أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار حمود - أنت الأهم














المزيد.....


أنت الأهم


نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)


الحوار المتمدن-العدد: 2993 - 2010 / 5 / 2 - 17:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقالة حديثة نشرتها إحدى الجرائد اللبنانية مؤخرا ً قام الأستاذ سليم الحص، رئيس الوزراء البناني السابق، بإطلاق صرخـــة استغاثة وجهها لزعماء العالم العربي وحكـــامه. يطلب الأستاذ سليم في صرخــته هذه اهتماما ً أكبر وجدية أكثر وفعالية أعظم فيما يخص التعامل مع القضية الفلسطينية. يقول إن هذه القضية تمر اليوم بنقطة حاســـمة للغاية من تاريخها الطويل. فالمسجد الأقصى بخطر جدي يهدد سلامته الفيزيائية مباشرة. والوجود والمقدســـات المسيحية في خطر. والمخططات الاستيطانيـــة لاتتوقف بل تتزايد وتتصاعد ولاأمل منظور بأي قوة ردع أو منع. إنها رسالة محزنـــة بالأخص كونها صادرة عن شخص ٍ عارف بظواهر وبواطن الأمور. وأنا من الناس الذين أقر للأستاذ سليم بنظافة اليد ونزاهة ونبل الممارســـة عندما كان في سدة الرئاســـة وحتى خارج الحلبة السياسية حيث اختار لنفســه أن يكون واحدا ً من مؤسسي التيار الثالث اللبناني أي التيار الذي ينادي بتـنزيه الوطن عن متاهات لعبة الطائفية السياسية وإسقاطاتها الدمويـــة التي أصابت ومازالت تصيب من لبنان الأرز الشامخ، مقتلا ً، يوما ً بعد يوم.
إنها إذا ً دعوة حق يراد بها حق. إلا أنها، برأيي المتواضع طبعا ً، موجهة للعنوان الخطأ... فقد وجهت آلاف الدعوات والرسائل الحاملة لنفس هذه الفحوى إلى نفس هذا العنوان وارتدت دون أية نتائح ملموســـة ومع الكثير من خيبة الأمل.. مرة إثر الأخرى عبر تاريح القضية الفلسطينية الذي تجاوز اليوم القرن من الزمن. لابل... لقد أضيفت لهذه القضية قضايا أخرى جديدة لم تكن على البال والخاطـــر. مثل القضية العراقية والقضية السودانية والآتي أعظم.
أعتقد أنه بات من الواضح تماما ً أن توجيه هذه الرسائل المغمسة بالنوايا الطيبة والأمل بالتغيير بات خطرا ً بحد ذاتـــه. لابد لرجل الشارع العربي من أن يعرف أن التغيير لن يأتي من الأعلى أبدا ً، سواء كان هذا التغيير على الصعيد الداخلي الحياتي المعيشي أم على صعيد القضايا الوطنية الكبرى. فالحكومات العربية في واد وهو في واد آخر ولاأمل في تغيير هذا الواقع لألف سبب وسبب. وفي غمرة اللطم على الوجوه وندب وجلد الذات والحظ العائر... ينسى رجل الشارع العربي، وأعني برجل الشارع العربي الرجل والمرأة معا ً، أنه هو بالذات أهم مافي لعبة الحكام والسياســــة. إنه هو من يملك مفاتيح التغيير. ينسى هذا الرجل الصغير أنه قادر على إحداث التغيير على الرغم من كل حالات التهميش والسحق والاستلاب التي تطبق عليه من قبل هؤلاء الحكام بالذات الذين ناداهم وناجاهم الأستاذ سليم الحص عن طيب نية وحسن مقصد في رسالته المذكورة أعلاه. يكفي لهذا المواطن أن يطالب بحقوقه المدنية المسلوبة حتى تنقشع الغمة وتظهر الحقيقة بكل بريقها وألقها. يكفي أن يطالب هذا المواطن، في لبنان مثلا ً، بحقه في الزواج المدني والكف عن مهزلة السفر إلى قبرص لإتمام وإبرام الزواج بين شباب الطوائف والأديان المختلفة. وهذه واحدة فقط من عشرات القضايا الملحة في لبنان. يكفي أن يطالب في سوريا بحقه بإعادة تفعيل مؤسسات المجمتع المدني وإيقاف العمل بقانون الطوارئ الذي أكل عليه الدهر وشرب. وهذه أيضا ً واحدة من عشرات القضايا الملحة في سوريا. يكفي أن يعرف المواطن المصري أن من حقه أن يصوت لمرشح رئاسي آخر غير السيد مبارك، سواء كان هذا المرشح محمد البرادعي أو غير محمد البرداعي، وأن يطالب بحقه هذا من خلال المؤسسات القضائية. يكفي أن يعرف هذا المواطن العربي أن توحيد المناهج التربوية في المدارس وفصل هذه المناهج عن أية هيمنة سياسية أو دينية لابد وأن يفسح المجال لأجيال مستقبلية تضع الوطن أولا ً وقبل أي اعتبار. يكفي أن يؤمن ويمارس الرجل العربي حقيقة َ أن الدين لله وحده عز وجل وأن الوطن للجميع دون تمييز أواستثناء. وماهذه الأمثلة إلا غيضٌ من فيض!
التغيير يبدأ منك يارجل الشارع العربي. ولاأمل بدون ذلك. من الممكن تماما ً المطالبة بالحقوق الضائعة وبالطرق القانونية السلمية. وعندما تعود هذه الحقوق لأصحابها الشرعيين، أي لك أنت، تعود الأمور إلى منطقها السليم ويعرف الجميع ماله وماعليه. وعندها ستجد القضية الفلسطينية، ولاشك، حلها العادل والشامل. الشرعية هي شرعية الناس وحقوق الناس وحاجاتهم وحرياتهم وحقوقهم ولاشرعية أخرى أبدا ً.
يا أخي المواطن... أنت المهم.... لابل أنت الأهم. فابدأ منك أنت أولا



#نزار_حمود (هاشتاغ)       Nezar_Hammoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الانتخابات ولماذا فيزيون مونتريال - هاريل ؟
- خادم وحامي الحرمين الشريفين !
- حتى نغير ما بأنفسنا
- صديقي خليل
- ما لقيصر لقيصر ... ومالسليم لسليم
- الأستاذ سليم زبال
- رسالة إلى المواطن اللبناني العنيد
- والله زمن يا سلاحي !
- النار هذه المرة
- علهم في آخر الأمر يعرفون
- أغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون
- مصر يامّه يا بهية
- العرب أذكياء بالمفرق وأغبياء بالجملة
- الأنا الأعلى
- حدود الفيزياء
- غزة حتما
- الأحزاب والحزب
- إنهم عنصريون ... أليس كذلك ؟
- الذاكرة
- أنا مش كافر


المزيد.....




- اكتشاف ثالث حالة إصابة بجدري القردة في بريطانيا خلال أقل من ...
- حضور روسي مميز بمعرض ليبيا للأغذية
- ترامب يتحدث عن -مشاورات جادة- لإنهاء الحرب بأوكرانيا
- حسان دياب يكشف خفايا مهمة عن انفجار مرفأ بيروت
- تحالف دجلة والفرات.. أفكار كاراكوتش تعود للواجهة
- الشركات الأهلية حلقة من حلقات البناء القاعدي الشعبوي
- بوعز.. تفاصيل جديدة عن الإيراني الذي اصطاد جنديين إسرائيليين ...
- تبادل إطلاق نار في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا
- -حماس- تصدر بيانا بشأن فلسطينيين تتوقع الإفراج عنهم مقابل 3 ...
- عمدة مدينة اسطنبول أمام القضاء وسط هتافات المؤيدين ودعوات لا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار حمود - أنت الأهم