أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمير الحلو - وبعدين؟














المزيد.....

وبعدين؟


أمير الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 2993 - 2010 / 5 / 2 - 13:15
المحور: كتابات ساخرة
    



علاوة على ما يتمتع به الدكتور شاكر الجنابي طبيب القلب المعروف والاستاذ في الكلية الطبية سابقاً،فانه من أظرف الناس الذين تعرفت عليهم وصادقتهم وله قصصا ومواقف جميلة وطريفة خلال مسيرته الحافلة بالسياسة والعلم والاخلاق... روى لي أنه كان في ثانوية المحمودية وله ميول يسارية وفي أحدى المناسبات السياسية خرجوا بمظاهرة طلابية ضد الحكومة في العهد الملكي ،ومع الشعارات الحماسية والهتافات قام الطلاب برفع شاكر ليهتف،وعندها أصيب بالحرج وهو لايعرف ماذا يقول،تذكر ان تنظيمهم السياسي ضد الاستغلال والامبريالية معاً، لذلك قام بالهتاف ضد البقال الوحيد في منطقتهم وهو رجل بسيط ووضعه المالي أعتيادي ويقوم بتموين بيت شاكر الجنابي(بالدين) الى آخر الشهر، وعندما سألوه عن السبب قال لم أتذكر برجوازيا مستغلا غير(الحجي)فهتفت ضده مطالبا بتصفية (احتكاراته وكارتلاته المالية) ،وقد عاتب البقال والد شاكر الذي وبخه كثيراً على(موقفه السياسي المتطرف).
.يروي لي الدكتور شاكر ان السنوات مرت وانهى الكلية الطبية وذهب الى نيويورك للتخصص في امراض القلب وعاد طبيباً نطاسيا وفتح عيادة في منطقة الباب الشرقي،وفي أحد الايام دخل عليه رجل كبير في السن يشكو من أمراض عديدة ورجا من الدكتور إعطاءه تقريراً طبيا ليحيل نفسه على التقاعد،وعندما تردد الدكتور في تلبية طلبه: قال له هل تتذكرني يا دكتور؟اجاب لا قال: أنا البقال الذي هتفت بسقوطه في المظاهرة وقد أغلقت دكاني بعد افلاسي واشتغلت عاملا في المؤسسة العامة للصناعات الميكانيكية في الاسكندرية وأنا الآن كما ترى تعبان وأريد ان أتقاعد وأرجو ان تساعدني ...يقول شاكر لم أشعر بالالم يوماً مثل ما واجهته من تأنيب للضمير فانا اليوم طبيب معروف واستاذ جامعي ولدي بيت فخم وسيارة حديثة،فمن منا البرجوازي؟
تعرض الدكتور شاكر الى مضايقات قبل اكثر من عشر سنوات واعتقل مرة وما ان خرج حتى غادر العراق ليعود طبيباً في المستشفى الذي تخرج منه في نيويورك .لم تنقطع علاقتنا ونتصل ببعض بالتلفون في المناسبات،فسألته عن آخر حادثة وقع فيها(كالعادة)فقال لي ضاحكاً ان زوجته كانت مريضة جداً وأبنته حامل ولديها مشاكل وأبنه متعثر في الدراسة وغيرها من(المنغصات)،وما ان خرج من مبنى المستشفى وكان الشارع مغطى بالثلوج حتى تزحلق ووقع على ظهره،فنظر الى السماء وقال بالعربية(وبعدين؟) وقد تجمع الناس حوله وهم لا يعرفون بماذا يخاطب السماء وماذا يقول .
تذكرت كلمة(وبعدين) التي أطلقها الدكتور شاكر الجنابي وأنا أقرأ خبر ملاحقة الاخوة الكويتيين للطائرات العراقية وآخرها التي وصلت الى لندن فوجدت المحامين والكويتيين يطلبون الحجز على الطائرة العراقية لان الخطوط الجوية العراقية (مديونة) للكويت ! ...
لا أريد هنا مناقشة الموضوع سياسياً والدخول في متاهات الماضي وملابساته ولكني اتساءل ألا يراد للعراقيين ان يكونوا كبقية البشر وقد عانوا اكثر من عقدين بالسفر عبر البر الاف الكيلومترات،والآن يشترون ويأجرون طائرات لاعادة الحياة الى علاقاتهم وتجارتهم ...فلماذا هذه الملاحقة (الزايدة) عن حدها؟
وأشارك الدكتور الجنابي بالتوجه الى السماء والقول : وبعدين ؟



#أمير_الحلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي حدث عسكريا يوم 9/4/2003؟
- هل كان الهجوم الاميركي
- إعتراف
- الكهرباء والبيئة
- عقوبات رادعة
- دواخل الاشياء
- ألانقلابات العسكرية
- بين الوحدة والاتحاد وسحق الجماهير
- ثقافة وزير الثقافة
- تعاليت من صاعق يلتظي
- حول الدراسة المختلطة
- الطيور والوطن
- أعجاب بالعدو
- أبناء المسؤولين والسلطة
- السياسة والمناسبات الدينية
- ما ضاع حق وراءه مطالب
- حركة القوميين العرب في العراق
- أضواء على المحاولة الانقلابية لحركة القوميين العرب عام 1963
- شكل جديد لزيارات الاعياد
- ذكريات جواهرية


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمير الحلو - وبعدين؟