|
طبيعةالصراع البشري
سليم محسن نجم العبوده
الحوار المتمدن-العدد: 3000 - 2010 / 5 / 10 - 22:16
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
بتنوع منظومة المجتمع البشري و اتساعها فان أشكال الصراع كذلك تراها مشكلةٌ و متباينة تبعا لما تكون عليه المجتمعات من حيث طبيعة بنائها التكويني ماديا و روحيا كذلك هناك معايير أخرى مدعاة إلى اختلاف و تنوع الصراعات منها طبيعة النظام السياسي الأيدلوجية و طبيعة المرتكزات التي يقوم على أساسها . الصراع على مستوى "الأنا" ( الذات ) او الأفراد او الجماعات وحتى الأيدلوجيات و الدول فأنك أذا ما حولت تحليل الأسباب الجوهرية و الغور في أعماق اي مشكلة او صراع بغية الوصول إلى "جذرها" فانك حينها سترتطم مباشرة بحقيقة مفادها الأسباب الرئيسية و الثانوية للصراع و بأي مستوى كانت هي كل او بعض المعايير أعلاه : و كما يؤكد الكاتب "روبرت جيلين " في كتابه " الحرب و التغيير " على أن مجتمعات الأفراد تشابه إلى حد كبير مجتمعات الدول معللا ذلك بقوله أن المجتمع البشري و المجتمع الدولي تحركهما ذات المعايير و التغيرات التي تطرأ من حين إلى أخر غالبا ما تلقي بضلالها على منظومة الحكم و الشعب بشكل متساو . في حين أني أشاطر الكاتب "سالم القمودي" في كتابه (سايكلوجيا السلطة ) ص16: بان السلطة تتأرجح بين ما تعلنه و ما تخفيه بين " الايدولوجيا " و هي الوجه المعلن وما تخفيه "السايكلوجيا " الوجه الخفي للسلطة . و هذا يعني بأنها رسميا مع الايدولوجيا التي تعلنها و تتبناها و نفسيا مع" الأنا"- السلطة – التي تخترق الايدولوجيا متى ما رأت في ذلك مصلحة لها . معنى هذا الكلام انه بمستوى التنظيم العالي المتمثل بالدول ذات الأيدلوجية الواضحة و الإستراتيجية المحدد و الموارد المعروفة هناك صراع بين قوتين في داخل بناء نظام الدولة الواحدة . و أذا ما اتفقنا مسبقا على أن الضوابط التي تحدد حركة الأفراد هي مشابه إلى تلك التي تؤثر في المجتمع الدولي فأنه من الأولى بأن تكون هناك قوتان تحركان النفس البشرية هما " الايدولوجيا " المعلنة و " السايكلوجا " الخفية . و بهدف الاختصار و عدم الاطاله فأنني سأحاول جاهدا تركيز موضوع الدراسة على الصراع الدائر بين "مجتمع الأفراد" تاركا بذلك التطرق الى الصراع في المنظومة الدولية راجيا من الله التوفيق في إيصال الفكرة و تحقيق الهدف . عندما يتولد خلاف بين الأفراد نتيجة لتقاطع مصالح مادية او معنوية فان هذه الخلافات لا يمكن لها بأن ترقى إلى مستوى الصراع أذا ما استطاع المختلفون احتواء الموقف و في حقيقة الأمر أن كل الخلافات مهما كانت درجة تعقيدها و صعوبة حلها فأنها تدور في فلك واحد ألا وهو " إمكانية الحل " و الحل هنا يستوجب الاستيعاب و السيطرة على الانفعال , و الإنسان الذي لا يستطيع السيطرة على انفعالاته السلبية محولا إياها إلى نتاج حي باللفظ و الفعل من الممكن أن يصنف ضمن الأشخاص الذين يعانون خلالا في التركيب " السايكلوجي " و أذا كان هناك تناقض بين السلوك الظاهر" الايدولوجيا " التي يرغب الفرد بأن تكون هي السمة المميزة له في محيطه كأن يود أن يراه الناس و يعرفونه " مثقفا – هادئ – متعاونا – مميزا –كيسا .. الخ من الصفات الحميدة و اظهر في حالة انفعالية معينة خلاف ما اظهر طوال الوقت بسبب عدم سيطرته على انفعالاته فتحول في لحظة الانفعال إلى شخص "فظ – عدواني –ضيق الأفق – قصير المدى " هذا يعني أن هذا الشخص يعاني من اضطراب في التركيب " السيكولوجي " و من الممكن وضعه في مصاف المرضى النفسيين او الذين يعانون من عقد نفسية . فمثل هذا الشخص تراه بعد زوال أسباب الغضب يعود نادما بما فعل مؤنبا نفسه أحيانا حد العقوبة . و على الرغم من تحول الشخص لحضه الغضب المفرط الى شخص مختلف سلوكيا عما اعتدناه فلا يمكن عد هذه الظاهرة انفصام في الشخصية او نوع من الجنون , كما يقول "الوردي" في كتابه " خوارق اللاشعور" ص92" : نحن عادة نصنف الناس إلى مجانين و عقلاء مثلا و نتصور وجود حد فاصل بين هذين النوعين من الناس . أما في علم النفس فلا وجود لهذا الحد الفاصل فكل إنسان في رأي العلم مجنون إلى درجة ما " . و لهذا فلا يعني أن الإنسان الغاضب و أن كان بسبب خلل "سيكولوجي " بأنه يعاني من " انفصام في الشخصية " كون الأخير غالبا ما يتصرف خلاف طبيعته عند نوبة الفصام و هو لا يذكر في اغلب الأحيان أبدا ما يفعل خلال النوبة لذلك فأن التعبير الأدق الممكن استخدامه هو " التناقض السلوكي " . و على هذا الأساس فأن الفرد الذي لا يظهر خلاف ما اعتاده الناس في لحضه الاختبار العصيبة من الممكن إن نطلق عليه شخص " متوازن ". و من الجدير بالذكر تجد المجتمعات المتحضرة و التي تتعامل مع العلاج النفسي كونه لا يختلف عن أي علاج أخر بأعتباره مجرد علاج تعمل على إدخال الأشخاص الذين لا يستطيعون السيطرة على ردود أفعالهم إلى "حلقات " خاصة للسيطرة على الغضب و التحكم في الانفعالات .. الان أود التطرق إلى بعض أنواع صراعات مجتمعات الأفراد : 1. صراع "الأنا" الذاتي : و هذا النوع من الصراع ينشب في داخل النفس البشرية بتعبير أخر ترى الفرد أما يختلف مع الآخرين فيتولد لديه صراع " انوي" ذاتي ما بين الايدولوجيا و " السايكلوجيا .. بحيث تتحول الأفكار التي تراود الفرد إلى "وساوس" و " الوسواس " بحسب تعريف الدكتور " علي الأمير" في كتابه " فسلجة النفس " ص 405 على انه ( فكرة معينة تتسلط على المريض وتدور في ذهنه مرارا و تكرارا ) و هذه الوساوس من الممكن تطوره إلى "وهم " يصل إلى حد متأخر عندما يصل المصاب مرحلة الكذب على نفسه بهدف أقناعه بأمر معين . . و في حالة أخرى قد تنعكس فتؤدي إلى نشوب صراع " انوي " يتحول مع الوقت إلى صراع مع المحيط يسبب له خلافا مع الآخرين غالبا ما يتطور إلى حد الصراع . سنعود مفصلين بعض الأمور حول الموضوع لا حقا .. 2. صراع الأفراد : و هو نوع من الخلافات التي تتطور بين الأفراد و غالبا ما يكون لصراع "الأنا " دور فيها بشكل او بأخر . 3. صراع الجماعات : غالبا ما يكون طرفيه مجموعة أشخاص كذلك يكون لصراع "الأنا" دور في مثل هذه الصراعات عموما من أشكل هذه الصراعات " الأيدلوجية – الدينية – القبلية – الاثنية و الطائفية ..الخ و على ما يبدو ان النوع الأول من صراعات الأفراد آلا و هو " صراع الأنا " يمتلك أهمية خاصة و دور كبير في تغذية اغلب أنواع الصراعات بما فيها الدولية لذلك سنفرد جزئ من هذه الدراسة للحديث عن صراع " الأنا " الأسباب و الصفات : توجد قاعدة مهمة باعتقادي المتواضع ان من يتعرف عليها و يؤمن بها يستطيع السيطرة على انفعالاته بشكل أفضل هذه القاعدة تقول " انه من الممكن ان يعرف كل الناس شخصا واحدا لكن من المستحيل ان يعرف شخص واحد كل الناس و بالتالي فانه من المستحيل ان يعرفك كل الناس او ان تعرف كل الناس " .. هذا الكلام ببساطة يعني انك من الممكن ان تكون معروف في محيطك المحدود جدا وان كان واسعا فهو محدود بمحدودية المجتمع الذي تعيش فيه و الذي يقتصر على زملاء العمل المحيط الاجتماعي المباشر الفعال الأصدقاء رفقاء الطفولة و الصبا و نسبة هؤلاء في أي مجتمع لا يمكن أن تتجاوز 1_2% من نسبة مجموع المحيط الاجتماعي في أحسن الأحوال إضافة لذلك كون نصف هذه النسبة مشغولين و مستغرقين كليا في أمورهم الخاصة . بينما تصل نسبة المهتمين بأمرك و موضوعك فعلا لا يتجاوزون نسبة تقدر ب 0,5% من النسبة السابقة .أذن يكمن الخلل في بناء الإنسان " السايكلوجي "ففي الواقع أن كل فرد منا يتعامل مع " ذاته " باعتبارها شخصية عامة معروفة بشكل كامل و مطلق للمجتمع و هذا في حقيقة الأمر أكذوبة يعيشها الفرد لا أساس لها من الصحة بدليل ما سبق ذكره .. سؤال يطرح نفسه للنقاش : أن كان " الفرد " لا يمثل شخصية عامة فما الذي يولد لديه هذا الشعور ..؟ ما يولد لديه هذا الشعور هو الصراع " الانوي" الذاتي الذي يتولد داخل الفرد ممثلا باختلاف كبير بين واقع و مضمون الشخصية بين "الايدولوجيا الظاهرة " و" السايكلوجيا الخفية " صراع اقل ما يمكن وصفه كونه من اجل ( الضغط و المصادرة ) قوى الفرد الواحد تتصارع فيما بينها لتضفي على جسد الإنسان صفاتها . كل ما ذكر ينعكس بصورة مباشرة على المزاج العام للفرد و بتالي يولد "القلق" الذي بدوره يصنع "الوسواس " ذاك الطريق المعبد الى " الوهم " و هنا لا بد لنا التطرق عن القلق و أنواعه : 1. القلق الموضوعي : او الطبيعي و هوا نوع من القلق الذي لا يعد مرضيا و البعض يعتبره شكلا من أشكال الخوف المبرر . كذاك الذي يحصل عند الأطفال او الكبار الأسوياء الذين تواجههم مشكلة و يفكرون في حلها . 2. القلق المرضي : لا يعرف مصدر هذا القلق ألا انه ذو مصدر داخلي مكبوت و لذلك لا يعرف صاحبه أصله او سببه . يقول الدكتور "علي الأمير " في كتابه "فسلجة النفس" ص382: ان المشاعر السلبية في القلق الطبيعي تسبب أيضا التوتر النفسي العصبي الداخلي و لكنها تحت سيطرت مستوى قابلية التحمل النفسي و تؤدي و وظيفتها الطبيعية و تبقى النفس متزنة متماسكة و تختفي المشاعر السلبية بعد انتهاء القلق من تنفيذ وظيفته . لكن ما يوصل الفرد إلى هذه المرحلة من الصراع الذاتي الأفكار المتناقضة التي تولد " الوساوس " الذي يخلق " الوهم " و هي المراحل الخطرة التي من الممكن أن يصل إليها الفرد أذا لم يستطيع أن يسيطر على انفعالاته السلبية . و غالبا ما تترجم إلى أفعال غير محسوبة بواقعية كونها نتاج الوساوس المولدة للوهم و بتالي فأن الوساوس في الأساس تطغى نتيجة الاختلال الواضح في التركيب " السايكلوجي " للفرد .. عندما يصل الفرد الى المرحلة التي يكون فيها " واهما " يبدأ بتخطي ما يمكن تسميته اصطلاحا " حلقات التواجد الفعلي " أي ان الفرد يتصور انه " شخصية عامة " معروفة و ان الخلاف او الصراع الذي تعرض له قد شوه الصورة المثالية التي طالما جهد في بنيانها و إظهارها الى الناس " الايدولوجيا " هنا يأتي دور " الوساوس " في شكل " تغذية راجعة " تعيد ترتيب و تصوير الأحداث بغير صورتها الواقعية أي ان " الضمير " او العقل الباطن او منظومة البناء السايكلوجي " للفرد أخذت تروج الى أفكار " سلبية تدريجية تصاعدية " وان اضطرت تلك المنظومة الى الكذب على ذاتها في سبيل أقناعها بصلاح القضية و مظلومية الذات . يولد هذا النوع من التفكير دوافع لا شعورية خفية يجهل الفرد هويتها او سببها تلح علية و تطلب إشباعها و تنفيذها و أذا امتنع " المصاب " تردد او تأخر في تحقيقها ينتج عن ذلك توتر وانفعال داخلي يجبر الفرد على تنفيذ ذلك السلوك فيخفض توتره و يرتاح نفسيا تتكرر هذه الحالة كلما توفر المثير المناسب لذلك السلوك الشاذ هنا يكون الفرد المصاب قد وصل الى ما يمكن ان نسميه " السلوك ألقسري " و من أمثال هذا السلوك على سبيل المثال لا الحصر ان الشخص المصاب يجعل من شخص معين هيأة له وساوسه و أوهامه انه "عدو" برغم عدم اعترافه بذلك و لذلك تجد مثل هذا الشخص " الواهم " يراقب و يرصد كل حركات و تصرفات أي شئ يمكن ان يصدر عن ذلك الذي يعتبره عدوا و يفسر أفعاله و إن كانت غير مقصودة على أنها عدوانية موجهة ضده . عموما إن الدكتور " علي الوردي " في كتبه " شخصية الفرد العراقي " ص 68 يفسر هذه الظاهرة بقوله : أن هذه الظاهرة النفسية في " العراق "يمكن تفسيرها بما في عقولنا الباطنة من دوافع مكبوتة تحاول التنفيس . على الرغم من كون كلامنا عاما و ما تفضل به " علي الوردي " مختصا بالمجتمع العراقي ألا أنها تتطابق إلى حد كبير مع هذه الدراسة المتواضعة .
اثر البيئة في بناء و تكوين المشكلة :
من العوامل المهمة في خلق المشكلة او الصراع المحيط البيئي الذي ترعرع فيه الفرد سواء كانت البيئة طبيعية جغرافية أو اجتماعية فلإنسان على مر العصور و منذ بداية الخليقة لم يكن ألا نتاج بيئته الطبيعية و الاجتماعية بل أنه في كافة مراحله العمرية سلوكا و تفكير كان مرآة البيئة التي نشأ فيها فمثلا الشخص الذي ينشأ في منطقة غابات كثيفة يختلف عن ذاك الذي في صحراء و كلاهما يختلفان عن من ينشأ في مناطق معتدلة . و هذا ينطبق تماما على الشخص الذي يعيش في مدينة كبيرة مزدحمة عن الذي يعيش في إحدى الضواحي الهادئة أو ريف مثلا أو إلى من يعيش في مدينة مزدحمة و فوضوية غير منظمة عن شخص يعيش داخل مدينة عصرية منظمة . لكن في ما يخص البيئة الاجتماعية ، يذكر الدكتور"علي الوردي" في كتيبه "شخصية الفرد العراقي" ص32: لقد وجد أن أهم عامل في تكوين الشخصية هي الجماعة الأولية التي ينشأ فيها الطفل لأول عهده بالحياة و المقصود بالجماعة الأولية أفراد العائلة الجيران رفقاء الطفولة و أقران المدرسة . فإذا ما كانت تلك العلاقات قد تركت في نفس الفرد " أشارة سلبية " أيا كان وصفها و حجمها فأنها لا تعدو أكثر محور يمكن أن يدور حوله " الوسواس " في حين ان اغلب علماء الاجتماع و النفس يكادون يتفقون كون الإنسان حبيس طفولته . كذلك المستوى الاقتصادي الذي يعيشه الفرد يضمن بيئته الاجتماعية فإذا كان قد عاش ظروف اقتصادية صعبة أو عوز فأن مثل هذا الشخص غالبا ما يحاول أن يتخلص من ذلك الماضي أذا ما تحسنت أحواله في المستقبل و هذا ما يولد هاجسا له في محاربة أي شخص يعتقد انه منافسا له أو من الممكن أن يكون سببا في أعادته إلى الماضي بواقعه الاقتصادي الصعب هذا ما نسميه اصطلاحا " عقدة الفقر " و التي تولد نوعا أضافيا من " الوسواس " السلبي . كذلك الشخص الذي يحاول خلق بيئة جديدة على صعيد العمل العائلة وصداقات فمثل هكذا شخص من الممكن إن تتولد لديه هواجس سلبية تصور له إمكانية فقدان الوضع الجديد بسبب شخص معين ربما يكون أكثر نجاحا منه و قدرة على جذب انتباه الآخرين مما يولد هواجس و وساوس قـــد تؤدي إلى " الوهم " و بتالي إلى انعكاس ذلك بفعل عدواني ضد الآخرين الذين يعتقدهم الشخص المصاب منافسين له او انه اظهر قدرات باتت تهدده بالخطر حسب ما أوهمته وساوسه. مما تقدم يمكن أن نستنتج أن المشكلة التي لا تكون عرضية بل نتاج تراكمات سببها بالدرجة الأولى عدم القدرة على السيطرة الكاملة على الانفعالات التي تحدثها "المثيرات الملائمة " الناجمة عن التراكم في الوساوس و التي تتطور بدرجاتها إلى أن تصل إلى مرحلة " الفعل ألقسري " . أما في القلق المرضي فان تضخيم و تكثيف شدة تأثيرها السلبي في النفس بدرجات و مستويات عالية جدا تفوق بكثير حدودها الطبيعية و هو المظهر الرئيسي لاختلاف وظيفة القلق و أيضا السبب المباشر لكل مضاعفات المرض التي تظهر في وقت يعتمد على مدى متانة النفس قبل نشؤ المرض . و هكذا تأخذ سلسلة الحلقات بالتكامل و التي تبدأ بالقلق ثم الوسواس ثم الوهم و أخرها الوقوع بالمحضور إلا و هو " الانهيار العصبي " تعد مرحلة " الانهيار العصبي " هي الدليل الخاتم لوجود مرض نفسي للفرد الذي يسبب المشكلة بشرط واحد إن تكون المشكلة غير عرضية كما أسلفنا سابقا و أنما تمت عملية تهيئة الذات بتركيبها " السيكولوجي " حتى الوصول إلى مرحلة الانهيار و هي كما ذكرنا تمتد إلى ما بعد القلق و الوسواس و الوهم و من ثم تختتم بالانهيار و هي مرحلة ممكن أن تسمى الوصول إلى ذروة " الفعل ألقسري " ففي هذه المرحلة يبداء المصاب يتصرف تصرفات بالقول و الفعل ربما يكون غير راضي عنها تماما ألا انه يفعلها تحت ضغط نفسي و رغبة جامحة بالتنفيس و التفريغ .. و في حالات شديدة تؤدي إلى فقدان الوعي و الإغماء .في حين يحدث الإغماء كذلك أحيانا عندما يضغط المصاب على نفسه محاولا السيطرة على انفعالاته الانفجارية . لذا مما تقدم نستنتج بأن " المشكلة العرضية " تخضع إلى تقييم الخبرة و المهارات التي تكون الأساس الذي يتحكم في أي موقف مفاجئ مما يحدد نوعية القرار المتخذ بغض النظر كونه صحيحا أم لا . وهذا يعني ان المواقف المفاجئة لا يمكن عدها أشارات واضحة الى تحديد و تقييم الخلل في البناء السيكولوجي . في حين تجد إن " المشكلة الغير العرضية " فأن ما يتحكم فيها و اتخاذ القرار بشأنها هو قدرة الفرد في التحكم في ردود أفعالة و ضبط منهجية تفكيره بغية تحقيق " القرار الأسلم " و ذلك بانتهاج نمط فكري مرتب و متناسق . في ختام هذه الدراسة المتواضعة أتمنى إن أكون قد وفقت بالمساهمة بشئ من المعرفة ..
#سليم_محسن_نجم_العبوده (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل سيكون - لبنان- ضحية الحراك الجيوسياسي الأمريكي ..؟
-
جبهة عرب العراق الموحدة .. للعلم والاطلاع
-
أكراد العراق ( بلبلٌ لا ينسلُ في قفص ) :
-
أصفاد التنمية العراقية :
-
تداعيات الأزمة الاقتصادية و إستراتيجية الخروج الصيني :
-
الاستهلاك الأعمى :
-
غياب الإستراتيجية العربية :
-
- رواندا - نموذج المصالحة الوطنية :
-
أصفاد التنمية الروسية و النموذج الصيني :
-
المصالحة والحيود
-
حل الدولتين بعيون إسرائيلية
-
سياسة العزل والاحتواء الأمريكي
-
دعك من السياسة
-
الدولة الفلسطينية و أراضي 2009
-
القرابين .. والمفخخات الاستباقية .. !
-
عقل المجتمع
-
أزمتنا مع الكويتية .. إفلاس دعائي
-
العرف فوق القانون والديمقراطية العرجاء :
-
محكمة المراجعات الدستورية العليا
-
-الزنا- بين العرف والقانون
المزيد.....
-
ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري
...
-
الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
-
غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال
...
-
-المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير
...
-
حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام
...
-
أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
-
سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
-
بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات
المزيد.....
-
جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي
/ الصديق كبوري
-
إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل
/ إيمان كاسي موسى
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
الناجيات باجنحة منكسرة
/ خالد تعلو القائدي
-
بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê
/ ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي
/ محمد الحنفي
-
ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر
/ فتحى سيد فرج
-
المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟
/ مريم نجمه
-
مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد
...
/ محمد الإحسايني
المزيد.....
|