|
كاترين دينوف ..الآلهة الفرنسية القبيحة ..................!
نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 3006 - 2010 / 5 / 16 - 02:46
المحور:
الادب والفن
"ليست المسألة ماذا علموني بل ماذا تعلمت من خلال صنع الفيلم. ويشبه الأمر العمل مع ناس أذكياء. من الصعب القول أو معرفة ماذا تعلمت لأنه في بعض الأحيان تتعلم من دونهم وتحاول أن تقول أي شيء. افترض بأنك تقرأ الأمور بصورة مختلفة وترى الأمور بشكل آخر حين تصنع أفلاماً مثل تلك". كاترين دينوف قبل أيام تابعة في قناة الاي الار تي أي بنسختها الفرنسية والتي تبث على القمر الالماني الايسترا برنامجاً خاصا عن الممثلة الفرنسية كاترين دينوف ... ودينوف واحدة من اساطير الجمال الانثوي الذي اخترع السحر على شاشة السينما من ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم ، وفي الثمانينيات من القرن الماضي اجمع الفرنسيون على انها اجمل امرأة في تاريخ الانوثة الفرنسية وعدت كأجمل قاروة عطر في شذى الورد الانثوي .ودينوف تمتلك عبر مسيرتها الفنية كماً كبيرا من الافلام الكبيرة .وانا احتفظ بذاكرتي لفيلمها حسناء النهار BELLE DE JOUR للويس بونول ( 1967 ) دهشة خاصة ومتعة اسطورية للذهول الطفولي الذي مسك لذتي الفقيرة وانا ادفع اربعين فلسا ثمنا لبطاقة السينمائية بعد عمل يوم كادح كعامل طين في بيت ريفي في اطراف مدينة الناصرية .وكنت وقتها احمل آنية الطين الى سقف البيت مع سنيني الثلاثة عشر وكأني احمل نهدي دينوف على صدري فأشعر بلذة هائلة وتعتريني رعشة موسيقية ناعمة ولذيذة يكتمل فيها البلوغ حتى اني اسقطت طاسة الطين من رأسي عدت مرات . وحذرني الاسطة ان كررتها ثانية سيطردني ويحرمني من الدرهم الذي سأعيش فيه احلى خيال مع الفاتنة دينوف .! وبعدها ظلت هذه الانوثة المغرية ببهاء الوجهة ( المرايا ) تسكن لب خواطر الكتابة وكنت اشعر انها مع الن ديلون تشكلان ثنائيا مقرباً للصورة الجمالية المتخيلة في الصور الفوتغرافية الملونة التي كنا نضعها على جدران بيوتنا لآدم وحواء وخاصة في منتصف السبيعينيات عندما كان ديلون في اوج رجولته ووسامته الساحرة وكانت هي في اوج دهشتها العاكسة للجمال المجنون الذي قالت عنها الممثلة الفرنسية الكبيرة سيمون سينوريه ذات يوم : امامها اشعر اني استعيد الجمال الذي لم يمنحني اياه الله في جسد اخر. فيما تكتب الروائية الفرنسية المهمة ( فرانسواز ساغان ) : دينوف وجه يغريني بالاستعاضة عن محنتي مع الرجل . هذه المرأة وصلت اليوم الى العمر السادس والستين ولم تزل تفيض عسلا واثارة وانوثة هي في مقاسات الحسن تساوي قرنا من قناني العطر كما قال سانت لوران مرة الذي بفضل سحرها وايحاءات جمالها اكتشف العطر الشعير شانيل 5... فقبل فترة انتهت الممثلة كاترين دينوف من تصوير فيلم جديد عنوانه “فتاة في القطار” عن قصّة واقعية كانت تحوّلت الى مسرحية كتبها وقدّمها جان ماري بيسيه حول فتاة ادعت أنها يهودية تعرّضت لهجوم معاد للسامية في بلدتها، قبل أن يتبيّن للبوليس لأنها افتعلت الحادثة . في النسخة السينمائية تؤدي دينوف دور الأم، بينما تلعب البلجيكية إميلي دكوان دور ابنتها الكاذبة وذلك تحت إدارة المخرج الفرنسي المعروف أندريه تاشيني.وفي هذا الفيلم تتحدث كاترين في البرنامج المعد لأجلها وتاريخها ورؤيتها الى التحولات الجمالية التي تصاحب المتغير العمري .فمن فتاة تشتعل سحرا ورومانسية واثارة فخمة الى ام يشتعل فيها الشيب والقهر والشعور والاضظهاد وعلى الدور ان يغير في ملاحمها الى ماهو اقسى تقول : المرأة تحتفظ بأرادتها في ما تملك من قلب قوي .الجمال المرتهن بالملامح ليس جمالا ابدا .فلم ازل اشعر اني كاترين دينوف. لساعتين كانت دينوف تمتلك القدرة الهائلة في ادارت الحوار .تحدثت كفيلسوفة وكأديبة وفنانة .وعرضت امام محدثها تفاصيل التواريخ الرائعة لمسيرة الحياة معها وليس مسيرتها مع الحياة ومع كل مقطع لفيلم من افلامها تحدثت بشعور لذيذ عن متعة تلك اللحظات ولم تخفي ابداً اعجابها بلذة اللحظات التي تتبادل فيها القبلات مع الن ديلون . امسك كامل الحوار اقارنه بالجمال الشرقي فأجد اننا نحتاج الى الهة ( قبيحة.!) مثل كاترين دينوف بهذه السعة الوجدانية من جمال العقل والروح والوجه .وهو حتما ليس مفقودا في الشرق ولكن انتباهات كاترين تثيرني في هم واحد هو ان نجومية المرأة هنا تقودها في النهاية الى غرور العزلة والخوف من التجاعيد .ولاني في بلدي ( المتعب ــ العراق ) لااملك مواصفات لنجمة قريبة من هكذا الهة ( قبيحة..! ) اشعر بالآسى مما يلحق الجمال والأنوثة تحت معايير الفتاوي والخوف والتابوهات وفي اعتقادي أننا حتى مع مواصفات المرأة المتزينة بالشرق ولباسه المحتشم لقادرين أن نصنع انوثة للوعي والجمال واللمسة الفاتنة. كاترين دينوف زمن للخيال في قرن اسطر اشياءه بعناية وذوق عال وابتدأ ليخط عصراً جديداً للذوق الغريب منذ أن اخترع اديسون مصباحه والصورة المنظورة في القعر المتحرك لعدسة السينما ومرورا بالبيان السريالي وثورة لينين واغراءات الفاتنة مارلين مونرو وشبيهتها العربية هند رستم وانتهاء بجيفارا وكاسترو وياسر عرفات وعبد الناصر والملا عمر شيخ طلبان .. يفتخر ذلك القرن بأنه قرن الدهشة المفرطة .فيما بدت العنوسة ترسم ملامحها على القرن الحادي والعشرين ولم يصلح كآبته حتى مكياج مايكروسوفت وعولمة المحرك البحثي غوغول والانترنيت .مادامت الدبابات تمشي اليوم محمية من حداثة الحصانة الليزية التي تمتلكها ولم يعد بمقدور اليسار الماوي ان يثقب حديدها بالغول السوفيتي المخيف ( الار بي جي 7 ) .. وعلى كل هذا علقت كاترين دينوف : لقد كنا نعيش عصرا لرعشة لاتبدا فقط بالتقاء شفتين .بل حتى في سقوط الدمعة من صفعة نتلقاها من محقق قاس او جوع ينال بلد افريقي بسبب شحة الامطار .....!
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفنانة ماجدة الرومي ..عضو البرلمان العراقي ...!
-
خواطر مارلين مونرو ..خواطر رامسفيلد ....!
-
مشهد من قتل فتاة يزيدية رجماً بالحجارة ..!
-
تزويج الاطفال ...أنسانية دون غشاء بكارة .....!
-
عضة الاباتشي.!
-
للناصرية ..للناصرية ( صديقة الملاية رامسفيلد )
-
أميرات البيرة ( فريدة ، لؤلؤة ، شهرزاد ، سنابل )...
-
مطر مندائي ..في منديل لميعة ...!
-
السعادة الأنثوية ...اللذة المطلقة ..!
-
ايقاعات الحياة الآلهية والانثوية والعولمية ...!
-
عرض أزياء وغناء في فندق شط العرب البصرة
-
سجادة السلطان ( شذوذ الألوان والنسوان )...!
-
جاموسة المعيدي وبقرة الهندوسي ...!
-
عصر الخناوات الذهبي ( مثيلي الجنس )...!
-
من أسرار الرّؤية المندائيّة للكون....!
-
الله والكنيسة ومؤذن الجامع وأمي ...!
-
الأم وحدائق الجنة ..!
-
البنجة ( الخليقة المندائية الرائعة )
-
الناصرية ( أيقاع الحياة ...في زهرة انثى الطين )...!
-
دوسلدورف ...النهر في قصيدة
المزيد.....
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|