فاهم إيدام
الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 22:56
المحور:
الادب والفن
في الطريق لها تفكّر بها..!
في الطريق منها كذلك..!
على هذا يتجدّد كلّ لحظةٍ
اكتشافكَ الفظيع بأنّها هناك،
تربض مثل لبوةٍ جائعةٍ...
في نهايةِ كلّ طريق.
*
ـ مسرح الموت الوحيد!!
ـ دليل أمومة الأرض الوحيد!!
يا خلاصة ما يُدعى ماضٍ!
كيف ظلّلتكِ هكذا قضبان خوفنا؟
ووددتُ فعلاً لو جاوبتِني
ـ كيف حالكِ؟؟
لأوقف احتكاك ذهني الدائم بالنار.
*
ما أخافتني مشارفكِ،
فقط كنتِ في بعض الجوانب غاضبةً،
مثل قلبي.
الجوانب المهدّمة كحقيقةِ ما حصل،
ألتي غارتْ في لعبة الوقت فصارت
دليلاً على سحنةِ الزائرين.
خوار الجماجم طوال الشتاء هناك
لم يكن شكوى من ألم!
بل حوارٌ موجّهٌ نحو لاوعينا،
خوارٌ يذكّرنا بالجريمة التي
تستجدي ألوان الوفاء.
*
معذرةً يا وادي، ويا سجن، السلام..
فقد تحرّرتُ منكِ حين أرهبني الدخول.
حين جالَ نظري في لجاجة الشواهد!
هناك تعقّبني صوت يتصالب في الرأس،
كالصرير المخادع يأتي من جميع الجهات،
كتسباب حزن الوالدين...طارَدني.
وحين بدأت بطنك، الحُبلى أبداً، تعلو...
شاهدتُ الزحف الأسطوريّ الصبر
يتصيّد خاتمتي.
ففكّرتُ عندها في مصرعِ الوفاء!!
*
للخفاء...
منحتِ معانيكِ جملةً للخفاء..
للّحظة التي زاغَتْ.
ما أبقيتهِ ذاب في نصيحة العيون،
فكلّ ما أخذناه منكِ هباء
وكلّ ما قيل فيك تراب.
وبينما كانت روح أبي تقترب منّي،
رنّتْ بدواخلي قيمة خلاصتها فيكِ...
هي الإختفاء.
*
خلف اللجاجة طار الصوت،
عاد إلى مصدره الغامض.
حملَ الصرير نفسه وانداحَ في الظلام.
نفضَ رأسي عنه الصوت الرهيب
وعلى نفسها دارت عجلة الذاكره.
حدَث هذا في الطريق جنوباً
حيث تكمن النار،
وحيث خطَطتُ على سجّادةٍ في الهواء..
ـ في الآلةِ الحدباء منكِ فكّرتُ بكِ..!
ـ في الآلة الحدباء لكِ أيظاً..!
***
تشرين الأول ـ 2005
*(وادي السلام) هي مقبرة النجف التي ربّما تكون الأكبر في العالم.
#فاهم_إيدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟