مصطفى عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 14:22
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
كنت ولا ازال اتجنب استغلال ما اكتب فى طرح افكار شخصية والترويج لتيارات سياسية بعينها . لكن ما يحدث فى حزب الوفد لا يخص حزب الوفد وحده ، انه يخص مصر كلها .
إن الوفد يقدم درسا بالغ الاهمية لساسة مصر وقادتها وزعمائها فى تداول السلطة والديمقراطية ، ففى نهاية الشهر الحالى تجرى انتخابات على رئاسة الوفد بين عدة مترشحين وبارادة حرة لاعضاء الجمعية العمومية للحزب وتسمح لائحة الحزب لكل من يتمتع بعضوية الجمعية العمومية وسدد اشتراك العضوية السنوى بالترشح . كما تنص لائحة الوفد ايضا ان رئيس الحزب لا يحق له الترشح اكثر من فترتين متتاليتين مهما كانت انجازاته ، ومهما احدث من اصلاحات .
وما يحدث فى الوفد لم يحدث فى اى حزب سياسى آخر ولا حتى الحزب الحاكم . كما انه لم يحدث فى جماعة الاخوان المسلمين ذات الشعبية الاكبر فى مصر . ومهما كانت نتيجة الانتخابات فى حزب الوفد فإن الفائز الحقيقى هى مصر التى آن لها ان ترى تجارب عملية للتنافس الحر على الرئاسة وتتعرف على اسلوب عملى لتداول السلطة . كيف يتقبل الرئيس ان يترك مقعده لخصمه ببساطة وروح طيبة وتمنيات لسلفه لمواصلة العمل ؟ كيف يتأنى لحاكم ان يمنع من الترشح لأنه لا يجوز ان يبقى اكثر من السنوات المقررة ليسمح بضخ دماء جديدة وتنفيذ سياسات أخرى ؟ إن فكرة " تداول السلطة " هى افضل ما توصلت اليه البشرية فى تنظيمها لادارة الدولة وهو ما يعبر عنه المفكر الامريكى الشهير " فوكوياما " بمصطلح " نهاية التاريخ " .
ودائما ما كنا نرى فى تاريخنا ان كافة بدايات الزعماء مبهرة ،وأن النهايات غالبا ما تكون مظلمة . لقد بدأ عبد الناصر حكمه بشعارات الحرية والكرامة ورحل بعد أن اهدرت آدمية الانسان فى السجن الحربى ، واستهل الرئيس السادات عهده بتحطيم المعتقلات والافراج عن السياسيين وانهاه بالتحفظ على كافة رموز السياسة . وبشرتنا بدايات الرئيس مبارك بالديمقراطية وتداول السلطة وتعطلت الحريات بمرور الزمن .
إن علينا جميعا ان نتعلم من تجربة الوفد ، أن الديمقراطية أجل وأعظم وأبقى من الاشخاص مهما كانت انجازاتهم ونجاحاتهم وتضحياتهم .
#مصطفى_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟