أنا ونرجس ونيتشه ... الوحي بلون أحمر !!!

عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 19:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

تعرفت عليها في غرفة انتظار المراجعين في المستشفى ، كان أسمها ( نرجس ) أسم جميل ويحمل دلالات بأن الزهور تمكث بالقرب منك !! نرجس من أصل أيراني وتعتز بأصلها جدا !! نرجس صارت صديقتي فيما بعد ولااخفي عليكم هي متزوجة من رجل تافه يؤمن بأن المرأة اسوأ حالا من الدجاجة التي تباع في السوق !! وحتى تعاقبه جيدا أمام الناس وشواربه المفتولة تصير مثار سخرية أمام الناس ، جعلت من سريرها مقرا لرغبة تقول انها شعرت معي بأنها حقيقية !! عاقبت نرجس زوجها على أثار الضرب الذي يملأ ظهرها وخصوصا أثار الحزام !!! المهم وجدت نرجس كتابا يتحدث عن نيتشه فأصرت بأن أحدثها عنه .. بصراحة مواخير الدعارة التي عاشها نيتشه طوال حياته جعلت من طلبها مشروعا جدا عندي وخصوصا وكنت قد قرأت مقالة شاردة عبر الويب عن غراميات نيتشه مع طالبته لودسومي !! لودوسومي كانت تشتكي بأنها لم تفهم شيء منه وخصوصا الأفكار التي تتحرر أثناء ذوبان جسديهما معا في حرائق الشهوة العضوية الأنزيمية !! .. أرتدت نرجس للتو ثوب نوم خفيف لونه برتقالي مائل للحمرة ، على الرغم من عدم ملائمته مع بشرتها رحت أثني عليه بتمثيل بارع !!
جلست عند قدميها ورحت أحكي : (( بلغتني أيتها الملكة الســعيدة ذو الأقدام الناعمة الرشيدة بأنه في عام 1888 شعرت الســيدة لوسومي بالنهاية الوشيكة لصديقها واستاذها وعشيقها ( نيتشه ) ، بدأت حالة الهذيان ترافقه ببطء كسلحفاة ملعونة سحبته بعيدا عن ارض الواقع ، تلك السلحفاة الشاحبة من تطور المرض عند نيتشه لم تعطي لنا صرخات ممزوجة بأضطراب عصبي بأن الرب مجرد أفتراض ونحن البشر محاولة بائسة لذاك الأفتراض !!! فكل تاريخ البشر الطويل هو كتابة وأعادة كتابة لورقة درافت بائسة للوصول لحالة من التوازن الكوني مع أله منفي داخل نفسه ، هنا تكون المملكة الألهية تجربة فريدة ورائعة في الأنغلاق الذاتي عن باقي الموجودات !! الرسل الشرق اوســـطيون تحدثوا لنا عن نظام أرسال رائع بين الأرض وبين الســماء !! فكان أوريل وكابريال وميخائيل وغيرهم ، تلك الأيقونات المستوردة من سدنة وكتاب الزرادتشية بمرحلتها الثانية تثبت لنا حالة البؤس والقطيعة التي توصل لها رعاة الخراف والماعز الذين المبعدين أو بالأحرى الغير متكيفين مع الواقع المحيط ، تكيفهم الناجح الوحيد كان قطيع الماعز الذي يرعونه لدى أقطاعي تافه يملك في غياهب القصر جواري بعدد القمل الذي يملأ رأســـه !!! حاول الرسل الشرق اوسطيون البحث عن فردوس افتراضي شعروا به وامنوا به فكانت اولى تجارب اشتراكية نقية ممزوجة مع روحانية لم تدم سوى ساعات وبعدها بدأ العفن يأكلها عبر فرق الأمن وماكنات التعذيب المباركة من السماء .. رعاة الخراف لم تكن الســـماء توحي لهم بل قطعان الماشية هي التي أوحت لهم بأمور كثير وتفاصيل اوجعت رأسهم وأثقلت على نفوســهم المرهفة التي لم تقوى على حر الصحراء الخانقة ورؤية القرابين البشرية التي تذبح للشياطين التي يعبدها الناس !! قطعان الماشية الأليفة والهادئة كانت هي السبب في بناء القبة التي تمكث قرب بيتي الأن ، القبة المذهبة التي كلفت ملايين الدولارات من بيت مال المسلمين ! كلفت أيضا جياع وعرايا يؤمنون بأنها تحمل شــعاعا أبديا إلى ماشاء الله !!! فساد الشرائع كثير نراه جليا في أمي وأختي وزوجتي وكل امرأة عرفتها ، كانت الأنوثة عار عندهن و هوية صحراوية طبعت في مطابع عدنان وقحطان بأن المرأة تجلب لأهلها العار ، أجتمع القوم على أصدار مرســـوما مقدسا بوأد البنات تحت التراب !!! وهكذا مع تقدم البعد الاحداثي للزمن وموت أبعاد الكاربون بعدد ذراته الســتين X و Y و Z كل لحظة ألف ميتة مع قبورنا التي نحملها كعرب ، نحملها كأمة عظيمة !!!
أنبياء القرن الواحد والعشرين أحفاد بيل كيتس عليه السلام بدأوا خطا ً أخر جديد ، بدأت الكيبلات وألـ Bridges وفتحات ألـ USB توحي لهم شكلا أخر وطعما أخر للوحي ، ناسين بأن ورقة الدرافت نفسها هي هي ، نفسها لم تتغير !! لم يترك لها دجالوا المعابد والكهوف اي مجال لعالم افضل وأبتســــامة جديدة !! متى يدرك أنبياء ومثقفوا هذا العصر بأن البشرية تحتاج لأمل أكثر من حاجتها لفكر جديد !!! ))
طبعا لم تفهم نرجس ولا كلمة واحدة مما قلت كما هو الحال مع لودسومي ونيتشه !! لكن كل الذي تعلمت مني بأن جسدها ليس ملعبا لكرة القدم ، ليس ملعبا للتافهين والشهوانيين ، جسدها مقدس لأني أمنت بأنه مقدس !!! أمنت بأنه مقدس لأني قبلت قدمها ورحلت !!
شكرا لكــــــــــــــــــم ......................................

#عماد_البابلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات