|
لاءات جمال مبارك الثلاثة
عبدالوهاب خضر
الحوار المتمدن-العدد: 916 - 2004 / 8 / 5 - 11:39
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
أكد جامعيون متخصصون في الشئون السياسية أن غياب الإصلاح السياسي والدستوري الحقيقي في مصر هو السبب المباشر في معدلات الفساد والغش التجاري وتفشي داء الرشوة.
وقال الخبراء: إنه لا بديل عن الإصلاح الشامل والجذري للتخلص من حالة الانغلاق السياسي وغياب الحريات والحياة في ظل الطوارئ وانهيار التعليم والاقتصاد، وعدم تداول السلطة.
فتح جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الحاكم النار علي نفسه عندما أطلق لاءاته الثلاث علي أساتذة الجامعة أعضاء نادي هيئة التدريس بجامعة القاهرة، وأثبت جمال مبارك أنه علي دين حزبه الذي يتغني دائما بالفكر الجديد، بينما هو مجرد نقوش علي جدران قديمة ومتهالكة وآيلة للسقوط.
لأن السقوط سوف يكون فوق الجميع من تدهور شامل في جميع المجالات فقد أصابت تصريحات أمين السياسيات - برفضه لإلغاء حالة الطوارئ وتعديل الدستور وعدم احترام كلام رجل الشارع - المواطن بالإحباط ووضعت أساتذة الجامعة في قلق شديد فكيف لهؤلاء المتخصصين أن تضيع كل مطالبهم وأفكارهم وأحلامهم في لحظة وصفها البعض بأنها طائشة وغير حقيقية خاصة وأن هناك انفراجة صغيرة في الحريات العامة وآخرها إعلان النائب العام ماهر عبد الواحد عن تطبيق قانون الطوارئ علي الجرائم التي تمس أمن الدولة فقط، ولكن البعض الآخر أكد أن ما قاله جمال الابن هو كلام مدروس وسياسات متفق عليها ولن تتغير في ظل وجود نفس الأشخاص وأنها صراحة يجب حتي أن نشكر أمين السياسات عليها.
إحباط
د. عاطف البنا أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة قال إن هذه اللاءات الثلاث هي مؤشر خطير لمستقبل مظلم سياسيا، وذكر أنه «محبط» وليس لديه أمل في التغيير في ظل نظام يحكم مصر بالطوارئ منذ أكثر من 20 عاما ويرفض الإصلاح السياسي والدستوري بمفهومه الحقيقي والصحيح، ويقف هذا الحزب الحاكم وحده متحديا الجميع والذين يطالبون بالديمقراطية من أحزاب وقوي سياسية وأساتذة جامعة.
وحول نوافذ الحريات والديمقراطية التي يتحدث عنها المسئولون قال البنا: إن الإصلاح لا يتجزأ، فالإصلاح لابد أن يكون جذريا، فلا أتصور إصلاحا بدون تعديل الدستور أو إنهاء حالة الطوارئ التي تقيد الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني.
ويضيف البنا أن هؤلاء الذين يرفضون تعديل الدستور وإنهاء حالة الطوارئ هم أصحاب الدعوة للإصلاح من الداخل وحشدوا كل قواهم من أجل رفض مبادرة الشرق الأوسط الكبير الوافدة من أمريكا لأنها كانت تدعو لتداول السلطة.
وأنهي البنا كلامه قائلا: إن تعديل الدستور أمر حتمي وضروري وليس هناك صعوبة في ذلك فقد قامت الحكومة بتعديله عام 1980 عندما جعلت مدة رئاسة الجمهورية مفتوحة، وهو تعديل للأسوأ طبعا لأن سنة أولي إصلاح ينبغي أن تؤكد علي تقليص سلطات رئيس الجمهورية وانتخابه من بين أكثر من مرشح وبالاقتراع الحر المباشر وتحديد مدة حكمه وبدون ذلك ستكون الديمقراطية مجرد ديكور ساخر في مسرحية كوميدية!
ترهل سياسي
مصر تعيش في حالة احتقان وترهل سياسي ونظامي هكذا قال لنا د. محمود عبد الظاهر أستاذ العلوم السياسية والتاريخ والخبير الاستراتيجي والأمني وأضاف: إن ذلك مرتبط بعدم وجود شفافية ووضوح في السياسات العامة!
ويتساءل الخبير السياسي كيف ينجح أي حزب حاكم وهو لا يحترم رجل الشارع مع أن هذا المواطن العادي هو النبض الحقيقي والمؤشر الطبيعي الذي يمكن من خلاله قياس نجاح السياسات، وأضاف عبد الظاهر أن رجل الشارع يعرف الآن كل شيء مثل المتخصص بالضبط، فالانتقادات تتردد في كل مكان مثل المواصلات العامة وعلي المقاهي والجامعات والمدارس والحقول والمصانع فالكل حزين ويعاني من تدهور المعيشة فالأجور الضعيفة غير قادرة علي مواجهة متطلبات الحياة وغول الأسعار، وبالتالي فإن هناك وعيا جماهيريا بكل الأمور السياسية والاقتصادية، والجميع يعرف أن هناك خطأ ما وعلينا الآن أن نتغلب علي ذلك بالاعتراف به بدلا من إنكاره والتغني دائما بالإنجازات التي ليس لها مثيل!!
وحذر د. عبد الظاهر من استمرار حالة التدني في الحياة السياسية وعدم احترام كلام رجل الشارع والإبقاء علي حالة الطوارئ ورفض تعديل الدستور وقال: إن ذلك يصيب الشعب بالإحباط ويضعف الانتماء ويؤثر علي الإنتاج والتطور والتقدم الاقتصادي ويؤدي إلي انتشار الفساد.
وصايا الإصلاح
ويري د. عبد الحميد الغزالي أن الحاجة إلي الإصلاح أصبحت مهمة وضرورية إذا كانت هناك رغبة في التطور ولكن الدكتور الغزالي أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة يؤكد أن المشكلة تكمن في غياب إرادة التنفيذ لدي من يملك القدرة علي التغيير فالحكومة حريصة علي استمرار الوضع كما هو عليه.
وجه أستاذ العلوم السياسية النصيحة لصانعي القرار محذرا من الاستمرار في هذا الوضع المتدني سياسيا والسعي نحو تغييب الشعب وعدم إشراكه في صناعة القرار، وقال إن هناك وصايا ستا يتفق عليها معظم المتخصصين من أساتذة الجامعة من أجل الإصلاح الحقيقي وهي ضرورة وجود انتخابات حرة نزيهة علي جميع المستويات، وإطلاق حرية تشكيل الأحزاب السياسية وحرية إصدار الصحف ووسائل الإعلام، وألا تكون حكرا علي النظام الحاكم، ورفع يد النظام عن مؤسسات العمل المدني خاصة النقابات المهنية والسعي نحو وجود نظام مؤسسي برلماني وإلغاء جميع القوانين الاستثنائية وعلي رأسها قانون الطوارئ وإلغاء جداول الناخبين الحالية والتي يتم تزييفه وتزويره وأن يكون الانتخاب عبر استخدام بطاقات الرقم القومي وإنشاء جهاز قومي لإدارة الانتخابات من «طأطأ.. لسلامو عليكو»!!
دستور جديد
وتتفق مطالب أساتذة الجامعة مع ما يطرحه السياسيون في مبادراتهم نحو الإصلاح ولكن يبقي التنفيذ وهذا ما قاله لنا المستشار يحيي الرفاعي رئيس محكمة النقض الأسبق من أن التغيير يبدأ من القمة حتي بتغيير المجتمع للأفضل نحو الإصلاح الذي يدعو له الجميع وطالب بفتح الباب علي مصراعيه لوضع دستور جديد وعادل يضمن حياة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تتناسب مع تاريخ مصر.
أجندة الإصلاح
وما ذكره أساتذة الجامعة في هذا الموضوع هو ملخص أوراق وتقارير ومقترحات لنفس الأساتذة المتخصصين في الشئون السياسية ومنهم د. أحمد يوسف أحمد عميد معهد الدراسات العربية ولواء د. زكريا حسين المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية ود. حسن أبو طالب رئيس تحرير التقرير الاستراتيجي العربي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والذين أطلق بينهم جمال مبارك لاءاته الثلاث أكدوا جميعا في مقترحاتهم أنه لا بديل عن الإصلاح الداخلي الشامل للتخلص من الاستبداد والانغلاق السياسي والفساد وغياب الحريات والحياة في ظل قانون الطوارئ وانهيار التعليم وانتشار البطالة وقمع الحريات العامة وعدم تداول السلطة.
وطرحت أجندة أساتذة الجامعة عددا من التساؤلات المهمة منها: هل يمكن أن يشعر الفرد بالانتماء في ظل حالة من الطوارئ والقوانين الاستثنائية امتدت علي مدار أكثر من 20 عاما؟ وما هي الانعكاسات المتوقعة لحالات الفساد - التي تنامت في الفترة الأخيرة - علي شعور الفرد بالانتماء؟
أكدت أجندة الجامعيين أن الإجابة علي هذه التساؤلات سهلة فالشعب مصاب بالإحباط وهناك زيادة في معدلات الفساد المالي والغش التجاري وتفشي داء الرشوة وتراجع الاستثمار وتزايد معدلات البطالة وكل ذلك بسبب غياب الإصلاح والشفافية والعدالة، هذا ما قاله بالنص أساتذة الجامعة الذين أطلق جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الحاكم لاءاته الثلاث في وجوههم.
#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قضايا عمال مصر سقطت من أولويات حكومة الدكتور أحمد نظيف
-
د. رفعت السعيد يكشف من جديد عن صفحات مجهولة من حياة مؤسس جما
...
-
صفحات مجهولة من تاريخ حسن البنا
-
بلاغ الى وزير الداخلية المصرى :من يواجه فساد مافيا رجال الاع
...
-
حيوانات فى نعيم
-
الحقيقة الغائبة فى التغيير الوزارى الجديد ... حكومة مصر بدون
...
-
ظاهرة جديدة : العمال المصريون يتظاهرون من أجل الخروج الى - ا
...
-
أمريكا أكبر بلطجى ولص فى العالم .
-
25 عاما من السياسة الاسكانية الفاشلة لحكومة الانفتاح فى مصر
-
اعتصام عمالى كبير يطلب تدخل الدولة لانقاذ المال العام من قبض
...
-
التعذيب صناعة حكومية
-
السرطان يلتهم عمال مصر
-
على هامش فوضى التغيير الوزارى الغير مرتقب ..مواطن مصرى : الف
...
-
انتصار عمالى ساحق علي أصحاب الملايين في الحزب الحاكم المصرى
-
الحكومة تطرد العمال من المساكن الادارية !!
-
أيام وليال من التعذيب واهدار حقوق الانسان
-
الماركسية ليست كل ما قاله ماركس
-
رسالة الى الرئيس مبارك
-
العائدون من السجون اللبنانية : خرجنا من سجن الفقر المصرى لند
...
-
المجلس القومي لحقوق الإنسان فى مصر يرفض إلغاء حالة الطواريء.
...
المزيد.....
-
بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
-
هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
-
طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا
...
-
-حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال
...
-
لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص
...
-
بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها
...
-
مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في
...
-
-نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين
...
-
بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
-
الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|