أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - آللهم نجنا من زعاطيط السياسة















المزيد.....


آللهم نجنا من زعاطيط السياسة


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2992 - 2010 / 5 / 1 - 17:00
المحور: كتابات ساخرة
    



لنوري السعيد أن قال : ( اللهم نجنا من زعاطيط السياسة ) . تذكرتُ هذا القول ، في هذه الأيام ، التي يجري فيها اختبار بعض السياسيين العراقيين الجدد لمدى قدرتهم على تجاوز الأزمة السياسية الخانقة الناتجة عن زعططة السياسة العراقية حيث يتبين بوضوح أننا نحتاج الآن إلى أجهزة (روبوت ذكية) لحل الأزمة الناشئة عن الانتخابات العراقية .
احدث تحول بعد انتخابات 7 آذار 2010 أن البرلمان العراقي لم يلتئم حتى الآن . كذلك لم يتم تشكيل الحكومة على ضوء نتائج الانتخابات . هذا وضع غير طبيعي بكل الاعتبارات والمقاييس ، إذ من المرجح حدوث مخاطر سياسية من صنع مواقف القوائم الفائزة قد تعقبها أوضاع أمنية اشد خطورة من صنع عصابات أعداء العراق الكثر .
رغم مرور مدة شهرين على انتخابات لعبت فيها يد خفية ليست مستقلة عن سياق الكآبة السياسية التي سادت أجواء العراق عبر السنوات السبع الماضية فأنه من الصعب القول أن قادة العراق الجدد لا يرفعون أيديهم ، في هذه الأيام أيضا ، إلى السماء مكررين دعاء نوري باشا السعيد نفسه . خصوصا إذا ما عرفنا أنه لا توجد وجوه عراقية كئيبة ومرعوبة أكثر من وجوه إخواننا في المفوضية الانتخابية وفي وجوه إخواننا من جماعة المساءلة والعدالة الذين صاروا جميعهم ، بلا استثناء ، متطفلين على حقوق الشعب الديمقراطية .
ربما توجد إشارات أخرى في الوضع نفسه قد تحوي على (تفاهة الاختلافات) بين القوائم الفائزة لعبت دورها ، أيضا ، في تأزيم الطقس الانتقالي العراقي إلى حالة تشعرنا بقرب حدوث عاصفة لا تحمد عقباها . خاصة أن نتائج القوائم الأربع الفائزة استندت كلها على برامج البحث عن موقع " الطائفة في السياسة العراقية " حيث وقع غالب الناخبون العراقيون ضحايا أهوائهم الطائفية وذات الآفاق الضيقة . كما يبدو كانت الأهواء الوطنية العراقية متأرجحة ، وخائفة ، ومتنازلة عن حقوقها ، تحت ضغط الإثارة الرخيصة بالدعاية الانتخابية على الشاشة الفضائية وبالمال السياسي خلال الأيام العشرين السابقة لموعد الانتخابات في السابع من آذار 2010 . لذلك كانت العقبات كثيرة أمام وجود فوز ديمقراطي حقيقي . اغلب الفائزين نالوا بطاقة الدخول إلى البرلمان بموجب نظرية تنفيسية ارضائية قائمة على القيم الطائفية والمنافع المادية ، الفردية والجمعية ، بأفعال وسلوك ومعتقدات وسنن همشت الضعفاء والفقراء والصامتين من أبناء الشعب تحت عنوان كاذب ، شعاره التعددية ، ورمزه كاذب ، تحت مقولة أن الاختلاف الطائفي لا يفسد للود قضية .
لكن بمجرد مرور الأيام والساعات بعد قيام المفوضية العامة للانتخابات بإعلان النتائج ، التي لم تستقر نهايتها حتى هذه اللحظة ، ظهرت التناقضات و اشتد التنافس بين القوائم الأربع . تبين لنا أن ( فساد الانتخابات ) اكبر بكثير مما نبه إليه أنبياء الديمقراطية من قبل حتى صار كل فرد من الشعب العراقي يتمنى انه لو عاش قبل أربعة آلاف سنة لكان أفضل له ولبلده ، لأن الإنسان آنذاك لم يكن قد اكتشف بعد ، أن القرود هم أجدادنا ، حيث كان بإمكان الإنسان أن يتخلص من مشاكله بمجرد أن يقفز من مكان إلى آخر أو بمجرد أن يغمض عينيه في فراش الليل لينام بلا جدل بعد متعته مع امرأة تنام بجانبه .
في الوقت الحاضر صار الجدل على الشاشة الفضائية متعبا جدا بين المواطنين العراقيين كافة بعد ان يدفعوا ضريبة مشاهدة المسلسلات التركية التي تسبق أو تعقب المسلسلات الخطابية التي يقدمها في الليل والنهار كل من السادة نوري المالكي وآخر اسمه أياد علاوي أو جلال الطالباني أو هوشيار زيباري أو حسن السنيد أو طارق الهاشمي أو بهاء الاعرجي أو عمار الحكيم أو مسعود البارزاني أو غيرهم ممن يتحدثون مع الشعب عن اخطر قضاياه كأنهم يهاتفون الوحي بتلفون الموبايل وكأن من الطبيعي أن تتحول ارض العراق إلى مسلخ للنساء والرجال شيوخا وأطفالا من دون أن تثير عندهم حوادث القتل أي ردود أفعال لا عاطفية ولا سياسية .
لا احد من هؤلاء القادة يتحدث مع الشعب بصراحة وكل واحد منهم يتضاءل أمام أفكار واقتراحات الناس الوطنيين والأحزاب الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني وأمام بعض عناصر سادة العصر النووي في العالم مثل هيلاري كلنتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة التي نصحت بجملة مفيدة واحدة موجهة للساسة العراقيين لكي يعقلوا أمام النتائج الانتخابية . ترى هل يستجيبوا للعقلانية أم أن كل واحد منهم لا يراهن على شيء غير رأيه النرجسي المتصادم حتما مع كل رأي نرجسي آخر .
جميع الفائزين يجدون أنفسهم في هاوية المشاكل بلا حل . يجدون نتائج الانتخابات مفقودة في ظلام عظيم هو ظلام التزوير ، والاتهام بالتزوير. ثم يغلقون عيونهم متظاهرين بالنوم أو أنهم ينامون على أفرشة الكوابيس السياسية والانقلابية والتفخيخية . ينعمون بدفء الليل الربيعي لكنهم يستيقظون صباحا بعد حلم سيء ينذرهم بأن الأمل في تشكيل الوزارة والانفراد بالحكم صار أمرا محبطا يستوجب الصراخ في مؤتمرات صحفية أو عشائرية .
صار لكل قائمة من القوائم الفائزة قصدها الخاص وموقفها الخاص وتصرفها الخاص . من الصعب عليهم ان يحددوا للشعب زمنا يتوحدون فيه . بين كل قصد وموقف وتصرف مسافة طويلة من حيث الزمان والمكان والإمكانيات . يبدو هناك فجوات كثيرة بين القوائم الغالبة ، كما أن هناك فجوات في أحقية كل قائمة بأن تقود الشعب العراقي المغلوب على أمره بكل انتخابات جرت في العراق وشارك هو فيها .
إن العقل الإنساني ليس واضحا في العملية الانتخابية العراقية . صار هذا العقل لا يمثل نفسه ، إلا من خلال (العنف) عبر تبادل الاتهام والكلام الخشن ، سواء كان واعيا لما يقوله كل طرف أو مخدرا بترياق الفوز الكلي أو الجزئي .
رئيس القائمة العراقية أياد علاوي يظن أن النموذج العالمي للفوز بالديمقراطية هو الذهاب إلى الجامعة العربية وحين تتواضع أمامه الخبرات الشخصية والتاريخية لكوادر هذه المؤسسة غير القادرة على حل حبل دجاجة ، فأن من دواعي فخر أياد علاوي الذهاب إلى مجلس الأمن التابع إلى الأمم المتحدة للتشبث بمواد الفصل السابع من اجل تحقيق الديمقراطية في العراق .
أما نوري المالكي رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته المتصور نفسه شجرة جلجامشية متكاملة من المعرفة والفهم والحكمة يعتقد أن أصل مشاكل العراق السياسية هو وجود قوى أخرى تنافسه شخصيا أو تتجاسر على منافسة حزبه في حكم العراق .
لا يجوز أن يحكم العراق غير حزب واحد ،
ولا يجوز أن يقود العراق غير نوري المالكي .
.ربما تكون هذه (الحقيقة) مدونة في كتاب ما أو في وصية ما منذ أن طرد العراقيون من جنة عدن حين سيطر صدام حسين عليها ونحن لم نطلع على هذه المدونة ـ الوصية . لكن فضول جميع الأحزاب العراقية بعد نيسان 2003 لم يستكشف هذه الحقيقة حتى الآن لذلك فأن سيظلون لأربع سنوات قادمة يبحثون عن حلول لمشاكل يتنهدون منها بارتياح فلا يجدون أنفسهم غير أنهم ينعمون بالبحث عن " صبر وصبير الديمقراطية " بينما يظل حكامهم يبحثون عن كيفية جعل الماء المغلي باردا وهم ..!
أبناء الشعب العراقي تعلموا منذ زمن بعيد أن حكاما يحكمونه بلا مؤهلات سياسية حقيقية لا يخدعون غير أنفسهم . عند ذاك تبدو لعبة الحياة بقضية اسمها الديمقراطية لعبة سخيفة للغاية.
ندائي لكل قادة العراق المتهالكين من اجل السيطرة على كراسي الحكم وعدم الفكاك عنها : تصوروا أنفسكم من سكان القمر وانتم تنظرون من جباله إلى الكرة الأرضية ربما ترونها كهلال صغير ، حتى قاراته الخمس لا تبدو واضحة ، بل الكرة الأرضية كلها مجرد نقطة من الضوء الباهت ..!
ترى هل يتعظ حكامنا الجدد المتحمسون للجلوس على كراسي الحكم أن في النظام الديمقراطي بند اسمه ( تداول السلطة ) .
لا بد من التذكير العاطفي : حذار من الكره والغضب المتبادل أيها الساسة العراقيون .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 1 – 5 – 2010



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية وأسس تحرير الإنسان العراقي وانعتاقه الفكري والسياس ...
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى خلفاء بغداد الثلاثة
- صدمتان سياسية ونفسية بين الوزيرة ورئيس الوزراء ..!
- عودة العراق إلى عصر صناعة الأحذية يدويا ..!
- عن المعجزات والمستحيلات في السوق الانتخابية الحرة ..
- رسالة مفتوحة ثانية من جاسم المطير إلى السيد نوري المالكي
- الراقصون على انغام الوزارة العراقية المرتقبة
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى السيد نوري المالكي رئيس الوز ...
- صفات الإبصار في عقل النائب الحمار ..!
- هل يكون الفرح الانتخابي جوهر الحياة الديمقراطية ..؟
- الموت تفخيخا ووعد خمور الجنة وحور العين ..!
- مشاغل الفائزين بالانتخابات تضخم فعاليات الإرهابيين
- أبو مجاهد فوق القانون وهزال الادعاء باستقلالية القضاء / القا ...
- البرلمان الطائفي أفيون الشعوب ..!!
- تماثيل صدام حسين في طرابلس ..!
- ضحايا وجلادون في شركة مصافي الجنوب بأرض الجن ..
- تحية إلى وزارة الثقافة بمناسبة يوم المسرح العالمي ..!
- سيدي الشاعر : إنهم يفضلون السماء الغائمة ..!
- حمدية الحسيني هيكل انتخابي غامض وعاجز..!
- دعوا مستشار الرئيس المالكي في نومه العميق ..!


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - آللهم نجنا من زعاطيط السياسة