أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شامل عبد القادر - طاح صبغه














المزيد.....

طاح صبغه


شامل عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 17:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كانَ وزراء العراق في العهد الملكي شديدي الاهتمام بمنظرهم الخارجي وكانوا يعتنون بتسريحة الشعر وصبغه لاخفاء الشيب وكان توفيق السويدي وهو في السبعين من عمره حريصا جدا على صبغ شعره وكان فاضل الجمالي وزير المعارف والخارجية ثم رئيسا للوزراء اكثر وزراء العهد الملكي اناقة ويهتم بشكل خاص بتسريحة شعره وصبغه على الدوام واخرون غيرهم ولكنهم بعد قيام ثورة 14 تموز من عام 1958 بدوا في السجون والمعتقلات التي وضعوا فيها بانتظار محاكمتهم عجائز مقرفة يغطي البياض شعرهم تماما كما لوكانت تلك المساحات السود التي اخفاها الصبغ سنوات طويلة كشفت عن اوضاعهم الحقيقية من دون رتوش او تزويق.. لقد ( طاح!) صبغهم !

وبعد انقلاب 8 شباط من عام 1963 ( طاح!) صبغ الكثير من وزراء حكومة عبدالكريم قاسم وكان الزعيم لايصبغ شعره ابدا طوال سنوات حكمه الاربعة!

وعندما اعتقل بعض وزراء المرحوم عبدالرحمن عارف ظهروا ايضا على حقيقتهم من دون رتوش وغزا الشيب رؤوسهم بعد ان ( طاح !) صبغهم!

والمذهل في الشخصيات الحزبية والسياسية والعسكرية في النظام السابق الذين اعتقلوا على ايدي القوات الامريكية المحتلة او ان بعضهم ذهبوا بارجلهم الى الامريكان وسلموا انفسهم بطريقة غريبة لاتفسير لها ظهروا في المحاكمات التي اجريت لبعضهم انهم كانوا ( يصبغون!) ايضا!

والغريب في صورة الرئيس الاسبق صدام بعد اعتقاله التي ظهر فيها بشعره الاشعث وهيئته المزرية التي تعمد الامريكيون ان يظهروها بهذا الشكل المقرف كان حريصا ان يظهر في تلك الصورة وشعره( مصبوغ!) كما لوكان قد غادر توا من تحت يدي خادم ماهر في صبغ شعر الرئيس!!

كما حرص صدام وهو في قفص الاتهام طوال جلسات المحكمة ان يبدو شابا فتيا لم يغزو الشيب راسه وكان في الستين من عمره!

وفي غرفة الاعتقال كان صدام حريصا ايضا في ان تكون ضمن طلباته قنينة الصبغ الخاصة بشعره!

وعندما وقف على منصة المشنقة كان قد صبغ شعره بطريقة واضحة بينما اهمل صبغ لحيته منذ الساعات الاولى من سقوط النظام في 9 نيسان وبقي يتجول بشعر مصبوغ ولحية بيضاء الى حدما!

في الايام الاولى من جلسات المحاكمات التي جرت لكبار المسؤولين في النظام السابق ظهروا للعيان بهيئاتهم الحقيقية التي كانوا عليها قبل ان يكونوا متهمين وانهم فقدوا ذلك الرونق الزاهي لشعرهم الذي كانوا يبدون به ويطلون فيه على العراقيين ايام زمان!!

(طاح!) صبغهم ولم يعودوا اصحاب شعر ملمع وزاه ومصبوغ بارقى انواع معاجين الصبغ!

تذكرت فاضل الجمالي وهو يواجه المهداوي بشعر ( طاح!) صبغه وشاهدت عددا من وزراء ومسؤولي النظام السابق ( طاح !) صبغهم وعاد الشيب الحقيقي الى مكانه الاصلي وكنت اردد مع نفسي وانا اضع الفرشاة لاصبغ جانبا من شعري : هل ينفع العطار في ما افسدته الحياة؟!



#شامل_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطف الأطفال تجارة خسيسة
- الاجتثات...مهزلة
- الدور الثالث
- الاحد الدامي ومزاج الشعب
- سد الموصل .. كارثة محتملة ( الاخيرة )
- سد الموصل.. كارثة محتملة 1
- بلدروز شهيدة العطش
- نحن والجارة ايران
- جيش بن زياد الجديد
- القذافي والصورة القلمية ( الاخيرة )
- القذافي .. صورة اقليمية (1 )
- اجاثا في بغداد
- بكلوريا ومفخخات طائفية


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شامل عبد القادر - طاح صبغه