|
البعد الروحاني-تفهُّم الماضي
راندا شوقى الحمامصى
الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 16:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ولنعد الآن إلى موضوع التكيّف في الحياة (التأقلُم مع المتغيرات) الذي يعدّ الهدف الرئيس لعدة مدارس للعلاج النفسي. وهو موضوع هام يدخل ضمن ممارسات مهنية تتطلب مراجعة تجاربنا الماضية وتحدّياتنا الحالية وخططنا المستقبلية وتفهُّمها تماماً. إن مراجعة ماضينا وتفهّم أحداثه لهو أمر ضروري وفي غاية الأهمية، ذلك لأن التجارب المبكرة في مرحلة الطفولة لها تأثيرها الكبير على نمو الأطفال في كل جوانب الحياة، وتُحدّد مدى صحتهم الجسمانية وتطوّرهم الذهني ونُضجهم العاطفي وتكيُّفهم الإجتماعي وتوجُّههم الروحاني. إلى جانب أن الصفات الإنسانية الرئيسة في المعرفة والمحبة والإرادة واهتمامات الإنسان الأساسية بذاته وبالآخرين وبعامل الزمن لها أساسها المتطور في تجارب الطفولة وخبراتها. ورغم أن الإنسان قد مُنحت له القدرة على تحديد مسؤولياته تجاه بيئته وظروف وسطه المحيط، إلا أن هذه المقدرة تختلف في درجاتها طبقاً لتبايُن مراحل الحياة وظروفها. فلنأخذ لهذا مثلاً مرحلةَ الطفولة؛ نجد أننا كنا فيها تحت رأفة والدينا والآخرين من حولنا إلى أبعد حدٍّ ممكن. فالبيئة السليمة المناسبة للنمو والتطور يجب أن تشتمل على فضائل المحبة والتشجيع والتوجيه على أقل تقدير. فالمحبة تولِّد الحياة وتبعث النمو وتخلق القوة التي توحِّد بين الأطفال ووالديهم والآخرين من حولهم، وتمنح الأطفال مشاعر الثقة الأساسية، وتتيح لهم الشعور بالأمان والإطمئان. والتشجيع يُعتبر الوقود اللازم لمِرجل التطوّر الإنساني والخلاّقية، ومن شأنه أن يؤكد على جوهر نُبل الإنسان وتفرُّده، ويعزز الفرص أمام الأطفال لتنمية روح التعاون والمشاركة والإنفتاح على الآخرين إلى جانب ثقتهم بأنفسهم. ومناقب كهذه تأتي ضمن العناصر اللازمة لعلاقات إنسانية سليمة وناضجة. والتوجيه هو الخاصّية الثالثة الضرورية لبيئة سليمة لنمو الأطفال الذين سيسلكون بشكل أفضل عندما يحظون بالتوجيه السليم في جو من المرونة والمحبة والتشجيع. فالتربية والتنشئة بإعطاء الإرشادات والقدوة الحسنة عملياً لهي الوسيلة الأساسية للتوجيه البنّاء. هذا العرض المختصر لخصائص بيئة سليمة لتنشئة الأطفال وتربيتهم تُظهر لنا أن غياب واحد أو أكثر من هذه الأبعاد يمكن له أن يسبب المشاكل والإضطرابات. وفي واقع الأمرفإن في صلب معظم المشاكل العاطفية والنفسية يكمن غياب المحبة والتشجيع والتوجيه السليم في الأوقات المناسبة. فتَبِعات غياب واحد أو أكثر من هذه العوامل نراها في تكوين الشخص صورة باهتة عن نفسه، ورؤية مشوّهة للمحبة، وفهماً خاطئاً للحقيقة بما فيها النفس البشرية، وارتباكاً وتشويشاً ذهنياً في إدراك الهدف من الحياة ومعناها. وعليه، فإن الهدف الرئيس لمجهودات الناس في تفهُّم ماضيهم يجب أن يكون التوصل إلى إدراك مفاهيمهم الخاطئة عن أنفسهم (مثل معرفتهم بذاتهم ومحبتهم لأنفسهم)، وحقيقة أنفسهم (مثل نبالة خلق الإنسان وطبيعة الحياة وأهدافها). ولا يقتصر الأمر على النواحي السلبية، بل إنه في تأمُّلنا ماضينا علينا أن نحدّد أيضاً تلك التجارب والنواحي الإيجابية في حياتنا، فنتذكر فيها مظاهر المحبة من الوالدين والأجداد والمعلمين والجيران أو الأصدقاء، ولا يفوتنا أن نستعرض الأحداث المشجعة التي برزت في سنوات نموّنا، وكذلك تلك التوجيهات والنصائح التي تلقيناها من مصادر مختلفة. فالمعالجة النفسية لا يجوز لها أن تركّز على النواحي السلبية فقط لأن التركيز على الطاقات الإيجابية في حقيقة الأمر له أهميته الكبرى. فما نتحلى به من خصائص إيجابية حالية لها جذورها الممتدة إلى خبراتنا وتجاربنا الإيجابية في الماضي التي قُدِّمت لنا بطريقة ما وتأثّرنا بها وبنينا عليها. ولذلك عندما نستعيد ماضينا علينا أن نراجع تلك التجارب بنوعَيْها معاً وخاصة الإيجابية منها. فكم سيكون مدهشاً ما يمكن أن نفهمه ونتعلمه من خبرات جديدة بخطوتنا هذه. هناك أسلوبان أساسيان نستطيع من خلالهما تحديد مفاهيمنا الخاطئة. أولهما محاولةٌ تكون منطقية وواقعية ملائمة وعقلانية في تقييم الذات وفهمها بالتأمل والتفحّص والبحث في كل جوانبها بكل تواضع. ففي كثير من المناسبات نجد أنفسنا قادرين على إحداث تغيير في أنفسنا من خلال تلك الأساليب. ومع ذلك، ليس بالإمكان في كل مرة حصول الشخص بمفرده على رؤية واضحة لتجاربه الماضية وتأثيرها عليه، فيغدو والحالة هذه طلب مساعدة شخص مختص أمراً ضرورياً. فثمار تلك المحاولات في فهم تجاربنا الماضية ومدى تأثيرها، من المؤمل لها ان تساعد في إيجاد حلّ للإضطرابات النفسية والعاطفية الراجعة إلى تجارب الطفولة السلبية، وتحديد تجارب إيجابية وقدرات كانت لنا في السابق لنخطو نحو رؤية أكثر صحةً ووضوحاً لحاضرنا. تعديل مسار الحاضر والجانب الثاني من التكيّف في الحياة له صلة بتقييمنا غير الواقعي لسلوكنا الحاضر؛ في أي صورة نرى أنفسنا وعالمنا. لقد شاهدنا كيف أن تلك الرؤى ترجع جزئياً على الأقل إلى تجاربنا السابقة. فسلوك الإنسان، في مستوى معين، هو ردُّ فعلٍ اعتدنا عليه لأشكال متنوعة من الإثارات القادمة إلينا طول الوقت (في الحاضر)، وأخرى نُدمجها ونفهمها من خلال تجارب مماثلة مررنا بها في الماضي. فطبيعة سلوكنا إذن تتوقف على مدى تفهّمنا لحقائق الحاضر والماضي معاً. قد نخطئ في فهم إحداهما أو كلتيهما. فإذا ما أردنا تعديل أي نوع من السلوك لا شك أننا في حاجة إلى حافز يدفعنا إلى ذلك، وهو ما يمكن الحصول عليه جزئياً من إيماننا أن بمقدورنا تعديل سلوكنا غير السليم وغير المقبول، وأن ذلك ليس ممكناً فحسب بل هو مرغوب فيه إلى أقصى الدرجات. إلا أن ما يفوق مصدر هذا الحافز أهميةً هو رغبتنا الأكيدة الصادقة في تحرير أنفسنا من قيود حياتنا المادية والأنانية وحب الذات المُفعمة عادة كلها بالقلق والإضطراب. إنه الدافع نحو تبنّينا نمطاً روحانياًً للحياة (في الإتجاه الآخر تماماً) يصيب عموم الناس من شأنه أن يعزّز لدينا الشعور بالطمأنينة والوئام (من خلال أن نكون محبين ومحبوبين)، ورباطة الجأش والهدوء (من خلال معرفة الذات ومحبتها)، والثقة بالنفس والإعتماد عليها (من خلال الإيمان بالفطرة الخيّرة لطبيعة الإنسان). أكرر ثانية بأن في دراسة حاضرنا علينا أن نتأمل في ما يبدو بكل بساطة أنه أمر سلبي. فالحياة زاخرة بالمصاعب والأزمات، ونجد أنفسنا نميل إلى رؤيتها على أنها إما من سوء الطالع أو بسبب أخطاء ارتكبها غيرنا وانعكست علينا، أو بسبب قصور فينا. إن المصاعب في واقع الأمر ما هي إلا فرص للتعلّم والنمو. فهي مناسبات تضعنا في الإمتحانات التي نعْبُرها إلى مستوى أعلى من الروحانية إذا استطعنا التعامل معها كما ينبغي. إلا أن معظمنا يهابها مع أننا نجد أن تاريخ الحياة زاخر بقصص الذين تجاوزوها بنجاح وحققوا فيها البطولات. لذا من المهم جداً، ونحن منهمكون في محاولاتنا لتكييف حياتنا الخاصة مع تقلبات الحياة الطارئة، أن نتعرّف على طاقاتنا الكامنة المتعددة والتي نميل إلى تجاهلها. فالحقيقة تقول بأن معظمنا، في أي وقت من الأوقات، يتعاملون مع المشاكل والتحديات بشكل أكثر خلاقية مما نتصوّر. لذا فإن إدراكنا لقوانا الكامنة لهو أمر هام للنجاح في التكيُّف مع الحياة بتقلباتها. إن الوسائل المستخدمة في تغيير النهج والسلوك، وتعديل إطار مفهومنا عن ذاتنا وحقيقتها، هي نفسها تنطبق على أسلوب فهمنا للماضي. وهنا ثانية تقع المسؤولية الأساسية على كاهل أنفسنا. يلزمنا أن نعزّز معرفتنا بأنفسنا ونقوّي محبتنا لأنفسنا بقدر أكبر من الكدّ والإجتهاد والإنضباط والإنتظام. فالإنتظام ضروري لكل مسعى إنساني وله أهميته الكبرى في التكيّف مع متطلبات الحياة. ويجب أن يكون شاملاً مركِّزاً على جوانب حياتنا الجسمانية والذهنية والعاطفية والإجتماعية والروحانية. غالباً ما يحتاج الكثير منا إلى مدّ يد العون لهم في تغيير السلوك والنهج، فيمكن للمساعدة، والحالة هذه، أن تأخذ أحد الشكلين التاليين: معالجة نفسية واستشارة شخصية، وعوامل التشجيع وإبداء مشاعر المحبة من الآخرين. وأؤكد على ضرورة القيام بهذه الأمور بكل اهتمام وعقل منفتح وقلب منشرح. إلا أن ثمار هذه الجهود غالباً ما تكون إما جزئية أو كلية في تصحيح أنماط سلوكنا غير السليم. أمَا وقد خطونا هاتين الخطوتين الهامتين نحو التكيّف والتعديل، يبقى علينا السعي نحو تغيير أساسي آخر في نمط حياتنا أكثر أهمية وترابطاً بها، وأعني بذلك تلك الخطوة الثالثة والأخيرة في التكيّف المتمثلة ﺒ"التخطيط للمستقبل". التخطيط للمستقبل في دراستنا الماضي والحاضر وتفكيرنا بالمستقبل سيدخل في اعتبارنا عامل الوقت بمدته ومحدوديته؛ فنذهب بتفكيرنا إلى التأمل ﺒ: البداية والنهاية، الإجتماع والفراق، الولادة والموت. فهذه الحالات، مع أنها مظاهر ملازمة للحياة، إنما تشكّل مصدر خوف واضطراب. فتسبب لنا رهبة مما ينتظرنا من خسران وفراق وموت وفناء، ولكنها في الوقت نفسه تمنحنا الشوق والإشتياق وبهجة الإجتماع ومتعة الولادة والشعور بالحياة من جديد. وقد نبقى فريسة تلك المخاوف ما لم نكن قادرين على إدراك الطبيعة الروحانية لحقيقتنا. فلو أخذنا الموت من الناحية المادية لوجدناه يعادل الفناء علمياً وعملياً لأنه يعني تَحلُّل جسد الإنسان بعد الموت وفقدانه قيمته، وهو شعور أيضاً يكتنفه الخوف ومن شأنه – مع الأسف - أن يُنَحّي جانباً كل أشكال حوافز النمو والتطور ويغذي لدينا التوجه نحو الإشباع الآني للذات والتركيز عليها في حياة تصبح خالية من الدوافع والإرادة. إن حياة الإنسان يمكن فهمها على أنها عبارة عن رحلة تبدأ خطاها في لحظة التلقيح وتأخذ طريقها عبر عوالم مختلفة يدور رحاها حول معرفةٍ ومحبةٍ دائمة التطور والتقدم. نعم، فحياة الإنسان أبدية ولها أهدافها التي لا تعرف الحدود، وهدفها أن تعرف وأن تحب. ويحتاج التقارب إلى تلك الأهداف أسلوباً عملياً حتى يغدو بإمكاننا رسم مسار حياتنا وتحديد نوعيتها. إن التفكّر والتركيز على أحداث ماضينا سوف ينير بصيرتنا وعقلنا ويحرّرنا من أغلال قيّدت أبعادنا النفسية، بينما التفكير بالمستقبل والتركيز عليه يمهّد الطريق أمام حياة روحانية في نهجها، أما التركيز على الحاضر فإنه يمكّننا من تحقيق الهدفيْن معاً. فالسيكولوجية الروحانية من شأنها أن تجمع بين كل هذه المسيرات وأن تخلق الوحدة داخل النفس البشرية والإتحاد مع الآخرين في علاقات حميمة سليمة. ولذلك نجدها، في تعامُلها، تجمع بين التكيّف النفسي في الحياة والتحول الروحاني في آن معاً. من كتاب-( سيكولوجية الروحانيّة-من نفس منقسمة إلى نفس متكاملة- د. حسين ب. دانش.تعريب-د.نبيل مصطفى ، أ. مصطفى صبري-مكتبة مدبولي –القاهرة)
#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البعد الروحاني -التكيف في الحياة ومحدودية -العلاج- Life Modi
...
-
حتى تُصبح نفساً متكاملة- -البعد الروحاني للوحدة
-
مقال أعجبني-ما أجمل تَسامُحهم!-رجال الدين المسلمون والبابا و
...
-
حتى تُصبح نفساً متكاملة - تحدِّيات الوحدة والتكامُل
-
المخ البشري والروح الإنساني:ديناميكية (حركة) الترقي الروحاني
-
المخ (الدماغ)، الوعي، الروحانية
-
نحو قواعد عامة للسلوك الإنساني
-
المحبة والإتحاد
-
من المراهقة إلى النضج
-
الحرية وإرادة الإنسان
-
أسقام المعرفة في حالةٍ تعالج المصاعب السيكولوجية بالنسبة للف
...
-
أسقام المعرفة
-
عندما تتجه الأمور نحو الأسوأ-المعاناة أول الطريق نحو الحقيقة
...
-
سيكولوجية الروحانيّة وخصائص الإنسان الأساسية
-
رؤيا جوهرية نحو سيكولوجية متطورة- المحبة والإرادة و البحث عن
...
-
رؤيا جوهرية نحو سيكولوجية متطورة-الغرض من الأحاسيس
-
قراءة في كتاب أمتع روحي-سيكولوجيّة الروحانيّة-من نفسٍ منقسمة
...
-
قراءة في كتاب أمتع روحي-سيكولوجيّة الروحانيّة-من نفسٍ منقسمة
...
-
قراءة في كتاب أمتع روحي -المادية كنهج للحياة
-
معنى الإسلام
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|