أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - طائفية (الوطني) ووطنية (الطائفي) في سوريا














المزيد.....


طائفية (الوطني) ووطنية (الطائفي) في سوريا


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 01:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تقع الطائفية في معناها الاصطلاحي ومبناها الدلالي على نقيض تام من الوطنية ، فالطائفية والوطنية ثنائيتان متناقضتان، عدا عن كونهما نقيضان في الاتجاه ، فإن لهما من الفعل المعارض لهياكل الدولة ، ما يجعل المجتمع في حالة استقطاب حاد ، لا يسلم من تأثيرهما المباشر على المدى القريب والبعيد .
ففي الواقع السوري ، وكجزء من واقع عربي وآخر إسلامي أوسع ، ثمة مَن يدعو إلى الوطنية من باب الدفاع عن الطائفية وتحصين قلاعها بما أمكن من لغة الشعارات ، وآخر يدعو إلى الطائفية اعتقاداً منه أن ذلك يسهم في استحضار الوطنية وإبراز موقعها المتقدم كخيار لا بديل عنه .
فأي تناقض هذا بين مَن يدعو إلى طائفية باسم الوطن، ومَن يدعو إلى الوطنية باسم الطائفة ؟ لا غرابة في هذا التناقض ، فهو المنطق السائد أو الملموس حتى الآن في سوريا ، وما يدلل عليه ، السلوك السياسي الذي تنتهجه السلطة ، والذي يفترض أنها تمثل الظاهرة الوطنية في أبهى أشكالها ، إزاء مكونات المجتمع من الطوائف الأخرى .
وهو سلوك قد يظهر في مراحله الأولى على أنه سلوك سياسي صرف ، بغض النظر عن الشخص أو النظام الذي يتولى القيام فيه - حركة حافظ الأسد في 16 نوفمبر عام 1970- لكنه سرعان ما يتحول بفعل عوامل الحفاظ على السلطة والالتفات إلى أعمدتها وأركانها من أبناء الطائفة ، إلى سلوك طائفي مستتر في القضايا الخارجية التي تهم الداخل ، كالتعاطي مع القضية الفلسطينية التي يتعاطف معها كل أفراد المجتمع السوري ، وسلوك طائفي ظاهر في ما يخص القضايا الداخلية التي تنحصر في تعامل النظام مع قضايا الداخل ، وإحداها على سبيل المثال ، التعامل الطائفي الفاضح مع ما سمي بقانون الأحوال الشخصية ، وغيرها الكثير من القضايا التي تبدأ بقضية صغيرة ولا تنتهي بأخرى كبيرة .
ما تقدم ذكره، يقودنا لا محالة إلى تعريف أوضح لتلك الثنائية المتناقضة في تاريخ وحاضر الدولة السورية، فمَن هو الطائفي، ومَن هو الوطني ؟ الإجابة عن هذا التعريف تحمل الكثير من التناقض والاشتباك المفاهيمي بين معانيهما ، فالطائفي الذي يعمل بروحانية وهوى الطائفة ، كما في حالة النظام ، هو الشخص الوطني الذي لا يشق له غبار ، والوطني الذي يسعى جاهداً لإلغاء الطائفية وسد أبوابها ، وبما أن مسعاه هذا غير محمود ، ويتناقض كلياً مع مساعي النظام ، فإنه الشخص الطائفي ، لطالما أنه يدعو لإلغاء طائفية الآخرين .
من هنا ، تتضح نظرة النظام لنشطاء المجتمع المدني والحراك السياسي والحقوقي ، وهي نظرة سوداوية وتشاؤمية ، تخشى على نفسها من أي نشاط سياسي ، يمكن أن يصب في اتجاه يعاكس اتجاهها .
الاتجاه الأول ، ثقافي يسعى لتكريس ثقافة المواطنة ، كجزء من إطار وطني يتسع للجميع .
الاتجاه الثاني، سلطوي يفرض ثقافة الرعية ضمن إطار طائفي، ليتعرف من خلالها مَن هو معه من الرعية، ومَن هو ضده خارج القطيع.
أي أن هذا المنطق القائم على التلاعب ما بين الوطني والطائفي ، ينطوي على معادلة مركبة ، أساسها مَن هو مع النظام أو ضده ، وتتحدد أطراف هذه المعادلة بالاتي :
كل مَن هو مع النظام فهو وطني ، حتى وإن كان غارقاً في طائفيته ، وكل مَن هو ضد النظام فهو طائفي ، حتى وإن كان أشد وطنية من غيره ، وبهذا المعنى تتوازن أطراف المعادلة ، بحيث يغدو كل طائفي وطني ، وكل وطني طائفي ، وبغير هذا التحديد المعكوس ، لا نستطيع إعطاء تعريف دقيق لطرفيها .
ولعل السبب الذي يقف وراء شيوع هذه الظاهرة الشاذة مجتمعياً وسياسياً ، يبرز في اضمحلال الوعي الوطني لصالح تعميق الحس الطائفي ، وهي بلا شك ظاهرة لا تقل أخطارها الجسيمة عن أخطار ظاهرتي التكفير والتخوين ، إذا ما عرفنا ، أن غياب الوعي هدف أولي لكل أنظمة الاستبداد ، لأغراض تتعلق بالسيطرة والتفرد ، والمقابل الوحيد لذلك الغياب ، نمو الحس الطائفي بوجهيه المذهبي والسياسي ، كبديل أخير لغياب الوعي ، وخيار وحيد لفرض الذات .
المعنى الوحيد والأخير لثنائيتي الطائفية والوطنية في سوريا، أن الطائفي باعتباره يمثل الاتجاه " الوطني" فإنه وبطائفيته، بات في مرحلة ما فوق الوطنية، والوطني باعتباره يمثل الاتجاه " الطائفي" فإنه وبوطنيته تعدى مرحلة ما بعد الطائفية.
فليس الوطني مَن خرج عن طائفته ولجأ إلى الوطن ، كما ليس الطائفي مَن تخلى عن وطنه ولجأ إلى الطائفة ، بل أن الطائفي الحقيقي هو مَن تجاوز معنى الوطنية ، وأصبح يعيش في مرحلة ما فوق الوطنية ، وبالتالي فوق الوطن ، والوطني الحقيقي هو مَن عَبَرَ كيان الطائفة إلى ما بعد الطائفة ، أي نحو الوطن ، تلك هي القضية .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاج الطائفية حاضراً ومستقبلاً
- تاريخ الطائفية في سوريا
- هل الطائفة العلوية آثمة ؟
- الطائفية السورية كتاريخ سياسي لا مذهبي
- حوار ثائر الناشف مع قناة النيل حول تنظيم القاعدة في اليمن
- طائفية السلطة أم سلطة الطائفة في سوريا ؟
- طائفية السلطة ومدنية المجتمع في سوريا
- مكتسبات الطائفية في سوريا
- طائفية الطائفة في سوريا
- سوريا بين الطائفية السياسية والمذهبية
- تطييف السياسة والإعلام في سورية
- الطائفية الحزبية في سورية
- إلى طل الملوحي في أسرها
- طل الملوحي وهستيريا القمع
- علونة الدولة في سورية
- طل الملوحي / ندى سلطاني : وأنظمة الظلام
- النظام السوري(الطائفي) وقتل الأكراد
- وشعب الديكتاتور/القائد ( صدام ) لازم يموت - ينتصر حتماً !
- السطو الإيراني في دمشق
- دمقرطة الإسلام أم أسلمة الديمقراطية؟


المزيد.....




- رجل يتسبب في انهيار جليدي ويدفن شقيقه تحت الثلوج.. شاهد ما ح ...
- تحليل: كيف يمكن للتضليل الإعلامي الذي يمارسه الكرملين أن يخف ...
- -راديو الأشباح-... إذاعة عسكرية روسية من عهد الحرب الباردة ت ...
- رئيس وزراء العراق: بشار الأسد لم يطلب من بغداد التدخل العسكر ...
- الحرب على غزة: الجيش الإسرائيلي يحرق مستشفى كمال عدوان ويسته ...
- وزارة الداخلية السورية: بدء استقبال طلبات المنشقين عن النظام ...
- صحيفة: إسرائيل تواصلت مع نظام الأسد عبر رسائل -واتساب- ووسطا ...
- إحالة21 عسكريا أوكرانيا إلى المحكمة بتهمة -ارتكاب عمل إرهابي ...
- باكو: دلائل تشير إلى تعرض الطائرة المنكوبة لهجوم خارجي
- تصاعد دخان كثيف بعد حرق الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان ( ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - طائفية (الوطني) ووطنية (الطائفي) في سوريا