أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - هزيمة النقاب ومشروع بدونة أوروبا














المزيد.....

هزيمة النقاب ومشروع بدونة أوروبا


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3001 - 2010 / 5 / 11 - 11:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أَعـْجـَبُ لمن يتباهي ويتفاخر بسجنه وسجانيه وجلاوزته وجلاديه، ويفرح بمازوشية فاقعة لاضطهاده وقهره. إذ لا تجد المرأة المسلمة في أوروبا، وبكل أسف، من شيء تتباهي به سوى أسرها وسجنها واضطهادها وتسليعها وتنميطها وحبسها داخل حجابها ونقابها، لأنه ليس لديها، في الواقع، أي شيء آخر يمكن أن تتباهي به، وحالة عجز وإحباط تاريخي تلازمها، كظلها، بسبب قرون من الاضطهاد والتغييب القسري المجتمعي والظلم الممنهج، والمحمي بالقانون.

وإذا كانت قوانين المنطقة المحكومة بالشريعة تسمح باضطهاد وتسليع المرأة وتنميطها وحبسها في أطر جنسية معينة فإن القوانين الأوروبية العصرية والوضعية لا تسمح بهذا، بتاتاً، وهي تعطي المرأة احتراماً وتقديراً، بأكثر مما تعطيها تلك الدساتير التي تقول بأنها تحكم باسم السماء. فالعدالة والأخوة الإنسانية والمساواة هي الثالوث المقدس التي تقوم عليه الحضارة الغربية التنويرية الفولتيرية، ولا سبيل لتفضيل أي كان على الآخر، وتحت أي مسمى وادعاء

فالنقاب، وناهيك عن مسخه لشخصية المرأة وإلغائها وشطبها من معادلة الحياة والوجود، هو نمط سلوك وعيش صحراوي له خصوصياته الصحراوية ومحاولة تعميمه وفرضه على الآخر واعتباره الأفضل والأنسب وربطه بغيب ومقدس هو المشكلة، وهو في المحصلة زي غير قانوني، ولا يمكن القبول به في مجتمعات تسود فيه القوانين ولها الكلمة العليا. فكثير من اللصوص "يتلثمون" و"يتنقبون" حين يهمـّون بسرقة شيء ما كي لا يفتضح أمرهم، وما أدرانا من يقف وراء ذاك النقاب، هل هو امرأة فعلاً أم أي شخص آخر رجل، لص، هارب من وجه العدالة.

وهنا في أوروبا لا يمكن ولا يجوز توظيف الدين، في المجتمع والسياسة والتجارة بالغيب والماورائيات، واستغلاله في الحياة فالدين شأن روحي خاص، وليس عاماً تحت أي ظرف اللهم بالنسبة للمتاجرين بالأديان الذين ينصبون من أنفسهم وكلاء حصريين لله على الأرض . وقد حاولت الجماعاة الدينية، ومن يقف وراءها، وكثير من المسلمين الذين يعيشون على هامش الحياة في أوروبا أن يقولوا أننا ها هنا، ويثبتوا وجودهم، ليس من خلال الانخراط في الإنتاج والعمل والبناء واحترام القيم الأوروبية، ولكن من خلال مظاهر التأسلم والدروشة الدشداشة والنعال والنقاب، تلك الرموز التي لا تقدم ولا تؤخر ولا تعني أي شيء بحال سوى استفزاز الغربي وخوض معارك فارغة وخاسرة لن تساهم إلا في مزيد من تشويه صورة المسلمين في أوروبا، وبأكثر مما هي سوداء، ولأن الحضارة ثقافة وسلوك مكتسب وتراكمي يتم عبر عقود من الإعداد.

وبدا لوهلة أن القيم الغربية والأوروبية التنويرية بدأت تتراجع أمام هجمة بدوية شرسة استغلت التسامح الأوروبي، واعتقدت أنها في موطنها الأصلي حيث يتواطئ الكهنوت السياسي مع الكهنوت الديني بهدف تجهيل الشعوب وإحطام البساطير على رقابها. وقد بلغ الاندفاع والغرور والعزة بالإثم والحلم حداً استدعى المتفائلون إلى وضع مدى منظور هو خمسين سنة لأسلمة أوربا عن بكرة أبيها، وإلحاقها بالمنظومة البدوية الاستبدادية الأبوية القهرية التي لا تقيم وزناً لا للرجل ولا للمرأة على حد سواء، ولا لأي قيمة وجمال. فهدف هؤلاء البدو النهائي هو تدمير كل قيمة ومبدأ إنساني وجمال، وهدم الحضارات الإنسانية كما فعلوا سابقاً بالحضارات الشرقية التي انقرضت وأبيدت على أيدي البدو الغزاة. ويبدو أنهم يضعون أوروبا اليوم على رأس أولوياتهم لغزوها وتدميرها بالحجاب والنقاب والدشداشة والنعال وفرض القيم البدوية الأخرى عليها وأظلمتها كما هو حال منظوماتنا التي يخيم عليها الظلام.

ويبدو أن أوروبا قد استفاقت، ووعت الدرس جيداً، ولم يعد من السهل الضحك على وخداع الأوروبيين بتلك البكائيات الزائفة. وهي عازمة اليوم على التصدي للهمجية البدوية الشرسة والعاتية،وإن تنامي التيارات اليمينية والمتطرفة خير دليل على ولادة وعي أوروبي جديد فيما يتعلق بالحرب على بدونة أوروبا. فها هي هولندا، وبلجيكا، قد أصدرتا حظراً تاماً على النقاب، واليوم فرنسا تسير بخطى وئيدة وواثقة من النفس لإنقاذ أوربا من البدونة وإعادة الوجه الحضاري لها. ويتوقع أن يصبح هذا لحظر تشريعاً وقانوناً رسمياً في فرنسا اعتباراً من اليوم إذ سيناقش النواب الفرنسيون الثلاثاء مشروع قرار يعتبر النقاب مخالفا للقيم الجمهورية، في مرحلة أولى تشهد توافقاً كبيراً قبل النظر في تموز/ يوليو في مشروع قانون موضع جدل يحظر النقاب والبرقع في الأماكن العامة، وذلك كما أوردت وكالات الأنباء .

ها هي فرنسا اليوم تحظر النقاب، كما فعلت هولندا وبلجيكا، والحبل على الجرار، ويبدو أن نبوءة الجماعات حول أسلمة أوروبا، خلال خمسين، قد لا تحقق، وبكل أسى، وأسف ومع خالص المواساة، وأصدق العزاء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لول: وأعداء الضحك والابتسام
- أجب عن الأسئلة التالية: امتحان كتابي لإرهابي
- الله يستر: مقال يزلزل كيان أكاديمي عروبي
- زلزال الكلمة الحرة يصيب أكاديمياً سورياً !!!!
- أيهما أفضل استعمار البدو أم استعمار الرومان؟
- العربان وهمروجة حزام الأمان
- رحلة مع فكر الظلام وأهله
- هل العالم بحاجة اليوم للحضارة العربية؟ إشكالية العقل والعقال
- لماذا يحتقر البدوي المهن الإنسانية النبيلة؟
- الخطاب البدوي العنصري
- من المئذنة إلى شاشة التلفاز
- لماذا لم يعتذر المؤذن السابق من السوريين؟
- مليونيرات الحوار المتمدن
- هل يحرر حزب الله المقدسات الإسلامية؟
- شيوخ التكفير والإرهاب على القوائم السوداء
- وصفة حزب الله
- منطق العصور الحجرية
- السيد المدير العام لجرّات الغاز المحترم
- السيرة ذاتية لكاتب عربي
- العرب وموسوعة غينيس


المزيد.....




- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - هزيمة النقاب ومشروع بدونة أوروبا