أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الزوجة والخادمة














المزيد.....

الزوجة والخادمة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3001 - 2010 / 5 / 11 - 14:15
المحور: كتابات ساخرة
    


غالبية الفلاحين الذين لديهم خادمات متعددات الجنسيات ينادونهن في المنزل بكلمة (ماما) وكذلك هن يقلن لسيد المنزل (نعم بابا) ولا أحد يستطيع الاعتقاد بأن الخادمة هي أم الأطفال أو سيدة المنزل إلا صديقي الذي يعتقدُ كل من يدخل منزله بأن الخادمة هي زوجته ,وزوجته هي الخادمة أو أمه التي ولدته بسبب لباسها وطريقة ارتداءه التي تجعل الناس يعتقدون أن عُمرها 70 عاما بينما هي في الواقع تبلغُ من العمر 50 عاماً ,فكل الناس أو العائلات المقتدرة على الموسع قدره تستورد خادمة من أجل أن تخدمها , إلا زوجة صديقي استأجرت خادمة من أجل أن تخدمها هي, فإذا حضر إلى منزلها الضيوف من الأصدقاء والمعارف يقومون على الفور بمصافحة الخادمة بكلمة (مساء الخير مدام) معتقدين أنها زوجة صديقي , ذلك أن الخادمة تجلسُ على الكنبة مريحة رجلها اليمنى على اليسرى وإذا تعبت اليسرى من حمل اليمنى تقوم فورا بتبديل ساقيها فتضع اليسرى على اليمنى , وكذلك تُمنكر أصابع قدميها وكفيها, وتضع الأحمر والأخضر على وجهها ,أما زوجة صديقي فإنها تترك الكنبة للخادمة وحدها وتجلس على الأرض متربعة كما ولو أنها هي الخادمة ,وتلبسُ الحجاب الذي يُغطي شعر رأسها وتشتم منها رائحة فرونات العرق المتصبب من جبينها بدل أن تشتم منها رائحة العطور التي تضعها الخادمة تحت إبطها وعلى عنقها ,وتكون أرجل زوجته من الأسفل كأنهن مبرشة تقشير الجزر والخيار , وتفوح من يديها رائحة البصل فهي لا تحب من خادمتها أن تطبخ لها لأنها تعتقد أنها نجسة وغير طاهرة كونها لا تنتمي إلى ديانة الزوجة التي تنتمي إليها بحكم الأعراف والعادات والتقاليد السيئة, وإذا دخلت الخادمة إلى المطبخ لتحضر لنا الضيافة من الفواكه والمكسرات , فإن زوجة صديقي على طول تمسكُ التفاحة وتفغمها فغما أو قرطاً بأسنانها محدثة صوتاً مزعجاً,أما الخادمة فإنها تجلس وبيدها سكينة الفواكه التي تشبه المنشارة وتقشر التفاحة وتأكلها بكل هدوء.

وحين يحضر التجار زملاء صديقي في العمل فإن الخادمة تجلس بجوارهم مبتسمة لهم وملاطفة لهم وكأنها سكرتيرة أعمال من الدرجة الخاصة, أما زوجة صديقي فإنها تبدأ بعد النقود مثلها في ذلك مثل زعيم أي عصابة أو مافيا ودائماً ما يجد وراءها نقصا ًعاما بالنقود أي أن كل همها سرقة زوجها , ولا تبتسم للضيوف ولا تتحدث معهم كما تتحدث الخادمة وإذا تحدثت معهم يشعرُ صديقي بالحرج لأنها تمعط كلامها معطاً ويكون صوتها عالياً جدا ,وإذا ذهب صديقي إلى رحلة عمل وتوقيع اتفاقيات مع كبار التجار فإن الخادمة ترافقه بينما زوجة صديقي تنتظر في منزلها ريثما يعود زوجها , وإذا رن جرس التلفون الأرضي وردت زوجة صديقي عليه تبدأ هكذا : هلو أيوه شو بدك أبو صافي بعده بالشغل وبس يجي خيوه بقلله, وإذا أغلقت الهاتف تغلقه ليس كما تغلقه وتفتحه الخادمة لأن الخادمة ترد على التلفون الأرضي هكذا : مساء الخير تفضل أهلا وسهلاً حضرتك يا أستاذ ممكن تحكي بعد ساعة أو زودني برقم جوالك واحنا رايحين نطلبك إذا كان عندك شيء ضروري , شرفتنا وأسعدنا باتصالك ...إلخ.
أما حضور حفلات الأعراس فإن زوجة صديقي تجلس لتأكل الجاتو والمرطبات بينما الخادمة تتعرى بعض الشيء لأداء فريضة الرقص , وتهتم بتوثيق علاقات تجارية مع الموجودين من النساء والرجال.

وبناء على مبدأ التطور وملاحقة التكنولوجيا فإن صديقي أحضر لزوجته جهاز حاسوب وربطه بشركة الاتصالات للإنترنت , وتدعي زوجة صديقي أنها لا تحب التعامل مع الانترنت لذلك تتبنى الخادمة هذه المسئولية على عاتقها فتقوم هي بالاتصال بمن تريده الزوجة من أهلها وبناتها وأقربائها , وأصبح للخادمة على شبكة الفيس بوك أكثر من 4000صديق وصديقة كلهم يبادلونها الحب والإعجاب, فحين يذهب الجميع للنوم تجلس الخادمة أمام الكمبيوتر لمدة ساعتين في كل يوم من الساعة 12ليلاً وحتى الثانية صباحا.

وفي نهاية كل عطلة مدرسية يأخذ صديقي زوجته وأولاده من أجل أن يرفه عنهم , وغالباً ما يذهب للعقبة وهنالك تلبس الخادمة لباساً بحرياً وتنزل للبحر للعب فوق المياه , ومرة تكون مستلقية على ظهرها ومرة تزحفُ على بطنها وحين تشعر بالتعب تخرج من البحر وتمدد جسمها فوق الرمال وأحياناً تغطي جسمها بالرمال , بينما زوجته تقوم بالتربع على الرمال لتتسلى برمي قشور الموز والبطيخ على الشاطئ كلما سنحت لها الفرصة لذلك, هذا عدى صراخها بصوت عالٍ ومرتفع على أولادها ودعاؤها لهم بالسوء.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ناس هيك, وفي ناس هيك
- العائلة المسيحية والعائلة المسلمة
- تعليم القيم وتعلمها
- لساني
- باركني
- المثقف المبدع
- تصاعد أعمال العنف المجتمعي في الأردن
- المرأة وحرية الاختيار
- احنا وين والعالم وين!
- الدين المُحرف
- كيف تختارين زوجك؟
- مشكلة الفقر والفقراء
- إسماعيل ياسين الضاحك الباكي
- من أنت؟
- من أنا؟
- هل أنت تأكل أظافرك أم ملابسك كما يفعل بعض الناس؟
- هل أنا فعلاً حمار؟
- الإنسان حيوان ابن حيوان2
- الطلاق ظاهرة صحية
- رسالة المعلم


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الزوجة والخادمة