|
هل بالامكان توفير فرص العمل لكافة العراقيين ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 16:00
المحور:
الادارة و الاقتصاد
ماهو السائد في العراق اليوم و يعاني منه الجميع هو انتشار البطالة بشكل واسع، مما يسنح الفرص الكثيرة لاستغلال هذا الوضع من قبل المتربصين من كافة النواحي، سوى كان من قبل الارهابيين و المتشددين من الذين لم يقدروا ان يتاعيشوا مع الواقع الجديد و لم يجدوا موطيء قدم لهم بين ابناء الشعب و يستغلوا الفرص المواتية لتنفيذ مراميهم الخبيثة . و من جهة اخرى يُستغلون من قبل السياسيين الجدد حزبيا الذين يعملون على تسييس عقولهم بعيدا عن عملهم او مهنهم الخاصة من اجل لقمة العيش ، و هم ينتمون الى الاحزاب و التيارات دون قناعة مطلقة باهداف و عقائد و ايديولوجيا و شعارات الجهات التي ينتمنون اليها ، و تفرضها عليهم الضرورات المعيشية الملحة. لم تقف البطالة حجر عثرة امام الاستقرار و الامن السياسي الاجتماعي فقط و انما اصبحت بعبعا امام مخططات و برامج الحكومة و مشاريعها، و هي مكتوفة الايدي امام ايجاد الحل المناسب للقضاء عليهات نهائيا رغم الواردات و الثروات الهائلة التي يمتلكها العراق، و خاصة بعد سقوط الدكتاتورية و ما اتجهت اليه الحكومة من تنظيم الميزانية بشفافية و علنية وفق الضرورات، و ما زاد الفرص لاصلاح الامر هو انتهاء الحروب التي اشعلتها الدكتاتورية لاهداف شخصية ضيقة و ابتلعت بها الاكثرية المطلقة من الميزانية العراقية خلال سنين حكمها، و عاشت الاكثرية العظمى من الشعب في الفقر المدقع باستثناء الموالين و المجرمين القتلة من الحلقة الضيقة التي تجمعت حولها. الحكومة الحالية مضطرة على ان تضع برامجا و استراتيجية علمية دقيقة لمحو اثار الماضي و تقليل نسبة البطالة خلال السنوات الخمس المقبلة، و من خلال توفير فرص العمل لابناء الشعب بعد الانتعاش الاقتصادي و التنمية المنشودة، و من خلال تنوع الادارة الاقتصادية لتسهيل امور التقدم الاقتصادي، اي اتباع الخصخصة بشكل نسبي و الاستناد على الواردات المالية الاخرى غير النفط كذلك، و الخلط او المشاركة او التعاون بين القطاع الخاص و العام للاستثمار وفق خصوصيات البلد، اعتمادا على المستثمرين العراقيين و الاجانب، و من المؤسف ان تكون نسبة التنمية في السنوات الماضية بعد السقوط غير مرضية و ليست بمستوى الطموح ابدا لاسبابها الاقتصادية السياسية المعلومة. رغم ثراء العراق بما يملك الا ان نسبة البطالة وصلت الى حوالي28% و هي غير ثابتة و في ارتفاع و انخفاض مستمر، هذا عدا بعض المهن غير المنتجة و التي تكون نسبة العاملين فيها اكثر من الضروري و تعتبر هذه بطالة مقنعة ايضا . بعيدا عن الشعارات و ما يتكرر يوميا و خاصة خلال ترويج الحملات الانتخابية في هذا المضمار و من باب توفير الخدمات العامة للمواطنين ، فان الامن و الاستقار من العوامل الهامة لانتعاش و تنمية اقتصاد اي بلد ، ومن الاولويات التي تفرض علينا بذل الجهد اللازم لتامينها هي الاستقرار السياسي و التخطيط و البرمجة العلمية الدقيقة لاقتصاد البلد و الخطوات الضرورية و قراءة الواقع و السياسة الاقتصادية المتبعة، و يجب ان توضع خصوصيات البلد امام الانظار في كل خطوة متبعة في اية مرحلة كانت. عدا القطاع العام و الاقسام الضرورية التي لا يمكن خصخصتها بشكل مطلق لابد ان يعتمد البلد على مجموعة من الخطط المدروسة لتطبيقها بشكل سليم ، و منها و في المقدمة منها النظر الى الخطط الاستراتيجية و الاهتمام بالبنية التحتية في اعادة تشغيل المصانع و المعامل الضرورية الموجودة و تنظيم الاستيراد لتوفير السوق للمواد التي يمكن انتاجها داخليا، و اعطاء القروض البنكية الطويلة الى المواطنين العاملين بشروط حازمة من اجل التركيزعلى التنافس و الانتاج الداخلي فقط بعيدا عن الاستهلاك الزائد عن اللزوم. الاهتمام بالقرى و الارياف اكثر من المدن في المرحلة البدائية و تشجيع القطاع الزراعي و دعم الفلاحين و الاهتمام بهم و توفير الارضية المناسبة لعودتهم من المدن الى قراهم من خلال ضمان الاحتياجات الضرورية لهم من كافة النواحي. هذا بعد تطبيق القوانين و النظام العام و محاربة الفساد الافة التي تاكل الاخضر و اليابس ، و هو السبب الرئيسي لانتشار البطالة و زيادة الغنى الفاحش و الفقر المدقع و اتساع الهوة بينهما مما يؤدي الى القضاء على الطبقة الوسطى. اذن محاربة البطالة مرتبط بالجوانب السياسية الاجتماعية الثقافية كما تخص الاقتصاد و التخطيط و التنمية قبلهم. و لكن قطع دابر الفساد ممكن ان عزم الجميع الامر و آمنوا بالمرحلة و النظام الجديد و خلال فترة قصيرة و قياسية شرط ان يستقر الوضع السياسي، و يمكن خلال فترة معينة يجب توفير الضمان الاجتماعي كحد ادنى لمعيشة الفرد لحين توفير فرص العمل بشكل تدريجي، و انهاء او تضييق مساحة الاستهلاك المستمر الاكثر من الانتاج، لحين التقارب بينهما بعد التنمية و الانتعاش، و بانجازهذه المهمات نقترب من الخطوة الاولى لتحقيق نسبة معينة من العدالة الاجتماعية، و تتكثف الجهود على ضمان مقومات المواطنة الحقيقية و المساواة بين ابناء الشعب. العملية متعددة الاوجه و سهلة و ممكنة التنفيذ بدقة باقصر فترة ممكنة في العراق اليوم، لوجود المقومات الاساسية للاقتصاد القوي سوى كان من خلال توفير البنى التحتية و ثراء البلد بالبنى الفوقية و العقليات المدبرة التي يمكن ان تديرالعراق من كافة النواحي و بالاخص الاقتصاد و طرقه تنظيمه.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تسييس الفعاليات المدنية لمصلحة من ؟
-
ما التيار الفكري المناسب لهذه المرحلة في الشرق الاوسط
-
منع الانتقاد هو الخطوة الاولى نحو الدكتاتورية
-
لم يدان تطاول تركيا و ايران على اقليم كوردستان!!
-
الاغتيالات ما بين الاخلاق السياسي و التحزب
-
موقف المثقفين من الخروقات لحقوق الانسان في كوردستان
-
قلنا فلتكن كوردستان بوابة للحرية و الديموقراطية!
-
لماذا يُستهدف الصحفيين في اقليم كوردستان ؟
-
المطلوب هو الفعل و ليس الفتاوى والوعاظات و الشعارات
-
انتشار الفقر في اقليم كوردستان رغم الميزانية الهائلة له
-
الفدرالية الحقيقة تنقذ العراق و تحافظ على وحدته
-
من يقدٌر الكتٌاب و الادباء في حياتهم ؟
-
ترسيخ التسامح يضمن التعايش السلمي في العراق
-
في مثل هذه الظروف، من يفكر بالطبقة الكادحة في العراق ؟
-
التحالف الكوردستاني و احتمالات تشكيل الحكومة العراقية المقبل
...
-
ما يعيق النظام العالمي الجديد هو الازدواجية في النظرة و التع
...
-
السيناريوات القابلة التطبيق لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة
-
الصحافة الكوردستانية الى اين ؟
-
هل يمتلك العراق ما ينقله الى مصافي الدول المتقدمة ؟
-
كيف نغلق طريق الفساد المستشري في العراق ؟
المزيد.....
-
ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية كبيرة على الصادرات الصينية
-
ترامب يفتح الباب أمام بريطانيا لتجنب الرسوم الجمركية
-
ترامب: سيكون لدينا صندوق ثروة سيادي
-
المغرب يحقق إيرادات سياحية قياسية في 2024
-
غفلة إسرائيلية عن التمديد لنائب محافظ البنك المركزي
-
مزارعو غزة يتحدون دمار الحرب لإحياء سلة غذاء فلسطين
-
جوزيف عون: الإصلاحات الاقتصادية أساس بناء الدولة.. وحماية ال
...
-
مصر تسجل رقمًا قياسيًا في صادرات الصناعات الغذائية خلال 2024
...
-
تقرير: انخفاض أسعار السلع في مدينة حلب السورية بعد انتهاء -س
...
-
-وول ستريت جورنال-: رسوم ترامب الجمركية أغبى حرب تجارية في ا
...
المزيد.....
-
دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر
/ إلهامي الميرغني
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|