أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد قويدر - خلف الارهاب الأعمى ... فكرة جبانة سوداء














المزيد.....


خلف الارهاب الأعمى ... فكرة جبانة سوداء


رشيد قويدر

الحوار المتمدن-العدد: 2993 - 2010 / 5 / 2 - 17:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مشهد العنف الدموي الإرهابي الأعمى؛ في جريمتيّ مترو موسكو، مشهد يتجسد فيه كل ما هو عنيف ومؤلم؛ جرحى وأشلاء من اللحم البشري، بقايا أطراف بشرية محترقة، دماء على الجدران الرخامية، هويات ملطخة بالدماء، أحذية أطفال مدمّية تحمل براءة الطفولة ... لتقول الرسالة وفي ذروة توحشها ... أنها قد وصلت ...
نستمع إلى شاهد عيان قرب موقع إحدى الجريمتين، يسرد ويبحث عن المعنى قبل الحقيقة، يتساءل ما الذي يبغونه من الجريمة الإنسانية، و "نحن لن نمضي منكسرين، لن تطفأ مصابيحنا، وهذا الحزن هو للجميع الإنساني"، يتحدث من تضاعيف الحزن الذي وضعه وجهاً لوجه أمام رسالة موت عبثي، وبعد هذا الانغمار المكثف تعلو في قسماته ونبرته الحياة، وفي البحث عن حقيقة المجرمين في قائمة التساؤلات وأهدافهم. لقد وصل لنا المعنى من الفكرة السوداء وحربها على العقل الإنساني ...
بيد أنها الفكرة السوداء التي ينبغي أن نهرع بكل ما أوتينا ضدها بالرفض والدحض والاشمئزاز، وأن نحدد مكانها الشنيع وموقع نشأتها ومنبتها الذي نبتت فيه، ومأواها ومن أية قفار موحشة قاتلة للإنسانية جاءت، ومن يحتضنها ويسخر تطرفاتها في خدمة أهدافه ...
وعلى الرغم من كل ما يمكن أن يقال من تحليلات وآراء، لا بد من التوقف أمام حقيقة مؤكدة؛ لا يختلف عليها إنسان يمتلك الحدود الدنيا من الحس الإنساني، وهي أن المعتاشين على حساب الدين وباسم "المقدس" وتوظيفاته السياسية، وممن تشوهت نفوسهم قبل عقولهم، لن يدركوا عظمة الكائن الإنساني الذي "سجدت له ملائكة السماء" كما تقول جميع الكتب المقدسة، وأن قتل الأبرياء هو أزمة أخلاقية في الضمير الإنساني، ليس على كاهل المنفذين والمخططين فحسب، بل لدى مَنْ يتغاضى عن هذه الجرائم الإرهابية، أو يسوّغها تحت أية ذرائع ومسميات، بوصفها انحطاطاً وذروة الهشاشة في القيم والأخلاق مهما كانت أهدافها.
اليوم؛ تفيض روسيا الاتحادية بالثقة بالذات، وتفيض بالسيادة، روسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي، الأمر الذي نأخذه في حسبان أهداف الإجرام، وينعكس ذلك في ديناميكية السياسة الخارجية، وهي مرشحة أن تذهب إلى مدى أبعد، وقد سقطت "الثورات" الملونة المدعومة أمريكياً في أوكرانيا وجورجيا وقرغيزيا وبسرعة قياسية قلّ نظيرها في التاريخ، كما احتضنت روسيا أوزبكستان بجسارة كحليف رسمي، من خلال دعوتها إلى انسحاب القوات الأمريكية من آسيا الوسطى في مطلبها قبيل نهاية العام 2005، وأسقطت الدور الذي لعبه ديك تشيني في القوقاز ومعه عدد محدد من أوليغارشيا الفساد الهاربة من القانون الروسي وبأموال روسية طائلة مسروقة ..
وفي الجملة التحولات في خيارات روسيا السياسية والأمنية، واستعادة الجيش الروسي لأولوياته، وتشكيله على أسس جديدة، تتركز على سرعة الانتشار وخفة الحركة وتكامل الاختصاصات في إطار خطط الإصلاح، الأمر الملموس في حرب القوفاز التي أُعلنت عن حقبة جديدة بدأت بإسقاط "نظرية" تشيني في "احتواء" روسيا بآليات مشابهة للحرب الباردة، ونتائج "حرب القوقاز" أعلنت عن عودتها كمحور رئيسي إلى السياسة الشرقية بالذات، واضطلاعها بدور مرن أكثر فعالية بالموازنة بين المصالح الجيوسياسية والمبادئ، متعددة الأطراف والشراكات وفي أبعد مدى كشريك موثوق ...
والأهم في جملة وقائع المشهد الدولي، هو أن عالم اليوم قد أخذ يودع الأحادية القطبية، وفي لحظة تاريخية قد تطول، ومعها تتصاعد تعددية قطبية، فيما تشهد وبشكلٍ مضطرد ومتزايد لعالم من القوة الموزعة، وأكثر من القوة المركزة، لم تعد تملك واشنطن ترف تقسيمه كما شهدنا من غطرسة: "مَنْ ليس معنا فهو ضدنا".
ولعل ما سبق يفسر استهداف روسيا ودورها بعمليات ارهابية دموية، تقف وراءها جماعات تحمل في عقولها المظلمة فكرة جبانة سوداء..



#رشيد_قويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاسم الذي كتب في حلكة الزنازين أجمل قصص الكفاح والحب
- عمر القاسم مؤسس وعميد الحركة الأسيرة
- البنية السياسية الراهنة للنظام العالمي ... نحو التعدد القطبي
- -الطائفية في مواجهة الدولة الوطنية-
- تطورات السياسة التركية.. والصلف الاسرائيلي
- شجاعة النقد والإصلاح ... بؤس الأكاذيب
- قراءة في الورقة المصرية ...
- كيف يرسم المثقف الجذري المفكر رؤيته للمستقبل
- الفلسطينيون في اللقاء الثلاثي ....وخفّي حَُنين
- حال -الأمة- بين عبد الناصر ... ونحن
- أبا هادر يليق بك المنبر
- بديل الإصلاح الفلسطيني ... التدمير الذاتي
- مقتطفات من كتاب عمر القاسم
- ساكا شفيلي جورجيا ومحرقة غزة
- ما بعد ماركس ... الإفراج عن المنهج
- روسيا و«استراتيجيات التوتر» الأطلسية
- نقد -الملامات- التجريبية ... نقد الخلو من الروح النقدية
- خداع الذات ... بديلاً عن البوصلة الوطنية الفلسطينية
- روسيا والقفقاس... إعادة تعريف الجيوسياسي
- دلالات أرقام الشهداء ... ووهج التنوير


المزيد.....




- ماذا قالت أمريكا عن مقتل الجنرال الروسي المسؤول عن-الحماية ا ...
- أول رد فعل لوزارة الدفاع الروسية على مقتل قائد قوات الحماية ...
- مصدران يكشفان لـCNN عن زيارة لمدير CIA إلى قطر بشأن المفاوضا ...
- مباشر: مجلس الأمن يدعو إلى عملية سياسية شاملة في سوريا بعد ف ...
- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد قويدر - خلف الارهاب الأعمى ... فكرة جبانة سوداء