أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - من المسئول عن إراقة الدماء فى لبنان؟














المزيد.....

من المسئول عن إراقة الدماء فى لبنان؟


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 23:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


انزعج المصريون حكومة وشعبا حين وردت أنباء صحفية يوم الجمعة 30 إبريل المنصرم مفادها أن شابا مصريا يدعى محمد مسلم قد تعرض للقتل بطريقة بشعة وللتمثيل بجثته فى شوارع بلدة "كترمايا" يجبل لبنان وذلك بعد اتهامه بقتل أربعة أفراد من أسرة لبنانية من بينهم طفلتان أكبرهما فى التاسعة من العمر. وكانت الشرطة قد ألقت القبض على الشاب المصرى ثم اصطحبته لتمثيل الجريمة فى منزل الأسرة إلا أن الأهالى أوقفوا سيارات الأمن واختطفوا الشاب وقاموا بسحله بسيارة فى أرجاء القرية ثم قاموا بقتله وتعليق جثته على عمود إنارة. والسؤال لماذا أظهر أهالى هذه البلدة كل هذه الوحشية والانتقام من الشاب ولماذا لم يتركوا العدالة تأخذ مجراها كما هو الحال فى الدولة المتحضرة؟

من المعروف أن شوارع لبنان قد تشبعت بالدماء منذ أكثر من أربعين عاما ونحن هنا لا نشير فقط إلى الحرب الأهلية التى اجتحت لبنان فى الفترة من 1975م حتى عام 1990م إذ لم يؤد انتهاء الحرب إلى توقف مسلسل الاغتيالات التى مازالت تشهدها الشوارع والميادين اللبنانية. ويبدو أن أشجار الأرز فى لبنان لا تنمو إلا إذا ارتوت جذورها بدماء البشر التى تهدرها الاغتيالات. ومن الملاحظ أن هذه الاغتيالات لم تنحصر فى الوسط السياسى فحسب بل طالت الكتاب والصحفيين. لقد بدأت الاغتيالات فى لبنان بإسالة دماء القادة الفلسطينيين ومن بينهم غسان كنفانى الذى ذهب ضحية انفجار سيارة مفخخة فى 8 يوليو 1972م. وشهدت حقبة السبعينيات اغتيال رؤساء وزعماء لبنانيين حيث تم اغتيال زعيم صيدا معروف سعد فى 1975م وهو الحادث الذى يعتبره البعض بمثابة الشرارة التى أشعلت الحرب الأهلية ثم تلى ذلك اغتيال كمال جنبلاط مؤسس وزعيم الحزب التقدمى الاشتراكى فى 16 مارس 1977م. ولم يكد يمر عام على مقتل جنبلاط حتى سقط سياسى آخر هو طونى فرنجيه نائب زعرتا ونجل الرئيس اللبنانى سليمان فرنجيه الذى لقى مصرعه فى 13 يونيو 1978م.

أما فى حقبة الثمانينيات فقد سقط العديد من الإعلاميين وزعماء التكتلات والرؤساء. لقد تم اغتيال رياض طه نقيب الصحافة اللبنانية فى 20 يوليو 1980م وتبعه ابنة قائد القوات اللبنانية بشير الجميل التى ذهبت ضحية انفجار سيارة مفخخة. ولم يكد يمر عامان على مقتل الصبية حتى لقى والدها بشير الجميل مصرعه فى عام 1982م والذى يعتبر اصغر رئيس جمهورية فى تاريخ لبنان. وشهدت هذه الحقبة أيضا مقتل العميد سعد صايل قائد القوات الفلسطينية الذى اغتيل فى البقاع عام 1983. كما اغتيل رئيس الحكومة اللبنانية رشيد كرامى فى أول يونيو 1987م اثر انفجار قنبلة خلف مقعده فى طائرة هليوكوبتر كانت تقله من طرابلس إلى بيروت. ولم ينته عقد الثمانينيات قبل أن يشهد رحيل مفتى الجمهورية الشيخ حسن خالد الذى اغتيل فى 16 مايو عام 1989م ورينيه معوض رئيس الجمهورية الذى اغتيل فى 22 نوفمبر 1989م.

لقد جانبنا الصواب حين اعتقدنا أن اتفاق الطائف (1989م) الذى أوقف الحر ب الأهلية فى لبنان سوف يضع نهاية لإراقة الدماء. فبالرغم من أن اتفاق الطائف أدى إلى حل المليشيات اللبنانية إلا أن محاولات الاغتيال مضت فى طريقها. ففد تعرض رئيس حزب الوطنيين الأحرار دانى شمعون وأفراد عائلته للاغتيال فى منزله فى 21 أكتوبر 1990م . وفى ديسمبر 1991 انفجرت عبوة ناسفة فى منطقة الباسطة مما أدى إلى مقتل ثلاثين شخصا وإصابة مائة وعشرين، من بينهم رئيس الوزراء شفيق وزان الذى كان يستقل سيارة مصفحة.

ورغم أننا نعيش فى القرن الحادى والعشرين إلا أن الاشتياق للاغتيال مازال يهيمن على الساحة اللبنانية حيث تشهد من أن إلى آخر اغتيال إحدى شخصياتها البارزة. لقد اغتيل الوزير السابق ايلى حبيقة فى مستهل عام 2002م ليتبعه اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريرى فى 14 فبراير 2005م. كما اغتيل اثنين من ابرز رجال الصحافة فى ذات العام: سمير قصير وجبران توينى. واكتملت حلقة الاغتيالات فى عام 2007م باغتيال السياسى المارونى انطوان غانم الذى اغتيل فى سبتمبر 2007م والعميد فرنسوا الحاج فى ديسمبر 2007م.

لعل ما يواسى الشعب المصرى هو أن شوارع لبنان اعتادت على الاغتيالات وأن أشجارها لا ترتوى إلا بدماء الشهداء والأبرياء. ورغم أن مسئولية الاغتيالات تقع على عاتق هذه الجهة أو تلك إلا أن دماء القتلى تذهب هباء إذ حتى يومنا هذا لم يقدم أى فرد أو جماعة للمحاكمة بتهمة اغتيال أى من الشخصيات اللبنانية وهذا بالطبع ترك انطباعا لدى الناس بأن المحاكم والمؤسسات الحكومية لا جدوى منها ولن تستطيع تحقيق العدالة مما دفعهم لتنفيذ أحكام أصدروها بأنفسهم.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المتابعة الايجابية فى تطوير التعليم المصرى
- القضاء على السباب فى البرامج التلفزيونية
- مسلسل المستشار والإعلامى
- الشخصيات المتسلطة فى حياتنا
- الاضطرابات والانتهاكات العنصرية في الغرب
- الصراعات الطائفية فى مصر... متى تنتهى؟
- الحرية الشخصية لطلاب الجامعة فى ضوء نظرية العقد الاجتماعى
- النوبة بين التدويل والانفصال
- جامعة أسوان وشماعة المؤامرة
- الاستعمار الأجنبى: نعمة أم نقمة؟
- الحرية الشخصية ونزاهة الامتحانات الجامعية
- القبض على مخرج سينمائى شهير
- الإعلام المصرى والموقف من السودان
- ظاهرة التدين الشكلى فى مجتمعاتنا الإسلامية
- حوار مع شاب جزائرى
- المحظوظون فى مباراة أم درمان
- العاطفة والعقل فى علاقات الشعوب والدول
- اليهود والعرب وصناعة القرار الأمريكى
- العداء والكراهية على أبواب الملاعب الرياضية
- معيدو الجامعات بين الماضى والحاضر


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - من المسئول عن إراقة الدماء فى لبنان؟