أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسكندر حبش - أدونيس: عائدون إلى القرون الوسطى














المزيد.....

أدونيس: عائدون إلى القرون الوسطى


اسكندر حبش

الحوار المتمدن-العدد: 2997 - 2010 / 5 / 6 - 14:32
المحور: الادب والفن
    



05/05/2010

للوهلة الأولى، بدا الأمر وكأننا داخلون إلى حفل استقبال أكثر مما نحن داخلون إلى حضور لقاء حواري مع أدونيس. القاعة الأنيقة في فندق «البريستول» (بيروت) أضفت جواً مهيباً على «الحدث»، وكثرة النُدُل المتنقلين بين أرجاء القاعة، شكلّت جمهوراً لوحدها، قبل أن «يضيعوا» بين المدعوين الذين تكاثروا تدريجاً. تنظيم «أنيق» تُشكر عليه جامعة البلمند التي دعت إلى لقاء الشاعر والمفكر. ربما أحبت الجامعة في ذلك أن تتفادى إحراجاً ما. هذا ما خطر في بالي، وأنا أستعيد قصة غياب الجمهور عن أمسية أدونيس في معرض الكتاب الفرنكوفوني، الذي أقيم منذ أشهر في بيروت. بالتأكيد، لا بد أن جامعة البلمند بحسن تنظيمها حققت فوزاً على معرض الكتاب الفرنكوفوني. لقد وضعت الشاعر والمفكر في مكانه الصحيح هكذا لن يستطيع أي محاضر أن يغض الطرف، مستقبلاً، عن دعوة أخرى فيما لو جاءت من الجامعة نفسها، إذ تتيح له أن يبدو «متميزاً» ومميزاً إن من ناحية الحفاوة أو الحرص أو الجمهور.
اللقاء الحواري مع أدونيس، أمس (بدأ في السادسة مساء واستمر لغاية الثامنة)، لم يحفل بالكثير من الأفكار الجديدة، بل نستطيع القول إنه استعاد ما نظّر له طيلة حياته، من الناحية الفكرية، ولم يتطرق إلى القضايا الأدبية، بصفتها قضايا مستقلة بحد
ذاتها. من الناحية الفكرية، خلص أدونيس الى القول بصددها «أعتقد أخيرا أن البلاد العربية سائرة نحو قرون وسطى جديدة، لا بالمعنى الإسلامي، بل بالمعنى الكنسي القروسطي».
في أيّ حال، وبالعودة إلى تفاصيل هذا اللقاء، كان بدأه جورج دورليان الذي رحب بالشاعر والحاضرين، معتبرا أن «الحوار مع أدونيس ليس بحاجة إلى دعوة، إذ أنه ممكن في أي وقت وفي أي مكان، لأن الشاعر لم يغب عن لبنان وإن كان يقيم في فرنسا».
رغب أدونيس في محاضرته أن «يأخذ من الحاضرين أكثر مما يسمع، معتبراً أننا نعيش (نحن العرب) في عالم تقوده وتوجهه المسبَّقات السياسية والدينية الفكرية، وهي مسبَّقات شبه مطلقة، وليست سابقة على التجربة بل تعرقل التجربة وتبطلها. وقد حدد المسبَّقات على الشكل التالي: المسبق السياسي والمسبق الديني الفكري والمسبق الحياتي.
بدأ أدونيس الحديث عن هذه المسبَّقات منذ عهد السقيفة التي اعتبر أنها أعاقت الحياة السياسية والعربية وصولاً إلى عصر النهضة، الذي علينا أن نطرح عليه العديد من الأسئلة، لأنه لم يستطع أن يترجم تحولات وظروف المجتمع. قرر أدونيس أن عهد السقيفة كرس «إسلام الخلافة الذي ألغى إسلام الرسالة»، ووجد أن النص الديني ألغى ثقافة الجسد، لكن أدونيس أشار إلى أن هناك أختراقات ومعارضات للنص الديني سماها قراءات أولها «القراءة الشعرية» معتبراً أن الشعراء منذ القرن الثاني للهجرة تخلوا كلياً عن المرجعيات الدينية، بينما وجد أن جميع الفلاسفة (وهذا ما أسماه بالقراءة الفلسفية) من دون استثناء قاموا بمحاولة للتوفيق بين ما أسماه الوحي الإسلامي والعقل اليوناني إذ فهموا أن الوحي لا يقره إسلام الخلافة (أي الشرع). أما القراءة الثالثة، فهي «قراءة الصوفية» التي وجدها أكثر جذرية لأن القراءة الصوفية غيرت مفهوم الله ذاته.
هذه القراءات التي وردت في محاضرة أدونيس مساء أمس، موجودة في العديد من كتبه النظرية، بدءاً من «الثابت والمتحول»، وحتى «الصوفية والسوريالية»، لكنه قدمها أمس، عبر محاولة الدخول إليها آنيّاً، أي من اللحظة المعيشة. من هنا، اختصر كل هذه الأفكار في النهاية بعدة نقاط انتهى منها الى أن الإسلام الإيديولوجي السياسي أنهى إسلام الرسالة وحل محله في جميع الميادين ليصبح اليوم إسلام البرقع والحجاب والفتوى، وأن النزعة القومية العربية أنهت العروبة الثقافية وأنهت الآخر، وأن سياسة الدول العربية الراهنة أنهت الوطن ومفهوم المجتمع الواحد، كما أن النتاج الفكري الأدبي الراهن يبتعد عن ملامسة القضايا الجوهرية، فهو شعر يغني ولكن لا يتكلم وفكر يتكلم لكنه لا يقول شيئاً، ليجد أخيراً أن النزعة الإرجائية هي التي تسيطر على كل شيء أساسي فهو يرجأ لأسباب شتى سياسية وأيديولوجية ويبقى خارج البحث وينسى أمره مستشهداً بما سماه هيديغر «نسيان الكينونة»، هكذا نحن في نظر أدونيس في حال من النسيان التاريخي لأمر آخر.


عن السفير



#اسكندر_حبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد للشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا: أريد أن أحلم بك لا أن ...
- قصائد للشاعر اليوناني كوستاس كوتسوريليس
- في الجانب الآخر من المقهى
- قصائد للشاعرة السلوفاكية ماريا ريدزونوفا فيرينكويوفا
- كيف يتكلم الشعراء عن تجاربهم؟
- أندريه فيليتير: لا أشعر بأنني فرنسي شعرياً( واستدراك من الكا ...
- الكاتبة الإيرانية زويا بيرزاد: الكلمات تتعلق دائما بأشخاصها
- بين ساراماغو وبرلسكوني
- قصائد للشاعر الإيطالي ألفونسو غاتو
- هل هناك مكان بعدُ للثقافة «القومية» الصافية؟
- سميح القاسم : مع حبي لبيروت، سأبقى في الرامة !
- -في قلب هذا البلد- لكوتيزي «صاحب نوبل»: الكتابة بحد الشفرة


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسكندر حبش - أدونيس: عائدون إلى القرون الوسطى