|
حكومة انقاذ وطنية ... لإنقاذ ما تبقى من العراق ....؛؛
علي الأسدي
الحوار المتمدن-العدد: 2991 - 2010 / 4 / 30 - 23:42
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
من ينقذ ما تبقى ؟ ربما ثورة كثورة القرغيزيين ، تقتحم المنطقة الخضراء ، وتطيح برؤوسها من أبراجهم العاجية، ولكن ، هل لدينا مثل تلك السيدة الحديدية التي قادت الثوار وشكلت الحكومة المؤقتة في قرغيزيا بدل الحكومة العاجزة المقالة؟
وإذا كان الجواب ، لا أحد ، فمن ينقذ من ؟
هناك حلان أحلاهما مر. الأول : أن يطلب العلامة السيستاني من السيد نوري المالكي بالتنحي ، ليتيح لرئيس الجمهورية استخدام صلاحياته الدستورية لاختيار رئيسا للوزراء وحكومة من التكنوقراط من خارج أحزاب السلطة الحاكمة خلال مدة لا تتجاوز الأسبوعين ، لتستطيع السير بالبلاد إلى برالأمان. بعدها يدعو الرئيس مجلس النواب الجديد للانعقاد لاختيار رئاسته ولجانه المتخصصة واقرار التشكيلة الحكومية الجديدة. نقترح هذا الرأي مع علمنا بأن ليس للسيد السيستاني سلطات دستورية ، ولا نسعى أن تكون له تلك السلطات ، لكننا نعترف بأن له القوة المعنوية التي تؤهله للقيام بدوره الرقابي الأبوي على مصالح البلاد.
الثاني : أن تقوم الولايات المتحدة والأمم المتحدة كخطوة أولى بإقالة الحكومة الحالية ، و باعلان حالة الطوارئ في البلاد بالتشاور مع رئيس الجمهورية ونوابه ورئيس البرلمان المنصرف. بعدها تقوم بتكليف القائمة العراقية ( دون اشتراط تكليف رئيسها ) بتشكيل الحكومة الجديدة باعتبارها القائمة الحائزة على أكبر عدد من مقاعد مجلس النواب. وأن تسعى الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة في الوقت نفسه على ضمان توزيع عادل للحقائب الوزارية بين القوائم الانتخابية ، بشرط توفر الكفاءة العالية والاختصاص المهني والتاريخ الوطني والنزاهة في من يتولى تلك الحقائب. وأن تقوم الولايات المتحدة والأمم المتحدة بإلغاء قرار رئيس الوزراء بالسماح لمليشيا جيش المهدي بالتواجد في الشوارع سرا أو علنا ، بمعية واشراف السلطات الأمنية أو بدونها تحت أي مبرر كان ، ويطلب من القوات الأمريكية أن تساعد في تنفيذ قرار الحضر هذا ، وذلك حفاظا على وحدة الشعب وسلامة طوائفه جميعا دون تمييز. فهذه المليشيا تذكر الشعب بانتهاكات خطيرة لحقوق المواطن الأساسية في العمل والأمن والسكن والمعتقد والتعبد ، وتدمير بيئته الاجتماعية المسالمة التي اعتاد على العيش فيها خلال تاريخه الطويل.
ما دعانا لهذا الرأي هو حالة الاستعصاء السياسية التي وصلت اليها العملية السياسية ، وتشبث القيادات السياسية بمواقف لا تتسم بالعقلانية ورجاحة الفكر ، في وقت يتردى وضع البلاد السياسي والأمني والاقتصادي بسرعة نحو الأسوء ، وقد تقاد البلاد كلها إلى الفوضى التي ينتظرها أعداء العراق على احر من الجمر. فقد أسرفت القوى السياسية العراقية في إضاعة الوقت بسجالات بعيدة عن المسئولية الوطنية ، وها نحن بعد حوالي شهرين من نهاية الانتخابات ، ولم نلحظ أي علائم عن انفراج في مسألة اختيار حكومة جديدة. يجري هذا في وقت تكتوي الجماهير الشعبية بعذاباتها اليومية التي تتزايد وطأة من يوم ليوم ، وكأن الشعب رهينة في أيدي السياسيين ، وبأنه وجد لخدمة الحكومة وغايات رؤسائها السياسية الأنانية. فيما الدستور العراقي وكل دساتير العالم تقر بأن الحكومة ورئيسها وكل السلطات الأخرى ما وجدت إلا لخدمة الشعب وحمايته وتحسين وتطوير حياته إلى الأفضل. وما نراه اليوم أن الحكومة التي فقدت شرعيتها الدستورية تحاول بكل وسيلة فرض وجودها عليه ، ومحاولة تغيير نتائج الانتخابات لصالح بقاءها في الحكم ، وهي التي قادته خلال الأربع سنوات الماضية من فشل إلى آخر. لقد انتظر الشعب أربع سنوات في ظل هذه الحكومة ، وقبلها ثلاث سنوات في ظل ثلاث حكومات أخرى ، دون أن يرى خلالها اي تحسن في خدمات الدولة وواجباتها الأساسية تجاهه. فخدمات الكهرباء ومياه الشرب والحالة السكنية للناس لم تتقدم ، والبطالة والفقر تزداد اتساعا لتبلغ مستويات غير مقبولة أبدا. إن حكومة الصومال الأكثر فسادا وضعفا ، تتعامل مع خدمات شعبها بمسئولية وحرص لا تتوفران في ممارسات سلطات الحكومة العراقية. ويرغب الشعب أن يرى نهاية للموت المجاني عبر التوصل إلى صيغة للمصالحة الوطنية ، لكنه لم يلمس غير المراوغة والثرثرة التي لا معنى لها ، في حين حولت المصالحة الوطنية الى ورقة قذرة للمساومة ، بينما يتزايد جيش الأرامل والأيتام والمهجرين ، ليبلغ أضعاف عدد قوات الجيش العراقي وشرطته وأمنه مجتمعين. وفي الوقت الذي ينتظر الشعب غلق ملف مليشيات القتلة الطائفيين ، ها هي تعود مرة أخرى ، باشارة من قم وبتأييد من رئيس الحكومة الذي على ما بدا يطمح لكسب رضا زعيم التيار الصدري للتوقف عن معارضته لتسلمه رئاسة الحكومة لمرة ثانية. لقد استنفذت الحكومة الحالية وقتها وطاقتها ولم يعد لها ما تفعله ، وعليها الاعتراف بالفشل ، وآن الأوان لتمنح الفرصة لآخرين مستعدين للقيام بمهمة خدمة شعبهم بشكل أفضل. لقد صبر الشعب طويلا ، ويسعى لرؤية وجوها ودماء جديدة ، تعزز وحدة الشعب الوطنية في حكومة ديمقراطية تحرص على تطوير المجتمع المدني ، وتضمن الحرية والعدالة في توزيع الثروة والدخل القوميين لصالح كافة شرائحه الاجتماعية.
#علي_الأسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأول من آيار ... هل ما زلت عيدا ...؟؟
-
ولم لا يكون رئيس حكومة كردستان ... كرديا فيليا أو أيزيديا ..
...
-
التاريخ بين ... مآثر ستالين ... وجحود العقلانيين ...؛؛
-
دردشة مع والدتي ... حول العاصمة الصيفية للعراق ... ( 7 ) ...
...
-
دردشة مع والدتي ... حول أوسمة الملك سعود .. وحكومة العراق ال
...
-
السياسيون العراقيون في السعودية....ما هي الرسالة....؟؟
-
وفاء سلطان ... ومعركتها مع وعاظ السلاطين... ( الثالث والأخير
...
-
وفاء سلطان ... ومعركتها مع وعاظ السلاطين... ( 2 )
-
وفاء سلطان ... ووعاظ السلاطين ...(1 )
-
الحج الى طهران والطائف ودمشق .... والعمرة إلى أربيل ....؟؟
-
ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ... فمن يفتحه .....؟؟ ....( الأ
...
-
ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ... فمن يفتحه .....؟؟ ....( 6 )
-
ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ... فمن يفتحه .....؟؟ .....( 5
...
-
ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ... فمن يفتحه .....؟؟ .....( 4
...
-
ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ...فمن يفتحه ...؟؟...(3 )
-
ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ...فمن يفتحه ...؟؟...(2 )
-
ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا... فمن يفتحه ....؟؟....(1 )
-
مجرد سؤال ... من أين لك هذا ... يا هذا...؟؟
-
الصمت الأمريكي على التزوير... صفقة مقايضة غادرة بحق العراقيي
...
-
رئيس عراقي ... أم عربي لجمهورية العراق....؟؟
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
|