|
علينا إعداد العدة لإحتجاجات ما بعد إنتخابات 2011
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 19:50
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
الكل يعلم أن النظام الحاكم الحالي لن يسلم بسهولة ، و بناء على تلك المعرفة المنطقية يجب أن تبنى الحسابات . أكتب هذا بسبب ملاحظات تراكمت على إمتداد سنوات ، و بخاصة منذ عام 2005 ، و حتى لا تتكرر الأخطاء . بعض تلك الملاحظات يخص النظام الحاكم ، و الأخر يخص المعارضة المصرية . سأبدأ بما يخص الأسرة الحاكمة على أساس إنها كلها ملاحظات تدور حول محاولة السلطة تخفيف حدة حماس الجماهير المعارضة ، مرة بالترهيب ، و مرة بالتسكين . بالترهيب ، نعرف كيف ، منها التهديد بإطلاق النار ، أما بالتسكين ، فأقصد تلك الأنباء الخادعة التي تحاول السلطة ترويجها ، و كلها أنباء كاذبة هدفها التهدئة ، مثل وجود ضغوط خارجية قوية - و بالطبع يقصد بها ضغوط أمريكية - سترغم النظام على إجراء إنتخابات تعددية حرة . شخصيا لا أعتقد بوجود تلك الضغوط ، و أنصح جماهير المعارضة الحقيقية بألا يأخذوا بتلك الإشاعات ، فسياسة أوباما واضحة في هذا الشأن ، و بخاصة منذ تصريحه الذي أدلى به لهيئة البي بي سي ، قبيل خطابه الشهير في جامعة القاهرة ، و هو التصريح الذي أوضح فيه إيمانه بأن لكل مجتمع ما يلائمه ، في إشارة توافقية مع المبدأ الذي يروج له الحكام العرب ، و الذي مفاده : أن الديمقراطية بشكلها الغربي ، لا تلائم العالم العربي . و قد أكد أوباما على هذه السياسة في خطابه بجامعة القاهرة ، فلم يشر إلى أي دعم للعملية الديمقراطية في العالم العربي ، كما أن مرور أكثر من عام على تولي أوباما السلطة بدون أي ضغط من أجل دعم الديمقراطية ، أو حتى حقوق الإنسان ، في الدول العربية المنعوتة بالمعتدلة ، يؤكدان على كذب إدعاءات السلطة ، و التي تروجها على الإنترنت . زيادة على ذلك فإنه لم يحدث تغير ذي بال في الخريطة السياسية المصرية ، يدفع بالولايات المتحدة نحو دعم إنتخابات رئاسية مصرية حرة . إنها إشاعات ليس لها هدف إلا تسكين المعارضة بالعيش على وهم حدوث المستحيل ، و من تلقاء نفسه ، أو على الأقل بدون تدخل شعبي مصري ، و أعني إنتخابات رئاسية تعددية نزيهة في عهد أسرة آل مبارك ، حتى إذا أزفت الإنتخابات ، و رأت المعارضة الحقيقية الواقع الحقيقي المر ، لا يسعفها الوقت للتحرك . بالنسبة للجماهير المعارضة ، فإنني أخشى عليها من سلوكيات بعض قيادات المعارضة . مثلا الدكتور محمد البرادعي ، و هو شخص جدير بكل الإحترام ، و لكن شرطه تعجيزي ، و أقصد قراره خوض الإنتخابات شرط ضمان نزاهتها ، و لكن ، ألا يعرف سيادته إنه لا توجد إنتخابات حرة نزيهة في مصر منذ 1952 ، و إنها لن توجد بدون كفاح ؟؟؟ هل سيعتزل د. محمد البرادعي السياسة لو لم يجد الضمانات الكافية لنزاهة الإنتخابات ، أو لو جاءت النتيجة بفوز أي فرد من أسرة مبارك بعد تزوير إرادة الشعب ؟؟؟ الشعب يجب أن يجد إجابات على تلك الأسئلة من د. محمد البرادعي شخصيا ، إذا كان يريد دعم الشعب المصري ، لأن للشعب أن يعرف الخطط المستقبلية لمن يطلب تأييده . الملاحظات لا تقف فقط عند شرط د. محمد البرادعي ، و غموض خططه لمستقبله السياسي ، و لكنها تمتد إلى بعض - و أشدد بشدة على كلمة بعض - أعضاء المجموعة التي إلتفت حوله ، فبعضهم جربهم الشعب في عام 2005 ، و هم قيادات كفاية ، التي إنزوت جانبا ، بعد إعلان فوز مبارك الأب بالإنتخابات ، معتبرة إنها قد أدت قسطها للحرية ، و على الشعب المصري الإنتظار ستة أعوام أخرى ، لتبدأ معه دورة أخرى من الكفاح الموسمي . إنهم المعارضين الموسميين . كما أن بعض أعضاء تلك المجموعة التي إلتفت حول البرادعي ، أشك في ولائهم أساسا للمعارضة ، مثل الكاتب الصحفي المحسوب على المعارضة ، و الذي يخلط السم بالعسل في كتاباته ، فإدعى مثلا في أحد مقالاته بأن الشعب المصري مصاب بمتلازمة ستوكهولم ، أي أحب الشعب سجانه ، و أصبح على إستعداد للدفاع عنه ، و هو مقال سبق أن قمت بالرد عليه بمقال عنوانه : متلازمة ستوكهولم ، تشخيص فاسد و تسميمي ، و على العموم الماء يكذب الغطاس ، و لنر من الكاذب منا ، فليقم جمال مبارك بأي جولة معلن عنها مسبقا ، في أي حي شعبي مصري ، أو في أي قرية مصرية ، بدون حراسة ، لنرى هل فعلا أحبه الشعب المصري ، أو حتى لن يبطش به . الطريق للحرية طويل ، و شاق ، و محطاته متعددة ، و على جماهير الشعب المصري المستيقظة أن تدرك بأن إنتخابات عام 2011 ، ليست إلا محطة في ذلك الطريق . نعم إنها محطة ، و لكن عندها يقع منعطف ، يغير إتجاه الطريق ، أو نهج الكفاح . الكفاح قبل إنتخابات 2011 يختلف عن الكفاح السلمي بعد إنتخابات 2011 ، و هذا يعني إن على جماهير الشعب أن تدرك من الأن من يقودها في الطريق الصحيح ، الذي يؤدي بها للحرية . هؤلاء الذين يضعون الشروط القصوى للمشاركة في الإنتخابات ، و هي الشروط التي لو وجدت لكانت مصر بالفعل دولة ديمقراطية ، و هؤلاء الذين يهرعون للجلوس في منازلهم ، أو مقار أحزابهم ، بعد كل إنتخابات ، لن يأتوا بالحرية ، ناهيك عن العملاء المندسين . حزب كل مصر لا يمانع في دعم مرشح إجماعي للمعارضة ، على أن يلتزم بالشروط المذكورة في مقال : هذا هو المطلوب من مرشح إجماع المعارضة ، و يوجد أيضا كتسجيل صوتي في يوتيوب بصوت كاتب المقال ، و من تلك الشروط الإستعداد للكفاح بعد إعلان النتيجة المتوقعة لإنتخابات 2011 . حزب كل مصر ، حزب واقعي ، لهذا يطالب جماهير المعارضة الحقيقية إعداد العدة لإحتجاجات ما بعد إنتخابات 2011 . علينا أن نكون واقعيين . من الأن يجب التخطيط للتحرك الشعبي السلمي بعد إنتخابات 2011 .
09-05-2010
ملحوظة دائمة : برجاء تجاهل التلاعب الأمني الصبياني في المقالات ، و الذي يشمل التلاعب في النص ، سواء بالتلاعب في طريقة كتابة الكلمات ، أو بالحذف ، و الإضافة ، و ليكن التركيز دائما على ما ورد في كل مقال من أفكار .
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كترمايا جاءت لجمال مبارك على الطبطاب
-
السودان لن يقبل بأقل من التحكيم في حلايب
-
للإخوان : هناك ما هو أكبر من غزة
-
ما الذي يدفعهم للإخلاص لأوباما ، بعد أن طعنوا كلينتون في ظهر
...
-
الخدمة العسكرية الإلزامية ، هذه سياستنا
-
أغبياء ، لا يعلمون على من ستدور الدوائر
-
لا حصانة لدبلوماسي في وطنه
-
لا تطلق النار ، الدرس القرغيزي الثاني
-
نريدها كالقرغيزية
-
ليس من مصلحتنا تجاهل ذلك العلم
-
علم السلالات البشرية ، هذه المرة سينفع البشرية
-
و حقوق الإنسان تأتي بالديمقراطية
-
مشروع إنهزامي لا شأن لنا به
-
حسني مبارك أخر حكام أسرة يوليو ، أو الديكتاتورية الأولى
-
البوركا الساركوزية لم تكن سابغة بما يكفي
-
الديمقراطية الناضجة تلزمها ديمقراطية
-
لا يا توماس ، الديمقراطية مارسناها قبل 2003
-
آل مبارك يعملون على تدمير الجيش ماديا و معنويا
-
إسرائيل لا تغلق الباب تماما مثلنا
-
و أين شفاء الصدور لو نفق قبل محاكمته ؟
المزيد.....
-
هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل
...
-
في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو-
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م
...
-
البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
-
الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
-
السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز
...
-
دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
-
ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد
...
-
تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
-
مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|