أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - القضاء و القدر بين السلفية و الإسلام 1/4















المزيد.....

القضاء و القدر بين السلفية و الإسلام 1/4


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 15:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


القضاء و القدر بين السلفية و الإسلام 1/4

جنون سلفي وهابي بلا حدود :

ايها السادة ، خذوا عن السلفية العمياء عقائدكم :

أولا : عندما يضيّق الحاكم على شعبه و لا يعطي العمّال غير اجر الكفاف، فالذنب ليس ذنب الحاكم، بل ذنب العمّال الذي خلق الله في أجسادهم معدات تطلب ثلاث وجبات من الطعام يوميا، ولولا تلك الحاجة البيولوجية "الآثمة"، لفقد هؤلاء العمّال رغبتهم في التسوّق لشراء ما يقتاتون عليه !! ولوفروا تلك الأموال للذهاب الي المسرح !

ثانيا : اذا كانت هناك طبقة من التجار مطلقة السراح ( بفعل الفساد و قلة مراقبة الدولة و بتواطىء منها احيانا) في احتكار المواد الأساسية لتزيد من معاناة الشعب، فالذنب ليس ذنب الحاكم، و ليس ذنب التاجر الجشع، بل ذنب الله (تعالى عما يقولون) الذي خلق في التاجر رغبة الإثراء غير المشروع !

ثالثا: لئن حاصر الحاكم بعض الثوّار، فقطع عليهم الإمدادات الغذائية حتى هلكوا جوعا، فان الحاكم بريء من تهمة التضييق على المحاصرين و قتلهم جوعا، براءة بيل كلينتن من انتهاك شرف مونيكا لوينسكي، لأن الذي قتل هؤلاء الثوار هو الله تعالى، حينما خلقهم مزودين بنقطة ضعف قاتلة، تتمثل في عدم قدرتهم عن الإستغناء ( شأن التماسيح و الصراصير) عن الطعام لبضعة ايام ! و لأن الشعب المحاصر، قد اجرم قبل ذلك، لأنه لم يؤثر الموت جوعا في بيته قبل ان يفكر في ازعاج الحاكم بتمرده عليه، و شغل جلالته عن سكره وعربدته، بتتبع انباء ثورته !

رابعا: لئن أصرّ بعض "الضالين" على اتهام الحكام بقتل الخارجين عليه ، فلنجارهم و لنقل: نعم قتلهم و لكنه قتل مجازي ! لا تبنى عليه دعوى قضائية !! ولا يفسد للود بينهم و بين الحكام قضية لأن الذي قتلهم في حقيقة الأمر هو الله !!

ايها السادة، لم اكن امزح أو أجدّف، حين كتبت ما كتبت وانما كنت انقل لكم ما كتب الباقلاني ــ سلفي غابر ـ في كتاب" التمهيد " في معرض مجادلته المعتزلة...فقد كتب الباقلاني" فان قالوا[ أي المعتزلة] فخبّرنا عن الأسعار، غلائها ورخصها من قبل من هو [ بسبب من ]؟ قيل لهم من قبل الله تعالى الذي يخلق الرغائب في شرائه، ويوفر الداعي على احتكاره، لا لقلة و لا لكثرة، و لأنه طبع الخلق على حاجتهم الى تناول الأغذية التي لولا حاجتهم اليها لم يكترث بها و لا فكر فيها[!] .فان قالوا[ أي المعتزلة] أفليس لو حاصر بعض السلاطين أهل حصن أو بلد، وقطع الميرة[ التموين]عـنهم، لغلت اسعارهم و قل ما في ايديهم و لصلح ان يقال ان السلطان اغــلى اسعارهم؟ قيل لهم: قد يقع الغلاء عند مثل هذا الحصار، و لكن يقال ان السلطان اغلى اسعارهم مجازا و اتساعا كما يقال قد اماتهم السلطان جوعا و ضرا وهزالا، و قد قتلهم بالحصار و هو في الحقيقة لم يفعل بهم موتا و لا قتلا، وانما فعل افعالا أحدث الله عندها موتهم وهلاكهم. وان نسب الموت و الهلاك الى السلطان مجازا [!] . فإن قالوا: فيجب ان يكون الغلاء الحادث واقعا على فعل السلطان الذي اوقع الحصار لأنه لو لم يفعله لم يقع الغلاء. يقال لهم ليس الأمر كما ظننتم، لأنهم لو لم يطبعوا طبعا يحتاجون معه الى المأكول و المشروب لم يمسّ اطعمتهم شيء من الغلاء[!] . فعلم انه واقع من فعل من طبعهم على الحاجة الى الغذاء[ شفتو الملاعين !!! ]. ولولا طـبعه لهم كذلك، ما احتاجوا اليه، وهذا اولى و احرى، و مع انه لو خلق الزهد فيهم عن الإغتذاء و ايثار الموت[ !] لما اشتروا ما عندهم و ان قل بقليل و لا كثير. و على انه لو وجب ان يكون غلاء الأسعار من السلطان الذي يوقع الحصار و يحمل الناس و يجبرهم على تسعير الطعام و لأنه لو لم يفعل ذلك لم يقع الغلاء على قولهم، لوجد ان ماتوا جوعا عند الحصار ان يكون هو أماتهم و فعل موتهم، واذا رفع ذلك عنهم و أمدهم بالميرة فحيوا باكل ما يحمله اليهم لوجب ان يكون هو احياهم . فدلّ ما وصفناه على ان جميع هذه الأسعار من الله تعالى " إهــ

ايها السادة ، عظم لله اجركم في الحمير السلفية الناطقة باسم الإسلام العظيم، و المنتسبة زورا الى سنة المصطفى المعادية للظلمة، السنة التي علمنا منها ان الله تعالى ادخل امرأة النار بسبب هرة لم تطعمها و لم تطلقها لتبحث عن طعام لنفسها. و النص الذي اوره الباقلاني سقته لكم من كتاب "الثابت والمتحول" للشاعر أدونيس,الذي يجاهر بالحاده(1) و لعل الفتنة السلفية من أسباب الحاد ادونيس، لأجل ذلك نراه يجزم بان " الأصولية [ و يقصد الإسلام ] ليست مجرد خصم فكري و انما هي خصم انساني . هي خصم للإنسان في هذه الأرض، و هذا المجتمع، لانها لا تقضي على افق الحرية المتاح، بل تقضي على جوهر انسانية الإنسان ايضا، و تحوله الى نوع من الآلة "( ص 135 من الكتاب المذكور).

و انا اوافقه شخصيا الى ما ذهب اليه، فقد حصلت لي قناعة ان اجرام ابن حنبل و الشافعي والباقلاني و سواهم من رؤوس السلفية في حق الإنسانية لا يعادله اجرام هولاكو و لا هتلر و لا موسيليني و لا ستالين مجتمعين، لأن هولاكو و هتلر و موسيليني و ستالين قتلوا ملايين معدودة في حين ان قتلى السلفية لا يحصي عددهم الا الله.

و لئن اهتممت بادونيس و بغيره من ملحدي ابناء المسلمين، فلأني وجدت في كتبهم تشخيصا دقيقا لحال أمتنا في الحاضر و المستقبل القريب. من ذلك ما يقوله ادونيس " انها لفاجعة ألا يكون للعرب على الرغم من تاريخهم الطويل و حضارتهم العريقة الا دور التابع في معركة العولمة، و في ظني انهم استنادا إلى واقعنا، لن يكونوا أكثر من سوق، و كونهم مجرد سوق، سيحوّلهم، هم الذين ينتشرون على بوابات قارتين آسيا و افريقيا، الى مجرد موقع جغرافي " ص 129 . كما أن شجاعة هؤلاء الملحدين والتزامهم بقضايا الشعوب المقهورة تحملني على احترامهم، ثم اعجبوا من ادونيس وهو يقول" ان على المفكر أن يكتب و أن يسجن وأن يموت اذا لزم الأمر، لأن السلطات العربية هي مجرّد سلطات قامت علـى نفي الحريّة، فـكيف يمكن أن نطلب منـها الحريّة؟
كيف يجب ان يستعد المفكر و الفنان و الشاعر ليدافع عن فكره و فنه و شعره و يدفع الثمن " ص 93 هذا بالإضافة الي شعوري باني اقف مع ادونيس على ارضية مشتركة لأنه يقف مع حرية الإنسان و كرامته يقول " لم تعد المسألة في الحياة المعاصرة مسألة اديولوجية مع هذه النظرية ضد تلك أو العكس و انما اصبحت مسألة كيانية مع حياة الإنسان أو مع موته، و مسألة كرامة بشرية مع الحرية أو مع العبودية، و مسألة اخلاقية باي حق مهما كان نجيز قتل الإنسان أيّا كان" ( انظرادونيس النظام و الكلام ص 82 دار الآداب الطبعة الأولى 1993) .

فالتصور السلفي للقضاء و القدر القدر يقتضي من المسلم نسبة الشر الى الله تعالى عبر الإعتقاد ان الله قد خلق كل افعال البشر بما فيها السرقة و اللواط و الزنا و ان الله تعالى عما يقولون هو الذي يحرك جوارح اللوطي وهو يلوط ! و هاكم ما ورد في البخاري( الذي الف كتابا سماه خلق افعال العباد!! ) كدليل على تخبط السلفية و جهلها الفاضح : جاء في البخاري "احتج آدم و موسى عند ربهما فحجّ آدم موسى فقال موسى انت خلقك الله بيده و نفخ فيك من روحه و اسجد لك ملائكته و اسكنك في جنته ثم اهبطت الناس بخطيئتك الى الأرض ؟ قال آدم لموسى : انت الذي اصطفاك الله برسالاته و كلامه، واعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء، و قربك نجيا وجدت الله كتب التوراة قبل ان اخلق؟ قال موسى: باربعين عاما قال آدم فهل وجدت فيها و عصى آدم ربه فغوى قال نعم قال أفتلومني على ان عملت عملا كتبه الله عليّ قبل ان يخلقني باربعين سنة ؟ فحج [ غلب]آدم موسى"إهــ (2) وتلك دعوى سلفية صريحة تجعل آدم بريئا من العصيان، و تجعل أكله من الشجرة جبرا الهيا لا يملك معه نقضا ولا ابراما، و هو خلاف الواقع الذي ذكره كتاب الله تعالى فقد أعلمنا أن آدم قد أخطأ و طلب الغفران من الله تعالى فتاب عليه، و لا معنى للتوبة و لا لطلب الغفران غير العبث، ما دام الأمر قد تم اكراها. فسبحان رب العزة عما يصفه به السلفيون من فظائع أدناها العبث الذي لايليق بمن سمّى نفسه حكيما .
يتبع
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) قد عبر عن ذلك حين كتب ذات مرة " أنا لست متدينا و لست مؤمنا... لكنني شخصيا ميّال الى القول أن العالم ظاهرة طبيعية و كونية, و الإنسان نفسه ظاهرة طبيعية، و لا اعتقد أن هناك غيبا بالمعني الميتافيزيقي. لذلك لا أؤمن بأن هناك قيامة و جنة و نار هذا اعتقادي صريحا" (انظر كتاب صقر ابو الفخر "حوار مع ادونيس الطفولة الشعر المنفى"ص 132/140/141 المؤسسة العربية للدراسات و النشر الطبعة الأولى 2000 بيروت) .

(2) ألتقيت منذ مدة قصيرة شابا عربيا مجازا في علم الأثار يريد اٌقامة في النرويج فلما ذكرته بحرمة الإقامة في بلد الكفر و خطرها على ذريته سرد علي الحديث المذكور ليقول لي انه ــ أسوة بأبيه آدم ــ لا يملك من أمر مجيئه لبلاد النصارى للإقامة هنا و فتنة خلفه الذين سينحدرون منه شيئا، لكون ذلك قدرا مقدورا قد اكره عليه!! .



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحباط ( قصة قصيرة)
- إنفعال!( قصة قصيرة)
- رعب ( قصة قصيرة)
- وصمة!!( قصّة قصيرة)
- هراء !! ( قصة قصيرة)
- في جاهليتها الأولى، كانت المرأة أرفع مكانة وأشرف قدرا من جاه ...
- شهادة من أكبر صنم وهّابي معاصر :النقاب ليس فرضا ولا سنّة !!
- العدوان الوهّابي على المرأة
- إختيار ! (قصّة قصيرة)
- ابن تيميّة: كان مجرّد فزّاعة سلفيّة مضحكة 4/4
- بن تيميّة: كان مجرّد فزاعة سلفية مضحكة 3/4
- بن تيمية كان مجرّد فزاعة سلفية مضحكة 2/4
- ابن تيمية: كان مجرّد فزاعة سلفية مضحكة 1/4
- إمتنان ! ( قصّة قصيرة)
- ردّ على مقال السيد صلاح يوسف- لماذا تركت الإسلام-
- إدانة! ( قصة قصيرة)
- شرف!! ( قصة قصيرة)
- توتّر! ( قصة قصيرة)
- فضيلتان!( قصّة قصيرة )
- دعارة!! ( قصّة قصيرة)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - القضاء و القدر بين السلفية و الإسلام 1/4