أهلكت الحرث والضرع في بلدانهم الأصلية.

فنعم أوروبا باتت مهددة اليوم، وأكثر من أي يوم مضى، بقيم غير حضارية، وبثقافات مغلقة وأحادية متكلسة ومتحجرة تتقدم بعمق وتفرض ذاتها على الأوروبيين في عقر دارهم مهددين معه هذا الركن الإنساني الرائع الذي كان ثمرة لتضحية ونضال رواد التنوير الكبار المعروفين الذي يبدو أن جهودهم قد ضاعت سدى اليوم، وبكل أسف وحسرة، وأن رفاتهم تتحرك وتتململ في أجداثها، جراء الزحف الثقافات المهاجرة وتوغلها وتمددها غير الآمن والخطر في العمق الأوروبي العلماني المستنير.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين فقط!!
- هل كان لدى البدو حمّامات في الصحراء؟
- التعليم الديني للصغار كنمط للإكراه في الدين
- لماذا لا نستبدل حصص التربية الدينية بحصص الموسيقى والفن والب ...
- البورنو الديني في مدن الظلام: وثقافة الجن والعفاريت
- ثقافة الوأد وافتراس الأحياء والصغيرات: آباء أم ذئاب؟
- لا حضارة من غير بشر حضاريين
- طلاق الصغيرات
- هزيمة النقاب ومشروع بدونة أوروبا
- لول: وأعداء الضحك والابتسام
- أجب عن الأسئلة التالية: امتحان كتابي لإرهابي
- الله يستر: مقال يزلزل كيان أكاديمي عروبي
- زلزال الكلمة الحرة يصيب أكاديمياً سورياً !!!!
- أيهما أفضل استعمار البدو أم استعمار الرومان؟
- العربان وهمروجة حزام الأمان
- رحلة مع فكر الظلام وأهله
- هل العالم بحاجة اليوم للحضارة العربية؟ إشكالية العقل والعقال
- لماذا يحتقر البدوي المهن الإنسانية النبيلة؟
- الخطاب البدوي العنصري
- من المئذنة إلى شاشة التلفاز


المزيد.....




- الكويت تدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
- “نزلها واستمتع”.. تردد قناة طيور الجنة الفضائية 2025 على الأ ...
- كيف تنظر الشريعة إلى زينة المرأة؟
- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - زحف المغول الثقافي: هل يقضي المهاجرون على الحضارة الأوروبية؟