عمار الجنيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3002 - 2010 / 5 / 12 - 02:00
المحور:
الادب والفن
برزت ظاهرة الصعلكة عند العرب منذ بدايات العصر الجاهلي، كأسلوب حياة وكقيمة فكرية، لأسباب فرضتها البيئة الاجتماعية والاقتصادية التي عاشوها في تلك الحقبة.
وعُرِفَتْ طائفة الصعاليك الشعراء ممن اشتهرت حياتهم وشعرهم بموضوعات وأسلوب وغايات معينة وخاصة : بطبقة الصعاليك الفقراء، ومنهم عروة بن الورد.
القبائل العربية المنتشرة في بطاح صحرائها ، لم تكن على مستوى متشابه في الغنى والخصوبة ، فالكثير منها كان موغلا في الفقر والجدب، بينما تجد قبائل أخرى على النقيض من الخصوبة ووفرة النتاج الغذائي مما أفرز طبقة من الفقراء المعدمين الذين ثاروا على طبقة الأغنياء المُلّاك المترفين ، واحترفوا الغزو والنهب للحصول على قوتهم، فراحوا يطلبون أرزاقهم بالإغارة على القبائل الأخرى، ينهبون القوافل الصغيرة ويسرقون الإبل ويغيرون على الأسواق.
أما النظام الاجتماعي الذي حكم القبائل العربية آنذاك فقد كان له دور الحسم في بروز ظاهرة الصعلكة، حيث أن القبائل لم تكن راضية عن سلوكيات بعض أبنائها، الذين كان لهم عداءات وثارات مع أبناء القبائل الأخرى ، فخلعتهم لسوء سلوكياتهم ، لان وجودهم في القبيلة مجلبا للثأر والاعتداء عليهم، فتبرأت منهم لكي لا تتحمل وزرا جرائم جناياتهم على القبائل الأخرى ، وعرفت هذه الطبقة بال«الخلعاء».
ووجد الكثير من أبناء الحبشيات - الذين تسرب إليهم السواد - منبوذين ، غير متساوين في حقوقهم مع أبناء العربيات الحرائر ، بل وغير معترف بنسبهم إلى آبائهم، وإحساسهم بظلم المجتمع لهم ؛ مدفوعين للخروج على قبائلهم للمطالبة بالاعتراف بنسبهم وحقوقهم ، كعنترة بن شداد، وهؤلاء عرفوا ب «الأغربة السود».
اكتسب الصعاليك شهرتهم من تمردهم على قيم وقانون المجتمع الجاهلي، ومن الطباع والسجايا التي كانوا يتمتعون بها ، كالشهامة والفروسية واجادتهم في قول الشعر ومناداتهم بالعدالة الاجتماعية، حيث أنهم توحدوا وأشاعوا بينهم نوعا من العدالة الاجتماعية التي تقوم في أهم دعائمها على المساواة، فتوزعوا الغنائم بالتساوي بينهم أولا، ثم ما لبثوا أن تعاطفوا مع الفقراء ليوزعوا الغنائم عليهم ويقتسموها معهم.
[email protected]
#عمار_الجنيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟