أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الشمري - نزيدالايتام لنضمن المستقبل















المزيد.....

نزيدالايتام لنضمن المستقبل


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3000 - 2010 / 5 / 10 - 01:41
المحور: كتابات ساخرة
    


(( نزيد الايتام لنضمن المستقبل))
منذ خمسينات القرن الماضي والطفولة العراقية معذبة وبائسة ,منذ ذلك التاريخ وارقام الايتام بدات بالتصاعد والازدياد نتيجة اشتداد حدة النظال الجماهيري ضد الاحتلال البريطاني وما قدمته كوكبة المثقفين والمضحين من اجل سيادة وكرامة العراق حيث قتل الكثير منهم في المظاهرات والاضرابات التي كانت تعم كل مدن العراق,,نكبة8 شباط عام 1963 أفرزت الكثير من الايتام بحكم طبيعة النظام الدموي الديكتاتوري أنذاك ,حيث قتل خيرة شبان الشعب العراقي ومفكريه والقي الكثير منهم في السجون والمعتقلات السريةومنها سجن (نقرة السلمان),لان هؤلاء من حملة الفكر بنظر الديكتاتوريين من اخطر الاعداء على البلاد والتخلص منهم باي ثمن اصبح من الواجبات لحزب البعث....
بعد أنقلاب عام 1968 م البعثي ,حاول تصفية كل خصومه السياسين من الاحزاب المناوئة له ,فقسم قام بأعدامهم والاخرين قام بزجهم في حروبه العبثية الخاسرة,حيث كان يعمد الى تشكيل افواج من حملة الفكر وأرسالهم الى الخطوط الامامية تحت عنون (المهمات الخاصة)لرمي عصفورين بحجر واحد.هذا ما قام به خلال ثمان سنوات من الحرب الضروس ضد أيران,بعدها زج الشعب في معركة خاسرة اخرى (حرب الكويت) وأسماهاأم المهازل.,واختتم حروبة بأم الحواسم التي حسمت نظام حكمه ورمت به الى مزبلة التاريخ.
صدام أراد ان يتخلص من جيل معاصريه ,صدام اراد أن ينشأ جيلا يؤمن بمبادئ البعث ونظرياته ,جيلا يصفق ويطبل لكل قراراته الارتجالية وان كانت ضد مصلحة الشعب والوطن..جيلا شغوف بالحروب والتخريب وليس البناء والاعمار ,جيلا قد أفرغت محتوياته الفكرية وثقافاته المجتمعية ,أراد أن يكون العراق بلا معارضة ومعارضين لنظامه..
خلال تلك السنوات كان الطاغية قد رفع شعار((نكسب الشباب لنضمن المستقبل))حيث انه كان يقوم بجمع الاطفال اليتامى من الملاجئ والمستشفيات,ومن الساقطين خلقيا , وارسالهم الى دور خاصة تتكفل برعايتهم وتنشئتهم على مبادئ ونظريات حزب السلطة انذاك ,وقد أستخدم القسم الاكبر منهم في حماياته الخاصة وأجهزة الامن والمخابرات ,وفرق الاعدامات التي شكلها خلف القطعات العسكرية العراقية,والقسم الاخر في أفواج (فدائيو صدام )المعروف عنهم بالعدوانية والوحشية والقمع بلا رحمة لكل معارضي النظام .بدلا من أن يعلمهم مبادئ المحبة للوطن والتسامح مع الاخرين,وها هي أثار فكرهم الاجرامي باقية في المجتمع العراقي وما يعانيه الشارع من قتل على الهوية والتهجير العرقي والمذهبي بعد ان دسوا أنفسهم في الاحزاب الاسلامية المتعطشة للكسب الكمي على حساب النوعية,.
فأذا كان في زمن القائد الضرورة اكثر من مليون يتيم في العراق من مخلفات حروبه التحريرية,فاليوم في العراق تجاوز الرقم أكثر من خمسة مليون يتيم بفضل جهاد الاخوة الاسلاميين ونضالهم الدوؤب لتحرير العراق,حيث أن هنالك اكثر من 800000ألف يتيم في بغداد لوحدها....
أن وجه الغرابة على ما يبدوا بأن الاحزاب الاسلامية رفعت شعار زيادة أعداد الايتام ضمان لمستقبل اسلامي خالي من الافكار المناهضة لتوجهاتهم ,وقد تكون متفقة على اثارت النعرات الطائفية والمذهبية والتهجير القسري لغرضين, قتل المزيد من الابرياء ينتج عنه مزيدا من الايتام ,وهم بذلك يحققون شئين في أن واحد ,حيث يتخلصوا من الجيل المعارض لتوجهاتهم الدينية لأسلمة المجتمع العراقي ,والثاني جلب الايتام الى مؤسساتهم الخاصة وليس الى دور الدولة لغرض تنشأتهم وفقا لثقافاتهم وافكارهم الظلامية,حيث أن هنالك لكل حزب أسلامي مؤسسة خاصة تضم مجموعة من الايتام ,وهناك جهات ليست بالدولة وقامت هي الاخرى بفتح مؤسسات خيرية للايتام خاصة بها لا يعرف مصادر تمويلهاوالجهات التي تقف ورائها,وهنا أذكر على سبيل المثال لا الحصر ,ومنها (مؤسسة العقيلة لصاحبها السيد علاء الهندي ومقرها في النجف,ومؤسسة الصدر ,ومؤسسة شهيد المحراب,مؤسسة الخميني,مؤسسة الخامنئي,مؤسسة الثقلين)وغيرها من المؤسسات,فالاعتراض هنا ليس على أنشاء مثل هذه المؤسسات , بل الاعتراض كونها تغييب لدور الدولة الرقابي ,لان الاخيرة من الجانب القانوني هي المسوؤلة عن حماية ورعاية هؤلاء ,حيث يجب ان تكون باشراف الدولة والمناهج التي تدرس لهم موحدة ذات ثقافة وطنية ,وتعليمهم مختلف المهن الانتاجية كي نضمن الاستفادة من طاقاتهم المستقبلية لخدمة وبناء الوطن ,لا ان تعبأ ادمغتهم بالفكر الديني المتطرف ويبقون عالة على الوطن والعيش على صدقات المسلمين فقط دون انتاج يذكر(أستهلاكيين طفيليين وليس منتجين),وعلى المدى البعيد سوف ينشأ جيل قادم ملغوم بصراعات فكرية قد يقوض الوحدة الوطنية للعراقأرضا وشعبا نتيجة ثقافات متقاطعة يحملها هؤلاء كونهم ينتمون الى مدارس دينية طائفية مختلفة وليس الى مدرسة واحدة هي مدرسة الوطن,...
أن تعدد الثقافات الدينية المتطرفة من خلال المدارس الخاصة ورياض الاطفال ودور الايتام والجامعات التي أنشأت من قبل الاحزاب الدينية معناه انتاج قنابل بشرية موقوتة على المدى البعيد ,وتخريب لثقافة البلد وأرثه الحضاري من خلال فرض نوع معين من الثقافةوطمس معالم ثقافات اخرى,كون العراق متعدد الاصول والاعراق والاديان والمذاهب ولا يمكن لطرف أن يفرض ثقافته على الاخرين..
من الاجدر بالدولة ان تعد برنامج ثقافي بالتنسيق بين وزارة الثقافة ووزارة التربية وتدريسه في المدارس والجامعات يحض على ثقافة التعايش السلمي المشترك ,ونبذ ثقافة العنف والكراهية ونشر ثقافة المحبة والتسامح بين كل مكونات الشعب العراقي ,أن مكمن الخطورة ليس حاليا ولكن بعد عشر سنوات عندما ينشا الجيل الاسلامي الجديد .جيل القتل والارهاب ,جيل النهب والسرقات .جيل التقاطعات الفكرية والايدلوجيات المتنافرة,.جيل الافكار الظلامية ,جيل معبأ بالحقد الدفين على كل ما هو يتحرك باتجاه التغيير نحو الافضل ,جيل متخلف عن كل حضارة أنسانية وتطور,جيل يستأنس بشم رائحة الكهوف المعتمة,جيل يريد العودة بالتاريخ الى قرون خلت..

يجب على الدولة العراقية ان تولي المزيد من الاهتمام بالايتام وترعاهم وتحسن من وضعهم الاقتصادي,, وأن تفرق بين ثلاث انواع من الايتام وتولي رعايتها لمن يستحق من هذه الانواع وهي :
1_أيتام صدام من االمتواجدين في دول الجوار وفي الداخل وهم المساهمين بالدرجة الاولى في ازدياد اعداد الايتام من خلال عملياتهم الاجرامية الارهابية ضد ابناء الشعب العراقي .الذين في دول الجواريجندون الارهابيين و يدفعونهم مع الاموال والتعلميات الى ايتام الداخل المندسين في التنظيمات الاسلامية لتنفيذ ما يملئ عليهم من الخارج مقابل أموال مغرية..
2_الايتام الذين قتلت وطنيتهم قبل طفولتهم من الذين وقعوا فريسة سهلة بيد المؤسسات والمنظمات الخيرية التي نجهل الجهات التي تقف ورائها ومصادرالاموال التي ترسل اليها,وأي ثقافة يحشون ادمغتهم بها في ظل غياب دور الدولة ومؤسساتها التعليمية والثقافية...
3_الايتام من الذين أصبحت مصادر عيشهم اكوام القمامة التي ينبشونها يوميا للحصول على لقمة العيش في بلد يغفوا على بحيرة من الثروات والخيرات التي حرموا منها لانها وقعت بايادي غير امينة لتستولي عليها مجموعة من السراق الذين لا يملكون من الضمير الانساني شيئا يذكر.
,وان بقي العراق على هذا الحال فلربما تسرق البحيرة باكملها مع من يغفوا عليها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة........بطيخ
- جيب ليل واخذ عتابه/تشكيل الحكومة العراقية:الحلقة الثانية /أت ...
- جيب ليل وأخذعتابه/تشكيل الحكومة العراقية
- أيهما أشد خطورة على الاديان,العلمانيين أم دعاة الدين/الصورة ...
- البطاقة التموينية لغزا محيرا,ما بين السوداني والصافي
- الفساد يستشري بالمؤسسة الدينية
- أيهما أشد خطورة على الاديان ,العلمانيين أم دعاة الدين/الصورة ...
- أين القانون......يا دولة القانون ونحن في الذكرى السابعة لسقو ...
- أيهما أشد خطورة على الاديان ,العلمانيين أم دعاة الدين/الصورة ...
- أيهما أشد خطورة على الاديان,العلمانيين أم دعاة الدين/الصورة ...
- تقاسم النفوذ وانعكاساته على تشكيل الحكومة العراقية
- اليسار العراقي كبوة أم تراجع/الحلقة الثانية
- اليسار العراقي تراجع ام كبوة
- المال السياسي أفسد نزاهة الانتخابات العراقية
- صور من الدعاية الانتخابية
- عيد المراة العالمي والانتخابات العراقية
- دعاية انتخابية مبتذلة
- أنتخب..........لا تنتخب
- أي برلمان يريده الشعب العراقي
- الديكتاتورية وليدة الفكر القومي والاسلامي/الحلقة الثالثة/الا ...


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الشمري - نزيدالايتام لنضمن المستقبل