أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمشيد ابراهيم - الوحدة العربية اللغوية














المزيد.....

الوحدة العربية اللغوية


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 15:23
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


باستثناء الوحدة العربية اللغوية لم تستطع الدول العربية التوصل الى اية وحدة اخرى. فانها لم تستطع على سبيل المثال التوصل الى وحدة جغرافية او سياسية او اقتصادية او اجتماعية لحد الان رغم وجود جامعة الدول العربية و بعدما استقرت العرب في دول قومية سيطرت عليها بعد انطلاق الزحف الاسلامي من شبه الجزيرة العربية الى مساحات واسعة في الشرق الاوسط و شمال افريقيا. لربما السبب الاول هو توزيعها على مساحات شاسعة يصعب توحيدها سياسيا و اجتماعيا وثقافيا تحت راية واحدة خاصة وانها اصطدمت في الدول التي غزتها مع ثقافات و لغات و اديان الشعوب التي تسكنها جعلت الوحدة القومية بعد انتهاء او ضعف دور الدين مستحيلا.

لقد حاولت العرب في القرن العشرين بعد انتهاء زمن المستعمرات و ظهور حركات ابرزها ثورة عبدالناصر في مصر الى الوصول الى حلم الوحدة المنشودة ولكن رغم المظاهرات و هتافات صاخبة دمرت حناجر رجال ثوريين و اغاني محمد عبد الوهاب عن الوطن العربي الكبير تحارب فيه صخور جبال العرب عوضا عن رمال الصحراء الاعداء في كل مكان وتكمل حريات اجزاءها ومحاولات يائسة اعقبتها من حزب البعث بشعاره الثلاثي في الوحدة و الحرية و الاشتراكية لتحقيق حتى ولو وحدة جزئية او اسمية بسيطة. لم تستطع العرب على تحرير و لا شبر او سنتميتر واحد ناهيك عن تحقيق الوحدة السياسية.

لاتزال القضية الفلسطينية القضية المركزية الاولى اسميا. انهكت هذه الاحلام العرب و افرغتها من طاقاتها و غصبت وقتها و ادت حروب عبدالناصر و صدام الى الهزيمة و ضياع اجزاء جديدة اخرى من الوطن العربي الغالي في الحروب مع بعضها و مع اسرائيل و ايران و الشعوب الاصلية القاطنة في المناطق التي احلتها سابقا.

لماذا انتهت هذه المحاولات بالهزيمة؟ لم تفلح لانها ركضت وراء احلام واهملت الواقع؟ دول عربية ذات خصوصية اجتماعية و ثقافية و لغوية معينة مضت على تأسيسها فترة طويلة لايمكن توحيدها باحلام عبد الناصر او ميشيل عفلق. امثال هؤلاء لم و لن يفهموا الواقع. كل وحدة مصيرها الفشل اذا ابتعدت دولها و شعوبها عن بعضها جغرافيا و ثقافيا. تربط العربي العراقي مع الكردي علاقات ثقافية اجتماعية اقوى من التي تربطه مع العربي في الجزائر او السودان. تربط العربي المصري علاقات اجتماعية و ثيقة اكثر مع القبطي من تلك التي تربطه مع السوري. و في المانيا تربط الالماني الغربي احيانا علاقات اقوى مع الاجنبي من التي تربطه مع الالماني الشرقي.

لم تكن الوحدة الالمانية سهلة رغم توفر الارضية وشروط مناسبة لها. تحطم الحائط الاسمنتي و لكن الحائط الثقافي و النفسي اعلى من السابق. لم يستطع الاتحاد الاوربي جمع اوربيين من الشرق و الغرب تحت راية اتحاد اصطناعي لتأسيس قوة اقتصادية تواجه القوة الامريكية او الصينية . كلما توسع الاتحاد الاوربي زادت مشاكله الى ان يتحطم اقتصاده كما حدث في اليونان.
لربما على الدول العربية ان تحمد ربها و تشكره لعدم تمكنها في الوصول الى الوحدة. فلو توصلت الى وحدة سياسية اليوم فسوف تصحى على كابوس الهدم غدا. وصلت الدول العربية اليوم الى مرحلة ما بعد الشعارات و الهتافات يسودها السكوت و الانشغال بالمشاكل المحلية الاكثر الملحة كمشلة الزبالة و البطالة في مصر ومشكلة الديموقراطية والطائفية في العراق. الوحدة العربية الحقيقة التي استمرت الى اليوم هي وحدة لغوية تحت راية القرآن و الفصحى. لغة عربية رسمية واحدة في جميع المناسبات الرسمية في جميع الدول العربية.

و لكن عندما يتعلم الاجنبي اللغة العربية لايتعلم لغة للتكلم رغم مزاعم كتب تعليم اللغة العربية بينما لغة الكتب و الجرائد لا يستطيع المتعلم استعمالها للتعامل اليومي دون اثارة ضحك الناس. اللغة العربية الرسمية لاتستطيع القضاء على اللهجات المحلية التي تحولت بدورها الى لغات عربية متعددة لها خصائصها. عصر الانترنيت و العولمة و وعي الانسان ان اللغة العامية لاتقل اهمية عن الرسمية مهمة للتعامل اليومي ينقلنا الى عصر جديد عصر انتهاء الهوية الدينية والوحدة اللغوية الى هوية اقتصادية لا دينية و لا قومية تحت راية لغة انجليزية عالمية ليست ملك لاحد.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأريخ الغذاء الانساني 2
- البداية و النهاية 5
- تأريخ الغذاء الانساني
- لاتصلنا الا الخ...؟
- سقوط طفل
- البداية و النهاية 4
- في الضحك و البكاء
- في السكوت و الكلام
- الرجل من المرأة
- حبر على ورق
- جنون المسلمات
- البداية و النهاية 3
- البداية و النهاية 2
- البداية و النهاية
- لاتوجد جيوب في القميص الاخير
- الابيض و الاسود
- اسلحة المستقبل و الطاقة البشرية
- احادية العقلية و العمل
- فوائد دكتاتورية وعنف التلفزيون
- المشكلة مع التأريخ


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمشيد ابراهيم - الوحدة العربية اللغوية