أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - لبنى حسن - سائق بالقوة الجبرية














المزيد.....

سائق بالقوة الجبرية


لبنى حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3006 - 2010 / 5 / 16 - 09:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تمن بنات عايشيين لوحدهم و كل ما يملكوا فى الدنيا عربية قديمة و لكن عريقة و قيمة ورثوها عن الاباء و الأجداد, و كان لها سواق اسمه "عتريس" المفترض انه يعمل فى خدمتهم ويساعدهم يوميا على قضاء كل المصالح, و لكن مع مرور السنين بدأ يستضعفهم و زادت سطوته و بدأ يجيلهم حسب مزاجه و قد لا يأتى لأسابيع خاصة بعد ما البنات اكتشفوا انه بيسرق قيمة البنزين باستمرار...ده غير انه بيستخدم عربيتهم للتربح من خلال نقل الركاب و احيانا البضائع...و كمان بقى بيعامل البنات كخادمات و كأنهم همه اللى بيشتغلوا عنده, فصار يأخذ طعامهم بالعافية, و يجبرهم على غسل ملابسه, ويأخد منهم المال عنوة و يقتحم بيتهم وقت ما يحب, و كان بيضرب البنت اللى تبدى اى مقاومة أو حتى اعتراض أو امتعاض..و الأهم انه كان بيهددهم دايما انه ممكن يلجأ لابن خاله مخبر القسم لبهدلتهم و تلفيق اى تهمة لو مش عاجبهم بالذات ان ابن عمهم و عدوهم اللدود اللى طمعان فى العربية من زمان واقف فى صفه و مستعد يشهد ضدهم.

و لما طفح الكيل و بقي واضح ان السواق بلطجى و ناهب مال البنات و مستعبدهم بلا رحمة, قرروا يطلبوا منه يسيب العربية و يروح لحاله و مش مهم اللى اخده منهم او اللى سببه لهم من عذاب و خسائر و اهانه على مر السنين... و لكن لأنه سمج و بارد الأعصاب بطبيعته و كمان مستمتع و مستفيد بالوضع القائم فكان لا يبالي مهما حاولوا استعطافه.

عندما أعيت البنات كل الحيل اقترحت واحدة منهم الاستسلام و الرضي بالحال, و كان مبررها انهم اتعودوا عليه و يعرفوا كل خباياه و بالتالى ممكن يكون أحسن من غيره اللي جايز يكون أبشع! و هنا انضمت لها أختها الأصغر و أيدت كلامها و أكدت أنه على الرغم من اساءه استخدامه للعربية و تشويها و بهدلتها لانه اساسا بيسوق بدون رخصة لكن يكفى ان العربية مازالت موجودة و أكيد فيه أمل أنه يموت و ترجع ليهم العربية.

أما باقي البنات فرفضوا الانهزام و الذل, و راحوا لجارهم المثقف, و فعلا حاول التدخل بأدبه المعهود, فما كان من عتريس إلا انه جاب أصدقاؤه البلطجية و نزلوا فيه ضرب و لكن سرعان ما انضم للجار عم عبدو البواب اللي كان بيعاني هو كمان من أساءة معاملة عتريس له و لأولاده و زوجته... ده غير عم ميخائيل البقال اللي كمان كان متضرر من عتريس لأنه كان بيفرض عليه إتاوة و بياخد بضاعته بتراب الفلوس...و بسرعة انضمت كمان الست أم مصطفى صاحبة الكشك المقابل للعمارة لأنها كانت هي كمان شايفة المر من عتريس, و كانت حزينة لحال البنات اللي بقى وقتهم كله موزع بين الدعاء على عتريس و بين نحيب و بكاء أو استعطاف عشان يسيب العربية.

البلطجية أصدقاء عتريس و ابن خاله ضربوا الجميع و هددوا بسحلهم و جرجرتهم على القسم و سجنهم كمان لو عادوا تانى و اعترضوا... و من يومها و البنات مش عارفين يعملوا إيه؟!...و بيسألوا يا ترى ده قدر و مكتوب و عليه الصبر مطلوب؟ و لا ده إجرام و عليه الثورة مش حرام؟



#لبنى_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتسلطون قادمون
- كأس العالم للتحرش
- الإسلام كما أفهمه
- استرها يا رب
- جنون كروي أم سياسي؟
- مصرية فى تايلاند
- حبيب العادلي في دراما رمضان
- دم البراءة
- تساؤلات من أجل عيد حقا سعيد!
- !!يا شعب غور
- لدواعي قمعية
- !!عيد كراهية سعيد
- تعقيبا على مؤتمر المضطهدين و المهمشين
- حجاب على صفيح ساخن
- الخروج من الشرنقة
- المتشنجون في الأرض
- !ممنوع الاقتراب أو التفكير
- أرض النفاق
- حضرة المتهم النظام
- إذا كانت الحرائق لم تنرها


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الاتفاق النووي المتوقع بين واشنطن والرياض؟
- أردوغان: لن نسمح بتقسيم سوريا وسنقف إلى جانب حكومتها في مواج ...
- أبو عبيدة يُعلن فقدان الاتصال بالمجموعة الآسرة للجندي عيدان ...
- عشرات الغارات الأمريكية الجديدة على اليمن
- ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبن ...
- تونس .. أرقام قياسية لاكتظاظ السجون ورؤية لإصلاح المنظومة
- فيتسو ردا على كالاس: لن يمنعني أحد من حضور احتفالات النصر في ...
- السلطات الأردنية تحبط محاولة تهريب أكثر من نصف طن من الحشيش ...
- وزارة الخارجية الأمريكية تلغي منحاً لدول أجنبية بـ215 مليون ...
- الجيش المصري ينفذ بحثا عسكريا يرسم مستقبل أمن الطاقة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - لبنى حسن - سائق بالقوة الجبرية