أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - اسماك مشاكسه














المزيد.....


اسماك مشاكسه


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 16:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف اثنان في ان ما حدث في العراق عام 2003 لم يكن بكل المقاييس شيئا عاديا لان انهيار نظام شمولي مثل نظام صدام حسين ليس امرا هينا من الممكن ان يحدث كل يوم بتلك السهولة التي حدث بها
كان صدام ممسكا بكل خيوط الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق بشكل لم يسبق له مثيل,كان مصدر السلطات الثلاث وممثلها في نفس الوقت,كان الحاكم الاعلى ولا قانون فوق كلمته,كان يختزل العراق والعراقيين بكل رغباتهم وامالهم والامهم وتطلعاتهم في شخصه المصاب بداء العظمه,باختصاركان كل شيء ولا شيء سواه
لم يدر بخلده قط انه يموت كما مات البشرمن قبله , ولهذا بنى ثمانون قصرا موزعة على كل خارطة العراق, واكثر هذه القصور لم يحالفه الحظ بل لم يسعفه الاحتلال للنوم فيها, وفي كل قصر ادارة كامله من الموظفون والطباخون والفراشون والخدم ويقال انهم وفي كل تلك القصور يتهيأون يوميا لاستقباله ويهيئون القصروينحرون الذبائح ويطبخون ثلاث وجبات ثم يرمونها اخر النهارللكلاب والقطط الضاله بعد ان يطول انتظارهم, وفي الاوقات التي كانت تهدد فيها امريكا بضرب العراق يقوم بجمع الغوغاء والعاطلين عن العمل والسوقه والشحاذين ويملأ بهم قصوره كدروع بشرية رخيصة الثمن
كان يقود نظاما قويا ومتماسكا في ظاهره ولديه جيش من اقوى الجيوش ويتربع بكرسيه على اكبر بحيرات النفط في العالم ولديه اجهزه قمعية من كل الالوان فلماذا انهار بتلك السرعة المشينه؟
تكمن المشكلة في ان الاسماك لاتصمد طويلا عندما تسبح ضد التيار,فأما ان يغير التيار مساره وهذا غير ممكن واما ان تتعب الاسماك وتنهار مقاومتها فيجرفها التيار فيما يجرف
نظام صدام حسين في العراق كان يسبح ضد التيار, فكم كان بامكانه ان يصمد؟في الوقت الذي نرى فيه العالم يتجه نحو الديمقراطيه واحترام حقوق الانسان كان يتجه نحو مزيد من الاستبداد والتسلط والقمع الدموي, وفي الوقت الذي تتجه فيه دول العالم نحو الالتزام بقواعد الشرعيه الدوليه كان سجله مسودا بتأثير غزواته الفاشلة ضد جيرانه ووقوفه المتكررضد ارادة المجتمع الدولي وفي الوقت الذي تسود فيه بوادر الانفتاح الاقتصادي وحرية التجاره والتبادل السلعي وحرية انتقال رؤوس للاموال كان نظام صدام حسين يزيد من احتكاره لادوات التجاره الداخلية في العراق والخارجية مع بقية دول العالم,وفي الوقت الذي اصبح فيه العالم قرية صغيرة بقي صدام حسين مصرا على السكن خارج تلك القريه,فالعراقيون ممنوعون من السفرومحرومون من الاتصال بالعالم فلا صحافه اجنبية ولا فضائيات ولا انترنت ولا فاكس ولا حتى اجهزة الموبايل لان كل تلك الوسائل الخاصة بالتواصل ونقل المعرفة كان يعتبرها خطرا جديا يهدد نظام حكمه
انهار نظام صدام حسين لانه كان يخالف التطور الطبيعي للامور,كان سمكة مشاكسة عنيدة تسبح ضد تيار التطور والانفتاح الذي بدأ يسود العالم اليوم وهذا هو مصير كل الاسماك الاخرى فمن المرشح التالي للانهيار؟
قد يكون مبارك الذي يقبع في كرسي حكمه منذ تسعة وعشرين عاما في مصر التي تتصاعد فيها الحركات المنادية بالديمقراطية ومنع التوريث وتقابلها اجهزته الامنية بمزيد من قمع الحريات وتكميم الافواه وصل الى حد اعتقال صاحب دار نشر طبع كتابا عن محمد البرادعي منافسه المفترض في الانتخابات القادمه والى حد الترتيب مع الكويت لتسفير انصارالبرادعي منها ومع السعودية والامارات لاغلاق مواقع الكترونية يديرها مؤيدوه
وقد يكون العقيد القذافي صاحب السجل الحافل في خنق الحريات ودعم الارهاب والذي سيحتفل في ايلول بعامه الحادي والاربعين قائدا للثورة الخضراء و مناديا بالوحدة الافريقية بعد ان بح صوته وهو يدعو للوحدة العربية ولا من مجيب
وقد يكون العقيد صالح في اليمن السعيد وقد اوشك على انهاء العقد الثالث من حكمه المضطرب بتأثير التمرد الحوثي في الشمال والحراك الانفصالي في الجنوب والتأثير المتزايد للقاعدة في بقية انحاء اليمن المثقل بالفقر والقبلية والقات الاخضر
وقد يكون نظام ايران الاسلامية الذي بدأ يتهاوى تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية والمسيرات الطلابية المنادية بالانعتاق والتحرر من هيمنة الملالي
وقد تكون اسرةال سعود التي ما زال يقودها التطرف الديني وتسيرها فتاوى التكفير وتعيش في عزلة حضارية تامه عن مفاهيم الديمقراطيه وحقوق الانسان فبعد ان ساهم الفكرالوهابي المتشدد وخطباء المنابرفي نشأة القاعدة وساعدت اموال الزكاة والصدقات في ديمومتها وبقائها اصبحت السعودية الان من اول واهم اهدافا
كل هذه الانظمه وغيرها ايضا مرشح للانهياربسبب مخالفتها لسنن التطور الطبيعي للامور واتجاهها في طريق اخر لا يتناسب مع ما شهده العالم من تطور وانفتاح وتحولات حضاريه
كل هذه الاسماك المشاكسه سيجرفها التيار ويذهب بها الى غير رجعه ولكن ايها اولا؟
سؤال قد لاننتظر سنوات لنعرف اجابته



#صفاء_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوار الذهب
- الصراع مع الله
- محاكمة الحمل الوديع
- جريمة مخلة بالشرف
- لا تقتلوا يوسف شاهين
- بسم الرب
- عراق العجم
- في ظل الطوارىء
- رسائل قاتله
- لا غالب ولا ومغلوب
- يوميات فرعون
- لماذا..... يا شيخ ؟
- انا والعلمانيه
- تريد غزالا-......خذ ارنبا


المزيد.....




- كازاخستان تحسم الجدل عن سبب تحطم الطائرة الأذربيجانية في أكت ...
- الآلاف يشيعون جثامين 6 مقاتلين من قسد بعد مقتلهم في اشتباكات ...
- بوتين: نسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
- -رسائل عربية للشرع-.. فيصل الفايز يجيب لـRT عن أسئلة كبرى تش ...
- برلماني مصري يحذر من نوايا إسرائيل تجاه بلاده بعد سوريا
- إطلاق نار وعملية طعن في مطار فينيكس بالولايات المتحدة يوم عي ...
- وسائل إعلام عبرية: فرص التوصل إلى اتفاق في غزة قبل تنصيب ترا ...
- الطوارئ الروسية تجلي حوالي 400 شخص من قطاع غزة ولبنان
- سوريا.. غرفة عمليات ردع العدوان تعلن القضاء على المسؤول عن م ...
- أزمة سياسية جديدة بكوريا الجنوبية بعد صدام البرلمان والرئيس ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - اسماك مشاكسه