صادق البصري
الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 8 - 23:36
المحور:
الادب والفن
قصه قصيرة
رجل محافظ ..
وبينما هي تقوم بأعمال المنزل أليوميه الروتينية اعتادت الزوجة أن تستمع للاغاني والموسيقى داخل المنزل لكسر صمت وحشة الدار ، ربة بيت محترمه ،زوجها رجل محافظ لايحب الغناء والموسيقى في منزله ولأنه رجل محافظ يجب أن يحافظ ،شمع النوافذ ، ورفع سياج الدار الخارجي بضع أمتار، عتم باحة الدار ، وأطفأ الأنوار، لأنه بيت محافظ ،أغلق فم المذياع والهاتف ، وقنوات التلفاز ماعدا قنوات الإخبار وبضع قنوات دينيه ..
- كيف تسمحين لنفسك ياأمرأة أن تستمعي للموسيقى والغناء وأنت زوجة رجل محافظ وداخل بيت محافظ ؟
- إجابته الزوجة المطيعة : لن تسمع بعد اليوم غناء ولا موسيقى في البيت
- زوجي العزيز أعدك إنني سأحافظ لأنه بيت محافظ ولا نستمع بعد اليوم سوى لنشرات الإخبار والقران ..احذف جميع قنوات التلفاز ماعدا قنوات الأنوار والكوثر وإذاعة العهد لتشملنا الرحمة والبركة .
- عاد يصرخ ويكسر أثاث المنزل بعصبيه، كيف ؟ ياأمرأة كيف سولت لك نفسك سماع هذا النزق ، وأين داخل قلعتي الحصينة .. ماذا سأقول لشيخي ولأرباب المحاضرات والأحاديث وللتاريخ ؟ .. كيف ؟ هل أسأت الاختيار؟ وأنا من اخترتك كزوجه من بين كثيرات من النساء ، لأنك محافظه ومن أسره محافظه كيف ؟
- هذا كلام صحيح ومنطقي وسليم ومعقول وأنا في غاية الأسف لأنني أغضبتك
أخذ الشك يغزوا قلب الزوج المحافظ ، فراح يحصي على الزوجة أنفاسها ، يراقبها يضيق عليها، يباغتها برجوعه من عمله بغير أوقات عودته المعتادة ، ولأنه رجل محافظ ولم يجد ما يحافظ عليه قتل زوجته ، ثم ذهب فخورا متباهيا إلى مركز الشرطة وسلم نفسه على انه رجل محافظ وكان عليه أن ينتفض من اجل ناموس الفضيلة ويحافظ ، ويثبت أنه رجل محافظ .
#صادق_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟