|
يحدث في المسجد الأقصى
جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 2992 - 2010 / 5 / 1 - 13:19
المحور:
القضية الفلسطينية
جميل السلحوت: بدون مؤاخذة- يحدث في المسجد الأقصى - أتوجه الى المسجد الأقصى المبارك لأؤدي فيه صلاة الجمعة، فتتكدر نفسي عندما أرى أكثر من حاجز اسرائيلي في مدخل باب الأسباط، وفي مداخل المسجد نفسه، يعترضون الشباب ويمنعونهم من دخول المسجد للصلاة، وان سمحوا لهم في بعض الأحيان فإنهم يحتجزون بطاقات الهوية حتى عودتهم. - وينشرح صدري فور دخولي باحات المسجد، فالمكان مهيب، ساحر الجمال، فهو أقرب مكان من الأرض الى السماء، منه عرج الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه الى السماوات العليا، لتتأكد عروبة واسلامية المدينة المقدسة بقرار رباني لا رادّ له. - وتتكدر نفسي عندما أنظر جهة الغرب فأرى( كنيس الخراب) الذي يعلو المسجد الأقصى من الجهة الغربية، لأن هذا الكنيس لم يُبن للعبادة بمقدار ما بني لتخريب المسجد الأقصى الذي تنخر الحفريات الاسرائيلي أساساته. - وينشرح صدري وأنا في أحد المساجد الثلاثة التي تشد اليها الرحال، طلباً للثواب حيث أن الصلاة فيه تعادل خمسمائة صلاة في المساجد الأخرى. - وتتكدر نفسي عندما أرى أفرادا متسولين، اتخذوا من التسول مهنة دائمة، في حين أن آخرين يحملون يافطات لجمع تبرعات لبناء مساجد معينة في مناطق معينة، منذ سنوات عديدة، علماً أن المساجد مبنية منذ سنوات، ومجهزة ومفروشة ولا تحتاج الى تبرعات. - وينشرح صدري عندما أرى أطفالاً في عمر الورود بصحبة والديهم لآداء الصلاة في المسجد العظيم، فأشعر بفرح غامر وأنا أقف بين يدي الله خاشعاً وبجانبي طفل، فالأطفال أحباب الله. - وتتكدر نفسي عندما يجلس بجانبي رجل أو رجال في مختلف الأعمار ورائحة البصل والثوم تنبعث كريهة من أفواههم، فأكظم غيظي وضيقي من ذلك،وأحاصر معدتي التي تنقبض تأهبا للتقيؤ، وأنا أستمع لخطبة الجمعة أو أثناء تأدية الصلاة. - وأفرح لرجال يلتقطون بقايا أشياء من باحات وساحات المسجد ليحتفظوا بها في جيوبهم حتى يلقونها في حاويات القمامة خارج المسجد، ولا ألبث أن تتكدر نفسي وأنا أرى آخرين يأكلون في باحات المسجد، ويتركون بقايا الطعام، ونفايات دون أن يكلفوا أنفسهم بالقائها في حاويات القمامة. - وأفرح لعجوز أو مريض يسند ظهره بأحد جدران المسجد العظيم أو أحد أعمدته ويتلو آيات من الذكر الحكيم بخشوع، وأتكدر عندما أرى بعضهم وقد وضع بجانبه أغراضاً تحجز مكاناً لرجل يحتاج الى اسناد ظهره الواهن في نفس المكان. - وأفرح لرجل يرتاد المسجد بملابس نظيفة، وتعطر بعطور تنعش النفس، وتتكدر نفسي عندما أسجد في مكان وقف فيه شخص بجوارب متسخة، تنبعث منها روائح كريهة، فالتصقت بسجاد المسجد لتنبعث أمراضاً في رئتي ورئة من يسجد مكانها. - تنبعث في نفسي غصة وأنا أرى أحدهم واضعاً أحد أصابعه في أنفه، ويمسح ما يخرج منه في أحد الأعمدة أو الجدران أو السجاد. - أغبط من يتقدم الصفوف باتجاه المحراب طلباً للثواب، ولا تلبث نفسي تتكدر وأصاب بالغثيان عندما أرى خونة وباعة عقارات وأراضي يتقدمون الصفوف. - أفرح وأرتاح لخطيب المسجد الأقصى وهو يلقي خطبته بإيمان وخشوع واضحين، وأفزع من معتمر للعمامة، ملتح، لابس جُبّة يخطب في بعض العامة واعظاً مرشداً وهو آكل للربا، محتال، مرتكب للموبقات السبع، و"يفتي" بأن "رقبة" الأرض تبقى عربية اسلامية بغض النظر عمن باعها واشتراها واستعملها. - أفرح لتجهيز الأوقاف لمشارب باردة المياه، وفي أماكن مختلفة ليرتوي منها الظمآى والعطشى، ولتجهيز الحمامات وتوزيعها ونظافتها. - أفرح لألوف الرجال والنساء من المثلث والجليل والنقب الذين يرتادون المسجد الأقصى للصلاة فيه وللتسوق من أسواق المدينة المقدسة المحاصرة، وأعجب من المقدسيين الذين لا يرتادون المسجد بما في ذلك أيام الجمعة. - أفرح لرجال يستمعون لخطب الجمعة خاشعين، وأغضب من رجال يتهامسون ويتحدثون فلا يسمعون الخطبة، ولا يتركون غيرهم يسمعها. - أفرح لرجال يؤمون المسجد مبكرين، يصلون النوافل، ويقرأون كتاب الله خاشعين وأُقهر من رجال يتواعدون في المسجد للبحث في بعض المشاكل، وتعلو أصواتهم دون مراعاة لحرمة المسجد ولحرية الآخرين في العبادة. - أفرح لشاب يساعد أحد والديه العجوز في الوصول الى المسجد لتأدية الصلاة، وأغضب من شاب يزاحم عجوزاً أو مُقعداً في الدخول الى أو الخروج من المسجد. - أغضب من رجال يتقدمون الصفوف، ويقاطعون خطيب المسجد لتبيان رأي حزبي لجماعة دينية فيثيرون الفوضى في الصلاة. - أفرح لمؤمنين يبغون الاعتكاف في المسجد لأيام معدودات، وألعن المحتلين الذين لا يسمحون لهم بذلك. - أشعر بسعادة عند زيارتي لمكتبة المسجد الأقصى التي تحتوي على عشرات آلاف الكتب القيمة وفي مختلف المواضع، وأشعر بالحزن عندما أرى قلة رواد هذه المكتبة. -أشعر بمسّ بكرامتي وقمع لحريتي الشخصية والدينية عندما يغلق المحتلون مداخل القدس أمام المركبات المقدسية الفلسطينية، ويفتحونها أمام المستوطنين ليعربدوا في المدينة كيفماوأينما يشاؤون،وأفرح لعجائز يجمعون ما تبقى لهم من قوة للوصول الى المسجد الأقصى سيرا على الأقدام. 1-5-2010
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النقد الذاتي في الأول من أيار
-
المسكوبية رواية الألم والعذاب في ندوة اليوم السابع
-
مرمورة وأحكام قراقوش قصة أطفال تثير تساؤلات
-
امرأة من هذا العصرفي ندوة اليوم السابع
-
رواية(ياقوت النهر)لمحمد ابو ربيع في ندوة اليوم السابع
-
امرأة من هذا العصر رواية الحب الأنثوية
-
رواية الوجوه الأخرى في ندوة اليوم السابع
-
القدس مدينة التعددية الثقافية ستفقد هويتها العربية الاسلامية
-
فلسطيني يموت تحت الاحتلال
-
رواية وجوه أخرى والسمو الانساني
-
قمة للتأبين أم للتحرير
-
الرهان على السلام مع نتنياهو
-
الفساد ينمو ويكبر
-
سواحرة الواد دراسة قيمة
-
فتاوي التكفير والهدم
-
تل الحكايا في ندوة اليوم السابع
-
تل الحكايا .. ما بين السيرة الذاتية والغيرية
-
نتنياهو يضع الحل من جانب واحد
-
أنا والجنود والكلب
-
ندوة اليوم السابع تحتفل بيوم الثقافة الفلسطينية وتحيي ذكرى م
...
المزيد.....
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع
...
-
الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا
...
-
-غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
-
بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال
...
-
في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
-
5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
-
قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا
...
-
خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة
...
-
اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال
...
-
اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|