أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد هاشم البطاط - النصوص المطلقة















المزيد.....

النصوص المطلقة


محمد هاشم البطاط

الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 09:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ربما لا يروق للبعض الاكتفاء بشخصيته الحقيقية بل يذهب ابعد من ذلك بكثير وهو تحويل ملامحها الحقيقية الي صورة عامة تكتسب الشرعية من خلال إسباغ ما فيها علي من ينزوي تحت كنفها بما فيها من فجوات ينبغي لها الترميم والإصلاح فضلا عن تعميمها حتي تظهر اكثر وضوحا وفانحرافاتها تبدو كأنها تطغي علي بعض الجوانب النيرة فيها .
لان الصحيح لا يحتاج جهدا لتقويمه لأنه صحيح بالأساس وبخلافه فالجهد المبذول لتصحيح الأخطاء يتناسب طرديا مع حجمها وعددها بالتالي نجد أننا نحتاج الي جهود جبارة لتصحيح التشوهات الهائلة في الشخصية (المتحولة) فحجم الأخطاء تضخم مع تضخم الشخصية الحقيقية هذه. بل ليت الأمر وقف عند هذا الحال فالأخطاء ان تركت تتوالدلذلك انعكست هذه الأخطاء -ونادرا ما تجد شخصية بدون أخطاء- علي صورة الدولة بل اصبح من العسير تصحيحها لان الأخطاء استظلت بشخصية الفرد (النموذجي) وأضفت شرعية الأشخاص المشروعية للأخطاء.فاصبح من غير الممكن واللائق أحيانا الإشارة الي الخطأ علي انه خطأ! وعندها ترمي جميع البوائق علي كاهل المجتمع ويشار إليه دائما بالقصور فالخطأ في الدولة (بجميع أجزائها) يجب تحميله علي جميع الأطراف وبما ان القائد في - دولة الشخصية - مقدس (ومن العسير تقديس الخطأ) فاصبح من الواجب ان تتحمل القاعدة الشعبية أخطاءها وأخطاء غيرها وهو مخرج لتبرئة القادة (المقدسين) فتنجو بذلك النخب بكل أشكالها ولكنها لا تنجو القاعدة من نتائج تلك الخطايا وتتحول الي كوارث يرزح تحتها شعب آمن طوعا او كرها بقدرة القائد علي تخطي الصعاب والنهوض من جديد . وتتحول تطلعات الشعب الي حلم هائل يذهب به بعيدا في اللاممكن إذ لا تسعفه الوقائع علي التحقيق.مما أدي الي ضمور الإرادة الشعبية وعدم فاعليتها تجاه التغيير وتحول النخب الموجهة الي قوي مطلقة لتسيير ما تراه ولم تكتف بذلك بل ربطت بصورة تدعو للسخرية بين الماضي والمستقبل او بمعني آخر أوقفت حركة التاريخ عند نقطة معينة أخذت منها أسباب القوة و سحبت البساط من تحت الشعب فاصبح مدفوعا وراء حيثيات أوجدها بعض المستفيدين من انعطافات مرّت بتاريخ الأمة وأصبحت الظواهر الشاذة قواعد بنتها النخب -الحاكمة والموجهة - وأجبرت الآمة بالانصياع والقناعة المطلقة لها.
كثقافة النكبة او المظلومية مثلافالإيمان المطلق (بالمظلومية الممتدة) يحمل صاحبه علي التمادي والطمع المفرط لإزاحة هذا الحمل الثقيل من الشعور فحتي لو أعطي (الأقاليم السبعة) فانه لا ينفك يجاهر بمظلوميته نعم وان كانت هناك ظلامة حدثت في زمن ما لكنها ليست بالضرورة مستمرة الي ما لانهاية فالظلم حالة ظرفية صرفة إذ لا يعقل ان يظلم الجميع في كل زمان ومكان وفي آن واحد. لكن المشكل يقع في كون هذا الشعور أضحي (عقيدة) والعقائد لا ترفع الا بعقائد تحل محلها.
والغريب ان النخب (الحاكمة والموجهة) أصبحت المستفيد الأكبر من عقيدة كهذه وحملّت الأمة عبء المظلومية بينما هي تجني ثمارها اليانعة.ولا أتوجه بهذا الكلام الي النخب التي لا تريد رؤية التغيرات من خلال الشعب بل جعلت الأمة بكاملها تنظر الي الأحداث من خلالها فقط.فان آمنت بالتغيير آمن الشعب بدوره وإذا اصمت أذنيها وأغلقت أبصارها فالشعب كله صمّ بكم.اقول لا أتوجه إليهم وإنما الي الشعب المسير علي هوي قادته اقول :ان ما تفرزه الأحداث هو(حدث) وليس سطرا مر في كتب التاريخ لذا وجب الالتفات إليه والاستفادة منه فان من يقرر مصير الأمم هم أبناؤها لان وبال القادة يقع علي رؤوسهم فالمنافع يجب ان تدخل الي جيوبهم أيضا .أي ان معيار الانتماء هو المشاركة و (من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم) فلا قيمة تبقي لمدعي الانتماء لمن كان يضحك فرحا وأهله من حزنهم في بكاء. وهكذا تظهر وبجلاء تقلبات القائد (الرمز) علي تضاريس الوطن رغبة او رهبة ومصير الوطن بأسره معلق بمزاج القائد فإذا نطق (الموت لأمريكا) مثلا صرخ الشعب عن بكرة أبيه (الموت لأمريكا) بسبب او بدون سبب لا لشيء غير ان القائد (مقتنع) بذلك. وكثيرا ما ترجعني هذه الهتافات التي تلقيها الجماهير انصياعا لقادتها ترجعني لأيام الطفولة عندما كانت هناك لعبة يقف فيها أحد الأولاد بمجموعة من أترابه ويصيح (سلمان يقول قوموا) فيقوم الأولاد ثم يقول (سلمان يقول اقعدوا) فيقعدون. وهكذا دائما ينفذون ما يؤمرون.فيتفنن (الناطق الرسمي باسم سلمان) في الأوامر حتي يحصل الإرباك فيخرج من اللعبة من لم ينفذ الآمر بصورة صحيحة. وبالمناسبة لا أحد من الأولاد يعرف من هو سلمان ! وعندما يكبرون يلتبس عليهم الأمر اكثر فهل هو سليمان النبي ام سليمان القانوني(السلطان العثماني) وبالمقابل ان كلا السليمانين لهم يكن لهما رأي في ما يجري أساسا!!! والأمر ذاته مع هؤلاء القادة فيأمرون الناس بما يقوله (سلمان) وما علي الآمة الا تنفيذ أوامره أي خلق ثقافة (التلقين وتنفيذ الأوامر) والشيء بالشيء يذكر فبعد سقوط النظام السابق أقيمت أول صلاة جمعة في حينها ومما قاله الشيخ في خطبتها : ان النظام البعثي كان يقول :نفذ ثم ناقش . ونحن نقول: نفذ ولا تناقش!!!! فكأنما يريد القول ان أوامره إلهية ولا سبيل لمناقشتها لان في ذلك تعد علي الله تعالي.. أي قضي الامر الذي فيه تستفتيان ففي ذهنية دولة كهذه لا وجود للامة الا في محل (الطاعة) وما الجماهير الا ظل الزعيم الأوحد والزعيم بدوره ظل الله في الأرض فان رقص الزعيم رقص ظله وان لطم لطم ظله معه وان اخطأ فالأمة هي المخطئة الا اذا نجح (ونادرا ما ينجح) فهو وحده لا شريك له في هذا النجاح فكأنما القائد هنا هو (الإله) مع التخفيف إذ لا يحمد علي مكروه سواه. ولا يظن البعض ان في الآمر مبالغة فالصادق الوحيد من الطغاة والزعامات (المنفردة) هو فرعون مصر لأنه أعلن صراحة (دعوي الربوبية) آما غيره من الجبابرة والقادة فيعملون عمل فرعون ويقولون قول موسي بمعني انهم يكذبون حين يدعون انهم في خدمة الشعب والواقع ان الشعب في خدمتهم! وربما كان بعضهم مقتنعا في ما يراه في نفسه من القدرة علي (خدمة الشعب) او كان بادئ الأمر (حسن النية) لكن بعد طول مكوث علي العرش تلاشت عنده حسن النيات هذه. فقد يتشدق الكثير من هو خارج منظومة الحكم بالديمقراطية وحقوق الإنسان ووجوب احترام الراي الآخر وإرادة الشعب والي ما هنالك من الشعارات الرنانة ويري كل ذلك من الحقائق التي لاتقبل التأويل فإذا تسنم سدة الحكم انقلب رأسا علي عقب فيري ان شعبه ليس بمقدوره حكم نفسه بنفسهلان غالبيتهم (جهلة) ويري من العدل أيضا ان لا تأخذه في الحق لومة لائم فعليه لا توجد هنالك حقوق الإنسان وان كل ما يتشدق به سابقا مجرد هراء وعدم (حنكة سياسية) أما إرادة الشعب فالشعب عنده هو حاشيته ومن دار في فلكه فقط.وإرادتهم لا غبار عليها .. فقليلا من المكياج علي وجه النظام الهرم يكفي لتحسين الصورة وإيهاما بالمشروعية وتصفية لرجاله واركان نظامه يعتبره جلدا للذات ومراجعة لمسيرته الحافلة بالمصائب والكوارث!
أي ان السلطة مضامير الرجال فلا يحكم علي أي جهة لم تمارس الحكم فعليا.فدائما قبل الحكم شئ وبعده شيئا آخر.آما الانتخابات فحدث عنها ولا حرج كل أمم الأرض توجد لديها صناديق اقتراع تأتي دائما بنفس الحكومات.
وكما يقال ان الكفر ملة واحدة فكذلك النظم الشمولية او((دول الشخصيات)) علي نسق واحد فمنصب الرئيس او الزعيم او القائد حكرا علي من يجلس عليه ولا يجوز بآي حال من الأحوال المساس بالرجل وليس بالمنصب (فمقولة الناس علي دين ملوكها) غير قابلة للصدأ في دولة الشخصية وهي راسخة رسوخ الجبال في الذهن الجمعي للامة لا تؤثر فيها إطلاقا نسمات التغيير الديمقراطي إذ يتطلب هذا التغيير ليس رؤوس النظام بقدر ما هي عملية إصلاح ذهني واسع وشامل يطال حتي بعض الثوابت القهرية واللاإرادية لهذه المجتمعات التي طالما حكمت بمشروع الرجل الواحد او الاتجاه الواحد والتي تعفي بدورها النخب من كل تبعات فشلها في إدارة الدولة وربما حان الوقت لتبادل الأدوار والمشاركة بالمسؤولية ولتطغي شخصية المجتمع بما فيه من تباين واختلاف علي صورة الدولة شئنا ام أبينا .فمئات السنين التي مرت والتي حملت إرثا ثقيلا من توارث السلطة وآن ان ترسم ملامح الأمة((المتعددة)) علي ملامحها المصمت -أي السلطة- إذ أتت بأغلبها ان لم تكن بأجمعها واحدة في الجوهر وان اختلفت في المظهر. فالاتكاء علي صندوق الانتخاب يأتي (تأكيدا للشرعية) وليس لشرعية النظام بالأساس لأنها آتت من نصوص لم يستشر عند وضعها الناخبون سواء في النظم الشمولية او غيرها بما فيها النظم الديمقراطية فالتشابه يكاد يكون كبيرا فمنظر الديمقراطية لم يأذن لهم الشارع في صياغة الركائز الأساسية بل صاغوها وفقا لتصور العقل وتلاءمت مع متطلبات الشعوب وحقوقها. والأمر ذاته مع الدولة الدينية وان اتخذت من الصندوق عكازا تستند عليه فشرعيتها آتت عبر نصوص لا علاقة لها بالشارع من قريب او بعيد. لكن في النهج الديمقراطي اتت الشرعية من اقرار المجتمع بتلك الاسس ورفدها جيلا بعد جيل ايمانا وتطبيقا عكس النظم الاوتقراطية الحديثة والقديمة. اذ لاصوت يعلو فوق صوت النص وان كان هذا النص هو في حقيقته فهماً للنص وليس نصاً بذاته.وبالتالي تحول هذا الفهم الي مصاف المطلق بل اكثر قدسية في بعض الاحيان وعند البعض احيانا..
محمد هاشم البطاط - البصرة



#محمد_هاشم_البطاط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية بين المناخ سياسي والحاضنة الشعبية
- صراع القوى بين سلطة العشيرة وسلطة الدولة
- هل كنا مخطئين


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد هاشم البطاط - النصوص المطلقة