أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - مفاوضات مصيرها الفشل














المزيد.....

مفاوضات مصيرها الفشل


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 14:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:

بدون مؤاخذة-

مفاوضات مصيرها الفشل

لا يملك المراقب لمسيرة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية الا أن يضحك _ولو من باب شرّ البلية ما يضحن-عندما يسمع ترحيب رئيس الحكومة الاسرائيلية بعودة المفاوضات دون شروط مسبقة، فالرجل لديه"بدهيات" لا يعتبرها شروطا مسبقة بل استحقاقات لا يمكن التنازل عنها، ومنها: لا وقف للاستيطان خصوصا في القدس العربية المحتلة، لأن القدس مدينة يهودية كانت محتلة من العرب وحررتها اسرائيل في حرب حزيران 1967، والبناء فيها مثل البناء في تل أبيب، ولا انسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة، ولا وقف للاستيطان، بل يجب "شرعنة" بؤر المستوطنات العشوائية التي احتل فيها قطعان المستوطنين قمم بعض الجبال وأقاموا فيها كرفانات مؤقته، ولا انسحاب من الشريط المحاذي لنهر الأردن وبعمق يصل الى عشرين كيلو متر، وقبل هذا وذاك لا عودة للاجئين الفلسطينيين، بل يجب تبرئة اسرائيل من مسؤوليتها في نكبتهم، وضرورة الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، وهذا يعني التمهيد المسبق لطرد مواطنيها الفلسطينيين، فماذا يعني الرجل بـ"بدون شروط مسبقة"؟ والجواب هو:عدم العودة الى المفاوضات من حيث انتهت، بل يجب أن تبدأ من نقطة الصفـر، وهذا الموقف الانتقائي ليس جديدا على اسرائيل، بل هو سياسة رسمية لها منذ نشوئها في 15 أيار 1984،فاسرائيل التي اعترفت بقرار الجمعية العمومية للأمم التحدة رقم"181"الصادر في 29-11-1947والذي ينص على اقامة دولتين واحدة لليهود والثانية للفلسطينيين العرب، والذي يشكل شهادة ميلاد دولة اسرائيل، اعترفت بنصفه الذي يتعلق باقامتها ولا تزال ترفض الجزء الذي يتعلق باقامة الدولة الفلسطينية، تماما مثلما قامت باحتلال ثلثي الأراضي المخصصة لفلسطين في حرب عام 1948، ثم ما لبثت أن احتلتها كاملة في حرب حزيران 1967، واسرائيل قبلت ببند واحد من المبادرة العربية التي انطلقت في قمة بيروت العربية عام 2002، وهو اعتراف الدول العربية والاسلامية باسرائيل واقامة علاقات طبيعية معها، وهذا يعني اعتراف هذه الدول بشرعية احتلال اسرائيل للأراضي العربية المحتلة عام 1967.

وواضح أن بنيامين نتنياهو يقف على أرض صلبة بطروحاته هذه، فقد رضحت الادارة الأمريكية لعدم موافقته حتى على الوقف المؤقت للاستيطان في القدس العربية، وأجبرت السلطة الفلسطينية على قبول ذلك من خلال غطاء عربي، كما تمخضت عنه قرارات لجنة المتابعة العربية في اجتماعها في القاهرة يوم السبت الأول من أيار الحالي، معتمدين على وعود "الصديقة"أمريكا "بعدم اعلان اسرائيل عن أعمال استفزازية أثناء المفاوضات".

ومع أن أمريكا معنية بتحقيق"تسوية"للقضية الفلسطينية، في محاولة منها لانقاذ نفسها من مستنقعي العراق وأفغانستان تحديدا، والتفرغ للملف النووي الايراني، ولتقسيم السودان، الا أن محاولات الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ومسؤولين آخرين بطمأنة اسرائيل من خلال تكرار تصريحاتهم بشكل مكثف حول التزام امريكا الذي لا يتزعزع بالحفاظ على أمن اسرائيل، الا أن ذلك لم يُجد نفعا بتليين مواقف نتنياهو، وحتى لم يردع وزير خارجيته اليميني المتطرف ليبرمان بالتهديد بتدمير سوريا بشكل كامل وأعادتها الى العصر الحجري، تماما مثلما هدد في تسعينات القرن الماضي بقصف السد العالي في مصر-التي تربطها اتفاقية سلام مع اسرائيل- واغراق مصر بمياه السد، والتطمينات الأمريكية لاسرائيل بالحفاظ على أمنها تأتي في الوقت الذي تمتلك اسرائيل أكبر قوة عسكرية في المنطقة، وتواصل احتلالها للأراضي العربية منذ ثلاثة وأربعين عاما، وتهدد أمن شعوب ودول المنطقة جميعها، اضافة الى امتلاكها للأسلحة النووية، وأمريكا التي ترعى اسرائيل بدلال زائد تمتلك خمسة وثلاثين قاعدة عسكرية في المشرق العربي، اضافة الى احتلال العراق وافغانستان، ولا تزال تزود اسرائيل بآخر الابتكارات والتكنولوجيا العسكرية بما فيها الأسلحة المحرم استعمالها دوليا مثل النابالم والقنابل العنقودية، والفسفور الأبيض وغيرها، وقد استعملت اسرائيل هذه الأسلحة في كافة حروبها، وبتركيز أكثر في حربيها الأخيرتين على لبنان وقطاع غزة، كما أن البناء الاستيطاني يتم بأموال دافع الضرائب الأمريكي.

فعن ماذا ستتمخض هذه المفاوضات في ظل هذه الظروف، وفي ظل اختلال موازين القوى؟

وهل تسعى أمريكا الى تخدير الشعوب العربية ولو مؤقتا حتى يتحالف النظام العربي الرسمي معها ومع اسرائيل في تدمير المشروع النووي الايراني؟

ولا يختلف اثنان على أن أيّ حل للصراع ضمن الرعاية الأمريكية المنفردة لن يلبي الحد الأدنى من المصالح العربية، وسيكون لصالح اسرائيل بشكل كبير الا أن نتنياهو لن يعطي أية تنازلات، فالرجل وحزبه وحلفاؤه من اليمين المتطرف والأحزاب الدينية من المؤمنين والمؤدلجين بأرض اسرائيل الكاملة، ولن يعد بأكثر مما يسميه "السلم القتصادي"وادارة مدنية فلسطينية على السكان وليس على الأرض.

وماذا سيكون موقف الدول العربية بعد الشهور الأربعة المحددة للمفاوضات، والتي ستنتهي حتما الى لا شيء؟انها ستتوجه الى مجلس الأمن الدولي كما صرح بذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى، لكنها حتما لن تحصل على قرار يدين اسرائيل ويطالبها بالاذعان للشرعية الدولية تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لأن "الصديقة"أمريكا لن تسمح بذلك.

3-5-2010



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرمورة وأحكام قراقوش في ندوة اليوم السابع
- يحدث في المسجد الأقصى
- النقد الذاتي في الأول من أيار
- المسكوبية رواية الألم والعذاب في ندوة اليوم السابع
- مرمورة وأحكام قراقوش قصة أطفال تثير تساؤلات
- امرأة من هذا العصرفي ندوة اليوم السابع
- رواية(ياقوت النهر)لمحمد ابو ربيع في ندوة اليوم السابع
- امرأة من هذا العصر رواية الحب الأنثوية
- رواية الوجوه الأخرى في ندوة اليوم السابع
- القدس مدينة التعددية الثقافية ستفقد هويتها العربية الاسلامية
- فلسطيني يموت تحت الاحتلال
- رواية وجوه أخرى والسمو الانساني
- قمة للتأبين أم للتحرير
- الرهان على السلام مع نتنياهو
- الفساد ينمو ويكبر
- سواحرة الواد دراسة قيمة
- فتاوي التكفير والهدم
- تل الحكايا في ندوة اليوم السابع
- تل الحكايا .. ما بين السيرة الذاتية والغيرية
- نتنياهو يضع الحل من جانب واحد


المزيد.....




- رغم تحذير الجيش الإسرائيلي.. لبنانيون يبدأون بالعودة لمناطقه ...
- مسؤول استخباراتي إسرائيلي سابق: وقف إطلاق النار اختبار للبنا ...
- الداخلية الكويتية تعلن ضبط مواطن ووافد سوري ضمن تشكيل عصابي ...
- مصر: اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان يجب أن يكون توطئة لوقف إ ...
- ما هي أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان؟
- بسبب تكلفة اختيار المقعد.. شركات طيران تحقق أرباحا بالمليارا ...
- خبير ألماني: -الإسلامويّون- يفضلون استخدام السكاكين في اعتدا ...
- تحديد علامة رئيسية للاضطراب النفسي
- الرقابة الروسية تحذر من خطورة تفشي فيروس -نورو-
- مسؤول كبير في -حماس-: الحركة مستعدة للتوصل إلى اتفاق بعد -وق ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - مفاوضات مصيرها الفشل