أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فارس - وجود الإله... هل يعني عدم حدوث كوارث؟














المزيد.....

وجود الإله... هل يعني عدم حدوث كوارث؟


جورج فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 20:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل وجود الإله يعني بالضرورة وجوب عدم حدوث أي كوارث طبيعية أو إنسانية؟ كالزلازل والبراكين والأعاصير والصواعق وسقوط النيازك والحروب والمجاعات والأمراض.... إلخ؟
أي، هل حدوث هذه الكوارث يؤكد ويثبت عدم وجود أي شخصية من وراء العالم المادي يمكن تسميتها إلهاً؟

لن أقوم هنا بمناقشة قدرة هذا الإله وصلاحه تبعاً لمقولة أبيقور، لأني ناقشتها فيما مضى في مقال بعنوان
(إلى المبجّل أبيقور... حول صلاح وقدرة الكائن الأسمى) وهذا رابط المقال لمن يود الإطلاع عليه
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=194715

ولكني هنا سأقوم بمحاولة لمناقشة العلاقة ومدى الترابط بين وجود هذا الإله وحدوث الكوارث وقوانين العلم.

ما بين الخرافة والعلم:
لقد أبدع الإنسان فيما مضى في محاولٍة منه لوضع تفسيراتٍ لحدوث هذه الكوارث، فتوهّم قيام الحروب بين الآلهة، ثم وجد في نفسه مكاناً لتفريغ غضب هذه الآلهة وعقابهم له، وحلّق ليجد الشياطين تُرجم بالنجوم، ولم يكن يعلم بأن الكون يسير وفق قوانين علمية تم اكتشافها لاحقاً.
فالإنسان اليوم أصبح يعلم بأن الزلازل تحدث نتيجة انزلاقات في طبقات الأرض، وأن البراكين تمتد على مناطق التصدعات والإلتواءات الشديدة، وأن الصواعق ما هي إلا عبارة عن تفريغ شحنات، كما أصبح الإنسان أكثر قدرةً على توقع وتنبؤ الكثير من الكوارث قبل حدوثها وكذلك أكثر كفاءةً في مواجهة مثل هذه التحديات وتأثيراتها كثقب الأوزون والإحتباس الحراري والأمراض وكل ذلك بفضل تطور العلم واكتشاف الإنسان للقوانين السائدة في هذا العالم وتطبيقها وتطويرها، فالبحث الناتج عن احترام قوانين العلم هو من أوصل الإنسان إلى ما هو عليه اليوم من علوم وتكنولوجيا.

لقد أصبح اليوم معروفاً أن كل شيء يسير وفق قوانين محددة ومعروفة ومازال اكتشافها مستمراً، فإذاً ما هو المطلوب من الإله أن يفعله في مواجهة هذه الكوارث؟
هل المطلوب منه أن يكسر قوانين الطبيعة؟
هل المطلوب منه أن يلغي حدوث الزلازل والبراكين؟
هل المطلوب منه أن يوقف سقوط النيازك على أرضنا؟
هل المطلوب منه أن يطفئ حرائق الغابات؟
هل المطلوب منه أن يحدّ من حدوث الأعاصير؟
هل المطلوب منه أن يبطل كل القوانين العلمية ويوقف آلية عملها؟
ولكن ترى ماذا ستكون النتيجة في حال تم إلغاء عمل تلك القوانين؟ وفقدت الطبيعة توازنها؟
فكما أن الإنسان يحترم قوانين الطبيعة ويعمل على الإستفادة منها لتطوره كذلك الإله عليه أن يحترم هذه القوانين إن سلّمنا بوجوده وبخلقه لتلك القوانين.

لقد تغير الحال:
في الماضي كانت الأمراض مخيفٌة وقاتلةٌ وأما اليوم ومع تطور الطب وبقليل من التطعيم أصبح الإنسان قادراً على مواجهة أمراض الماضي الفتاكة، ومع قليل من الدواء أصبح هناك علاجٌ لشتى أشكال الأمراض ومازال البحث مستمراً.
في الماضي كانت ومازالت الزلازل في بعض المناطق تهدم كل شيء لكن اليوم وفي بعض البلدان أصبح هناك مبانٍ تمتص الهزات الأرضية وتبطل قدراتها التدميرية.
في الماضي كانت الصواعق مخيفة جداً أما اليوم ومع موانع الصواعق لم يعد لها أي تأثيرٍ يُذكر.
في الماضي كان الطيران حلماً لبني البشر أما اليوم فأصبح حقيقةً ونجح الإنسان في تحدي الجاذبية.
في الماضي كان الناس يهربون من البراكين أما اليوم فأصبحوا يتوجهون إليها لدراستها ومعرفة الكثير من الحقائق عن جوف الأرض.

وهنا لي سؤال
إن كان كل شيء يحدث وفق قوانين موجودة وتعمل على إعادة التوازن، فلماذا نعتبر هذه الأمور أخطاءً ونحمّل مسؤوليتها لذاك الذي نسميه إلهاً؟
هذا إن تجاهلنا ما يدور عن أن بعض الزلازل التي حدثت (هايتي، تشيلي، تسونامي...) قد تكون نتيجة تجارب أسلحة في أعماق البحار، وأن الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 وما تلاها من تطور لهذا الفيروس قد تكون فيروسات تم تطويرها في المختبرات.


هناك رؤية ناقصة:
بالتركيز على المشاكل التي تحدث في العالم والناتجة عن سوء استخدام الإنسان للطبيعة والتي تسببت بالإحتباس الحراري وثقب الأوزون وتلوث الهواء والتسربات النفطية الكبيرة في المحيطات فضلاً عن ضمور الكثير من الغابات نتيجة عمليات القطع المستمرة وكذلك الحروب الدائرة بين هنا وهناك، فإننا بالتركيز على بعض هذه المشاكل سنجد بأننا قد حولنا الإله إلى شمّاعة نلقي عليه اللوم ونحمله مسؤولية كل أخطائنا البشرية، فما إن يحدث زلزالٌ مافي مكانٍ ما حتى يصيح الجميع أين الإله؟ وقليلون هم الذين يتساءلون هل المسؤول الحقيقي هو هذا الإله أم أنه حدث نتيجة خطأ بشري جسيم؟
ولماذا لا نسمع أحداً يصرخ أنّ الإله هنا في المناطق التي لا يحدث فيها شيء أو عندما يحدث زلزال دون أن يخلّف خسائر، أو في منطقة فيها من الحضارة ما يجعلها تتفوق على نتائج هذا الزلزال عندما يحدث؟ لماذا دائماً يتم إعطاء التفوق والذكاء للإنسان عندما ينجح في مواجهة الكوارث ويتم إتهام الإله عندما يفشل هذا الإنسان في مواجهة البعض منها؟

رأي أخير:
إن حدوث ما يُسمى كارثةً في مكانٍ ما سيكون إما نتيجة سير الطبيعة وفق قوانينها المعمول بها أو نتيجة خلل في توازنها بسبب تدخل مؤثرٍ ما، وبكل الأحوال فإن هذا لا يثبت كما أنه لا ينفي وجود شخصيةٍ من وراء الطبيعة تُسمى إلهاً، لأن هذه الوقائع التي تُسمى كوارث تحدث تلقائياً ووفقاً لقوانين طبيعيةٍ والجميع بمن فيهم هذا الإله مطالبون باحترام هذه القوانين وربما هذا ما يحدث.



#جورج_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل شيءٍ يبدأ من الداخل...
- الإيمان بالغيبيّات...
- الوجود الأزلي... ما بين المادية والألوهة
- حول وجود قوة ماوراء كونية واعية...
- إلهٌ ما... وحقائق...
- قصة الحياة والموت...
- الصليب... وأفكار...
- يسوع المسيح... ومجرد تساؤلات...
- أيها الإله.... أين أنت من زلزال هايتي؟
- صورة إلهك...!
- المعتقدات...(الخروج من الزنزانة)...
- المعتقدات...(النسر الحر)...
- المعتقدات...(القطار البشري)...
- إلى المبجّل أبيقور... حول صلاح وقدرة الكائن الأسمى
- لماذا لا نحيا معاً؟...!
- ما بين المحبة والموت...
- صلاة أم شريط مسجل....!
- منطق الإله... وعقل البشر
- يسوع المسخ أو كما يقولون عنه.....
- ماذا لو لم يكن هناك إله...؟!


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فارس - وجود الإله... هل يعني عدم حدوث كوارث؟