أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - الإسلام السياسي أقصر الطرق لتقسيم العراق














المزيد.....

الإسلام السياسي أقصر الطرق لتقسيم العراق


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 16:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لا بد من الاعتراف إن معظم تاريخنا هو من صنع الحدث الديني مع طغيان واضح فيه للخطاب المذهبي أكثر مما هو من صنع الحدث السياسي الوطني الذي يؤسس لذاكرة عراقية واحدة ومتماسكة.
إن مشكلة ألعراق أنه وطن بذاكرات متعددة وبجغرافية واحدة, وإن من الصعوبة حقا أن يستمر وطن موحد بذاكرات مختلفة وحتى متناقضة. إن الوطن بذاكرات مختلفة هو مخلوق برؤوس متعددة فهو بالتالي مخلوق مشوه. واذا لم يخرج هذا الوطن من محنة الاختلاف على التاريخ فلسوف يكون صعبا على الجغرافيا أن تجمعه.
__*__

وشأن الجغرافيا في كتابة التأريخ شأن كبير, ولكن على مستوى هذه المعادلة بالذات : التاريخ المشرك هو المدافع الأمين عن الجغرافيا المشتركة. غير أن تاريخنا العراقي, القائم إلى حد كبير على تاريخنا الديني ذا المفترقات الطائفية الحادة, لا يشجع على وجود ثقافة وطنية مشتركة, وان الطائفية ليست مدعاة لتمزق اجتماعي فحسب وإنما هي أيضا وسيلة لتمزق تاريخي لا تستطيع الجغرافيا مقاومته.
إن العراق هو أكثر من صدعته هذه الإشكالية, صحيح أن هناك أقطارا عربية أخرى تعيش ذات الصراع, أي ذلك الذي يعتمد على الفكر المذهبي المرشح للانفجار في أية لحظة: هناك لبنان والبحرين واليمن في مقدمة القائمة وربما الكويت والسعودية, لكن يبقى إن العراق هو مركز الفعل والقرار أما الساحات الأخرى فهي أقرب لأن تكون ساحات استجابة, مع الإقرار بأن مديات هذه الاستجابة لا بد وأن تكون محكومة إلى حد كبير بالعوامل المتعددة والمؤثرة في تلك الساحات ومنها طبيعة الحكم وفئاته الحاكمة ومدى تقدمه الثقافي والتحديات التي تجابهه وفي المقدمة منها التحدي الخارجي .
__**__

لماذا الهم العراقي الكبير.. ؟! للتاريخ لسان يقول إن العراق, خلاف غيره من البلدان العربية, ظل موطأ قدم لعشرات من الصحابة المختلفين إلى حد الاقتتال, حتى إذا وضع الإمام علي قدمه على أرضه فقد استقبله وضع الفرقة والاحتراب وجرت على أرضه أشد المعارك التي قادها الصحابيون ضد بعضهم البعض, ولم يبخل القدر أيضا على هذه الأرض حينما جعلها موقعا لأشد وأبشع المعارك وحشية في التاريخ الإسلامي ألا وهي معركة الطف التي أدت إلى استشهاد الإمام الحسين وكثير من أهله وصحبته, ثم إذا بهذه الأرض تصبح أيضا رحما لإنجاب أغلب المذاهب الإسلامية, ونتيجة لهذا وذاك وغيره , فان الذاكرة العراقية الإسلامية صارت مثقلة بالثارات المؤجلة, وبالمعارك التي لم تحسم بعد, ومعطلة إلا من العودة إلى الوراء .
____***___


أن الاعتراف بخصوصية التراكم التاريخي العراقي ودوره الفاعل في تمزيق الذاكرة العراقية من شأنه أن يدفعنا إلى بذل المزيد من الجهد لتوحيد هذه الذاكرة, ولا أعتقد أن بالإمكان تحقيق ذلك بوجود دولة الإسلام السياسي, ففي العراق: الإسلام السياسي هو أقصر الطرق لقيام دول عراقية متفرقة .
وفي هذا الاتجاه علينا بدء أن نرى الحقيقة التالية : حينما لا يكون الحاضر مقنعا فان أرخنته تصبح تلقائية, كما ويكون إستداع التفريقي من بطون التاريخ أمرا طبيعيا, والحل يبدو هنا بسيطا على مستوى التنظير : لكي يكون لقوى المستقيل الموحد القدرة على خلق الثقافة المشتركة, بعيدا عن حاجة العودة للتاريخ والارتكاز على التفريقي فيه , يجب أن يكون الحاضر مقنعا للطرفين , فهي إذن معادلة ذات أبعاد زمنية ثلاث لايمكن ولا يجوز الفصل بينها .

_****___

لنناقش الأمر بعيدا عن موضوعة الوطن المقدس لأن الأوطان لا تتشكل بقرار الهي , إنها حقيقة مادية قبل أن تكون حقيقة روحية, وما يديمه ويحميه هو شعور مواطنيه بالمصلحة المشتركة القائمة والمنظمة على أسس ومبادئ إنسانية, فلا أحد يستطيع أن يجبر الشيعي أو الكردي أو السني على القبول بالعراق وطنا له ما لم يشعر أنه والآخر سواء في الحقوق .
ولسنا بحاجة هنا إلى الإغراق في تفاصيل الموقف المذهبي للمجتمع العراقي, فكما هو شأن الأوطان الأخرى : ما دام هناك دين هناك مذاهب, والحل ليس أن لا تكون هناك مذاهب أو لا يكون هناك دين, بل من خلال إدراك إن الأوطان الأخرى ابتعدت عن هذه الإشكالية من خلال رفضها أن تكون الهوية الدينية والمذهبية للأفراد هوية سياسية للدولة رافعة شعار الدين لله والوطن للجميع .
_
___*****___

إن مشكلة العراق الحقيقية بوجود الدين السياسي إنه وطن بذاكرات متعددة ومتخاصمة, أي جسد برؤوس, ولا سبيل لبقاء مخلوق على هذه الشاكلة إلا من خلال عملية جراحية للإبقاء على رأس واحد أو شطر الجسد لأجساد : واحد لكل رأس .
والنتيجة كما أراها إن العملية قد تنجح ولكن بعد موت المريض.
ودائما دائما هناك حل آخر: أن يجتمع أهل العراق على ذاكرة واحده لكي يكون لهم وطنا برأس واحد, ولا يمكن لذلك أن يتحقق إلا من خلال فصل الدولة عن الدين وإبعاد رجال الدين عن السياسة لتكوين ثقافة وطنية مشتركة.
وسوف لن اخطأ القول إذا ما أكدت على أن العلمانية بهذا الاتجاه ليست حلا تحديثيا كما كان شأنها أوروبيا. .
إن الحاجة إليها في العراق هي حاجة لبقاء وطن قبل أن تكون حاجة لتطوير وطن.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تخلى المالكي عن ناخبيه
- الشعب على حق ولو كان على خطأ
- لو ظهر عبدا لكريم قاسم الآن لسانده ( السنة ) وقاتله ( الشيعة ...
- القلم.. قدس الله سره, والكاتب.. حفظه الله ورعاه
- ليس هناك حل للعراق سوى أن تديره شركة أجنبية
- عن تشكيل الحكومة .. أزمة دولة وليست أزمة حكومة
- العراق ... وفرصة الخروج من المأزق الجديد.
- الديمقراطية العراقية... صح ولكن في المكان الخطأ
- التاسع من نيسان ...لا تخافوا, التأريخ لم يعد يُكْتَبْ بنفس ا ...
- من حقنا أن نخطأ ... ولكن ليس كثيرا
- كلام حق عن علاوي
- علاوي والمالكي ... وبيضات ألقبان
- لا تدوخونه ولا ندوخكم
- يا لها من وطنية رائعة
- أياد علاوي ... هل تكون الديمقراطية عون بدلا من فرعون
- صدمات انتخابية
- لماذا سقط صدام حسين
- ليس بإمكان الديمقراطية وحدها أن تخلق المعجزة
- هل بإمكان الديمقراطية وحدها أن تخلق المعجزة
- عن الديمقراطيتين .. الأمريكية والعراقية


المزيد.....




- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- كاتس يهاجم غوتيريش مجددا: يقود سياسة معادية لإسرائيل ولليهود ...
- ماما جابت بيبي يا أطفال..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر ...
- استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب ...
- ‏المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية ‏صاروخية كبيرة ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر ...
- خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي ...
- غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تصدر البيان التالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - الإسلام السياسي أقصر الطرق لتقسيم العراق