|
فنجان الدم !!!!*
عزيز الدفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 00:02
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
(ها انت معي ...معنا..في حقل الذكرى نتربع كلانا متقابلين نشكل صندوقا مفتوحا كالنافذة على العالم كل العالم ..وها انت ..الجرح النازف كلمات مصبوغه بالحريه تنبيء بقدوم الغيث ويوم الفاجعه..وعرفت انني قتلت بحثوا عن جثتي في المقاهي والمدافن والكنائس ..فتحوا البرميل والدواليب ..مزقوا ثلاث جثث ونزعوا اسناتها الذهبية ولكنهم لم يجدوني قط !!!) فدريكو جارسيا لوركا .. قبل اعدامه مع خمسه من رفاقه بأمر من الجنرال الاسباني فرانكو في السادس عشرمن اب 1936. ثم..... (تقولها ..تموت لاتقولها ..تموت اذا قلها ..ومت ) أمل دنقل ................ ............... وجمت... آسرها الصمت الرهيب... وملا الحزن عينيها حين ألقت نظرتها الأولى في قعر الفنجان المثلوم ...لم تقدر ان ترفعها ثانيه ..تطلعت الى السقف المتشقق حيث بانت بقيا جذوع أشجار البلوط المتاكله..... ثم أشاحت عينها صوب عش السنونو الذي يستقر منذ عقود طويله في الزاويه اليمنى من الغرفه ولاتدري كيف يستدل على طريقه بين مواسم البرد والربيع محلقا ألاف الأميال ليعود فرحا حين تتحول الوديان وسفوح الجبال الى سجاده تغزلها النساء على صوت غناء الرعاة.
:ياولدي اياك ان تكتب عنها!! ضحك الشاب الجامح الذي كان منهمكا طوال الليل بترجمه قصائد (عزرا باوند )دون ان تغادر ذاكرته اهوال الماضي التي ضن انها طويت بينما كانت المدينه وشوارعها ومبانيها الشاهقة التي تعج بالسيارات الفارهه ولأضواء والموسيقى الغربيه الصاخبه وصور القاده تثير في أعماقه نوعا من الخوف والقلق ...اوشك ان ينتهي من (اوراق العشب ) بينما شدت عيناه مشهد غزاله بريه صورها احدهم مابين( الفرضه) و(الشعيره )....متذكرا( البرنو) التي طالما تفاخر بها والده مرددا رغم نوبات السعال الحاده والروماتزم انها صنعت الحريه ومنعت اباده العشيره ..وقد ان لها ان تستريح وتتقاعد اما هو فقد القي به الى النسيان...هه.
:احقا سيدتي سيموت شهيدا من مات فداء للمحبوب؟؟ يقهقه ضاحكا . :اتصدق هذا يا ولدي اني ابصر في فنجانك طريقا مرعبه.... وليل دامس تقطعه وحدك من غير دليل او زاد ...درب موحش تعوي فيه الغيلان.... ووحوش تطعم جمرا وتتنفس لهبا احمر تخرج من بين صخور الارض ...ارى منصه اعدام من خشب اللوز البري نصبت مابين سري رش.. وبشتشان..... وأسراب زرا زير مفزوعة تغادرا أسرابا ثم تحط على سارية في بحر من دم تتلاطم أمواجه ...ونساء مقطوعات الأثداء يولولن على جسد ميت .....وجنود بكوفيات حمر يطئون الأشلاء .!!
:ااكون أنا هذا المقتول ..قولي لي ؟؟ :لا ادري ....توقف لاتكتب !! وان كان ولابد فاكتب باسم اخر ...انساها ياولدي بدل قلبك .. او ارحل عن هذه الأرض . :سيدتي هل في فنجاني شيء عن ارض موعوده .... تولد من خرائط الزمن المدجج بالسلاح... في زمن الوعد الاممي..... محمية للفقراء الذين يوشكون على الانقراض او الرحيل الى الديسابورا مثل شقيقي الذي يخطط للهرب في حاويه سائق تركي الى اوروبا.....ام ان كل ما تمت حمايته بخطوط العرض وطائرات الاف 16 تحول الى لفافه تبغ بين شفاه النبلاء اولاد النبلاء..ونحن رماد فوق حليب فاسد ..اما روحي فناي يعزف عند الشلالات ..وانامثل الالاف من حرب الجنرالات... الى محرقه الأغوات..... مثل عجوز تغزل من سدف قبور القتلى وشاحا جبليا من دود القهر.. ودود الارض..فلا زال الحرس الجمهوري كعادته يمر علينا بالسرفيات كسكان الاهوار....ورجال الأمس أمسوا حطبا مبتلا لايشعل مدفاءه في كوخ مهجور وسط الثلج .
:لاياولدي...ابدا..من ارض الوعد ..الى الميعاد!!! ماذا تتوقع من وطن يفصل عن وطن منقوع بالضيم والطوفان ..أبدا غير افق مسدود كالفحم الحجري لاابصر شيئا....أفق يصدح فيه صفير الريح كلحن في كمنجة دلشلد المكسوره ....صفير الريل الذي حمل جدك عثمان الى نقره السلمان ونخرته رصاصات الثوار والسلابه .......وأصفاد لم تنزع ابدا من معصم عمك حتى بعد ذبحه في بغداد ...(فنجانك دنيا مرعبه). :ورفاقي ؟ :رحلوا ..او رحلوا . :كلهم ؟ :كل الذين عرفتهم !! :اعشقها ...ما اجملها من بين كل نساء الأرض ...اشتهيها مثل رغيف خبز معجون بالخيبات وخميرته الحسرات . .:ياولدي لاتكتب عنها ...ستقطع اصابعك العشره من راحتها ...وتذبح كالملك المغلوب !!
سماءك ياولدي لم تمطر ابدا غير النابالم والحالوب الاحمر والتيزاب .... وأحلامك عن وطن الامراء الثوار وجيفارا واغاني عمال الارصفه والفلاحين والمطرقه والمنجل سحابه صيف ... وطريقك تراقبه عيون كلاب الصيد المسعوره ...احذر فما تكتبه مرصود ..وطريقك ..موصود ..مسدود ...لاتكتب عنها لانها ابنه !!!!!!!!
:لست ابالي ...هل شاهدت عينيها الموشومه بالكحل العربي كبوابات الفردوس ...شفتاها اغذب من تين الحقل وتفاحات البريه ..تتمختر كالمهره مابين مهاباد واربيل ...جبهتها المرسومة من فضه كنجمه داوود ..فجر يتلالاء في نيسان ...ضحكتها احلى من نار النوروز ...ترش ندى الابديه فوق الربوات .
"لكن حبيبه قلبك يا ولدي ابنه .....!!! والملك المقدام في اوج تألقه وحليف في السر لأمل التغيير ...وهو وريث الاسطوره محقق وعد الرب ...يملك ابار النفط ..والسوط ويقرر مصير الخارطه الوطنيه برمتها من زاخو حتى الفاو ...والقصر كبير وذئاب تحرسه وفهود ....ومن يدنوا من سور القلعه مفقود ...مفقود .
:سأقابله ...سيتفهمني ...ان لم اقدر سارسل للكاكه رساله ..بل مقالا اشرح فيه كل لواعج قلبي وهموم الناس....حتما سيعرف اني نجل عثمان الذي قاتل مع شقيقه ضد الجيش ...سيعرف عمي الذي قتل قي شقلاوه ...واخوالي الذين اعدموا في الانفال ... نحن لم ننشق عن الحزب أبدا ...نحن الذين صنعنا النصر ...وأوقفنا ناعور الدم ....تحملنا الضيم والإذلال والقهر لينعم القائد بالسعادة في قبره .
: لم ابصر فنجانا يشبه فنجانك او احدا يسعى للموت على حد الخنجر ...ويمضي في درب يعرف ان رصاص الغدر يتربصه ..كإمام علوي يذبح في محراب الوعد ...من اجل العشق ...ويصر على ان الأسماك تتراقص في البحر من عهد الطوفان فوق الجبل المتصارع من بين ذراعيه ..وزعامته ....انا لم اعرف إصرارا يشبه إصرارك ...على ان تصلب وحدك ...وتمضي في بحر الذكرى ..صرخه عشق وصوت رصاصه يا ولدي !!..
:سوف البس الدرع كامله ...احمل الشوق صارية ..انتزع الحق من أضلع المستحيل. :يا ولدي لم اعرف احزانا تشبه احزانك ...في ارض تفوح من ثناياها رائحه الانسان المفرغ من انسانيته بهشيم الوعود ودهاليز السياسة بالأمس واليوم ...بضربات معزقه تفوح منها رائحه المظلوميه ...تسلخ جلده حيا ..وتنتزع منه البصر وتجرده من صوته ولقمته وعقله ....عن أي حرية وأي حق تتحدث ... لو تكتب بمداد كالبحر ...وتصرخ لقرون فانك مفقود .. ياولدي .
:ساموت فداء للمحبوب ....اتره حاضري موثق بالسلاسل كامسي .؟.. وانا ظله ...مثله ...أتراني احيا ..أموت ...اقتل ..وحيدا لنفسي؟؟ ...اما انا ميت داخل نفسي ...وهل سيضيء الدم مشكاة الحق .؟؟؟؟؟؟
:من اين يجيء الضوء ياولدي ...من سيفتح ابواب القصر ...وهل يتلالاء ضوء في مصباح مغموس بالدم ..من وطن مسلوخ أصلا من وطن منزوع العينين ...ياولدي لاتكتب عنها ..فالقتل عليك هو المكتوب يا سرد شت .
:قررت بان احيا واموت فداء للمحبوب ..من اجلك ياكردستان رئه الوطن الواحد ...والوعد الاوحد ....وليعلم هذا االقاتل بان العنق المذبوح في داخله صوت ...لايسكته سيف الجلاد ... حتى قيام الساعه!!!
*من وحي رائعه الراحل نزاز قباني قارئه الفنجان
#عزيز_الدفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الهشيم
-
هل ستنتخبون صدام حسين حيا وميتا ؟!!
-
رسالة مفتوحة(كالقلب الذي اخترقته رصاصه غادره) وا أسفاه أيها
...
-
إياك أن تفعلها يا رئيس الوزراء !!!
-
زيارة بإيدن لبغداد لماذا يمارس الأمريكيون لعبه (الأفعى والسل
...
-
الدبلوماسية العراقية ...اشكالية الهوية وضبابية الاولويات.(ال
...
-
الدبلوماسية العراقية ...إشكالية الهوية وضبابية الاولويات (ال
...
-
الدبلوماسية العراقية ...اشكالية الهوية وضبابية الاولويات (ال
...
-
أحتضار ألأحزاب ألايدولوجيه في العراق ..و عوده (الامير)!!(2)
-
أحتضار ألأحزاب ألايدولوجيه في العراق ..و عوده (الامير)!! (1)
-
شبح (الصحاف) في ستوديوهات( العراقيه )!!!
-
مهرجون ..في بلاط السلطة( الخامسة )!!!
-
وطن على صليب السياسة
-
تماسيح الاسفلت!!!
-
رسالة مفتوحة الى الرئيس مسعود البرزاني
-
صهيل البطل المستبد!!! (2)
-
صهيل البطل المستبد (3)
-
صهيل البطل المستبد!!! (1)
-
هل تفاهم المالكي مع بايدن حول مستقبل( جمهورية مهاباد) الثاني
...
-
الدبلوماسية العراقية ...اشكالية الهوية وضبابية الاولويات
المزيد.....
-
-حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو
...
-
الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن
...
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال
...
-
مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م
...
-
مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
-
هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
-
مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
-
بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل
...
-
-التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات
...
-
القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو)
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|