أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رمضان الجبور الصورباهري - زوبعة في جامعة ص/ قصة قصيرة














المزيد.....


زوبعة في جامعة ص/ قصة قصيرة


محمد رمضان الجبور الصورباهري

الحوار المتمدن-العدد: 2997 - 2010 / 5 / 6 - 17:56
المحور: الادب والفن
    


زوبعة في جامعة "ص"
كاميرات المراسلين الصحافيين تتخذ وضعها لرصد الحدث في جامعة "ص" ، هدوء مشوب بالحذر يملأ ساحات الجامعة ، يافطات بيضاء عُلقت في أماكن كثيرة من جامعة "ص" ، كلها تشجب وتطالب بحذف مادة الفلسفة من المتطلبات الدراسية .
خيبة أمل صفعت جميع المتقدمين للامتحان النهائي لمادة الفلسفة … برود سرى في شرايين جامعة "ص" .
مجموعة من الطلبة تجمعوا هنا و هناك وراحوا يتهامسون فيما بينهم ، وكأنهم يتحدثون عن أمر جلل ."صوفي امندسون "1 جمعت أوراقها التي كانت تصلها من طرف ٍ خفي لتعلمها الفلسفة وقامت بإحراقها .
الأحداث التي جرت في الآونة الأخيرة قد أحدثت بلبلة في صفوف الجامعة ، رئيس الجامعة وعمداء الكليات وقفوا حائرين أمام طلبات الطلبة بحذف مادة الفلسفة ليس من جامعة (ص) فقط وانما من جميع جامعات الدنيا بلا استثناء .
_ لا نريد الفلسفة ، شبعنا من الفلسفة … هكذا بدأ الطلبة يصرخون ويرفعون أصواتـهم .
تفاقمت الأحداث ، وأصبح لها نكهة جديدة بعد أن قام طالب متزوج بطلاق زوجته لأنـها لم توفر له الجو المناسب لدراسة الفلسفة … وطالب آخر أبتلع أكثر من ثلاثين حبة أسبرين لإسكات الصداع الذي راح ينتابه وهو يدرس مادة الفلسفة ، وطالبة كانت قد ارتبطت بشاب جميل له مستقبل واعد ، فسخت خطوبتها لأنـها لم تجد الوقت الكافي للجلوس معه والتحدث في أمور مستقبلهم .
أبواب الجامعة ما زالت مفتوحة ، الطلبة يتجمعون ، ويتحول همسهم إلى ضجة غير مقبولة في جامعة (ص) . ترتفع الأصوات شيئا فشيئا ، وحدات من الأمن تطوق أسوار الجامعة من الخارج تحسبا لحدوث مظاهرات ما أو أحداث شغب ، مكبرات الصوت بين أيدي الطلبة تطالب ليس بحذف مادة الفلسفة فقط ، إنما بحرق الفلسفة وإعدام سقراط مرة أخرى .

وصلت الأخبار إلى وزير التعليم العالي ، الذي بادر لتقديم استقالته فور سماعه الخبر وذلك بسبب أن مؤهله العلمي (( دكتوراه)) في الفلسفة ، تم تشكيل وزارة جديدة ، وتم اختيار وزير للتعليم العالي ممن يكرهون الفلسفة ، وربما كان ممن حملوا مادة الفلسفة مرارا وتكرارا أثناء الدراسة الجامعية ، تسارعت الأحداث في جامعة (ص) وانتقلت الصحافة المرئية والمقروءة إلى الحرم الجامعي ، وأصبحت الحدث الأهم بعد احتلال العراق .
آخر الأخبار كانت إلقاء القبض على سقراط والمطالبة بإعدامه .
خرج الفلاسفة ينفضون التراب عن أجسادهم لوقف هذه المهزلة ، أر سطو ، أفلاطون ، الفارابي ، الكندي ، …. ومن العصر الحديث د. زكي نجيب محمود .
جمع غفير من الفلاسفة تجمعوا في ساحة جامعة (ص) التي تحتجز سقراط وكما كبيرا من كتب الفلسفة .
باءت كل المحاولات في إقناع الطلبة بعدم إعدام سقراط بالفشل الذريع .
وأصر الطلبة على إعدام سقراط رمز الفلسفة . استجاب سقراط دون مقاومة ، وطلب كأس السم بدون محاكمة هذه المرة وبدون قضاة وبدون أن تحزن عليه أثينا ، ليتجرعها مرة أخرى على مرأى العصر الحديث .
رفض الطلاب جلب السم لسقراط .
قال أحد الطلبة لأحد المراسلين الصحافيين ولإحدى القنوات الفضائية بأن هناك وسائل حديثة للإعدام ، ولم يفصح عن هذه الوسائل .
لم تجد كل المحاولات في الإفراج عن سقراط وعدم إعدامه مرة أخرى ، وبدا التصميم واضحا من قبل طلبة جامعة (ص) بإعدام سقراط ، كانت وسائل الإعلام تترقب الإعلان عن الطرق الحديثة التي قال بهـا الطلبة .
أحد الصحافيين وعلى إحدى القنوات الفضائية توقع أن يكون الإعدام بالصدمة الكهربائية، قناة فضائية أخرى توقعت أن يكون الإعدام على الطريقة الإسرائيلية أو الأمريكية . صحفي ساذج توقع أن يكون الإعدام بأن يلقى سقراط من فوق سطح الجامعة المرتفع . فتاة تتقن مهنة الصحافة توقعت أن يكون الإعدام باشراك سقراط واجباره على تحرير العراق .
لن أطيل عليكم أيها السادة ، فقد قرر طلبة جامعة (ص) ، أن يكون إعدام سقراط بأن يدرس مادة الفلسفة في جامعة (ص) ، وإذا لم ينجح _ وهذا في شبه المؤكد _ فسوف يكون هناك محاكمة أخرى لسقراط وبدون وجود قضاة ، أو ....قلتُ أني لن أطيل عليكم ، هل للفلسفة ضرورة في الحياة أم هي .......
انتهت
الأردن / الرصيفة
تموز 2003
هامش :
1) صوفي امندسون:هي الفتاة التي تلعب الدور الرئيسي في رواية ,, عالم صوفي,, للروائي جوستان جارنر ، فهي في الرواية تبدأ بتعلم الفلسفة عن طريق رسائل تصلها من مجهول ، والرواية تدور حول تاريخ الفلسفة .



#محمد_رمضان_الجبور_الصورباهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحدي/قصة قصيرة
- قصص قصيرة جدا


المزيد.....




- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رمضان الجبور الصورباهري - زوبعة في جامعة ص/ قصة قصيرة