|
عندما تنفجر بالونات اللعبة الأنتخابية ...
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 3000 - 2010 / 5 / 10 - 03:22
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
نبدأ مـن حيث اكتملت فصول مؤامـرة التزوير التي اعلـن بيانها الأول مـن داخل صناديق الأقتراع ’ خاصـة بعد تراجع الكتلة الكوردستانيـة عن حق ناخبيها بأعادة العد والفرز في محافظتي الموصل وكركوك ’ ربما قناعة منها بأن العد والفرز سوف يكون الفصل الأخير مـن الدسيسـة وهذا مـا يحدث الآن فعلاً في عمليـة العد والفرز في بغداد ’ فالمؤامرة تبدو اكثر دقة وحبكاً ومقدرة للألتفاف على دلائل المعترضين خاصة بعد ان اصبحت المفوضية العليا علاسها المحلي . الناخب العراقي يقف الآن مذهولاً خارج اللعبـة وفي حالة احباط وخيبـة امـل ’ حيث منح ثقته واصواته للعراق فوجد الفائزين بها غيره ’ الأطراف التي استحوذت على اصوات الناخبين وبالطريقة التي فصلتها دسيسـة التزوير مأزقاً للأربعـة سنوات القادمـة ’ تحاصر الآن الأنجازات التي تحققت خلال العامين الأخيرين مـن عمر الحكومـة ’ واستطاعت ايضاً وبشروط عمليـة التزوير ذاتها ان تحاصر وتضع ائتلاف دولـة القانون ومشروعه الوطني مضغوطاً تحت خيارات اهون الشرين بين القائمـة العراقيـة والأئتلاف الوطني العراقي . القوى والشخصيات التي اقتربت من مصائد البعثيين والطائفيين وتم استغفالها واصطيادها ’ واهمـة انها ستصطاد شيئاً في المياه العكرة لدول الجوار . ائتلاف دولـة القانون الذي يمتلك قاعدة شعبيـة مميزة’ خضعت خياراته لشروط الأمر الواقع الذي ستتم مراجعتـه عندمـا سيقف الجميع وجهاـً لوجـه داخل مجلس النواب القادم ’ حيث ستصطدم النوايا ببعضها وترفع اوراق التوت عـن عورات الولاءات والتبعيـة وتتكشف احجام المخاطر فيتدخل الرأي العام دفاعاً عن مصيره وسلامة وطنه’ حينها ستتغير خارطة التحالفات ويتمرد هذا على ذاك وينسلخ البعض عن البعض وتفعل حالة الفرز من داخل الكيانات وخارجها دورها فيقترب هؤلاء مـن اولائك’ فتسترخي قبضـة دول الجوار خاصـة بعد ان يستيقظ الضمير الوطني عند البعض وترى بصيرتهم الأسباب التي تدفع بالعراق بأتجاه المآساة المشتركـة ’ وسط هذا الحراك والمتغيرات وتجدد القناعات ’ سيكون ائتلاف دولـة القانون بمشروعه الوطني الصريح مركز الثقل والجذب ’ لهذا نرى رموزه تتعامل مع الواقع الذي افرزته دسيسـة التزوير بصبر وطول نفس انتظاراً للحظـة التي ستتعرى بها النوايا الشريرة للبعثيين والطائفيين . الكتلة الكوردستانية ’ والتي حاصرت خياراتها عمليـة التزوير ايضاً ’ تواجه الآن واقعاً عراقياً غير الذي حققت فيـه بعض المكاسب ’ ليس امامها الآن الا السير بعملية دمقرطـة المجتمع الكوردستاني الى محطات افضل واكثر رسوخاً مـع مـد اليد الى القوى التي تراها صادقة في العمل مـن اجل عراق ديموقراطي تعددي فدرالي وتشكل مرحلياً الحليف الأقرب الى قضية شعبها والصريح معها حتى في مجال خلافاتها معه ’ وتتعامل بمبدئية على اساس انجاز وترسيخ الأهم والأكثر واقعيـة مـن المشتركات الوطنيـة . ثمة امل هو الأقرب الى الواقع العراقي’ في ان تتبلور من داخل البرلمان القادم وفي الأشهر الأولى مـن نشاطه التشريعي’ كتلـة تعد الأكبر والأكثر تأثيراً داخل المجلس تستقطب داخلها الى جانب ائتلاف دولة القانون والكتلة الكوردستانية قوى عراقية الولاء والأنتماء مـن داخل القائمة العراقية والأئتلاف الوطني وبعض القوى والشخصيات الوطنية المستقلة’ لتأخذ بيد العراق نحو مستقبله دولة تعـز وتقدس اهلها وتساوي بين مكوناتهم ويكون فيها القانون سيداً والعدل مرشداً وتطوي صفحـة الأبتزاز والمبتزين . يختلف البعض حول النوايا النهائية للوجود الأمريكي في العراق’ فالبعض يعتقد انه يعرف ماذا يريد والبعض الآخر يرى فيـه تخبطاً في واقع عراقي خلقته امريكا بنفسها ’ ومـع اني كمـا ذكرت مراراً ( اطرش بالزفـه ..... ) لكني على قناعـة ’ ان مأزق دسيسـة تزوير الأنتخابات والتي ضربت المشروع العراقي في الصميم ’ قـد تم تجهيزها داخل المطبخ الأمريكي ’ ويبدو لحـد الآن ’ ان دول الجوار العروبي الأسلامي هي التي ستتقاسم الوجبـة او تأكلها ’ لكن هل ان امريكا ساذجـة او كريمـة في طبخ الوجبـة العراقيـة الدسمـة ليأكلها الأخرون ... ؟ ام انها تمتلك كامل المبادرة لتحديد الوقت الذي تجعل فيـه مـن توهـم اكل مقسومـه من العراق ’ سيتقيئــه هزيمـة ... ؟ الأطراف والشخصيات الوطنية المستقلـة داخل العملية السياسية ومنها بشكل خاص الكتلة الكوردستانية ’ لهم كامـل الحق في ان يختلفوا او يتفقوا مـع ائتلاف دولـة القانون حول مشروعه الوطني او مراجعـة اداء الحكومـة بشكل عام ’ لكن ليس مـن الحكمـة ايصال الأمر الى حدود الخطوط الحمراء والفيتو المطلق ’ عليهم اولاً ان يلتفتوا حولهم ويتفحصوا البديل ’ خاصـة وان بنات وابناء العراق قلقون خائفون مـن ان يفتحوا عيونهم على فجـر مليشياتي اسود يفرضـه عليهم رئيساً للحكومـة مفصلاً بشروط الواقع الأسوأ ولا نعتقد انهم يجهلون الحقائق العراقيـة ... ؟ ليس امامنا الآن الا ان نترك اصحاب الفيتو والخطوط الحمراء المشحونـة بالأنانيـة وضيق الأفق حتى يواجهوا المثل القائل " شوف غيري ... تعرف خيري ... " . وأخيراً ... حـذار ايها المتحاصصون المتوافقون والمتشاركون اخيراً ’ ان تقطعوا جميع الخيوط وحتى الواهيـة منها بينكم وبين ثقـة الملايين التي منحتكم اصواتها ’ ربما قد تحتاجونها في اعادة ترقيع سمعتكم ’ لقـد وصلت معكم نهايـة طريقها وستفتح دفاتـر تجاربها المريرة .
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التهديد : هو آخر نوبات الأفلاس ...
-
خيمة نسب ...
-
اذا كان الأمر هكذا : فلتسقط العلمانية...
-
لو ان : علاوي رئيساً للحكومة ... ؟
-
من يحاصر من ... ؟
-
وطن في مزادات الجوار ...
-
ننتخب والديموقراطية ( خباز ) ...
-
تعدد القتلة والقتيل واحد ...
-
سباق النوايا السيئة ...
-
من الخاسر في الأنتخابات ... ؟
-
فرج الحيدري : اسئلة تنتظر الأجابة ...
-
لنضحك من انفسنا ثم نبكيها ...
-
المالكي وحماقة فيتو الآخر ...
-
التحالفات القادمة وجهة نظر
-
الجمهورية العراقية الخالدة ...
-
انهم يبيعون العراق ...
-
العراق ما بعد الأنتخابات ..
-
علاوي : بقايا من ازمنة القهر ...
-
العراق ما قبل الأنتخابات ( 3 )
-
العراق ما قبل الأنتخابات ..
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
المزيد.....
|