قوة التغيير!

ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3006 - 2010 / 5 / 16 - 18:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

قوة التغيير!

" استيقظ صباحاً وكأن قلبك مجنح واشكر الله لأنه منحك يوماً آخر تحب فيه." ~ تيلهارد دو شاردان
في روايته الأسطورية المشوقة " أوهام"، أخبرنا ريتشرد باتش قصة مخلوقات تتشبث بجذور تنمو على منحدر شاهق، وتمضي حياتها " متشبثة بحافة المنحدر" "مقاومة" السقوط لأنها إذا أفلتت الجذور تتحقق كل مخاوفها، فتسقط وتتهشّم على الصخور. وقد تقع في مكان مخيف عدائي. فما الذي حصل لفرد شجاع من تلك المخلوقات حين أفلت نفسه وحطّ في النهر الجاري أسفل المنحدر؟ لقد حمله التيار برفق وسار به عابراً مساحات جديدة. اكتشف ذلك المخلوق أن مهمته في الحياة هي السفر والمغامرة.
من السهل جداً أن تفكّر بمخلوق أسطوري يعيش في أرض بعيدة متشبثاً بالجذور حتى لا يقع. ولكن هل شعرت أن ذلك المخلوق يشبهك في شيء؟ هل تخشى التغيير وترى أنه من الأسهل عليك أن تبقى متشبثاً بوضعك الحالي؟ صحيح أنك إذا بقيت في سريرك طوال النهار فلن يؤذيك أحد، ولكن هل ستحقق أي تقدم؟ أنت بحاجة لشجاعة ذلك المخلوق لتفلت حبال الأمان وتحلّق في سماء التغيير.

ما أهمية التغيير؟ التغيير هو الشيء الوحيد الثابت في قانون الطبيعة. فإذا راقبتها رأيتها تتغيّر على الدوام وتتفتّح بطرق رائعة. أنا أكتب هذه المقالة والربيع يستيقظ خارج شرفتي. أزهار الربيع الصفراء أمام مكتبي تتفتّح برفق كلما أشرقت الشمس، وتطبق كل مساء. أما أثناء النهار فتبقى متفتّحة رائعة الجمال.

أعتقد أن هذا المثال مفيد للجميع. انهض من نومك وأنت تتوقع طقساً مشرقاً وتنتظر حصول أمور جيدة. أقبل على الحياة بشجاعة لتتلقى ما يقدّمه لك النهار، وتتيح للحياة أن تعبر بك إلى التجارب. وفي نهاية النهار، انسحب إلى أعماقك، وتقبّل الراحة بانتظار المغامرة الجديدة والرحلة التالية.
أفكارك هي الحجر الأساس لأحداث حياتك، ومن الطرق التي تجعلك تسير في خط التغيير، هي أن تراقب أفكارك عن قرب.
• ما هي عادة أفكارك المتعلقة بالنجاح؟
• ما هي عادة أفكارك المتعلقة بالعلاقات؟
• ما هي عادة أفكارك المتعلقة بالحظ؟
• اكتب بعض الملاحظات بعد أن تطرح على نفسك كل سؤال من هذه الأسئلة؟
ما تفكّر به هو ما تحصل عليه. ولذلك كن دائم الوعي للأفكار التي تمرّ في بالك. فإذا كنت تريد المال، والنجاح والزوج المثالي لا تقل "قدري أن أبقى فقيراً" ، "لن أنجح أبداً في الأعمال"، " أنا أرتبط دائماً بالشريك غير المناسب"! أرأيت كيف تخلق أفكارك واقع حياتك؟ لكنك قادر على تغيير كل هذا.
نحن نملك القدرة على التغيير لأننا أحياء والتغيير سنة الحياة. برك الماء التي لا تتغيّر مياهها تصبح مستنقعات. والمكان الذي لا يتغيّر هواؤه يصبح ملوّثاً. الحياة تتحرك، تنمو، تتكيّف وتتغيّر باستمرار. وأي مثال لنا أهمّ من هذا. علينا أن نتغيّر بشكل طبيعي تماماً كالطبيعة.
كل تغيير يطرأ عليك هو نداء من لاوعيك يدفعك إلى الكشف أكثر وأكثر عن نواحٍ رائعة من نفسك. وهو تربيتة تشجيع تؤكد لك أنك جاهز لإنجاز الخطوة التالية التي تنقلك إلى مكان أفضل.
أما المفاتيح الأساسية لتحقيق التغيير بسهولة وتناغم فهي الروح المرحة والتواصل الودّي والقدرة على التكيّف.

ابدأ التغيير الآن
أي ناحية من حياتك تحتاج التغيير أكثر؟ أي ناحية تزعجك أكثر لأنك لست راضياً عنها، أو لأنك تريد المزيد من النجاح فيها؟ ما هي الخطوات التي يمكن أن تتخذها اليوم لتحسين هذه الناحية من حياتك؟
أنت تستحق أن تتغيّر!

"تحتاج الكثير من الشجاعة لتتحرر من الأمور المألوفة والتي توفّر لك شعوراً سطحياً بالأمان. ولكن لا أمان أبداً في الأشياء التي لم يعد لها معنى. يمكنك أن تجد أماناً أكبر في المغامرة والخطوات المفعمة بالترقب والإثارة. فالحياة تنبض في كل ما يتحرك، وفي التغيير تكمن القوة." ~ ألن كين

#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات