أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد صيدم - صديق الأسرة ! (قصة قصيرة )














المزيد.....

صديق الأسرة ! (قصة قصيرة )


زياد صيدم

الحوار المتمدن-العدد: 2993 - 2010 / 5 / 2 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


عاد مغمض العينين..يكاد أن يفتحهما بصعوبة بالغة.. كان مرتخي العضلات.. شاحب الوجه..يمشى مترهلا على غير عادته.. أيقنت بأنه مريض لا محالة.. أشرت له بالحضور إلى جانبي فامتثل متمطيا.. مسدت على ظهره .. نظر إلى بحزن وبكى! كأنه شعر بأجله يقترب، فأراد توديعي.

أحزنني ما لاحظته عليه.. فهناك غشاوة بيضاء كانت تغطى نصف عينيه.. دب ذعر في قلبي..تناوشتنى هواجس وتساؤلات؟ كان اقلها استحضار الموت، فحزنت عليه ..الوقت شارف على العشاء عندما عاد من الخارج على هذه الحالة المزرية.. فالطبيب الوحيد هنا الذي يستطيع فعل شيء لصديق الأسرة قد أغلق عيادته.. فما العمل؟ تساءلت مع نفسي.. لننتظر حتى الصباح.. كان اقتراح ابني الأصغر.. نعم حسين..ليس أمامنا غير الانتظار.

شقشق الصباح ..نهضت مسرعا إليه.. تنفست الصعداء.. كان ما يزال نائما متكورا على نفسه.. وحسين إلى جواره، يرقبه بقلب قد تفتقت نياطه .. فعلى ما يبدو قد استيقظ باكرا.. تبسمت لهما .. كانت ابتسامة ممزوجة.. اختلط فيها الحزن والفرح والشفقة والاعتزاز.. صنعت حركة وأصدرت بعض الأصوات التي دأب على سماعها .. تململ، لكنه لم يكترث ولم يأبه ..ناديت على طفلي الأصغر الذى كان سارحا بفكره يرمق صديقنا..التفت إلى فزعا ..يتلفت جانبه بعينين زائغتين!عاجلته بطلبي: كن مستعدا الآن .. لننقل صاحبنا إلى الطبيب المختص .. سرنا ثلاثتنا متجهين إلى العيادة الوحيدة التي تستقبل مثل هذه الحالات!!...

نظر الطبيب إليه، قلبه بعناية وخبرة متفحصا.. تمتم ، غاب لثواني ثم عاد مسرعا وحقنة في يده، وقطرة للعين أيضا.. سيتحسن خلال بضعة أيام، لا تقلقوا.. كلماته أبهجت قلوبنا .. رجعنا إلى البيت متمنين له الشفاء العاجل.. مر يومان.. ما يزال موعوكا، لا تبدو عليه علامات الشفاء.. عد إلى العيادة مصطحبا صاحبنا مرة ثانية.. طالبت حسين بنبرة فيها ألم ورجاء..حمله بين ذراعيه وانطلق مسرعا.. عادا بعد نصف ساعة مرتاحا، منفرجة أساريره.. تركناه يستريح ومضينا...

في اليوم الرابع بدأت حالته في التحسن .. وبدأ يماثل للشفاء.. وأخذ يلهو كعادته..فقد اختفت تلك الغشاوة من عينيه.. ودب فيه النشاط والحيوية.
في أول المساء خرج.. غاب قرابة الساعتين كما كان يفعل دوما، ثم عاد وبرفقته ضيفا عزيزا ..كانت صديقته المعتادة.. التي كان يخفيها وينقل إليها الطعام خلسة ..الآن عاد بها علنا ؟ وعلى مرآي من الجميع.. دون خجل أو خوف! كأنه أحس بغلاوته وشعر بدلاله.. لكننا لا نستطيع إبقاءها معك؟ وحجزها رهينة غرائزك طوال الليل، إنها قطة الجيران.. كنت أتحدث لصديق الأسرة..قطنا المدلل " مارى بلو" الذي فهم الأمر فرافقها إلى البوابة.. ثم عاد وحيدا.. لينام لاحقا كما تعود دوما، أسفل قدمي حسين، الذي يعشق القطط .. أومأت براسي ومضيت فرحا.. وعلت شفتاي ابتسامة محدثا نفسي: لست وحدك يا ولدى!!.
****
" مارى بلو" تعنى باللاتيني: البحر الأزرق.

إلى اللقاء.



#زياد_صيدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حظوظ عرجاء !! (ق .ق. ج)
- س. ص ! (قصة قصيرة)*
- غزة.. دخان يا كييفي الدخان
- ومضات غزلية (ق. ق.ج)
- حكايات من طوكر!(ق.ق.ج)
- ابتسامات ما بعد الموت ! (قصة قصيرة)
- لحى.. ولكن! ( ق. ق. ج )
- صخب الموانئ 12 (الأخيرة).
- صخب الموانئ 11
- رهان مع الشيطان 3.
- ثرثرة فلسطينية قبل القمة العربية
- صخب الموانئ 7،8
- رهان مع الشيطان 2 .
- صخب الموانئ 2،3
- قصص معنونة .( قصيرة جدا )
- سقوط الأقنعة !( قصص قصيرة جدا ).
- صخب الموانئ 5 .
- تحت ظلال القمر..!! (ق. ق.ج)
- تصورات لقطاع غزة بعد 25/1/2010.
- حواس مبعثرة 2 ( قصص قصيرة جدا ).


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد صيدم - صديق الأسرة ! (قصة قصيرة )