زياد عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 910 - 2004 / 7 / 30 - 13:22
المحور:
الادب والفن
حياة محكمة كقبضة يد.
أيام فاحمة ومدخنة لتواريخها.
سعال حاد كنصل.
سيجارة كل خمس دقائق.
آلام شاسعة بفارق أميالٍ عن البداية.
مطلع هزيمة عارمة يردده تفاؤل يتغمدك برحمته.
عناية إلهية فائقة مشددة.
إنعاش ملائكي على يمينك ويسارك.
لا شيء ولا شيء آخر.
صحراء لا تنطلي على إبراهيم الكوني.
فرشاة تروق لأسنانك البيضاء ومكواة تعبِّد قميصك الأبيض بينما القهوة متشحة وقد تأخرت عن العمل.
ربطة عنق معقودة جاهزة لشنقك.
مسافات مترامية الأطراف ورأسمالية الأطراف.
سرعات جنونية يسوطها حزام الأمان.
مبنى أزرق في السماء العشرين.
رب العمل ورب من لا رب له.
نيكوتين وقطران وأوهام خالية من السكر.
وجوه مجففة ومبردة تحيطها هالة المواد الحافظة.
سيجارة كل خمس دقائق.
عاهرة بخمسين دولار أمريكي فقط لا غير.
تنزيلات.
مراكز تسوق.
تصفية كبرى على كل ما يطالك.
قماش يعبر عن قيمته بثوب.
إيصالات كأنها صكوك غفران.
بطاقات إئتمان وسحب على المكشوف.
تبرعات.
جمعية الهلال الأحمر.
إعلانات.
مدينة مكيفة.
تكييف مركزي أو كونفيدرالي.
شوارع بلا أرصفة بلا كلاب أو مارة.
حفلة شواء لعمال متفحمين في قلب الصحراء في هاجرتها.
عمال يجبرونك على اعتناق كل ما قاله ماركس وانجلز ولينين وتروتسكي وماو وكاسترو وغيفارا ومهدي عامل وسمير أمين والياس مرقص وبوعلي ياسين . . . وقراءة كل أفكارهم وثوراتهم وأحلامهم.
متفرغاً
لاهثاً
غارقاً
في
"رأس المال".
#زياد_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟