أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - في ناس هيك, وفي ناس هيك















المزيد.....

في ناس هيك, وفي ناس هيك


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3000 - 2010 / 5 / 10 - 19:53
المحور: كتابات ساخرة
    


في ناس وفي ناس
في ناس ..يكونون بين الناس ملائكة وفي خلوتهم مع أنفسهم أبالسة , وفي ناس ولا أحلى من هيك ناس وفي ناس ولا أتعس من هيك ناس وفي ناس وجودها وعدمه واحد, يعني (سيان إن هم حضروا وإن هم غابوا) وفي ناس وجودها أفضل من عدمه , وفي ناس عدمهم مثل وجودهم وفي ناس يا ريت ما شفناهم ولا عرفناهم , وفي ناس كان ظهورهم في حياتنا عبارة عن نقطة تحول كبيرة , وفي ناس عظماء جدا وكان حضورهم في التاريخ البشري عبارة عن نقطة تحول في تاريخ البشرية أجمعها حتى وإن سفكوا الدماء أو حقنوها ,وفي ناس كان ظهورهم وحضورهم على خشبة المسرح في الحياة حدث عظيم وكبير وله حضوره المميز, وهؤلاء الناس هم اللي بدنا نحكي عنهم وعن حضورهم ووجودهم مثل وجود الأضواء الناعمة والهادءة في غرف نومنا وساحاتنا وشوارعنا الطويلة, يعني كان حضورهم رومانسي وجذاب.

وفي ناس كان حضورهم في حياتنا عبارة عن نقطة تراجع للخلف وما كان من الضروري أن يظهروا في حياتنا .
وفي ناس عايشين حياتهم بالكذب ومن بين كل 1000كلمه كلمه واحده صحيحه, وفي ناس ما بكذبوا ولا بنصبوا ولا بحتالوا وعايشين حياتهم على أفضل وجه.

وفي ناس إذا بحضروا أي جلسه بكون وجودهم مميز وله طابع مثير ,يعني مثل ما غنى (راشد الماجد) " ألله يا زين اللي أحضرت غطت على كل الحضور"

والمقصود إنه بعض الناس لها حضور مميز أينما وجدوا وهذا الحضور هو الذي تبحث عنه الصحف والسينما , وقرأت ذات مرة مقال لسعيد عبد الغنى قال فيه:

حضرت إحدى الممثلات وأدت دورها بكل إتقان ولكن المخرج لم يعجبه الأداء فطلب إعادة التصوير مرة ثانية فقلتُ له: يعني أنت ليه مصر على كذا ما هي بص عال العال ودورها كويس ومؤثر ؟
فقال المخرج: لالا أنا عاوز حضور للممثلة أمام الكاميرا , عاوزها لّما تظهر تملى المكان ويكون ليها إطلاله.

وفعلاً في حياتنا أناس مثل ما أراد هذا المخرج , لهم حضور مميز في حياتنا وأينما وجدوا يخطفون الأنظار والأبصار ويلفتون انتباه الناس , وهذه الصفات في الشخصية مطلوبة ومرغوبة ومكروهة في نفس الوقت , فبعض الناس حضورهم يثير فتنة جمالية وفتنة سياسية يخطفون الأنظار إليهم وتظهر مشاكل القبح في غيرهم , يعني الجميلة والعالم والمثقف في حضورهم بعض الأمكنة العامة يثبتون لبعض الناس أنهم غير جميلين وغير مثقفين لأن جمال المرأة في ساحة تتوافر فيها النساء يكون عبارة عن ابتزاز أخلاقي وإظهار لمستوى جمال الأخريات , ومن هنا تبدأ مشاكل الحسد الاجتماعي والسياسي.

في ناس حضورها في الأمكنة العامة مثل حضور الشموع وفي ناس يفوتوا على الأماكن العامة ويطلعوا منها من غير ما حدي يحس فيهم أو في وجودهم وكأنهم لصوص قدموا للسرقة فسرقوا وهربوا.

وفي ناس عظماء إذا كتبوا في الصحف بكون لقلمهم حضور ووجود مميز حتى وإن كتبوا وقالوا أي كلام , وفي كتاب لو كتبوا وأظهروا وثائق حقيقية وكتبوا عن سبق صحفي ما حدي بكترث ليهم , وفي ناس مثل ما دخلوا حياتنا مثل ما طلعوا منها وفي ناس عاشوا في حارتنا 60-70 سنه كاملات من غير ما يثيروا أي تساءل.

هذا المقال فكرت فيه بس سمعت ليلة الأمس عن شاب في بلدتنا توفي وهو في مقتبل العمر فقالت الناس : يا حسره على شبابه , بس أنا قلت : الحسرة فقط على أولاده مش على شبابه يمكن كان من الممكن أن يكون لحضوره طاولة العشاء أو الإفطار مع أولاده شيء مهم بالنسبة للأطفال هذا النوع من الحضور فقط تجسده الذكريات المرة والجميلة , بس على حياتنا ما أظن إنه يكون في إله تأثير حتى لو عاش 100 سنه شو بده يساويلنا؟

شو اللي بده يعمللنا إياه ؟
ولا أي شيء : ربي كما خلقتني .

واستدليت على ذلك من خلال جاره الذي مات وعمره فوق السبعين سنه فقلت : زيه زي جاره شو ساوى؟ شو عمل : تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي .

بس عن جد في ناس سكنوا في حارتنا شهر واحد وما زالت رائحتهم في كل مكان وفي كل زاوية من زوايا الحارة , وفي ناس زي ما غنى فعلاً راشد الماجد :

" الله يا زين اللي أحضرت غطت على كل الحضور.".

في ناس بعثولنا على الإيميل بإيميلاتهم مره وحده أو مرتين وما أعادوها بس عن جد كانت إيميلاتهم حلوه وبتجنن وما زالت رائحتها أينما ذهبنا تملأ الأفئدة والعقول , وفي ناس شو بدنا نحكي عنهم ؟ كل يوم ببعولنا بإيميلاتهم وكل يوم إبنعمللها (دليت –شطب) من غير حتى ما نفتحها , وفي ناس يا ألله قديش إبنفتح رسائلهم على شان نلقى شيء مهم بس للأسف كله حكي فاضي .


وفي ناس ابنشتاقلهم وهمه ما زالوا بجانبنا يعني ملتصقين فينا , وفي ناس غابوا عنّا من سنين وما شعرنا إنهم تركوا في حياتنا أي فراغ , وفي ناس مازال الفراغ يتسع باتساع ابتعادهم عنّا وفي ناس لها إطلاله خاصة على قلوبنا ونفوسنا , بس أنشوفهم بنحس إنا من زمان ما شفناهم حتى ولو كانت آخر مره منذ ساعة أو ساعتين , وفي ناس يعني حدّث ولا حرج.


مثل ما حكوا الناس :
-في ناس إبتنباس
-وفي ناس بتنشال و بتنحط على الراس.
- وفي ناس بتستحق أن تنداس , أو ينسحب عليها موس كباس.

كل هذا سببه الحضور المميز لبعض الناس , في ناس بس يحضروا فعلاً وعن جد بتحس بأنوارهم ملأت المكان بهجةً وسرورا , وفي ناس بس يحضروا بتحس إنه الجو تلبد بالغيوم وأصبح شبه معتم أو مُعتم نهائيا .
وفي ناس مجرد ذكر إسمها بتطلع إلهم رائحة كريهة, وفي ناس تتساقط دموعنا عليهم ولا نجدُ منديلا لمسح دموعنا عليهم ونتمنى أن نمسك بأيديهم ونبكي أو نضحك ومن ثم نموت على صدورهم, وفي ناس لو ملئوا لنا بيوتنا بالنجوم وبالذهب ما شعرنا تجاههم بشيء من الرضا , وفي ناس ممتع جداً السهر والسمر معهم حتى وإن أدخلونا القبور أو السجون المهم أن يكونوا معنا .

في ناس مثل ما فاتوا التاريخ مثل ما طلعوا منه , وفي ناس بس يقوموا من أمكنتهم بتحس إنهم كانوا موجودين وشاغرين المكان , وهذه ملاحظة لا حظتها ونلاحظها جميعنا في كافة الأمكنة العامة بس يقوم أحد الأشخاص من مكانه ويسلم على الناس بسلام الوداع ساعتها بس بنشعر إنه كان بيناتنا وموجد فعلاً بس إحنا ما إنتبهناش ليه على شان حضوره كان مش مميز بعكس بعض الناس, بس يقوموا من مكانهم ويغادروه ساعتها بس بنشعر إنه كان وجودهم مهم في حياتنا .

يعني المسأله متعلقه بالحضور , في ناس بس يدخلوا على أي مكان يملئوه بأي شيء حتى لو شتمونا أو سبونا بنشعر إنه في كانت ليهم في حياتنا إطلاله ووقت للاستماع ليهم ووقت لملاطفتهم أو للاهتمام بهم .

يعني المسأله عن جد تكمن كلها في عملية الحضور, ولازم يكون لينا حضور أينما ذهبنا ونملأ المكان , وهذه في الحقيقة صفات العباقرة والعظماء , كلهم بس يموتوا أو يذهبوا من حياتنا بنشعر إنهم كانوا فعلاً مهمين جداً في حياتنا .

وأحيانا أكون جالساً في الأمكنة العامة دون أن أنطق بكلمه واحده وأراقب حضور الناس , في ناس بس يدخلوا على المكان العام ويجلسوا في أي مكان أجد أنه مكانهم بعد لحظات يصبح نقطة تجمع للناس فكلهم يقتربون منه شيئاً فشيئا حتى يصبح المكان أو الزاوية التي يجلسون بها مزدحما.

وفي ناس للأسف بس يجلسوا في المكان الممتلئ بعد فتره يصبح فارغاً إلا منهم أنفسهم , يعني في ناس بحضروا وبجلسوا في المكان المزدحم وبعد فتره وجيزة كل الناس بتنسحب من حولهم وما بعود لوجودهم أي أثر , وفي ناس يا دخيل قلبي عليها بس يحضروا أي مكان تجد الأنظار تتجه إليهم والأبصار معلقة بهم , وفي ناس إذا جلسوا في مكان عام بحاولوا يرسلوا بعيونهم لكل الناس بس للأسف رسائلهم ما ابتصلش لأي أحد نهائياً , الكل مش شاعر بوجودهم .

وفي ناس فجأة يختفوا من حياتنا وفجأة بظهروا فيها , وفي ناس بنكون ناسيينهم وحاسبينهم من حساب الموتى بس فجأة بظهروا في الشوارع وبنشوفهم , وفي ناس بغيبوا سنين وأيام وفجأة بظهروا أمامنا مثل الأشباح , يعني فجأة يختفوا وفجأة بظهروا .

وفي ناس حياتهم إمحيّره إكثير فجأة بنشوفهم راكبين سيارات فارهه وعاليه والناس بتطرح عليهم السلام وبمدحوهم وفجأة بركبوا بالسرافيس وما بكون معاهم أي قرش أو فلس حتى السيجارة بشحدوهاوالناس بشتموهم بأقذع أنواع المسبات , وفي ناس فجأة بظهروا أمامنا وبسرعة يختفوا ومره بظهروا ومره يختفوا وساعة بطلعوا وساعة برجعوا وساعة هيك وساعة هيك مثلهم مثل الزئبق .

وفي ناس لا منظر ولا محضر.

وفي ناس تكملة عدد .
وفي ناس كمبارس .
وفي ناس مش كمبارس.
وفي ناس -مثل ما علق لي أحد المعلقين -مع انها فاهمه كل شيء الا أنها لا تستطيع أن تغير أي شيء من واقع الألم و اللذة الذي تعيشه المخلوقات
وفي ناس أيامها سودة وفجأة تصبح بيضاء .. وفي ناس أيامها بيضاء وعمرها ما تسود .. وفي ناس تتلذذ بألم من تكره .. وفي ناس تتلذ بكره من تكره
وفي ناس تفهم المسرحية وتعرف ان المخرج كان حلمان

وفي ناس بتتعجب من كل الناس .. وفي ناس بتكره كل الناس مره وحده وبتحبهم كلهم مره وحده
وفي ناس يكونوا أعداء ويصبحوا أعز الأصدقاء وفي ناس بتموت في قطع الأرزاق
وفي ناس مالهاش نصيب وبختها خايب وفي ناس بتحط في حظها من العجائب
في ناس طولت أرجلهم بعد ما ماتوا وفي ناس اتكرهوا بعد ما ماتو .. وفي ناس لا بتحبهم ولا بتكرهم .. وفي ناس تكرهم أكتر من ما تحبهم .. وفي ناس بتحبهم أكتر ما بتكرهم .. في ناس في العلوم علُموا وفي ناس في العلوم زيفوا وخربوا.. وفي ناس أصبحوا عظماء بالصدفة .. وفي ناس لا نراهم الا صدفة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العائلة المسيحية والعائلة المسلمة
- تعليم القيم وتعلمها
- لساني
- باركني
- المثقف المبدع
- تصاعد أعمال العنف المجتمعي في الأردن
- المرأة وحرية الاختيار
- احنا وين والعالم وين!
- الدين المُحرف
- كيف تختارين زوجك؟
- مشكلة الفقر والفقراء
- إسماعيل ياسين الضاحك الباكي
- من أنت؟
- من أنا؟
- هل أنت تأكل أظافرك أم ملابسك كما يفعل بعض الناس؟
- هل أنا فعلاً حمار؟
- الإنسان حيوان ابن حيوان2
- الطلاق ظاهرة صحية
- رسالة المعلم
- تفسير سورة لإيلاف قريشٍ إيلافهم


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - في ناس هيك, وفي ناس هيك