|
بلادي ... سيري وعين الله ترعاك
جمال المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 17:40
المحور:
كتابات ساخرة
يبدو اننا دولة تعمل بالقدرة الالهيه ، فلولا رعاية الله وحفظه لاصبحنا في خبر كان وسط هذه الفوضى السياسية والصراع الاراداتي وقلة الخبرة في ادارة البلاد ، لان اغلب الساسة الذين دخلوا المعترك السياسي لم تكن لهم تجربه كافية في العمل المؤسساتي او على الاقل خبره في ادارة دائرة خدميه ، جاءوا كسياسيين معارضين لاكقاده مؤسساتيين ، وادرة الدوله ليست بالامر الهين ، مدرسة ويمكن للمعلم ان يفرض سيطرته عليها ، واحيانا قد تفلت المدرسة من بين ايدي المعلمين لان الطلبه المشاغبين اشد مكرا وشيطنة من المعلمين في عصر الانفتاح التكنولوجي والمعلوماتي وافلام الاكشن .. وهناك مبدأ عام ، ليس كل معارض يصلح ان يكون قائدا .. فالمعارضات في دول العالم تولد من رحم الازمة وتكون مسايرة لما يمر به البلد وبالتالي فهي جزء من المنظومة المؤسساتية لاغريبة عنها كما يحدث في العراق التعددي المحاصصاتي وليد التجربه الامريكانيه ، بحيث اصبح هذا البلد مستودعا للتجارب ، فعندما يفشل وزير في ادارة وزارته يحول اوبالاحرى (يُكرم) وتعطى له وزارة اخرى ربما اصعب من الاولى ، والوزير الذي يسرق او يبدد المال العام ، بعلم اوبدون علم بسبب قلة الخبره يسند ظهره حزبه بدلا من مساءلته او على الاقل اقالته لاشعار الشعب ان الحزب لايقبل بالانحراف ايا كان ، وهلم جرا ناهيك عن ان بعض المسؤولين لايملكون من الكفاءة والمهنية غير انتماءاتهم وولاءاتهم لاحزابهم ... اما الارقام التي تعلنها هيئة النزاهة عن المسؤولين المفسدين والمزورين والمرتشين فهي مخزية للغاية ، رغم ان هؤلاء لهم الفضل في ادخالنا موسوعة غينيس للارقام القياسية لبراعتهم في الفساد المالي والاداري وبتنا الدولة الثانية بعد الصومال لابسباق المئة متر عدو او الاكتشافات العلمية والتكنولوجيه وانما بالفساد مع سبق الاصرار والترصد ... وزارات فائضة عن الحاجة ووزارات انشئت لان بعض الاحزاب لم تطالها المحاصصة فاستحدثت ( كرمال) عيونها ، ولكل وزارة كم هائل من المستشارين و( المتنطقين الاعلاميين ) والوكلاء والمديرين العامين والخدم والحشم والحمايات ، ناهيك عن ان بعض الوزارات قد اصبحت عشائريه ، هذه الوزارة لبيت فلان وتلك الوزارة لبيت علان والثالثة للعشيرة الفلانيه .. توقعنا ان الحال ستكون افضل بعد رحيل الدكتاتورية وهيمنة الرعيان على مقدرات الدوله ، نائب العريف وزيرا للدفاع وابو الثلج جنرالا اسوة بشوارسكوف والتنكجي وزيرا للصناعة والحيال وزيرا للثقافة والطبال وزيرا للاعلام والسمكري وزيرا للتصنيع العسكري وهلم جرا ، ولكننا فوجئنا بان الحال ليست بافضل ، بل تراجع الاداء المؤسساتي الى الاسوأ ، والسبب هو الاختيار الخاطئ للشخصيات القيادية ، فمن غير المعقول ان يعطى لكل مناضل منصب قيادي مقابل النضال ، فلدينا والحمد لله اكثر من مليوني مناضل في الخارج بسبب سياسات النظام الصدامي ووفق العرف السياسي العراقي يجب ان يعطى لكل واحد منهم وزارة شرط ان تكون سيادية ، اي يجب ان يكون لدينا مليوني وزارة واربع ملايين مستشار وخمسة ملايين وكيل وزارة وعشرة ملايين مدير عام ومليار للحماية العشيرة وماوراء العشيرة ، اي نستورد عشائر من ماوراء البحار ، وحاشية وخدم وطبالين وزمارين لان الاخيرين لهم اهميه قصوى في الترويج والترويح السياسي.. سبع سنوات عجاف مرت والاداء المؤسساتي بائس للغايه ، لم نر الكهرباء الاماندر والمياه ملوثة والحصة التموينية مقننه وليت المسؤولين والنواب يقننون رواتبهم اسوة بالحصة تضامنا مع الشعب ، والمصانع مدمرة بفضل التدمير الشامل الذي مارسته ست الدنيا ( ماما امريكا ) وسط صمت الساسة الذين يخجلون ان يقولوا لها ( يابه على الاقل عمري ولوجزء منها موعيب كدام الشعب شيكولون علينا ) ، والاتصالات تعبانه ، لان هناك جهات مستفيده لايروق لها عودة الهواتف الارضية لان كروت الموبايل لمن تباع ( لحليمة ام اللبن ) !!، اما بلاوي النفط والغاز فانها هي الاخرى فتكت بالشعب بعد ان زيدت اسعارهما تنفيذا لرغبة صندوق النقد الدولي سئ الصيت فاسطوانة الغاز التي كانت في زمن النظام ( الدكتاتوري ) بمئتين وخمسين دينارا باتت بعشرة الاف دينار وهذا السعر بعد التنزيلات لان سعرها وصل الى خمسه وعشرين الف دينار وراحت الناس وقتها تطبخ على الحطب في مشهد مخزٍللغايه ، شعب يطفو على بحر من البترول ويعاني من ازمة نفط وبنزين و( طركاعه ) ويستورد من دول الجوارالمشتقات النفطيه ولو حكيت هذه النكتة بعد قرون الى الشعوب بل والمجانين لما صدقها احد .. اننا بحاجة الى رجال دوله ، قياديين من طراز خاص لا الى ساسة مازالوا الى حد هذه اللحظه يمارسون دور المعارضه حتى باتت تلك صبغتهم ، يعارضون بعضهم البعض ويتراشقون الالفاظ والاتهامات ، الاول يتهجم على الثاني والثالث يطعن خصمه من الظهر ، والرابع يخون جاره السياسي ، قادة لبسوا عباءة المعارضه وتورطوا فيها ليس باستطاعتهم خلعها لانها اصبحت ماركه مسجله باسمهم ..
#جمال_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عبدالله ..لايخشى عباد الله !!
-
دماء الشعب لاتعوض بنكتة سياسيه
-
انسى العالم كله
-
تشكيل ام ترقيع الحكومة
-
دولة المؤسسات ام دكاكين الاحزاب
-
التلويح بالملف الامني
-
عراقيوود ... بدون خدع سينمائية ..!!
-
افرازات الانتخابات
-
العبوا بعيدا عن مقدرات الشعب
-
اين كانت برامجكم الشعاراتية ؟
-
عرس ام معركة انتخابيه
-
حملة كبرى للوعود لاللبناء والاعمار
-
شقاوات السياسة ... واللعب بالنار
-
باسم الله ... شرعنوا الحواسم
-
الصراع السياسي الى اين
-
عندما يحترم المسؤول شعبه
-
عروش وكروش وانقلابات
-
لعبة كسر العظم
-
احذروا الماركزيلات
-
هواة الجعجعة
المزيد.....
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|